تلداق أبو حواء.. ملك «البردية»

ما ان هبت نسائم فرح على قلتها في قرية «مورني» بغرب دارفور.. إلا وقدم تلداق ابوحواء أو تلداق ود حواء ناقراً جلد طبلة «البردية» وعلى رأسه «باروكة» مزدانة بودع يهز رأسه طرباً شمالاً ويميناً بينما كلتا يديه تفعلان بجلد «البردية» أفاعيل الطرب..
قلت له: كيف تكون تلداق ابوحواء وود حواء في آن واحد. بدون ان يرهق شفتيه بالكلام رد مقتضباً: أمي اسمها حواء وبنتي اسمها حواء دا سر التسمية..
لتلداق المشتغل بالطرب ستة من البنين والبنات ينتظر المناسبات الاجتماعية فينفق ما اعطوه له لمعيشتهم. وجدته في قرية «ارو» يشارك في محفل كبير، جاء تسبقه نقرات «البردية» ونسوة يتقافزن طرباً على جنبيه ولشهرته وطول باعه هناك، اخذ حسن عمر ابراهيم مدير اعماله يزيح عنه رهط المعجبين فتلداق وحيد ابداع هناك، قال لـ «الرأي العام» انه يغني بلهجة الفور وأشهر اغنياته «تينا كيلا سلام اكويل» ويفسرها بأنها تعنى «دايرين سلام»، فمورني التي يقطنها لم تسلم من أور الصدام والدواس، هلع الحرب بادياً على مقلتيه الصغيرتين..
«البردية» الطبل الذى يغني على نقره صنعها من شجر «الخرساي» وعلى جنبيها توازي جلدى ماعز يحدثان الصوت، شهرته وصلت نيالا والجنينة وزالنجي وكاس فأي حفل لا يغني فيه «تلداق» دا كلام ساي..
تسع سنوات لم يفتر تلداق من الغناء، فمنذ احترافه الغناء يحول الحزن الى فرح ولو كان مؤقتاً، أمنيته ان يغني في الخرطوم حتى يرفع عقيرته بالغناء ويؤدى اغنيته المحببة «تينا كيلا سلام اكويل»..
مورني: حسام الدين ميرغنى
الرأي العام