الفضاء الرقمي.. كيف نحمي رؤوسنا من انهيار السقف؟

الخرطوم: أماني خميس
لا شك أن الفضاء الرقمي الذي أصبح حقيقة ماثلة في واقعنا يؤثر كثيراً في ثقافة الشعوب والمجتمعات المحلية، وأن الحيز الذي يشغله هذا الفضاء الافتراضي يبدو أكثر جاذبية من أي فضاء واقعي ماثل على الأرض، إذ يتيح مساحة حرية أكثر اتساعاً مما هي عليه في الواقع المنظور، ثم يعزز بثقافات وأنماط سلوكية تختلف تماماً عن تلك التي تعتنقها المجتمعات المحلية، وهذا بالضرورة يُحدث صدمات كبرى حضارية ونفسية كبرى ذات أثر سلبي أو إيجابي بالغ.
ولأن المواطن السوداني ليس استثناءً، فقد أصبح يتعامل مع هذا الفضاء الجديد متأثراً ومؤثراً، وكان لابد له من التعرف بالوسائط المتعددة وثأثيرها عليه الحاسوب والانترنت والهواتف، وهي مزيج من التقنيات تحوي أنواعاً من الإثارة والتشويق حتى بالنسبة للكبار.
واقع افتراضي مؤثر وخطير
أطفال السودان أصبحوا أسيري هذه التكنولوجيا وهذا العالم الافتراضي فأثر ذلك في سلوكهم تأثيراً بدا واضحاً للعيان، إذ أن العلاقة التفاعلية مع الحاسوب وألعاب الكمبيوتر تؤثر في فاعليها ? بلاشك – تأثير مباشراً، إذ تتخذ من التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار عبر هذا الفضاء الرقمي ? ديدناً لها ? وهذا يعني أنك تتعايش مع كافة الأفكار والديانات والثقافات بغض النظر عن مكان وجودك، لأنك في حقيقة الأمر تعيش في واقع افتراضي.
إيجابي مفيد وسلبي هدّام
الفضاء الرقمي سلاح ذو حدين، فهو إما أن يكون إيجابياً وذا فائدة، وإما سلبياً هدّاماً للقيم والأعراف والعادات والتقاليد، فهنالك من يستخدمون تلك التقنيات بشكل موجب، وهم في الغالب كبار وناضجون، أما الفئة التي تتأثر بشكل سلبي في الغالب، فهي فئة الأطفال التي لا تعرف كيف توظف هذه التقنيات التي بين يديها فيما يفيدها، وتحتاج في ذلك لتوجيهات وإرشادات ورقابة إيجابية.
جهود متواصلة
وفي هذا السياق، بدت د.تهاني عبدالله عطية وزيرة العلوم والاتصالات غير منزعجة كثيراً من تكالب الأطفال في التعامل مع الفضاء الرقمي، إذ اعتبرته جزءاً من تطور الشعوب، لكنها رهنت ذلك بإحسان استخدامه، مركزة على ضبط تأثيره على النشء، وكشفت عن أن لوزارتها جهود فنية وتقنية كبيرة في مكافحة الجرائم المعلوماتية عبر مركز سيرت الذي يعتبر أحد أهم مراكز أمن المعلومات بالسودان، إذ يعمل على الاستجابة الفورية لكافة البلاغات الإلكترونية والمعلوماتية، بحسب الوزيرة، التي استطردت مناشدة الجهات ذات الصلة لأن تعمل في تناغم. وأكدت أن هيئة الاتصالات هي الجهة المسؤولة من تنظيم قطاع الاتصالات بجانب جهاز الأمن والمخابرات الوطني وشرطة الجرائم المستحدثة والشركاء في الاتصالات والتكنولوجيا، مطالبة بتطوير قانون الاتصالات وفقا لتطور الجريمة.
صعوبة التحكم في (واتس اب)
وفي سياق ذي صلة، أوضحت الوزيرة (تهاني) أن أهم أشكال الجرائم المعلوماتية تنحصر في اختراق المواقع والشبكات، انتهاك الخصوصية، المواقع الإباحية، تزوير البيانات، ونشر الفيروسات، القمار، غسيل الأموال، تشوية سمعة الأشخاص انتحال شخصياتهم، وأشارت إلى أن الواتس اب عبارة عن تطبيق يصعب التحكم فيه، وكشفت عن تدوين بلاغات يومية بمركز (سيرت) الذي ينهض بدوره بإبلاغ المركز القومي لأمن المعلومات عنها، ثم البحث المضني والشاق عن البينات والأدلة الألكترونية.
أما عن تطبيق (واتس اب)، كشفت الوزيرة (تهاني) أن أكثر من(350) مليون شخص يستخدمونه في جميع أنحاء العالم يتداولون حوالي (10) مليار رسالة يومية، واعتبرت الوزير (واتس اب) مهدد أمني. وطالبت مستخدميه أن يراجع أنفسهم معه بالتقليل من استخدامه، ودعت إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية للحد من جرائم المعلوماتية المستحدثة، وذلك بتحديث القوانين حتى تتمكن الدولة من لعب دورها في حماية المواطن وحماية الجيل الناشئ.
إلى ذلك، طالبت (آمال محمود) الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الأمومة الطفولة، لدى حديثها عن تحديات الفضاء الرقمي في ظل العولمة بضرورة المحافظة على الأجيال القادمة والراهنة وحمايتها من مخاطر الفضاء الرقمي، فيما اعتبر مولانا عبدالرحمن قسم السيد الجريمة التي ترتكب عبر الأجهزة الرقمية، جريمه مستقلة عن أي جريمة أخرى
اليوم التالي