المدرسة الافتراضية إلحاح الضرورة وآفاق الإمكان (1-2)

قبل ما يقرب من 10 سنوات جلس كاتب هذه السطور مع الصديق الجميل مكي الاحمدي بمنزل الأخير الكائن بالثورة الحارة الرابعة آنذاك وحدث بينهما ما أسماه مكي عصفا ذهنيا نتج عنه تصميم ونشر موقع المدرسة السودانية الالكترونية الذي حاز على تنويهات واهتمامات وجوائز على نطاق عالمي وإقليمي بحمد الله ناهيك عن التجاوب منقطع النظير من الطلاب والمعلمين السودانيين، أو مدرسي ودارسي المنهج المدرسي السوداني على وجه أصح، من داخل السودان وخارجه.
لقد كان لهذا النجاح والتوفيق آثاره القريبة والبعيدة المدى دون شك ولكن أهم هذه الآثار على الذي يكتب هذا هو الاستمرار في التأمل والتفكير حول كل ما يمكن عمله للتوفيق بين الإمكانيات المهولة التي تتيحها ثورة المعلومات والاتصالات بشكل متزايد ومتصاعد وبين مأزق التعليم في الكوكب بصورة عامة. وفي سوداننا الحبيب بوجه أشد خصوصية. كيف يمكن أن نخدم العملية التعليمية ونكافح ما يعتريها من شوائب وأوجه قصور ناتجة عن انعدام الإمكانيات أو فساد السياسات أو غياب الرقابة الفعلية بالاستفادة من إمكانيات التكنولوجيا؟
لقد أنجزت المدرسة الالكترونية السودانية خلال العقد الماضي تواصلا عزيزا بين مدرسين وتلاميذ دون الاضطرار لعنصر المكان. لقد كان التواصل متاحا بكل أو معظم “الحواس” التي يتواصل بها المدرس والتلميذ داخل الفصل عادة. صحيح أنه كان في الإمكان أفضل من ذلك فنيا من نمذجة إلكترونية لما يسمى”بالفصل التفاعلي” الذي يمكن من التواصل آنيا داخل الموقع لتكتمل الصورة تماما إلا أن “البركة” فيما تم حتى الآن في هذا السياق.
لقد كان لتوفير هذا التواصل وبشكل مجاني غير ربحي أثر كبير في الحد من غلواء بزنسة العملية التعليمية وتأثيرها السلبي على المعلم والتلميذ على حد سواء والأمل معقود بانتشار أوسع وأعمق لمجهودات مكي الأحمدي في هذا الصدد ولتعميم بركاته على أكبر عدد ممكن من التلاميذ والمعلمين لأن هذه “الفرقة” ستحتاج لسد على الدوام ولا يوجد – فيما هو منظور ? عشم أن تعود الدولة لتحمل مسئولية إيصال الخدمة التعليمية الجيدة لكل أبنائها مثل ما كان عليه الحال في وقت مضى .
لا تكمن كل المشكلة في خلق قنوات حرة لهذا التواصل الضروري والمطلوب بين المدرس والتلميذ. على العكس تماما فإن الإمعان في “حل” هذا الجانب منها يزيد من تعقيد الجانب الآخر والذي لا يقل أهمية والذي ” ما قصّرت” سنوات التيه الإنقاذي المتطاولة في فتق رتقه وهو (فحص ومراقبة وزيادة تأهيل المدرس وأدائيته) وصولا لتحقيق الثمرة التربوية والتعليمية. إن سنوات الإنقاذ جعلت الخدمة التعليمية التي تقدمها الحكومة أو الذين سمحت لهم بامتلاك مدارس للانسان السوداني مغشوشة في معظمها إلى حد كبير، وبمعيار واحد وبسيط هو عدم امتلاك طلاب وخريجي الجامعات الآن (ومنهم من صاروا مدرسين ومدرسات) للمهارات الأساسية في العلوم الأساسية؛ رسم الحروف والإملاء والحساب البسيط وإلخ.
فكرة المدرسة الإلكترونية كموقع موجود الآن على الإنترنت ليس بوسعها أن تقدم حلولا في هذا الصدد؛ صدد (فحص ومراقبة وزيادة تأهيل المدرس وأدائيته) ولأجل هذه المهمة يقودنا التأمل إلى مناح أخرى في الإمكانيات التكنولوجية المتاحة والتي توفر لنا ? فنيا ? مطلب أن يكون فصلنا الدراسي التقليدي، بكل زواياه ومجريات حصصه، متاحا لبعض حواسنا على الأقل، كأولياء أمور ، وكمدرسين وتلاميذ ومراقبين وموجهين، بعيدا عن مكانه وعن زمانه أيضا كيف ؟
(نواصل إن شاء الله )
[email][email protected][/email]
بعد ذهاب الحكم الحالي ستطل مشاكل التعليم فائمة اذ ليس لدينا كادر مؤهل لتعليم الطفل وليس لدينا مال للانشاءات التعليميةمن مدارس وملاعبوانا معك انت وصديقك في استخدام التكنولوجيا ليس فقط لنشر التعليم بل -وذلك أهم-لتسريع العملية التعليمية وتعويص الاجيال عما فاتها نتيجة الفقر والاهمال.اريد الاتصال بيني وبينكما وتبادل الرأي والخبرات.زولقد احسنت ايها الهماكم بهذا المقال وما يليهفشكراوهذا ما ينفع الناس ويبقى في الارض