رغيفة مثل ال ( سي دي )اا

محور اللقيا

د.عمر بادي
[email protected]

التوقيت لزيارة السودان في الشتاء له ميزات عدة , خاصة قرب نهاية العام . هذا ما نحسه نحن سودانيي الخارج المتواجدين في بقاع الأرض المختلفة . في الشتاء و في نهاية العام يكون الجو صحوا في السودان و مائلا للبرودة , و تكون الكهرباء و الماء متوفرة , و يتوافد المهاجرون و العاملون في الخارج في إجازاتهم و إجازات المدارس في تلك الفترة . هكذا و على ذكر هذه التجمعات تقام الحفلات و الأعراس جنبا إلى جنب مع حفلات رأس السنة الميلادية و إستقلال السودان .
لقد ظل هذا ديدني في كل عام أن أحضر ولو في إجازة قصيرة إلى السودان . في هذا العام و في نهايته ودعته كما الآخرين بالدعاء عليه بأن ( يغور ) في ستين داهية تصاحبه اللعنات , بل لم يتمالك بعض المغنين مثل الأستاذ محمد و ردي أن يردد أناشيد الإستقلال ! كيف لنا أن نقوى على الوقوف و الإنشاد و قد إقتطعت أقدامنا من جسدنا ؟ و الدليل هذه الكساحية التي يعانيها الشمال بعد إنفصال الجنوب عنه ! لذلك فقد لعنت العام القديم و إستقبلت العام الجديد بإعتباره عاما مفتوحا على كل الإحتمالات .
لقد أعجبني الناس رغم الضائقات العديدة , أنهم يعيشون حياتهم و يخرجون إلى شواطيء النيل حيث الماء و الخضرة و الوجه الحسن , في إصرار تحسه قويا و يتحدى الإنكسارات المحبطة , إنهم يحتفلون رغم بساطتهم و يتراشقون بالمياه و يضحكون و يستمعون إلى الأغاني من أجهزة التسجيلات و الموبايل , و يروون النكات اللاذعة و يتندرون , و يعملون بحكمة ( لكل أجل كتاب ) ..
الظرفاء كما هم يعلقون و الناس يضحكون , و رسومات الكاريكاتير في الصحف تزيدهم ضحكا , و الأسواق مكتظة بالبضائع بينما القدرة الشرائية في تراجع مخيف يجعل المفارقة في الأضداد أكثر إضحاكا . إن الإجتماع هو الذي يحرك السياسة , و ليس العكس , لذلك فقد إختزنت ذاكرتي كل التعليقات و المواقف الضاحكة التي مررت بها , و هي كما سترون خير معبّر عما يحدث في البلد و الناس في الظرف الحالي :
في رسم كاريكاتيري في إحدى الصحف سأل المريض الطبيب و هو في غاية الفرح : ( يعني ممكن آكل أي حاجة ؟ ) و أجابه الطبيب : ( أيوه , إلا حق كشفي ) ! و لا داع للتعليق بكتابة خلفية لما دار , فأمر الفساد قد عمّ القرى و الحضر .
في رسم كاريكاتيري آخر لشخص يقرأ في جريدة و بجانبه شخص آخر , قرأ الأول : ( ثلاث سنينٍ عجاف) فقال له الآخر : ( أرى في المنام إني إذبحك ) ! و خلفية الموضوع أن السيد مهدي إبراهيم القيادي في حزب المؤتمر الوطني كان قد أشار أن السنين الثلاث القادمات على السودان سوف تكون صعبة و سوف يعاني فيها الناس و لكن الوضع سوف يتحسن بعد ذلك .
أحد الظرفاء وصف الرغيفة بحجمها الحالي أنها ( بقت تشبه السي دي ) ! و قد سبقه المهندس محمد الحسن عالم ( بوشي ) في مداخلته المشهورة في ندوة الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم بقوله إن الرغيفة ( بقت تشبه الأضان ) ! اتمنى من الله أن يرد المهندس بوشي سالما إلى أمه المكلومة , و أتمنى أن يتضامن الجميع معه و مع كل سجناء الرأي و التعبير و الصحافة ..
أحد الظرفاء وصف الأكل الذي يقدم في حفلات الأفراح أنه كان يقدم في صحون تراها مليئة بأصناف المأكولات الكوكتيل , و الآن ( بقوا يجيبوه في شي زي اللاب توب تفتحه تلقى جواه حبيبة أكل ) ! هنا لا داع للتعليق فالحالة معروفة .
أحد الظرفاء اراد أن يسخر من إنقطاع الكهرباء و مياه الشرب فقال : ( سدين و مافي كهربا , و نهرين و مافي موية , و مرتين و مافي ولادة ) ! و أظن هنا أن الحالة الأخيرة تخص ذلك الظريف شخصيا ..

تعليق واحد

  1. نعم ياخ عمر هنالك نيلين وسبعة انهر ولا ماء حتى فى العاصمة هنالكم مرتين ومافى ولادة وهنالك مليارات من الدراهم وكل شيىء كاسد هنالك عشرات السدود ولا كهرباء ! 1 1 لقد ضاع العدل وانتشر الظلم زالت الرحمة وطارت البركة نعلم ان الحاكم العادل كالمطر النازل بالعدل تنزل البركة ويصير القليل كثير وتزول الضغائن بين الناس وتعم الرحمة كل الناس الا الاشقياء . فأين نحن من هذا الحال راع الرعية راقص ماجن وظالم قاتل غرته السلطة حتى ظن انه حالد فى حكم هذا الوطن وفسدت رعيته ايما فساد فمن اين تأتى البركة والرحمة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..