قيادة المرأة للسيارة … علماء السلطان لا يستحون !!

قيادة المرأة للسيارة … علماء السلطان لا يستحون!!

عندما يتحدث الناس عن علماء السلطان ، وأنهم يزينون للسلطان ما يريد، لا يتحدثون تحاملاً أو خروج على الدين أو رغبة في أن تشيع الفواحش كما يبتزون به هم المعارضين لسلوكهم. وهم لا يختلفون في دولة عن أخرى ولا في عصر عن بقية العصور.وينطبق عليهم المثل القائل ( كل التوم ريحته واحدة!).
وأقرب مثال يمكن أن يضرب في ذلك هو انقلابهم المفاجئ على فتاوى تحريم قيادة المرأة للسيارة .فمنذ صدور القرار الملكي في السعودية، صرنا نسمع العجب العجاب من مواقفهم.لكن الذي يبعث الأسى في قلوب المسلمين، ويخزي علماء السلطان ، أنهم ما أن تتم استضافتهم في القنوات السعودية ، يبدؤون بشكر الملك وذكر حكمته وحبه للخير لشعب المملكة ، ثم وكأنهم يخشون النسيان ، يدلفون على ولي العهد حامل لواء التجديد ، شكراً وتمجيداً. ثم يتحدثون عن القرار التاريخي وما إلى ذلك . وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد. ففي شريط الأنباء في روتانا خليجية ، وأثناء استضافة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق ، والذي كان يغني نفس الموال. كانت هنالك جملة تقول ( ليس هنالك أي فقيه أفتى بحرمة قيادة السيارة قبلاً!!؟؟) سبحان الله .إلى هذا الحد يمكن أن تصل الجرأة على الكذب ويودون قيادة الناس باسم الدين؟
رغم انني لم اكن محتاجاً للبحث في الشبكة العنكبوتية ، إلا أنني فعلت . وها أنذا أنقل بالحرف فتوى شيخين من أهمهما توليا الإفتاء.هم بن باز والعثيمين من موقع سي ان ان العربية مع التاكيد على وجودهما في مواقع اخرى.
قال بن باز(تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها: الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها: السفور، ومنها: الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها: ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور.”
وتابع ابن باز بالقول: “قيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك، وهذا لا يخفى، ولكن الجهل بالأحكام الشريعة وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات – مع ما يبتلي به الكثير من مرضى القلوب من محبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات).”
أما العثيمين فقد قال (“درء المفسدة إذا كانت مكافئة لمصلحة من المصالح أو أعظم مقدم على جلب المصالح”، مضيفا أن قيادة المرأة للسيارة “تتضمن مفاسد كبيرة” عدّد منها “نزع الحجاب، لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال.. ونزع الحياء منها (المرأة)، والحياء من الإيمان.”
وتابع العثيمين بالقول: “ومن مفاسدها أن المرأة تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى شاءت وحيث شاءت إلى ما شاءت من أي غرض تريده لأنها وحدها في سيارتها متى شاءت في أي ساعة من ليل أو نهار، وربما تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل. وإذا كان أكثر الناس يعانون من هذا في بعض الشباب فما بالك بالشابات إذا خرجت حيث شاءت يميناً وشمالاً في عرض البلد وطوله، وربما خارجه أيضاً.”
وحذّر العثيمين من أن قيادة المرأة للسيارة ستكون “سببا لتمرد المرأة على أهلها وزوجها” إلى جانب ما قد تتعرض له لدى الوقوف عند إشارات الطريق أو محطات البنزين أو نقط التفتيش).”
الملفت أن العالمين السلفيين قد استندا على درء المفاسد. وهو من أكبر أبواب دخول الفقهاء إلى تحريم ما يرونه لا يتوافق مع ثقافتهم أو يتزلفون به السلطان. صدق أحمد خيري العمري عندما قال في كتابه البوصلة القرآنية( العالم الإسلامي يقف عند اللحظة التاريخية التي أسماها لحظة معاوية ).حيث أجبر الناس بالقهر على تبني فتاوى واحاديث تشرعن توليه السلطة وإزاحته آل البيت.
مما سبق فإن درء الفاسد هو الباب الذي عبره أقعد المفتون أمتنا الإسلامية .. وأجدني في كامل الاتفاق مع الرأي القائل : أن سلطة التحريم سلطة لم يمنحها الله حتى للرسل .. فقد اختص بها تعالى نفسه . ولا يحرم من الأمور إلا ما جاء نصاً صريحاً في المصحف بالتحريم . أما النهي والاجتناب فهو غير ذلك .

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أتفق تماما مع الكاتب في أن التحريم لله فقط ولا يحق حتي للأنبياء ناهيك عن التابعين كما أن التحريم لغة أشد من الإجتناب ولكن علماء الفقه ومن سايرهم ولمرامي لا علاقة لها بالدين يفتون يتحليل هذا وتحريم هذا دون وجه حق خضوعا لمصالح أولياء نعمتهم أو جهلا منهم.

  2. أتفق تماما مع الكاتب في أن التحريم لله فقط ولا يحق حتي للأنبياء ناهيك عن التابعين كما أن التحريم لغة أشد من الإجتناب ولكن علماء الفقه ومن سايرهم ولمرامي لا علاقة لها بالدين يفتون يتحليل هذا وتحريم هذا دون وجه حق خضوعا لمصالح أولياء نعمتهم أو جهلا منهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..