أخبار السودان

معركة المعلمين

• المعلمين يناهضون الإجراءات الانتقامية للسلطة الانقلابية..
• طلاب وأولياء أمور ولجان المقاومة تتضامن مع المعلمين..
• معلم: التنقلات أخلت بصالح العمل وبالعام الدراسي..
• لجنة المعلمين: اعتقال رئيس اللجنة محاولة لكسر الإضراب..
لم تكن معركة المعلمين السودانيين مع الطغمة العسكرية الانقلابية وفلول النظام البائد معركتهم وحدهم، هذا ما أكدته وقائع الأحداث، ففي ظاهرة جديدة تؤكد وحدة الشعب السوداني في مواجهة الانقلابيين تضامن تلاميذ وتلميذات المدارس مع معلميهم وفي مدارس مختلفة، فبعض الطلاب أضربوا عن الحضور عن المدرسة ما لم يتم ارجاع مديرهم المقال أو معلمهم المعفي، وبعضهم جاء ليقف مع معلميهم في وقفة احتجاجية، بل تضامن حتى أولياء الأمور ولجان المقاومة، فالإجراءات التي استخدمتها الطغمة الانقلابية عبر عناصر الفلول البائد والانتهازيين هي إجراءات انتقامية وليست قانونية، كما أكد على ذلك أحد المعلمين للميدان.
الميدان – تقرير – هيثم دفع الله
تمدد الحراك الثوري المتضامن مع الإضراب الشامل المتدرج للمعلمين السودانيين، في المقابل بدأت السلطة الانقلابية وفلول النظام البائد في مواجهة تنامي وتصاعد إضراب المعلمين بإجراءات تعسفية وصفها أحد المعلمين بأنها انتقامية، فقد استخدمت سلاح الإعفاء من الخدمة والإقالة والنقل من مدرسة إلى مدرسة أخرى وتخفيض المدير إلى معلم إمعانًا في إهانته إذلاله، وهو ما رفضه المعلمين وأولياء الأمور بل وحتى التلاميذ في ظاهرة تؤكد التضامن الشعبي الكبير الذي وجده إضراب المعلمين، مما أثار الذعر والهلع في الطغمة العسكرية الانقلابية وعمدت إل سلاح الاعتقال لإفشال الإضراب وكسره.
ففي السياق اعتقلت قوة مدججة بالسلاح في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء رئيس لجنة المعلمين السودانيين الأستاذ فيصل حسن بدر واقتادته إلى جهة غير معلومة.
من جهتها حملت لجنة المعلمين السودانيين في تصريح صحفي الثلاثاء الماضي السلطة الانقلابية مسؤولية سلامة الأستاذ فيصل، وأكدت على أن الاعتقال الذي تم هو واحد من محاولات كسر إضراب المعلمين الحق والقانوني.
وأكدت اللجنة في تصريحها على المضي قدمًا في إضراب الكرامة حتى تتحقق المطالب التي هي ليست خاصة باللجنة، ودعت سلطات الانقلاب أن تبحث عن حلول تلبي عبرها مطالبها بدلًا عن محاولة سوق المعركة إلى ميدان آخر لم ولن ينجر له المعلمون، وقالت لجنة المعلمين إن المعلمين يعرفون جيدًا ماذا يريدون وممن يريدونه، وكيف يأخذونه، وهم ليسوا في حاجة لمن يقودهم لنيل هذه الحقوق. وفي ذات السياق أدانت لجنة معلمي محلية بيضة بولاية غرب دارفور اعتقال الأستاذين محمد عبد الله عبد الكريم والأستاذ جمعة يوسف بدون توجيه أي تهمة أو فتح بلاغ، وقالت إن اعتقال الأستاذ محمد عبد الله عبد الكريم (طه) بتاريخ ٢٨/٣/٢٠٢٢ بقسم شرطة محلية بيضة تم بدون توجيه أي تهمة أو فتح بلاغ.
وحملت لجنة المعلمين بمحلية بيضة مسؤولية المعتقلين لحكومة المحلية والولاية وناشدت المعلمين السودانيين الوقوف جنبًا مع المعتقلين حتى إطلاق سراحهم.
وفي سياق حملات السلطة الانقلابية الانتقامية قام مدير عام التربية والتوجيه ومدير التعليم الثانوي بالولاية الشمالية الانقلابي سيف الدين محمد عوض الله، بإجراءات انتقامية بتقديم العام الدراسي وتغيير التقويم الدراسي بسبب الإضراب، لتبدأ الإجازة في الأول من أبريل، كما قام بإقالة مدير التعليم الثانوي بمحلية مروي وتعيين (الكوز) إبراهيم عثمان، إضافة إلى إعفاء عدد من المساعدين الإداريين بالمحلية، وتعيين (الكوزة) نعمات مديرًا لتعليم محليه الدبة وتهديد بعض مدراء المدارس المصرية، كما قام بتوجيه من المدير العام استيضاح عدد من مدراء المدارس بوحده تعليم أرقو بدنقلا.
