بؤس المعارضة، نغمة للمواطن، ونعمة للحزب الحاكم

د. سعاد إبراهيم عيسى
المعروف طبعا، أن إسقاط أي نظام حكم، لن يتم إلا عبر إحدى طرق ثلاثة، يمثلها إما السقوط ديمقراطيا، عبر الانتخابات المحددة، في إطار التداول السلمي للسلطة، أو عبر الانتفاضات الشعبية، في ظل النظم العسكرية والديكتاتورية، وأخيرا، إسقاط النظم الديمقراطية عبر الانقلابات العسكرية، وهى الطرق الأكثر سوأ في إسقاط الأنظمة.
حكومة الإنقاذ، التي هي حكومة حزب الجبهة الإسلامية، وعلى غير العادة والمألوف، جاءت إلى سدة الحكم متخفية عبر انقلاب عسكري، لم يطل أمد فرية الاختباء تلك، حتى تكشفت حقيقتها. وظهرت حقائقها. وبما أن حزب الجبهة الإسلامية يدرى تماما بأن الاحزب الأخرى التي خدعتها واغتصبت سلطتها، سوف لن تصبر عليه طويلا، فقد تهيأت لكل ما هو متوقع ومنذ البداية، بان جعلت لكل داء دواء، وبصرف النظر تماما عن اى أثار جانبية سالبة له، المهم تحقيق هدفها.
ذكرنا في وقت مضى، بان الجبهة الإسلامية، جاءت إلى الحكم بفكرة أن تنفرد بالسلطة والثروة لما لا نهاية، ولمعرفتها بخطورة ذلك النهج، وفى ذات الوقت معرفتها التامة بكل الطرق التي تؤدى إلى حرمانها من تحقيقه، فقد أخذت كل ذلك في حسبانها، بإعدادها لكل الطرق والوسائل التي تمكنها من إبطال مفعول أي من تلك الطرق.
فقد لعبت بدعة التمكين الذي سمع به السودان والسودانيون لأول مرة، دوره الفاعل في إبطال مفعول أي انقلاب عسكري، بعد أن أفرغت قوات الشعب المسلحة من كل القيادات التي قد تشكل خطرا على السلطة الحاكمة، كما ومهد ذات التمكين، بإبداله لكل من يشك في ولائه للحزب الحاكم من مختلف العاملين بالخدمة المدنية، إبدالهم بأهل الولاء بصرف النظر عن الكفاءة والخبرة، إضافة إلى استبدال نقابة المهنة بنقابة المنشاة، التي كانت السبب في تشتيت شمل النقابات وبعثرة صفوفها وجهودها، ومن ثم إبطال مفعولها في قيادة أي ثورة شعبية.
أما التداول السلمي للسلطة، الذي قوامه وجود أحزاب سياسية متكافئة، تتنافس على السلطة سلميا عبر انتخابات حرة ونزيهة، فقد أغلقت حكومة الإنقاذ ذلك الباب تماما، عندما عملت على تكسير الأحزاب العريقة وبعثرة صفوفها، حتى أصبح لكل حزب فروع وأجنحة، لم تكتف بها الإنقاذ بل عمدت على تشجيع إنشاء المزيد من الأحزاب (الطرور) كما اسماهم السيد الإمام الصادق، وختمت كل ذلك بصناعة أحزابها الخاصة، التي جعلت بالسودان ما يفوق المائة حزب، قطعا لن يصبح من الممكن تداول السلطة بينها. .
ما يدهش حقا هو، ما الذي جعل حكومة الإنقاذ تنجح في تنفيذ كل مخططاتها كما أرادت وبمثل تلك السهولة واليسر، بينما تعجز كل أحزاب المعارضة، خاصة العريقة والمعروفة منها، في مجرد وقف كل أو بعض ذلك العبث الذي تمارسه السلطة بما يحقق أهدافها وتنجح كما أرادت؟، بينما كل الذي نرى وتسمع كردود أفعال لذلك، لا يتعدى الشجب والإدانة، التي لا تحرك ساكنا في النظام الحاكم الذي اعتاد عليها بعد أن خبر ضعفها وقلة حيلتها.
