مقالات وآراء

الفاشر – بداية النهاية

عثمان عطية

تُعد مدينة الفاشر ذات موقع جيوستراتيجي مهم، إذ تشكل حلقة وصل بين عدة دول، منها تشاد وليبيا ومصر والسودان. بالإضافة إلى ذلك ، فإن المدينة متاخمة لإقليم كردفان وحدود شمال السودان. كما أنها تمثل نقطة تلاقٍ ثقافية مهمة ، حيث تجمع بين تأثيرات الفراكنفونية والانجلو-مصرية، فضلاً عن كونها ملتقى لمزارعين ورعاة من مختلف الخلفيات. تجمع الفاشر بين تأثيرات الصحراء الكبرى في ليبيا والسافانا الغنية والفقيرة ، وتعبّر عن التداخل بين البُعدين الأفريقي والعربي. علاوة على ذلك، تحمل المدينة رمزية تاريخية وثقافية هامة باعتبارها مركزًا إداريًا وسياسيًا للسلطنة في دارفور ، مما يجعل البعض يطلق عليها “الفاشر السلطان”.
تطورات الوضع العسكري :
في ظل التطورات الأخيرة في المعارك العسكرية وقصف الطيران لمقره والتي تثير العديد من علامات الاستفهام ، وبمحاولات قوات الدعم السريع المتكررة للاستيلاء على المدينة، يمكننا رصد عدة استنتاجات :
السيناريو الأول :
إذا سقطت مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع ، فإن ذلك قد يمثل خطوة هامة في تحقيق استراتيجية الحركة الإسلامية الرامية إلى فصل إقليم دارفور عن السودان. هذا التطور قد يمهد لإعلان دولة دارفور ، والتي قد تجد دعمًا إقليميًا ودوليًا إذا تمكنت القوات من السيطرة على الإقليم بأسره. من المحتمل أن يؤدي هذا إلى مواجهات داخل الجيش السوداني بين المنظومة العسكرية والأمنية من جهة ، وحلفائها من القوات المشتركة من جهة أخرى ، مما قد يؤدي إلى تفكك الشراكة الداعمة للحل العسكري. الحادث الأخير المتمثل في هروب قائد الاستخبارات ، بالإضافة إلى الاشتباكات والتصفيات داخل قيادة الفرقة السادسة بالفاشر كما ورد في الأخبار ، يعتبر مؤشرًا على هذا السيناريو ، والذي قد يمهد للسيناريو الثاني .
السيناريو الثاني :
إذا استمرت المعارك حول مدينة الفاشر وصمدت المدينة ، فقد يعزز ذلك نفوذ الضباط غير المنتمين للحركة الإسلامية داخل المؤسسة العسكرية ، ويقلل من نفوذ ضباط النظام السابق. صمود مدينة الفاشر في وجه هجمات الدعم السريع سيمثل صمودًا لاتفاقية جوبا وشركائها. انهيار المدينة لن يعكس فقط انهيار اتفاق جوبا ، بل قد يشير أيضًا إلى بداية النهاية للسودان بشكله القديم .

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. كل ضباط الجيش بلا استثناء ينتمون للاخوان المسلمين . وكذا الشرطة وجهاز الامن .. والاخير من قبائل معينة فى الشمال . وسقوط الفاشر مثل سقوط الحصاحيصا والخرطوم يضاف لسجل الدعم السريع ومناطق سيطرته . وهدف الدعم واضح كل السودان حتى بورتسودان . ولا تحلموا ان يكتفى الدعم باقليم دارفور ليقيم دولته ويغادر طوعا مطار الخرطوم والقصر الرئاسى وشارع النيل ومبانى جهاز الامن ووزارة الداخلية . هذا لا يعنى اننى متعاطف مع مجرمى الجنجويد ولكن القراءة الصحيحة تمكنك من رؤية المشهد الحقيقى .

  2. المشتهي السفينة كلامك عين الحقيقة يا أخى، لن يكون هنالك تقسيم للسودان ولكن سيكون هنالك استئصال كامل للكيزان وكوادرهم بالجيش برهان وكباشي وياسر العطا وابراهيم جابر تمامآ بإذن الله وسيظل السودان موحدا بإذن الله.

  3. المشتهي السخينة تعليقك عنصري بغيض.
    الدعم السريع عصابة تتبع الخارج تمويل وتدريب وقد قامت وتقوم بقتل أبناء السودان من دارفور وحتي الجزيرة وهي شرارة من شرارات الكيزان.
    انت متعاطف مع الدعم السريع وتحمل أبناء الشمال وزر الدعم وتصرفاتهم الغير انسانية نسيت المجازر التي ارتكبها في دافور وكردفان والجزيرة.
    وهم الان عملاء لدول الخارج لحرق السودان وفصل دافور لصالح الخارج.
    الجيش مختطف من عصابة الكيزان ولكن في النهاية جيش جيش السودان فيهو كل القبائل من كل الأقاليم..وليس قبيلة واحدة من إقليم واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..