واستمرارًا لحملتها الانتقامية لكسر الانقلاب اعتقلت السلطة الانقلابية امس الأستاذ يوسف صديق، عضو لجنة المعلمين المكلف بمهام المساعد الفني بوحدة تعليم الأزهري السابق والأستاذ بمدرسة الانقاذ مربع واحد، وكان قد تم إعفاءه من المهمة.
ولم يقف المعلمين مكتوفي الأيدي فقد صعدوا من حراكهم الثوري وتضامن معهم الطلاب وأولياء أمور الطلاب ولجان المقاومة، لمناهضة الإجراءات الانتقامية للسلطة الانقلابية، فقد نظم عددًا من المعلمين وأولياء أمور الطلاب والتلاميذ وقفة احتجاجية بمكتب التعليم بالوحدة الإدارية بالجريف غرب أول أمس الثلاثاء، اعتراضًا على إجراءات نقل وإعفاء عدد من المدراء والمعلمين، وقد رفع المعلمين والطلاب لافتات لا للنقل التعسفي وهتفوا بشعارات (لا لعقاب المعلم، والإضراب من حق المعلم، الحرية والكرامة للمعلم، نعم لعودة كل المدراء). من جهته قال الأستاذ حسن محمد أحمد (شيخنا) للميدان إنهم جاءوا للاعتراض على الإجراءات التعسفية الانتقامية التي تمت من قبل مكتب التعليم في المعلمين والمدراء، وقال إنهم يطالبون بإرجاع كل المدراء إلى مواقعهم، وكذلك المعلمين الذين تم نقلهم، وأكد أن التنقلات أخلت بصالح العمل وبالعام الدراسي وقد تؤدي إلى تأجيل العام الدراسي.
وقطع بأن التنقلات ليست في مصلحة التلميذ وليست في مصلحة ولي أمره ولا المعلم.
ولفت الاستاذ حسن محمد أحمد إلى أن التنقلات للمعلمين والإعفاءات للمدراء تمت أثناء العام الدراسي الذي قارب على الانتهاء، وأضاف أمامنا امتحانات تجريبية، وامتحانات نهاية العام، وامتحانات تنقلية، وأوضح أن في ضوابط نقل المعلم أو إعفاء المدير يتم وفق أربعة شروط ولا يمكن النقل أو الإعفاء إلا بعد الوفاء بشروطه أو باسترضائه وهو ما لم يتم.
وكانت مواكب ضخمة خرجت لدعم المعلمين في عدد من الأحياء في مليونية أطلقت عليها تنسيقيات لجان المقاومة (مليونية حقوق المعلمين)، فخرجت مواكب من شروني متجهة إلى القصر الجمهوري كذلك في الكلاكلة، وشارع الستين، وشارع الشهيد عبد العظيم وغيرها.
من جهتها أكدت لجنة الإضراب العليا بلجنة المعلمين السودانيين في التقرير اليومي عن الإضراب النجاح الكبير للإضراب، وقالت لجنة الإضراب بمحلية شيكان ومدينة الابيض إن نسبة تنفيذ الإضراب بلغت خلال يومي 28 و29 مارس الجاري 100%.
وعلى الصعيد نفسه دعت اللجنة العليا للإضراب في بيان الاثنين الماضي، جموع المعلمين والعاملين بالتعليم العام بكل مدن وقرى وأرياف السودان، بالالتفاف والتكاتف لتحقيق كامل مطالب المعلمين دون الالتفات للغة الوعود وضغوط الإرهاب والتهديد.
كما أكدت لجنة المعلمين السودانيين على مطالبها التي تم رفعها لوزارة المالية، وأعلنت مواصلة الإضراب المعلن أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس ٢٩ و٣٠ و٣١ مارس.
وناشدت المعلمين عدم الالتفات لأصوات التخذيل والتهديد على شاكلة وصف قرارات الإعفاء من المناصب الإدارية بانها قرارات فصل، ونوهت اللجنة العليا أنه لا توجد أي جهة- مهما كانت- قادرة على فصل معلم وفق المعطيات الحالية لإضراب الكرامة.
وكان الإضراب الذي بدأ في ١٠ مارس بدعوة من لجنة المعلمين السودانيين جاء عقب تجاهل وزارة المالية وتنصلها عن الاستجابة لمطالب المذكرة التي رفعتها اللجنة.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..