المتتبع لأحزاب المعارضة هذه، منذ أن كانت بالخارج والى حين عودتها للداخل غير الموفقة، يلاحظ أن أكثر ما تميزت به تلك الأحزاب عجزها عن توحيد صفوفها وكلمتها، بل والتزامها بما يتفق عليه القوم حتى تحقيقه. فقد ظل شعار إسقاط النظام هو الشعار الوحيد المشترك والمفضل للجميع بل والمعتمد لديهم جميعا، بينما اختلفوا أيما اختلاف في طرق الوصول إلى تحقيقه، الأمر الذي جعل لكل حزب طريقه الخاص وطريقته الخاصة لتحقيق ذلك. وفى النهاية ضل الجميع الطريق للهدف وكسبت السلطة الحاكمة المزيد من عمر سلطتها.
الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة السيد الميرغني كمثال، فهو أول من أعلن دعوته التي بني عليها البعض آمالا عراضا في إمكانية الوصول إلى تحقيق هدف إسقاط النظام، عندما أطلق مطلبه المستحيل للحزب الحاكم، أن (سلم مفاتيح البلد تسلم). فما الذي حدث قي أمر ذلك التسليم فيما بعد؟ فقد عاد سيادته من الخارج، وقبل أن يتسلم مفاتيح البلد، سارع بتسليم مفاتيح حزبه للحزب الحاكم، فضمن سلامة حزبه بعد أن أصبح شريكا في السلطة.
حزب الأمة القومي، ظل الأكثر تمسكا بكونه معارضا للنظام الحاكم، رغم مناوراته المتعددة قربا من ذات النظام. فحزب الأمة هو الذي ابتدع فكرة التفاوض مع السلطة، بأمل الوصول إلى حل سلمى يرضى الجميع حكومة ومعارضة، أو بمعنى آخر أن يهيئ للسلطة ما اسماه الهبوط الناعم الذي ينفى كل الطرق الخشنة الأخرى لإسقاط النظام، فقد جاء سيادة الإمام بفكرة التراضي الوطني، الذي بذل حزبه فيه الكثير من الوقت والجهد ولم تثمر نفعا، أكثر من توفير المزيد من الوقت للحزب الحاكم.
وبالرغم من أن حوار التراضي الوطني لم يصل إلى إرضاء احد عدا الحزب الحاكم، إلا أن ذلك لم يمنع من أن يبادر ذات حزب الأمة بتلبية الدعوة التي قدمها السيد الرئيس لحوار جديد، باسم الحوار الوطني، الذي أراده الحزب الحاكم، أن يجرى بطريقته، وأن يوصله هو إلى غاياته التي يريد، وعلى رأسها طبعا كسب المزيد من الوقت، فاستجاب حزب الأمة لتلك الدعوة، ولولا أن قدر لزعيمه أن يتم اعتقاله بغير وجه حق، فنفض يده من الحوار وغادر البلاد فيما بعد. لكان حزبه اليوم من ضمن من قبضوا الريح من الأحزاب الأخرى.
طبعا هنالك من الأحزاب العتيقة من حافظ على معارضته التي تجلت في رفض المشاركة في الحوار الوطنى قبل توفير كل مطلوبات نجاحه، خاصة إلغاء القوانين المقيدة للحريات، التي في وجودها من العسير إجراء حوار شفاف، مثمر ونافع، ولم تتم الاستجابة لمطالبهم تلك فقاطعوا الحوار بصورة كاملة.حيث رأت السلطة أن تتم مناقشة ذلك الأمر داخل قاعات الحوار.
