مقالات سياسية

من مدني… الخير جاء

بسم الله الرحمن الرحيم

هل رأيتم من يأكل في الخفاء؟ أي لا يريد ان يرى الناس وجبته؟ لا يسرح بك الخيال وتقول يخاف ان يحسده الناس على كثرة ما يأكل من الاصناف ( في الذهن تلك الصينية التي يعرضها موقع الراكوبة كثيرا والشيخ ماداً يده).

جمعية ود مدني الخيرية ومنذ زمن بعيد تقدم خيرها وركزت كثيرا على وجبات فطور التلاميذ. والذي في المدينة يعرف الفوارق الطبقية بين التلاميذ من قادم ومعه ساندوتش مليء بالبيض وآخر بالجن المستورد وآخرون بالطعمية وآخرون أيديهم في جيوبهم تدخل فارغة وتخرج كذلك.
آلت هذه الجمعية على نفسها ان تغيث ضعفاء التلاميذ وتوفر لهم وجبة الفطور حتى لا يتركوا الدراسة لهذا السبب. وفي واحد من اجتماعاتها التجويدية والتطويرية وهم يتحدثون عن التلاميذ انبرت لهم مشاركة وقالت: والله لو رأيتم ما في داخليات حنتوب من حالات فقر وجوع لما توانيت ساعة في توسيع المشروع واضفت الطلاب اليه. قالت: هل تصدقون أن بعض الطالبات تتغطى بالثوب او بالملاية لتأكل الخبزة الوحيدة بعد ان تبلها بالماء ويتكرر ذلك اياماً وعند مئات الطالبات.
اخذت الجمعية الأمر مأخذ الجد وبحثت في الأمر وتبين لها أن الوضع أكثر من مأساوي وإفرازات ثورة التعليم العالي في هذا الجانب لم تعالج كثيرا، واكتفت بتوفير مقاعد الدراسة وهربت من الاطعام وتركته للمجتمع ولكن هل كل المجتمعات مثل مجتمع ود مدني؟؟؟؟

ومن ذلك اليوم ادرجت الجمعية داخليات طالبات حنتوب في برنامجها ووفرت لهم 5000 خمس آلاف وجبة يومياً. وبعض من الاطعام وخصوصا وجبة بليلة العدسي التي يوصى بها كثيرا كمعوض غذائي كامل أو شبه كامل. وأخذت بعض داخليات الخرطوم الفكرة ووفرت وجبة بليلة عدسي بسعر 50 قرش فقط ( طبعا لو قالوا مجانا لنفر منها الناس كل الناس).

الاستاذ حسين خوجلي في برنامجه الذي أصبح حديث الناس كل الناس، يعرض رسالة من مدير مدرسة غرب المناقل وكيف ان التلاميذ تسربوا من الجوع ويلتقط الاستاذ صديق الطيب أحد المؤسسيين لجمعية ود مدني الخيرية منذ ان كان مغترباً ومازال مثابرا حتى يوم الناس هذا وهو وزير لمالية ولاية الجزيرة, ويلتقط رسالة الاستاذ حسين خوجلي ويرسل لمدرسة غرب المناقل لوري محمل بالمواد الغذائية وتعود الابتسامة لتلاميذ تلك المدرسة ، ونتمنى ان يتواصل الخير والدعم.
رب قائل بالله يا سيادة وزير المالية كم جنيها صرفت على مؤتمرات واحتفالات وانت لست مؤمنا بفائدتها؟؟ ولا مقتنع بمخرجاتها وذهبت مع الريح. كم كانت تطعم من هؤلاء الجياع بل الجائعات؟!!!

اخيرا على المجتمع ان يكون أحن على نفسه من الحكومة وكل من يريد أن يساهم فلتكن مساهمته جوال عدسي أو كما يقول اهل المدن عدسية يضعه في أي داخلية بنات او اولاد وينتظر الثواب من الله ، وسيكون لذلك أكبر الاثر على هذه المجتمعات.
لن أقول أين يذهب باقي أكل الولائم ولكن من اين يأتي مال الولائم.

احمد المصطفى إبراهيم
[email protected]

الرأي العام

تعليق واحد

  1. المشكلة سياسات ومنهج. لوري مشى وعاد بإبتسامة بناءً على طلب حسين خوجلي. طيب وبعدين؟ فرك الوزير يديه وهو سعيد إستجاب لمناشدة خوجلي. وذهب لقصر الضيافة وعزمكم إنتو الصحفيين فطور تكلفته أكبر من قيمة شحنة اللوري عشان تجو تكتبو زي كلامك الفارغ دا.

    بعدين شايفك رميت الحمل على ( رب قائل). سياتك ما (قائل)مع رب قائل دا ولا شنو؟

    يا أحمد أبراهيم ديل ناس فاسدين وهم نفسهم فسادهم ما ناكرنو. واللوري بتاعك دا شغل ميديا ما بحل مشكلة. مدني دي والجزيرة كان بتأكل السودان كلو. خلي طالبات الداخلية بحنتوب.

    جاي جاري فرحان شايل ليك خبر لوري؟ لوري يخمك واللي بطبل ليهم ديل.

