بدأ الحزب وكأنه تراجع عن خطابه «لحس الكوع والسما قريب وأرعوا بى قيدكم والما عاجبو يشرب من البحر ..إلخ».. الدستور.. إما أن يؤخذ بحقه وشروطه الصحيحة أو لا دستور.

د.صديق تاور كافي
عاود حزب المؤتمر الوطنى الحاكم تجديد دعوته بالصوت العالى للقوى السياسية والتكوينات المدنية والمسلحة المختلفة، للانتظام في حراك وطنى شامل حول الدستور بغية الاتفاق على صيغة تؤسس لاستقرار سياسى مستدام يخرج البلاد من دوامة الصراعات والمواجهات والأزمات التى تعيشها. وكانت أوضح صور هذه الدعوة ما ورد في خطاب الدمازين مطلع العام الحالى على لسان الرئيس عمر البشير بمناسبة أعياد الاستقلال. فمن بين ما ورد في ذلك الخطاب «تعالوا نتفق على كيف يحكم السودان.. السودان يسع الجميع … مافى حجر رأى ومافى عزل لأى شخص».. كما سيطرت لغة هذا الخطاب على مجمل منابر حزب المؤتمر الوطنى تقريباً، حتى بدا وكأن هذا الحزب الذى تمثل السلطة لأهله مسألة حياة أو موت قد تراجع بمقدار مئة وثمانين درجة عن خطاب «لحس الكوع والسما قريب وأرعوا بى قيدكم والما عاجبو يشرب من البحر ..إلخ»، أو كأنه قد قرر فتح صفحة جديدة مع نفسه والوطن والآخرين.
والدعوة لإجماع وطنى بوصفه مخرجاً لأزمات البلاد المركبة المعقدة، لم تبدأ بدعوة المؤتمر الوطنى هذه، بل ظلت تصدر عن جميع مكونات الحركة السياسية حتى قبل مجيء «الإنقاذ؟!» ولكنها ظلت تصطدم دائماً بقوى تقديم المصلحة الحزبية على مصلحة الوطن والشعب. ولأن دعوات عديدة قد صدرت من قبل المؤتمر الوطنى، وكانت مجرد مناورة واستدراج للآخرين بحسب ما قالت التجربة السابقة، فإن هذه الدعوة لا بد أن تكون موضع ريبة وشكوك من ناحية جديتها وجدواها، قبل التفكير في تلبيتها والتفاعل معها لعدة أسباب:
أولاً: في الوقت الذى تتصدر فيه هذه الدعوة الخطاب الرسمى للحزب الحاكم، تنتظم حملة تضييق خانقة على الآخرين من الذين لا يغردون في سرب المؤتمر الوطنى، وصلت درجة إغلاق المراكز ومصادرة الممتلكات وتشويه الصورة عبر منابر الإعلام الرسمية. فقد تم إغلاق «بيت الفنون» ببحرى، وهو مركز مدنى ينشط في مجال الثقافة والفنون وتوظيفهما في العمل الشعبى الطوعى العام. وتم إغلاق «مركز الدراسات السودانية» وتجميد نشاطه بحجة أنه يقوم بممارسة أنشطة مخالفة لأغراض إنشائه تضر بالأمن القومى، ولكن دون توضيح ما هى هذه الأنشطة حتى يصدق الناس هذه المزاعم. والمعروف عن هذا المركز أنه من المنابر السودانية الرائدة التى أسهمت في إدارة حوارات جادة حول الأزمة السودانية تشخيصاً وتعريفاً وأفكاراً. أيضاً تم إغلاق «مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنوير» وصودرت ممتلكاته بطريقة غريبة، حيث لا يدرى القائمون على أمر المركز أين ذهبت ممتلكات المركز من أجهزة ومعدات، ولم تخضع الإجراءات المتعلقة بهم إلى الصيغ القانونية المعروفة. فهذه المراكز لا تمارس نشاطها سراً، ولا تحمل السلاح الذى وجهت الحكومة دعوتها لحامليه بالانخراط في الحوار معها، وإنما تؤمن بالفكر والمنطق والحجة. ولذلك لم توصد أبوابها في وجه أية رؤية بما فيها المؤتمر الوطنى نفسه.