ولكن وعندما تم تقديم وثيقة الحريات التي أتى بها المؤتمر الشعبي، والتي تنادى بتعديل الدستور لأجل ببسط الحريات شاملة وكاملة، وهى الوثيقة التي استماتت قيادات المؤتمر الشعبي في أمر تحقيقها ولم ينجح. لكن ورغم تهديدات تلك القيادات بعدم المشاركة في حكومة الوفاق الوطني، أن لم تتم الاستجابة لمطالب وثيقتها، إلا أنهم سرعان ما عادوا وشاركوا مثل غيرهم في تلك الحكومة، بل وكما أراد الحزب الحاكم الذي لن تهزم إرادته أبدا.
الحركة الشعبية والحركات المسلحة المختلفة، لم تسلم هي الأخرى من عبث أيدي الحزب الحاكم التي قضت على وحدتها وبعثرة صفوفها، والغريب حقا انه رغم كل الأمثال التي ضربت للجميع من مختلف خدع هذا النظام، إلا أنها لم تمنعهم من الاستمرار في الوقوع في شباكها، فهم لم يعوا الدرس حتى اليوم، من أن تطاول عمر هذا النظام ما كان له أن يكون، أن حافظت المعارضة بمختلف مسمياتها على وحدة صفوفها وتوحيد كلمتها.
فالذين يتحدثون من أحزاب المعارضة، عن ثورة شعبية تقتلع النظام الحاكم من جذوره، من حقنا أن نسألهم عندما اندلعت تلك الثورة حقا، وخرجت جماهير الطلاب والشباب ولأسباب غاية في الأهمية للمواطنين، فما الذي فعلته تلك الأحزاب بمختلف أنواعها ومسمياتها إلا من رحم ربى، لأجل إنجاح تلك الثورة. وماذا قدموا لها من دعم ومساندة لأجل الوصول بها إلى غاياتها؟ فالذي علم أن بعض الأحزاب قد منعت جماهيرها من الخروج للمشاركة.
وعندما انبرت مجموعات من الشباب، للدعوة إلى عصيان مدني، وهو الذي يعتبر من أنجع طرق إسقاط الأنظمة الشمولية، وبناء على تجريبه أكثر من مرة. ودونكم ثورة أكتوبر الماثل أمامكم اليوم. ورغم تهديدات النظام ومحاولة تضليل الجماهير، فقد نجحت دعوة العصيان، ولكنها هي الأخرى، لم تجد الدعم اللازم والمطلوب والمتوقع من الكثير من الأحزاب التي لم نلحظ لها دورا في اتجاه مساندته وإنجاحه كأفضل ما يكون النجاح.
إذا لم يبق لأحزاب المعارضة، وسيلة لإسقاط النظام، بعد خذلانها في مساندة الثورة الشعبية والعصيان المدني، سوى الاتجاه نحو الإعداد لإبعاد النظام عن سدة الحكم، عبر هزيمته في الانتخابات القادمة، كما أوضحنا في مقال سابق، لكن من المؤسف انه، في الوقت الذي يعمل فيه الحزب الحاكم على لملمة أطراف عضويته، وتنظيم صفوفها، والسعي إلى ضم المزيد من العضوية إليها، وبكل الطرق التي يجيد استخدامها كما تعلمون، فان أحزاب المعارضة، لم نجد اى حراك من جانبها في ذلك الاتجاه حتى الساعة.
وقلنا من قبل، إنه من ألمهم والهام جدا، أن يتجنب جميع أحزاب المعارضة مجرد التفكير في مقاطعة الانتخابات القادمة، خاصة وقد تم تجريبها في الانتخابات السابقة، فماذا حدث؟ فقد نافس المؤتمر الوطني نفسه، وبعضا من الأحزاب التي وفر لها بعض الدوائر الانتخابية لتفوز بها، ومن ثم انتصر رغم انف الواقع والحقائق، بل ولم يمنعه ذلك من أن يعلن بأنه قد اكتسح الانتخابات، التي شاهد وشهد من بالداخل ومن بالخارج بان القائمين على أمر مراقبة صناديق الاقتراع بها، كانوا يغطون في نوم عميق، بسبب هدوء الأحوال في غياب الناخبين بسبب المقاطعة.
