فرح الغبش حين يرفرف السلام

هلال وظلال
عبد المنعم هلال
نفرح أيما فرح عندما يعود مواطن إلى دياره بعد سنوات من الشتات يحمل في عينيه حنيناً للوطن وأملاً في الاستقرار والأمان.
نفرح عندما تنتهي معاناة أهل قرية أو مدينة عاشوا تحت وطأة حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل حرب التهمت أحلامهم وأحرقت قلوبهم وجعلت كل يوم جديد يحمل مزيداً من الخوف والدموع.
نفرح عندما تفتح مدرسة أبوابها من جديد لاستقبال طلابها الذين اشتاقوا إلى أصوات المعلمين وصفحات الكراسات وإلى ذلك الأمل الذي تزرعه المعرفة في النفوس.
نفرح حين يبدأ مركز صحي مهجور في العمل مجدداً ليستقبل المرضى الذين أنهكتهم الأمراض والأوبئة ويعيد لهم بعضاً من حقهم في الحياة.
هؤلاء الغبش أولئك البسطاء الذين لا يملكون سوى أحلام بسيطة وأدعية صادقة هم من يستحقون أن يرفرف السلام فوق رؤوسهم بعد كل هذه الدماء.
السلام لهم حياة وعودة الأمان لهم فرصة جديدة ليحيوا بكرامة ليرفعوا وجوههم نحو السماء دون خوف ويتنفسوا هواءً خالياً من رائحة البارود.
فلنفرح معهم ولنرفع الدعوات أن يدوم هذا السلام وأن لا يعود شبح الحرب ليهدد أحلامهم البسيطة. لأنهم أكثر من يستحق الحياة وأكثر من يعلمنا معنى الصبر والأمل رغم المحن.
ولن يستطيع أحد مهما بلغ من نفوذ أو سلطة أن يصادر منا هذا الفرح أو يحتكره لنفسه مدعياً أنه هو وحده من جلبه فالفرح كالشمس لا تحجب عن أحد وكالمطر لا يتوقف عند حدود معينة.
هذا الفرح الذي نشعر به عند عودة السلام وعودة الناس إلى ديارهم وانتهاء معاناة الأبرياء هو فرح صنعته تضحيات الجماهير وصبرها وصمود الأمهات اللاتي انتظرن أبناءهن ودعوات البسطاء الذين كانوا يقبضون على الأمل كأنه آخر ما يملكون.
لا يحق لأحد أن ينسب هذا الفرح لنفسه وحده أو يدعي أنه من صنع يديه فالسلام جهد جماعي وثمار تعب الجميع من دموع الأرامل إلى صبر الأطفال الذين ناموا جياعاً إلى الرجال الذين فقدوا كل شيء ولم يفقدوا إيمانهم بالحياة.
إن الفرح عندما يأتي يخص الجميع ويعبر عنهم جميعاً فلا خطابات سياسية ولا منابر زائفة تستطيع أن تجعل الفرح شعاراً لشخص أو جهة هو لكل من انتظر وصبر وتمنى ودعا ولكل من حلم بغد أفضل.
نقولها بوضوح لن يحتكر هذا الفرح ولن يختزل في فرد أو مجموعة فهو فرحنا جميعاً وهو حقنا المشروع الذي انتزعناه من بين أنياب الألم.
وكم فرحنا ونحن نرى مدني تعود لأحضان أهلها كعروس غابت طويلاً ثم عادت تتزين بفرح أهلها واحتضانهم الدافئ فرحنا ونحن نتابع خطوات العودة إلى الحياة الطبيعية وعودة الطرق لتشهد حراك الناس والأسواق لتضج بأصوات الباعة والمدارس لتصدح بضحكات الأطفال.
مدني التي كانت رمزاً للصبر والتحدي أصبحت اليوم رمزاً للأمل الجديد خطوة أولى نحو استعادة السودان وجهه الذي عهدناه وطناً ينبض بالحياة والكرامة.
والعقبى للخرطوم عاصمة القلوب التي ننتظر أن تعود كما كانت ملاذاً للجميع تنبض بالحياة من جديد وترفرف فوقها رايات السلام. حلمنا أن تعود الشوارع مزدحمة بفرح العابرين، والمنازل مليئة بالدفء والوجوه مشرقة بالأمل.
إن عودة مدني ليست إلا بداية الطريق وإشارة على أن السودان لا ينكسر وأن ما نعيشه اليوم ليس إلا عثرة في طريق طويل نحو النهوض والنهضة.
ستعود الخرطوم وستعود معها كل مدن السودان لأن إرادة أهل هذا الوطن أقوى من كل المحن ولأننا شعب لا يعرف اليأس مهما اشتدت الظروف.
صحفى كوز ومنتخبكم والهلال والمريخ اصبحت تحت قبضة الكيزان الفاسدين والحرامية والبرهان الكلب عندما تكتب عن هذه الفرق واخبارها وانتصاراتها اوصفها بانها فرق الجيش والكيزان والبرهان الكلب