لقد جرت حملة التضييق والحجر على هذه المراكز المدنية في أوج الدعوة للجلوس والحوار الوطنى «كشركاء» في وطن واحد يسع الجميع. والأغرب هو التبريرات التى ساقها الأستاذ علي عثمان بقوله إن كتاباً أمريكياً صدر حديثاً يقول إن هناك منظمات مدنية في العالم تتلقى دعومات كيما تلعب أدواراً سياسية في بلدانها لمصلحة البلدان الداعمة لها. ولو أن هذا الحديث قد صدر عن أى شخص آخر غير الأستاذ علي عثمان «المحامى» لوجدنا له العذر. فمتى كان ورود معلومة عامة في كتاب يكفي سبباً قانونياً لتجريم الناس؟ وكم هى الكتابات والكتب التى تذكر حيثيات أكثر دقة وتفصيلاً عن فظائع وجرائم منسوية لقيادات ورموز المؤتمر الوطنى؟ فلماذا لم يؤخذ بها؟!
ثانياً: تجيء هذه الدعوة في ظل تضييق على خصوم المؤتمر الوطنى خاصة طلاب الجامعات من إقليم دارفور، كما تتم ممارسة عنف منظم في الجامعات تقوم به أذرع المؤتمر الوطنى بالتواطؤ مع الإدارات الموالية، مثل ما حدث بجامعة الجزيرة، ثم أحداث جامعة الخرطوم التى تعرضت فيها غرف خصوم المؤتمر الوطنى وممتلكاتهم للحرق والاتلاف، قبل أن يتعرض الطلاب أنفسهم للاعتداء والأذى الجسيم. وهذه مجرد صورة عابرة لسلوك الحزب الحاكم في الجامعات ضد أبناء وبنات السودان من غير الموالين له.
ثالثاً: تأتى هذه الدعوة تحت عنوان البحث عن توافق حول دستور حكم يرتضيه الجميع، بينما مسلسل التوقيف والمحاكمات السجون السياسية مازال بذات المشاهد والسيناريو. فمازال هناك سجناء رأى في العاصمة والأقاليم، ومازالت فرص التعبير السلمى تبحث عن متنفس لها، والأحزاب السياسية ما بين التضييق التعتيم ومصادرة الممتلكات وتسليط سيف قانون الأحزاب.
رابعاً: الطريقة التى يمضي بها المؤتمر الوطنى في أمر الدستور الجديد تجعل الأمر لا يخرج عن دائرة ذات لونية واحدة، هى لونية الحزب الحاكم والمرتبطين به من أحزاب ومنظمات مدنية أو جماعات وأفراد. فما يسمى أحزاب الوحدة الوطنية ليسوا أكثر من واجهات للمؤتمر الوطنى، أو في أحسن الأحوال متوالون معه من أجل مصالح حزبية وشخصية ضيقة.
وما يتم من حراك فوقى حول الدستور ينفي صدقية الحكومة وحزبها في البحث عن مخرج جاد للبلاد من أزمتها، وينفي صدقيتها حول الرغبة الجادة في تحقيق إجماع على الدستور أو غير الدستور، فكيف يتم الشروع في حوار لم تكتمل أطرافه الأساسية بعد، ولم يبذل الجهد اللازم لاستصحاب هذه الأطراف؟ فهناك قوى عديدة هى جزء أساسى من معادلة الحوار الوطنى غائبة عن هذا الحراك، وهناك جماعات حاملة للسلاح لم يتم استهداف إشراكها بشكل جاد. وهناك منظمات مجتمع مدنى ملاحقة بالحظر والمصادرة وتجميد النشاط. وهناك أقاليم يبحث مواطنوها عن الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية. فهذه الأقاليم تساوى في المساحة ما يقارب نصف مساحة البلاد، ويعادل تعداد السكان فيها نفس النسبة تقريباً، فمن أين يأتى الإجماع بدون هؤلاء؟ فالحراك الجارى لا يختلف من حيث الطبيعة، ولا يتوقع له أن يختلف من حيث النتائج عما سبقه من حراكات زائفة حول رأب الصدع وإجماع «أهل السودان» أو حكومة الوحدة الوطنية أو الانتخابات أو غيرها من عناوين ظاهرها الاعتراف بالآخر وأحقيته ودوره الأساسى في المساهمة الوطنية، وباطنها استغفال الآخرين واستخدامهم.
ولكي يكون هناك إجماع حقيقى فالمطلوب توفر شروط واضحة وخطوات عملية من الحكومة وحزبها تهيئ المسرح لحوار وطني متكافئ بين شركاء في وطن، وليس بين حزب حاكم مهيمن وضيوف عليه في الحوار الوطنى.
الصحافة
من الصعب جداً تصديق المؤتمر الوطني حتى لو تركوا السلطة وذهبوا لا تصدقهم
ليست لهم عهد.
شكرا جدا لهذا التحليل الشافى – المؤتمر الوثنى حزب الكضابين والفاسدين لا يمكنه اصلاح وضع هو من قام به وعزز فيه لغته وقوانينه وبندقيته – حزب كضاب لا يرى فى الاخرين غير تابعين وعلامته التجارية الكبرياء والعزة بالاثم .