  2. hايا استاذ ألأجيال يا احمد يا مصطفى يا ابراهيم.. جاء فى اخبار قديم الزمان ان معلما “خواجيا” كان يعمل فى احدى مدارس ودمدنى الثانويه حيث ابلى بلاءا حسنا .. ومن شدة تعلقه بزملائه زطلابه تعلم اللغة العربيه دارجها وفصيحها .. وعند انتهاء فترة عمله فى السودان وحان موعد رحيله الى بلاده اقام له رفاقه حفل وداع يليق به واشادوا به ةوتحدثوا عنه بالزائد شويه وقدموا له من الهدايا ما اذهله .. ووقف الخواجه يرد على المحتفين به فانفعل وجاشت عواطفه وفاضت عيناه ولما تماسك ليتكلم طارت من عقله الكلمات واستعصمت بالبعد عنه .. واخيرا نطق :..” وين ناس زى ناس مدنى.. انا ما شفت ناس زى ناس .. ليت شعرى” .. وجلس بين عاصفة من التصفيق !! اها الخواجه دا قصّر؟ ناس مدنى يكفيهم ما قاله عنهم المرحوم عمر حاج موسى فى حضور الرئيس القائد نميرى فى اول زيارة له للمدينه الباسله عقب تسلمه السلطه مباشرة..
    (2) آمل ان يكون القائمون على امر منظمة خريجى حنتوب قد اطلعوا على مقالتك هذه.. لآ اشك اطلاقا انهم لا محالة سيقدمون كل ما فى وسع خريجى الصرح الكبير من دعم واسناد للطالبات اللاتى حظين اليوم بالاقامة فى ربوع حنتوب والسكن فى داخلياتهم (فى سوابق ألأزمان) ويمرحن فى كل مراتع صباهم الباكر فى موقع ظلوا وما انفكوا وما فتأوا يتعشقونه وصار جزءا لا يتجزأ من وجدانهم ..

  3. انت يااحمد اخوي كلمة والي دي فنكها ساي ولا شنو وقال الاسم الزبير علي ابن العوام والابو طه علي أفضل الخلق لا حول ولاقوة الا بالله ما كان تقول لي بنزين العربية البتجي الخرطوم تقبض في إخوانك الصحفييين ما بتفطر ليها كم فصل كدا. وبعدين انت ما عارف انو وزير المالية اخر اليوم بشيل حصالة الجباية للوالي .

  4. يعنى كلامك ده كلو و لم تذكر السفاح سبب البلاوي إنتو الزول دا “السفاح” بتعبدوه في سركم و حرام عليكم تنطقوا إسمو بسوء ولا شنو؟؟ مدنى الخيرية قال مدني الفوزية و السعدية كيف معاك؟؟

  5. الاستاذ احمد المصطفى لتعلم سبب الجوع والفقر والضنك والفساد وتعاسة اهل البلد اقرأ كل يوم هذا الورد السياسي 12 مرة ،،،،

    من أين جاء هؤلاء ،،،

    هل السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟
    هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين ؟
    يريدون الهرب الى أيّ مكان ، فذلك البلد الواسع لم يعد يتّسع لهم . كأنّي بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين .
    يُعلَن عن قيام الطائرات ولا تقوم . لا أحد يكلّمهم .
    لا أحد يهمّه أمرهم .
    هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟
    الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب ، تنام منذ العاشرة ، تنام باكية في ثيابها البالية ، لا حركة في الطرقات . لا أضواء من نوافذ البيوت . لا فرحٌ في القلوب . لا ضحك في الحناجر . لا ماء ، لا خُبز ، لاسُكّر ، لا بنزين ، لا دواء . الأمن مستتب كما يهدأ الموتى .
    نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم ” السادة ” الجدد لايسمعون ولا يفهمون .
    يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيئ .
    يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة .
    يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأم
    مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
    أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
    أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
    أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟
    أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
    أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
    أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟
    إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟
    أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة تافهة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق .
    من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟
    هل حرائر النساء من ” سودري ” و ” حمرة الوز ” و ” حمرة الشيخ ” ما زلن يتسولنّ في شوارع الخرطوم ؟
    هل ما زال أهل الجنوب ينزحون الى الشمال وأهل الشمال يهربون الى أي بلد يقبلهم ؟
    هل أسعار الدولار ما تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط ؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟
    من أين جاء هؤلاء الناس ؟ بل – مَن هؤلاء الناس ؟

  6. للاسف الشديد والمحزن جداً أن لا تجد تعليقاً واحداً علي روعة هذا العمل التكافلي بعد أن أغفلت الدوله عن خدمة طلابها وطالباتها …متناسية تماما أن ضياع طالب أو طالبه هو ضياع للوطن من عدة زوايا ..تنموية أو إجتماعية ..
    الدولة مشغولة بالأسفار والخطابات الممطوطة ..الله يكون في عون المواطن والطالب والطالبة …
    لكن حيرتي في شخوصنا نحن …لو كان الموضوع ده شريط الصايعين إياة لنزل ألف تعليق …
    والسؤال لماذا صاع وضاع هولاء؟؟
    هل وجدوا إهتمام وتربية سليمة ومتنفس لطاقاتهم؟؟؟
    ولماذا لجأوا الي ما لجأو إليه ؟؟؟
    أين أنتم أيها المعلقون من هذا العمل العملاق ..
    عفوا أريد تلفون للإخوة الأفاضل القائمين علي أمر هذا المشروع …
    بارك الله فيكم وإن شاءالله في ميزان حسناتكم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..