المتعافي ..كفى بالموت واعظا

حكايا

المتعافي ..كفى بالموت واعظا

صدقي البخيت
[email][email protected][/email]

تستحضرني قصة اخ سوري صديق كان يعمل في سلك الشرطة في دمشق وكان طابعه البطش والعنف والصراخ ..حتى ابناءه يتحاشون الجلوس أمامه اضافة الى عشقه اللامتناهي لاخذ رشاويه بالقوة ..اصابه الله في كفه اليمنى اصابة لم يعرف سببها حتى هذه اللحظة ..استيقظ من نومه فوجد راحة كفه قد تحولت للون الاسود واصابعه لا تتحرك نهائيا وهو على هذه الحال الى يومنا هذا ..فاستفاق من غفوته واستقال من بعد ماعرف انها ربما دعوات الذين بطش بهم يوما ماوهاهو الان كسيرا ذليلا..اسال الله له العافية

اولا الواجب ان نترحم على فقداء الامس من ضحايا طائرة وزارة الزراعة فالميت لا يجوز عليه الا طلب الرحمة والمغفرة وذكر محاسنه ان كان له محاسن والا فالصمت اوجب ولا شماتة في الموت .
اما الذين نجاهم المولى برحمته (واجزم انهم مازالوا تحت الصدمة والاندهاش بنجاتهم)
ذلك ان كل من رأى حطام الطائرة لم يصدق ان هناك ناجين ..ودونكم تعليقات رواد الراكوبة , اعود فأقول اولئك الذين نجوا من الحادث حري بهم أن يقفوا وقفة صادقة مع النفس ولتكن البداية : ما الحكمة من نجاتهم ..
لا اشك اخي القارئ انك تعلم انه لو اجتمع كل ائمة وشيوخ الدنيا بغية ان يعظوا مؤمنا لما اوعظوه ولا اثروا فيه بمثل ماقد تعمل الاقدار ..فالناجي من طائرة الامس لو ارتاد المساجد سنينا عددا وقضى جل عمره في الجلوس بين يدي العلماء لما تذكر الجنة والنار , والحساب والعقاب والعذاب بالقدر الذي ناله وهو ينجو مشاهدا الجثث بين يديه تترامى يمنة ويسرة
اذن هو درس وعبرة مرت بالناجين كأبلغ مايكون ..بعثها القدير الحكيم على هذه الهيئة علها تكون تذكرة النجاة لهم قبل بلوغ الدار الاخرة فاعتبروا يا أولي الالباب ..وعساها ان تمهد الطريق لتوبة نصوحة ليس للذين رحمتهم الاقدار بالامس فحسب ولكن لنا جميعا رعاة ورعية .
هو بكل تأكيد امتحان صعب وقاسي هذا الذي يمر به المتعافي وصحبه ..امتحان سؤاله واحد واجابته واحدة قد ينال درجته الكاملة من يحسن التصرف وطوبى له حينها ..وقد
يخسر كامل درجته ان هو اساء التصرف …
فهل سيستمر في مسلسلاته من اخراج الطغمة الفاسدة ..ام سيبحث عن اقرب دار ويحاول الاعتكاف الى ان يرد الامانة لبارئها واضعا في الحسبان ان اول شروط التوبة هو رد المظالم ؟
اسأل الله حسن الخاتمة لي ولكم
واساله الرحمة والمغفرة لاموات الوطن العزيز
ودمتم بكل الود

تعليق واحد

  1. إن الخلاصة التي تفرض نفسها اليوم هي أنه قد آن لهؤلاء الفرسان أن يترجلوا، إذ أن ما جلبوه على البلاد من مصائب، وعلى الإسلام من إساءة، يكفيهم ويكفي غيرهم. وما نأمله هو أن تكون لدى هؤلاء من الحكمة والصدق مع النفس أن يبادروا بالاستقالة والاعتذار، وإلا فإن أطرهم على الحق أطراً يصبح فرض عين على كل غيور على الإسلام والوطن.

  2. صاحبي كان من هواة قراءة تجارب المحتضرين(Near Death) وهي تجارب عجيبة يزعم فيها الذين يمونون ثم يعودون الي الحياة انهم شاهدوا العالم الاخر ويقصون بتفاصيل كثيرة ما رأوه ! العجيبة ان قصصهم متشابهة لدرجة محيرة ! وكاد يدخل مع زمرة المؤمنين بها مما ازعجني لان بعض افكارها تتصادم مع ما عرفناه من الدين من ثوابت !
    فاجأني هذا الصديق بحمله مسبحة وتوجههه الي العبادة بتركيز لم يكن من طبعه !وفسر ذلك لي انه اطلع علي دراسة علمية للامر لاتجارب وحسب . وفي الدراسة اوردوا واقعة الهندي الاحمر الميت الذي (كركب) في تابوته كركبة شديدة ! ولما فتحوا التابونت اندفع صارخا : جهنم لا ! جهنم لا ! وكم في كون الله هذا من اعاجيب وكم فيه من تذكير بصغر الدنيا لمن يعتبر

  3. تعرف اكثر شئ مؤلم كان فى هذه الانقاذ وظلم ما بعده ظلم حكاية الصالح العام والله هنالك اناس ليس لهم اى ارتباط ولا ادنى انتماء الى اى حزب شالوهم للصالح العام بدون اى ذنب جنوه غير انهم ليسوا منظمين مع ما تسمى الجبهة الاسلامية هؤلاء الناس كانوا شرفاء الواحد ساكن فى بيت ايجار ويعتمد على مرتبه فى اكله وشربه وعاش اطفاله وليس له غير هذه الوظيفة فجاءة يجد نفسه بجرة قلم ليس هنالك ما يسد به رمق اطفاله والله فى ناس كانوا موظفين كبار فى الخدمة المدنية ناس نضاف والله الواحد يحلف ليك انا اليوم دا حق اللبن بتاع اطفالى ما عندى وليس له غير ان يقول حسبى الله ونعم الوكيل هذا الشخص ان الله ينصره ولو بعد حين وهذا ما نراه فى اشخاص هذه الحكومة كلها معكسة عليهم اصلها ما ماشة مظبوط . لو كانوا طبقوا دين الاسلام الحنيف الذى لايظلم فيه احد والله ربنا يفتحها عليهم وبالعكس يحبهم الشعب السودانى اكثر من اى حكومة حكمت السودان لكن للاسف جاءؤا وكذبوا على الشعب وفعلوا فيه الافاعيل من اخذ قسرى للحرب فى الجنوب بما يسمى بالخدمة الالزامية والصالح العام و المحسوبية والقبلية وغيرها فهل ينصر الله امثال هؤلاء لايمكن لان الله حرم الظلم على نفسه قكيف ينصر من يظلم الناس .

  4. اللهم أرحم الموتى
    أذا كانوا محسنين فزد فى أحسانهم وأن كانوا مسيئين فتحمل عنهم سيئاتهم وأغفر لهم . وأنا لله وأنا أليه راجعون. ولا شماتة فى الموت.
    وجب الترحم عليهم لأنهم بين يدى المولى عز وجل.أختلفنا أو أتفقنا معهم.
    اللهم أللهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..