المؤسف أن المؤتمر الشعبي وعبر احد قياداته، أعلنها مبكر،ا بأنه لن يخوض تلك الانتخابات، ما لم تكتمل خطوات نظامهم الخالف، الذي يعمل على تقليص الأحزاب ودمجها في أحزاب معدودة تسمح بالتداول السلمي للسلطة، وبهذا الإعلان تم فتح باب قطعا سيجد من يدخل عبره من الأحزاب الأخرى، ومن ثم تكرار ذات الخطأ السابق، الذي يعنى إضافة المزيد لعمر النظام المراد إسقاطه.
أخيرا، وبعد كل الذي قيل عن عجز غالبية الأحزاب المعارضة، في تحقيق شعار إسقاط النظام الحاكم، وبمختلف الطرق، يصبح من المناسب أن تكف أحزاب المعارضة تلك عن ترديد قصة إسقاطها للنظام، الذي يبدو أن سيكون إسقاطه من الداخل، يعنى بيد عضويته لا بيد عمر.
نغمة ام نقمة
كيف للاحزاب ان تجهز حالها وهي اما مكتفه بسياسه امنيه مشدده او وضع اقتصادي تسيطر عليه الإنقاذ او وسائل الاعلام فمن يقبل بذلك فعليه الاستعداد مبكرا للهزيمه من المؤتمر اللاوطني
كلام فيه الكثير من العقل والحكمة التي لا تتوفر إلا لمثل هذه المرأة الناضجة التي تقول مثل هذا الكلام الذي ربما قد لا يعجب اللذين لم تعركهم التجارب من الشباب أو كبار السن الذين يمثلون بقية من آل بربون (الذين لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا)!!!
الزبدة :أخيرا، وبعد كل الذي قيل عن عجز غالبية الأحزاب المعارضة، في تحقيق شعار إسقاط النظام الحاكم، وبمختلف الطرق، يصبح من المناسب أن تكف أحزاب المعارضة تلك عن ترديد قصة إسقاطها للنظام، الذي يبدو أن سيكون إسقاطه من الداخل، يعنى بيد عضويته لا بيد عمر.
عليك نور ! الاحزاب تقعد في الواطة ترتاح وتريحنا حتي يدهس الكيزان المدنيين الكيزان العسكريين او العكس او حتي يدهس الانتهازيين عجايز الحركة الاسلامية! او نحن الشعب المفروض نشوف حلول تانية للخلاص فضونا من الحزب الفلاني و حركة العلاني ! حركات التغيير والاحزاب لوعندها فايدة تجهز نفسها لما بعد الكيزان
على الجميع التوحد فى حزب جديد
تحت مظلة حكومة ظل لمدة 6 سنوات
ببرنامج وطنى…..حكومة ظل من كل الاقاليم
اولا ترتيب مسالة اخراج العسكر من المدن و السياسة عنوة
هذه الحكومة مسؤلة عن فصل ادارة المستندات الشخصية الى ادارة
مدنية من القانونين بشروط صارمة لحسم الفوضى حتى نستطيع حل مسالة
الحقوق والواجبات و الهوية السوداناوية …..
تقسيم الثروة والسلطة لاي اقليم 50% من موارده والباقى للخدمات على ان يكون تسير الحكومة باقل من 10% من الموارد …
قانون الاحزاب دعم اي حزب يمثل اكثر من 10% والانتخابات تمثيل نسبى فقط مع عضوية برلمان تمثل القطاعات كالصحة والزراعة وغيرهما
تدعم الحكومة من الخارج والداخل …تدق الناس المعارضة الطبول والصفائح و غيرها كل يوم ساعة واحدة من 8 الى 9 مساء وتبدا المقاومة سلميا و حربا على النطام ان اراد استعمال القوة و تشارك الناس فى الانتخابات تحت راية حكومة الظل
لقد رسمتى لنا صورة كالحة السوداد عن لا امل في اسقاط هذا النظام بكل الطرق المتاحه والمشروعه سواء عبر انتفاضه او عن طريق احزاب المعارضه ….هل نظل على هذه الحال حتى نزول المسيح كما يقول نافع على نافع …..
