سوقو حار

سم الله الرحمن الرحيم
سألت البائع المتجول الذي كان يلوح بعلم السودان أمامي لأشتريه ؛ سألته عن سعر العلم فأجاب حسب الخامة والحجم ؛ فهو ما بين عشرين جنيهاً للصغير وحتى مائة جنيه للكبير ذي العصا الذهبية .
فاستدركت السؤال بآخر عن القوة الشرائية للعلم نفسه، فأطلق البائع تنهيدة تشبه تنهيدة التاجر الذي أصاب بضاعته الكساد، وقال لي والله (سوقو بكون حار يوم الاستقلال بس) ، احترت قليلاً في التوصيف وأردت أن أعرف نسبة السوق الحار كم ، فسألت البائع حار كيف يعني لدرجة شنو !!.
فأجابني (عايني ياحبة …… يعني حار زي سوق أعلام المريخ والهلال بداية الدوري الممتاز) !!!.
هكذا وصف البائع الإقبال علي العلم السوداني بأنه في مرحلة بداية الدوري الممتاز ، بمعنى أنه لم يرتقِ إلى مبيعات أعلام القمة في المباريات الإفريقية أو مباريات الديربي.
الاهتمام بالعلم نفسه هو نوع من الاحتفاء بذكرى الاستقلال ، وتعبير ضمني عن الولاء للوطن ، ولكن لسوء حظ وطننا أن يوم استقلالنا يصادف ليلة رأس السنة فيطغى دوماً الاحتفال بالسنة دون الاحساس بالوطن .
يوم أمس اهتم المواطنون كالعادة ببداية السنة الميلادية ولم يهتم الكثيرون بذكرى الاستقلال ؛ على الأقل ليس بنفس الحماس لرأس السنة ، وكالعادة من المتوقع أن تكون الاحتفالات قد استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح ، فيحرص المواطنون على مشاهدة بداية السنة الجديدة دون أن يكون هناك حرص بالمقابل على الاستمتاع بصباح الاستقلال .
فمثلاً اليوم والذي يصادف احتفالات الاستقلال سيقضيه المواطنون وهم نيام بفعل السهر والإرهاق، بمعنى أن أعياد الاستقلال في كل عام تحتفل بها الحكومة فقط فتتزين المؤسسات الحكومية بالأعلام والزينة المضيئة، ويغيب العلم من على خارطة المنازل والسيارات الخاصة ، ويغيب معه عبق الاستقلال.
كنت أتمنى أن أشاهد يوم أمس جميع السيارات وهي تلوح بعلم السودان رمز فخرنا وانتمائنا ، الغريب في الامر أنني قابلت أسرة سورية تحمل أعلام السودان وتلوح بها من داخل احدي سيارات الدفع الرباعي ذات السقف المفتوح ، وأعتقد أني لو انتظرت قليلاً لشاهدت أيضاً الإخوة الإثيوبيين يلوحون بعلم السودان أيضًا!!!.
من الواضح أننا عوضاً عن فقدان ثلث الوطن سنفقد تدريجياً الإحساس بالجزء الذي نقيم فيه فيلوح الأجانب لنا بعلمنا بينما ننظر لهم بشيءٍ من اللامبالاة.
خارج السور :
أحياناً أشعر أن السودانيين لا يتفاعلون مع ذكرى الاستقلال بسبب ضجرهم من الحكومات المتعاقبة ويعتقدون أنه بدل الاحتفال ينبغي إقامة مأتم ، لسان حالهم في ذلك يا حليل زمن الاستعمار.
*نقلا عن السوداني
ما هو الاستقلال.؟؟الاستقلال هو التخلص من الذل و الاستغلال و االفقر و الجهل و المرض الذى لا يكون الطرف المستغل مهتم بمحاربتها و الان نعمل جرد حساب سريع ..ذل و هو بالكوم استغلال على قفا ما يشيل فقر حدث ولا حرج جهل شئ واضح مرض اغلاق اول صرح كبير لمكافحة الامراض و هو مستشفى الخرطوم و يوم عيد الاستقلال هل هناك ذل اكثر من ذلك اذا نحن من ولدنا مع استقلال السودان ماذا يهم الاجيال المتعاقبة من الاستقلال يا ريت يرجع مستعمر يبنى مستشفى الخرطوم و يرجع مشروع الجزيرة و يحى سودانير و سودان شيبنج لاين و عهد الخدمة المدنية و دقى يا ميزيكا…
بصراحة العلم دا عايز اعادة نظر ،،، لانو غير مميز وبلخبط وغير مريح نفسياً.
كيف السوداني يحب وطن وناس الحكومة يقسم فية مستعمرات انا قايتو منتظر مستعمرة تكون في محل تكون فيها بحر اكيد حب الوطن احتمال يرجع؟
لو أننا ذهبنا الى المستعمرين الذين استعمروا السودان و رجوناهم أن يعودوا ليحكموا السودان لرفضوا ذلك بشدة نظراً للخراب الكبير الذى أحدثته الحكومات الوطنية المتعاقبة و الذى يصعب اصلاحه، الاستعمار ترك لنا بنية تحتية قوية مثل شبكة السكة حديد و ترك لنا مشتشفيات مدارس ممتازة و وزارات تشهد على جودة بناءها و خدمة مدنية هى الأفضل فى أفريقيا و ترك لنا مشروع الجزيرة و هو الأكبر فى أفريقيا، ماذا فعل الوطنيون بكل ذلك؟ لقد خربوه تماما و لو أنهم بنوا على ما تركه الاستعمار لأصبح السودان الآن فى مصاف الدول الراقية، و ما زال التخريب مستمراً و ما سودانير منا ببعيد.
وحتي لايحتفل الناس برأس السنة ويكون عيد الاستقلال هو الشماعة لبد من تغير هذا التاريخ ويصبح 26 ياناير بدلاً من واحد ياناير