الحرية الشخصية:مابين استخدام (الميك اب)…وتعاطي المكيفات في الأماكن العامة

تظل بعض التصرفات الشخصية التي نمارسها نحن بنو البشر محط تقييم وتحفظ من بعضنا تجاه البعض، فما نحسبه عاديا ومنطقيا فهو عند الآخرين غير مقبول، هذه الجدلية هي سنة الحياة فقطعا لن يجد الإنسان سلوكاً يمارسه هو في إطار الشخصنة مكان قبول تام وإجماع من الناس وحتى وإن كان القليل منهم، وإذا قمنا بإعداد قائمة طويلة لعدد من هذه السلوكيات نجد آراء الناس متباينة ومتفاوتة تبعا لثقافاتهم وبيآتهم فما نراه عاديا في وسط الخرطوم هو من الغرائب في شرق السودان مثلا برغم من وحدة الديانة هنا وهناك ولكنها التقاليد والعادات والبيئة التي تكون شخصياتنا وأفكارنا وهكذا.
ياحليل زمن السماحة ..والرجال ماعندهم موضوع
في هذه المساحة أردت أن أطرح وجهة نظر متباينة لعدد من الأشخاص حول سلوك ظل يفرض نفسه بكثرة في المركبات العامة برغم ندرتها، التصرف محل استهجان النساء قبل الرجال وهو سلوك نسوي تمارسه فئة معينة من (البنات) ُيفسر باستخدامهن لادوات التجميل ومستحضراته داخل هذه الأماكن العامة في وضح النهار، وعلى مرأى من الجميع ،(البنات ديل المكياج ليهن شنو ؟) هكذا ابتدرت حاجة آمنة حديثها وكان الأمر أعادها إلى أيام الصبا الأولى قائلة(الزينة من طبع البنات ولكن نحن زمان سماحتنا كانت مختلفة لأنو كانت طبيعية ما زيكن هسي كريمات وحبوب بتجيب الأمراض) ومضت مسترسلة
كمان بقى المكياج في المواصلات والمرايات بتطاقش)، من جانبها أوضحت رؤى(طالبة) أنها ليست من النوع الذي يستخدم أدوات التجميل في الأماكن العامة ولكنها ترى أن الأمر يدخل في الإطار الطبيعي وهو حرص المرأة بصورة عامة على المحافظة على شكلها، وجدنا بمعيتها إيمان(طالبة) التي كشفت أنها في بعض الأحيان تضطر إلى النظر إلى وجهها أو إعادة (الميك اب) في الأماكن العامة نسبة لوقوفها الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة نسبة للظروف المناخية السيئة في السودان، أما نسرين(موظفة) فمضت للحديث عن الموضوع بشكل آخر مفسرة(الرجال ديل ماعندهم موضوع وبتمسكوا بالفارغة الواحد يزحك عشان يركب هو ومع دا يقعد يحدثك عن عدم احترام البنات للرجل ويوصفن بقلة الأدب)، رباب عمر(موظفة) أكدت أن الأمر حرية شخصية ليس من حق الرجال التحدث حوله، فنحن بالمقابل لا نتحدث عن سلوكهم في استخدام المكيفات من (تمباك وسجاير) في الأماكن العامة فأعتقد أن الحال من بعضه، والمرأة بطبعها تستحي وأظنها تفعل الأمر بصورة مقننة وليست بالصورة الفاضحة التي تستدعي هذه الهجمة الشرسة.
عدم ثقة ..يؤدي إلى التحرش
تباينت وجهات نظر الرجال في الصفات التي أطلقوها على هذه الفئة من البنات إلا أن إيمانهم بسلبية الأمر كان واضحا، حيث قال عباس(صحفي) إن مثل هذا التصرف عدم ثقة من الواحدة تجاه نفسها، ومدعاة للتحرش الجنسي بهذه الفتاة التي تمارس هذا النوع من التصرف، وذلك لإثارتها الكثير من الغرائز في نفوس الشباب وهو سلوك مشين وعواقبه وخيمة، متطرقاً في حديثه إلى جهل البنات بثقافة(الميك اب) نفسها فتجد الواحدة منهن بالشارع العام، وكأنها لوحة تشكيلية ويعتقدن بكثير من الجهل أن هذا السلوك من مظاهر الرقي، ولكن ما لايعلمنَه أن الرجل لا يعاكس إلا الفتاة المتبرجة وهو يحدث نفسه بأنها غير محترمة، واتفق معه احمد بأنه ذا رأي فتاة تستخدم (الميك اب) في الأماكن العامة؛ فهي غير جديرة بالاحترام وتستحق كل ما يحدث لها لأن سلوكها سلبي، وفي آخر التطواف تحدث إلينا امير (طالب) عارضا وجهة نظره وواصفاً أن تربية الفتاة هي ما تحول بينها وبين أي سلوك غير حميد بغض النظر عن مسماه، ومؤكدا أن سلوكنا في الخارج ماهو إلا عكس لما تربينا عليه وتعلمناه داخل بيوتنا.

الاخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..