*يا دكتوره.. ديموقراطيه لم يؤمن بها اهلها حتى قاموا بكتابة ميثاق للدفاع عنها! .. هل فى اى دولة ديموقراطية فى العالم فعل حاكموها ما فعله رجال الحزبين العريقين !.. تكونيش تقصدي بالعَريقيْن “اللى دايمن عرقانين ومبلولين كلما ضربت مزيكة المارشات وتواروا واحتجبوا).
* اها الميثاق دا بعد ما شالوه وطافوا به بلدان الدنيا والعالمين ( من خُلعة مزيكة المارش العسكرى والعَرَق) ما فيهم زول تذكرو او تأنّثو.. حتى القال انه كتبه نسى نفسه و قالها بعضمة لسانو “مرقت بالباب الورانى لابس شبشب”! تخيلى! *وآخرون من جعلوا “الديموقراطية قرينة لأسم حزبهم الم يسبق قول احد رجالهم “الديموقراطيه لو شالا كلب ما بتلقالو زولن يقوللّو جر”! تصورى!
* ناس منهم قالو لمن اغتصب الحكم منهم .. “سلّم تسلم” فوافق لهم ولكنهم كانوا هم اللى سلّموا له وقالوا له “جئناك طائعين”! فسَلِموا وشاركوه الحكم كمان!
* اما صاحب الشرعية الدستوريه فانه لعله لا يزال ينتظر وما بُدّل تبديلا .. ينتظر معرفة هوية الانقلاب وينتظر امبيكى وينتظر الوسطيه واخيرا لعله ينتظر اهل السودان ليتوافقوا على المهدية.. وهو فى انتظاره قال عاوز يشوف ليهو طريقه يخارج بيها الحكومه من ورطتا! ياها دى المعارضه!
رد الابنة صفا
شكرا على الملاحظة ولا اظنها تغيب عن فطنة القاري. فهى نقمة طبعا وإلا تصبح نغمة يجوز تفرح المواطن الغلبان.
يا أستاذة سعاد والله ما عارفة أبدأ من وين ولا وين بصراحة
مقالك كله مغالطات بصراحة
اول سطر قلتي في ثلاثة طرق لإسقاط أي نظام وأولها السقوط ديموقراطياً عبر الانتخابات في أطار التداول السلمي للسلطة.
دي ما أسمو سقوط أو إسقاط.. ده أسمه ذهاب الحكومة ديموقراطياً وبإرادتها وبحكم القانون. كيف تقولي أنو ده أسو أسقاط حكومة؟؟
ثانياً قلتي في الفقرة الثانية من المقال أن حكومة الانقاذ التي هي حكومة حزب الجبهة الاسلامية إلخ إلخ!!
هسع في ذمتك العبارة دي نفهم منها شنو يا أستاذة؟ أين هي الجبهة الاسلامية اللي وجعتو بيها قلوبنا دي؟ ممكن تقولي حكومة الانقاذ أو حكومة المؤتمر الوطني لكن مافي حاجة أسمها حكومة اخوان مسلمين ولا إسلاميين ولا جبهة ولا كيزان.. دي حاجات موجودة في عقولكم بس وأنتهت زمان قبل عقود.. يعني أكل عليها الدهر وشرب.. والترابي مات وقبل ما يموت بـ 15 سنة كان خرج من الحكومة وسقط مشروعه الاسلامي بتاع الجبهة والكوزنة !!
وثالثاً.. وين الانفراد بالسلطة دي والحكومة الان فيها 25 حزب؟ مش أحمد بلال عثمان ومبارك الفاضل وحسن إسماعيل وتراجي مصطفي وعشرات المسؤولين والوزراء والنواب وحتي المتمردين السابقين ديل كلهم ممثلين للمعارضة ولأحزاب المختلفة ولا خلاص ديل كلهم بقوا مؤتمر وطني في نظرك ؟؟
ولو كلهم بقوا مؤتمر وطني يبقي السودان كله مؤتمر وطني ودي حاجة كويسة معانا لكن ده زاتو غير صحيح ولا ندعيه.