عدم الإحساس مشكلة !
دكتور/صديق هل انت وكلنا علي قناعة بان ذلك تراجع ولا وخطة(الدستور)الناس عايز تغير النظام لانة فاسد
شواذ هم اهل المؤتمر ماذا ترجو من يستطيع ان يكبح جماح شذوذه
اصدق ابليس واتعاون معه
ولا اتعاون مع هؤلاء الافاكين الفاسدين
تعرف مسيلمه الكذاب
بس ده البشير يقول شي ويعمل بشي تاني
يبدو ان تحالف كاودا و الفجر الجديد زرع الرعب في اهل السلطة .. ليس للثعلب دينا
تعظيم سلام للصورة هى براها مقال شامل صدقت ست الشاى
الحذر ثم الحذر من اي تعديل يمس الدستور الحالي. والا لتمكن السلفيون من رقابكم .
الازمة الخطرة فى القوانين التى تتعارض مع هذا الدستور. وليس الدستور فهو اعلى واقيم من اي شئ فى هذه البلاد المنكوبة. راجعوا نصوص الحرية فى بنوده واياكم والتفريط فيه.
حتى لو به عيوب فهو افضل من بديله السلفي.
هو في إحساس ياناس – قولوا الحقيقة
الدستور جاهز باقي اللمه والخمه (والا ماهي الاليه التي يمكن ان يضيف بيها اي كيان حرف )*
عوفيت د. صديق تاور، وأزيدك في القول بأن السيد النائب الأول ذكر على الملأ أن تلك المراكز والمنظمات التى تم إغلاقها سوف تنشر على الرأي العام خلال اليومين القادمين وكشفها وفضحها للكافة بعمالتها ووقوعها في براثن المخابرات. لم يقف الأمر عند ذلك بل اضاف سيادته بأنه لا يطلق عليها منظمات وطنية بل سودانية فقط.والحمد لله لم ينزع عنها سودانيتها كما نزع وطنيتها.مرَ أكثر من شهرين ولم يتم الكشف والفضح كما زعم. لكن ما يهمني قوله هنا أن السيد النائب اعتمد في حديثه على كلام نقل له ولم يتحقق منه وكان الأجدى له الإستيثاق من مستشاريه الذين زينوا له قول ذلك وهو المحامي والقاضي قبل أن يكون سياسياً وذكر اسم كتاب لكاتب أمريكي قال أنه ذكر فيه أكثر من 15 منظمة سودانية عميلة للمخابرات الأمريكية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الكتاب اسمه The rogue State ويمكن تصفحه إذا طلبته من السيد قوقل. الأخوة في Sudantribune قاموا في التو واللحظة بتصفح الكتاب ولم يجدوا فيه ما أشار إليه النائب الأول وكتبوا ذلك في صحيفتهم. أنا شخصياً تصفحته وهو في مجمله ينتقد السياسة الأمريكية ودور ألـCIA وتدخلها في تغيير الحكومات ويقول لما أكتشف ذلك الدور لدى الكافة أوكلت الوكالة هذا الدور لتقوم به منظمات أمريكية بدلاً عنها ومن ضمن تلك المنظمات NED .هذه المنظمة الأمريكية تعمل مع منظمات سودانية قبل مجيء الإنقاذ وتمول أكثر من 25 منظمة سودانية يتبع بعضها للمؤتمر الوطني والبعض الآخر ذهب جنوباً بعد الإنفصال.
الكتاب الأمريكي لم يصدر حديثاً كما زعم النائب الأول حيث كانت طبعته الأولى في عام 2000 وعندما أشار إليه أسامة بن لادن في إحدى تسجيلاته في العام 2005 أقبل الأمريكيون على ذلك الكتاب الذى نفد من المكتبات مما أدى أن يقوم مؤلفه بطبعه ثانية في ذلك العام، ولذلك لا يستقيم منطق يقول أن أسماء بعض المنظمات وردت فيه وهي منظمات لم تظهر في الوجود عند ظهور الطبعة الأولى في 2000 ولا حتى عندما أعيدت الطباعة في 2005. ولكن هذا هو كيل المؤتمر الوطني عندما يزيف الحقائق ويمارس الكذب دون حياء.
السيد النائب الأول ما زلنا في انتظار وعدك بكشف المنظمات العميلة.
فعلا جاء الزمان الذي يهان فيه الشرفاء ويعلوا فيه صوت السفهاء
بس شاهيهن ما زي شاشي الحبشيات ..أصلو شاهي الحبشيات حكايتو تانية
يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم اعوذ بالله منهم