جَردُ الحِسَابِ وتَجْدِيْدُ العَهْدِ ..!!

بلا انحناء

فاطمة غزالي
[email][email protected][/email]

جَردُ الحِسَابِ وتَجْدِيْدُ العَهْدِ ..!!

أوّل عبارة يخطها اليراع في هذه الزواية في العام 2013 هي (جرد الحساب.. وتجديد العهد)، جرد الحساب في دفاتر صاحبة الجلالة، وتجديد العهد بينها والشعب السوداني الذي يحملها مسؤولية هذا البلد في كل اللحظات التأريخية الحرجة؛ لأنها معجمه الذي به يستدل، والمرآة التي ينبغي أن تعكس له وجه الحقيقة.. وتجديد العهد مع الشعب ضرورة تفرضها القيم الأخلاقية التي تحكم السلطة الرابعة، بل الأولى في دول الديمقراطية والحرية.. نُجدّد العهدَ لأنّ مياهاً كثيرةً جرت تحت جسر الصحافة السودانية، جرفت الكثير من المعاني والقيم، كما أنّها بلغت الرهق من كثرة المتطفلين على رواقها.. نُدركُ جيداً أنّ الشعب السوداني على قناعة بأنّ صاحبة الجلالة الحقّة تمرُّ بظرفٍ دقيقٍ وهي تقود الرأي العام السوداني في لحظاته الحرجة دون أن تتخذ من التّشفي منصةً للتّهاتر والتّجني، فالعام يا صاحبة الجلالة عام (المسؤولية)، عام الكلمة الصادقة التي تضيء لهذا الشّعب النفق المظلم، كيما يتحرر من الفقر، والحرب، والمعاناة التي أحاطت به إحاطة السِّوار بالمعصم.. ليس لصحافة اليوم قولٌ غير المنطق، والصدق، والحقيقة، والأمانة، ولا موضع للصمت عن السَّوْءَات التي تراكمت وحجبت الضوء من أن ينفذ من منابر المعرفة والاستنارة التي اتخذت من السلم منهجاً لتعديل الصّورة.
نُجدّد العهدَ وأنّنا على يقين بأنّ الأملَ في الصحافة السودانية لم تفتر عزيتُمه، ولن تنطفئ نارُه.. نعم.. مازالت تقاوم تكبيلاً، وكبتاً وحصاراً لم تستطع معه أن تؤدي رسالتها كما ينبغي باستثناء بعض الصحف التي تتمرد على القائمين على الأمر، فأُشْهِر في وجهها سلاح التعطيل والمحاربة.. بعضُها استسلم على مضض، والبعضُ الآخر بلين ولطف ورضا وطيب خاطر (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
هذه الأجواء المحتقنة بالتّجاذبات السياسية، والمشتعلة بالحريق في بعض أجزاء البلاد، والممتلئة بالفساد الذي صار ينخر في بعض المرافق حتى اهتزَّ كلُّ شيءٍ واضطرب، وصار الشّعبُ السوداني يشهد أشياء غريبة، أشياء ليس من بينها عاداته وتقاليده، وأعرافه.. كأنّما بدأنا من حيث انتهت أسوأ الطرقات إلى الفساد الإداري، المالي، السياسي.. فهذا الواقع يفرض على الصحافة أن تجهز شباكها وتعد كلابها لصيد المفسدين والمجرمين والعابثين بمصير الشّعب، والمبددين أمواله، والذين يغضون الطرف عن المفسدين بل يرفعون إلى الدرجات العلى مكفاءةً لفسادهم.. الكل يدرك أن المرارة في النفوس قد تضاعفت بسبب كل هذا المور الذي اختلط فيه حابل الظلم بنابل المعاناة، فاهتزت الثقةُ، وصار القادرُ يتجنّى ويقهر المسكين، والقوي والمستقوي بغيره يظلم الضعيف، واللّصُ يتطاول على الشّريف، وبلغت المرارة مداها.. فأصبح الفاسدُ والمرتشي، والظالم، والطاغية والمنافق والأجير، أصبحوا جميعهم يرجحون كفة الأقدار، ويعاندون شريعة السماء، ويقلبون مفاهيم الأرض، فأصبحوا عظماء، وأصبح العظماءُ تحتهم أرقاء.. فأهتزت العدالة حتى انحصرت دعوة المظلموين إلى القاهر فوق عباده.. لا تموت الصحافة الحرة تظل سيفاً مسلطاً في رقاب المفسدين حتى تستقيم الأمور.
الجريدة

تعليق واحد

  1. مربحابإطلالتك البهية بعد طول غياب. ومرحباً بهذا العهد والوعد ونحن في انتظار منافحة فرسان وفارسات صاحبة الجلالة لخوض معارك الشرف والكرامة بسيوف الاستنارة وبسالة الكلمة ونفاذ البصيرة .

  2. لك التحية الاخت فاطمة غزالي ، نتوقع مزيد من المقالات في عام 2013 ، حقيقة المراة السودانية صارت تمتاز بكتابات مميزه ، وتحليل للواقع بمرارة حقيقية ، وفقك الله ياخت فاطمة ، لانه حينما نصاب باحباط ونرى نفر كريم يحمل نفس الشعور ويعبر عن تلك الماسي بكتايات مميزة يخفف عنا الم معانتنا من كيزان السجم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..