يا أستاذة الله يرضي عليكي ما تتعبينا.
أنتو في وادي والناس في وادي تاني خالص.
مع كامل أحترامي أكتبوا مقالات يستفيد منها الشعب مقالات لتثقيف الناس وعرض الحلول لمشاكل البلد الحقيقية مش مقالات تكذب الواقع وتصف الاشياء بغير أسمائها وصفاتها.. أنتو كلكم بقيتو ذي الصادق المهدي تغردوا خارج السرب لأنو في يوم من الأيام المهدي قال الحكومة تنفرد بالسلطة فقام أحد المسؤولين قال ليهو أولادك الإثنين في الحكومة إنفراد شنو معاك يا شيخ..!!!!!!
بروفيسور أمين حسن عمر قال الجماعة اللي بيتكلموا عن الانفراد بالسلطة ديل قصدهم حاجة واحدة بس وهي أنو نحن نموت أو نقعد في بيوتنا وهم يحكمونا وينفردوا براهم ههههههههه.
النظام والمعارضة وجهان لعملة واحدة هى المصالح الشخصية الاثنان يرضعون ثدى واحد وهو المواطن السودانى الذى يدفع الجبايات؟؟
بخصوص إسقاط النظام أنا أعتقد أنه أصبح من رابع المستحيلات إسقاط الانقاذ الان بعد رفع العقوبات والتقارب الامريكي لأنه ببساطة الإنقاذ أثبتت وجودها للأمريكان والغربيين بدون مساعدتهم وظلت لأكثر من 27 تحارب وتصارع وحافظت علي النظام والسلطة بقبضة من حديد بل أثبتت الإنقاذ للغربيين قوتها بأنها شاركت في إسقاط وإقامة حكومات غربية وعربية كثيرة جداً.
والامريكان والغربيين الان يعلمون أن رفع العقوبات عن السودان جاء من بوابة الامن وليس من بوابة السياسة، أي أن حكومة الانقاذ التي تحكم السودان أثبتت للأمريكان أنها يمكن أن تكون صديق قوي أو عدو قوي للأمريكان وذلك عبر جهاز الامن والمخابرات السوداني الذي أصبح له أذرع أخطبوطية في كل أفريقيا وكثير من دول العالم، بل بعض التحليلات الغربية تقول أن الأمن السوداني هو الوحيد الذي يعرف خبايا أسرار وتكتيكات كل الحركات الجهادية والارهابية من داعش والقاعدة وحتي بوكوحرام وغيرها ولديهم عيون وجواسيس في مراكز صناعة القرار.
كل هذا أثبت لأمريكا أن السودان يمكن أن يكون صديق قوي لو تنازلت عن العقوبات وقدمت له بعض الدعم بدلا من أن يحصل عليه من روسيا والصين وربما العودة للحضن الفارسي ممثلاً في طهران أيران.
المعارضة السودانية فعلاً بائسة وعقيمة وكسولة وطالما أنها فشلت علي مدار 27 سنة في إسقاط النظام بالدعم الامريكي المباشر والغير مباشر وفي ظل الحصار الاقتصادي الذي كان يخنق الحكومة، فالان يصبح من رابع المستحيل إسقاط هذا النظام.
وأصلاً الإنقاذ طورت نظامها منذ مجئيها في 89 بحيث يكون نظام بوليسي أمني مخابراتي ضارب الأطناب في كل شوارع ومدن وقري السودان، بحيث أصبح الان في كل شارع وربما كل بيت سوداني شخص واحد أو أكثر يعمل لصالح الإنقاذ. لا مصر مبارك ولا ليبيا القذافي كان لديهم نظام أمني مثل السودان الآن.
نظام أخطبوطي له مليون ذراع مثل الإنقاذ يستحيل إسقاطه لا بالحروب ولا بالحصار ولا بالمظاهرات ولا حتي بالإعتصام والجلوس في البيوت وقد جربنا كل هذا وأبي النظام أن يذهب أو يتزحزح.
حتي الإنقلابات العسكرية من داخل النظام جربناها وفشلت لأن جهاز الأمن له قدرة فريدة علي شم أخبار الإجتماعات السرية لضباط الجيش والأمن والشرطة.
وكلنا نذكر قصة صلاح قوش الذي كان رجل النظام القوي ومدير جهاز أمنه السابق كيف تم الإيقاع به وكشف محاولته الإنقلابية في ساعة الصفر بكل براعة لدرجة أن الرجل أصيب بأزمة قلبية أضطرتهم لإدخاله المستشفي. قوش أصيب بأزمة قلبية عندما قبضوا عليه لأنه لم يصدق أن عيون الأمن الخبيثة التي صنعها هو كانت تراقب كل تحركاته وأتصالاته مع أصدقائه في الجيش والكلية الحربية.
وبمناسبة هذه القصة يقولون أنه إذا أجتمع ثلاثة قادة عسكريين في مكان واحد حتي لو كان بيت أحدهم لشرب شاي المغرب فتأكد أن هناك عين رابعة تراقبهم وتقلب ملفاتهم لمعرفة ظروف علاقتهم ومبررات إجتماعهم، وبعدها يتم وضعهم تحت المجهر ومراقبة كل شئ بما فيها المكالمات التلفونية مع زوجاتهم.
ومعلومة أخيرة: غالب نشاط جهاز الأمن والمخابرات يتركز في مراقبة قادة الصف الأول والثاني في القوات النظامية بالإضافة للوزراء السياديين فقط(!!!) هل تصدقوا هذا؟ هناك آلاف المحللين الأمنيين الذين لا شغل لهم سوي تجميع وتحليل المعلومات الخاصة بقادة النظام وحراس النظام.. جهد الأمن يذهب لمراقبة قادة الجيش والأمن والشرطة ثم الوزراء السياديين (أي وزير الدفاع والداخلية والإقتصاد والخارجية والإعلام) وطبعاً معهم محافظ البنك المركزي ورئيس البرلمان ونواب ومستشاري رئيس الجمهورية.. والأغرب من كل ذلك أنهم يراقبون مدير جهاز الأمن نفسه، والذين يراقبونه هم دائرته الخاصة مثل الحرس والسائق ومدير المكتب، وهو لا يستطيع محاكمتهم أو طردهم أو أمرهم بالإبتعاد عنه لأنهم يتبعون لرئيس الجمهورية مباشرة وليس لمدير الأمن!! لذلك عندما يرغب رئيس الجمهورية في توقيف أو إعتقال مدير الأمن فإنه يأمر حراس مدير الأمن بإعتقاله بكل بساطة، وهذا ما حدث لصلاح قوش في 2009 عندما وجد حراسه الشخصيين يقومون بتوقيفه بالقوة ونقله للقصر الجمهوري بخصوص قرار إعفائه من منصبه.
كما قلت لكم ثلثي نشاط وجهد الجهاز الأمني يتركز في مراقبة سادة النظام أكثر من المعارضين والمواطنين وحتي المتمردين، وذلك لأن لديهم قناعة أن الخطر الأكبر يأتي من داخل البيت ومن داخل النظام وليس من خارجه.
رد لسوسن
يا استاذة بصفتك برلمانية وخبيرة بالقوانين. ممكن تعرفينا بالقانون الذى يجعل الحكومة تترك السلطة بارادتها وبموجبه فى اى انتخابات ديمقراطية؟. فالحكومة التى تسقط. فى انتخابات ديمقراطية. ومصرة على تسقط دى. فإنها. لا تذهب كما قلت ولكنها تستطيع ان تنافس فى انتخابات قادمة. وتنجح يعنى تعود للسلطة مرة اخرى . فأين قصة الإرادة وحكم القانون فى هذا؟ اما بقية تناقضاتك انت فلا تعليق أضافى عليها.