أحمد عثمان عمر يعيد انتاج سرير بروكست (Procrustes)

أحمد عثمان عمر يعيد انتاج سرير بروكست (Procrustes)
صديق الزيلعي
الصديق الدكتور أحمد عثمان عمر يعيدنا مشكورا الي عهد الاساطير الاغريقية، فها هو يعيد انتاج اسطورة سرير بروكرست (Procrustean bed) اليونانية، ويطبقها على واقعنا السياسي الراهن. ويقدم رؤية عدمية للصراع السياسي في السودان، وجهود إيجاد اختراق لإيقاف الحرب. رؤية تبني على منهج ابيض او اسود، على نحن وهم، كل شيء أو لاشئ. وأستخدم كل مهاراته كمحامي شاطر للدفاع عن كل ذلك. وتجاهل ان هذا البلد يتميز بالتعددية، في كل شيء، وهذا التنوع والتعدد ينتج أفكارا وتيارات متباينة. الطرح الصحيح هو اعتماد الحوار العقلاني بين تلك الكتل والاتجاهات، وخلق توافق حول ما يجمع بينهما، ويكون مخرجا لبلادنا من الكارثة المصيرية، التي تحق بها. أما فرض رأي واحد تحت مسمى التغيير الجذري، فهو إضافة حقيقية للضعف والتشتت والتقزيم، وإعلاء الذاتي على الموضوعي.
تقول الأسطورة اليونانية ان بروكرس كان حدادا ماهرا وقاطع طريق. وكان يملك سريرا حديديا صنعه بنفسه. يقوم بروكرست بدعوة أي مسافر ليحسن ضيافته، ويصر عليه ان يبيت معه، ويدعوه الى النوم في هذا السرير. وكان بروكرست مهووسا بأهمية ان يناسب طول الضيف السرير. وكان يتسلل بعد ان ينام الضيف. فاذا كان الضيف أطول من السرير قام قطع أرجله ليتناسب مع السرير. وإذا كان أقصر من السرير، مط جسم الضحية حتى تتكسر مفاصله، ويساوي جسمه السرير بالضبط. ولم يكن لاحد ان ينجو من هذا المصير المرعب، الا من وافق طوله مقاس السرير.
أن هذه الشخصية الميثولوجية هي مثال رائع على من يعتبر أن مقاييسه الشخصية وافكاره وقناعاته هي الأفضل للكون، بينما المختلفين عنه مجرد أشياء لا فائدة منها، ويجب إزالتها.
ولديهم في أذهانهم سرير بروكرست، ولا يقبلون أي شخص كما هو، بل يبادرون إلى حشره بالقوة في صورة يصنعونها له ويتخلصون مما لا يوافقهم. لهذا يجب علينا أن نقذف بهذا السرير خارج أذهاننا ونعلم أن للناس مقاسات وعقول ورؤى مختلفة، وألا نحشرهم في قالب نصنعه حسب هوانا ثم نلومهم أذا خالفوه.
هناك مغالطة سرير بروكرست (Procrustean bed)، ويطلق عليها لفظ البروكرستية وتعبر عن أي نزعة إلى «فرض قوالب» جبرية على الأشياء (الأشخاص أو الأفكار..) أو ليّ الحقائق أو تشويه المعطيات، وأن نفرض حقيقة ثم نبحث عما يدعمها، ونفسر المعطيات بما يطابق افتراضاتنا، لكي تتناسب قسراً مع مخطط ذهني مسبق.
الآن يعمل الصديق العزيز احمد على حشر شعبنا، بكل تنوعه، في سرير التغيير الجذري. ويقوم بإزالة كل الأفكار الأخرى والتيارات الأخرى، والتنظيمات الأخرى، من المجال العام في بلادنا. وان يصبح الرأي الواحد الأحد هو السائد. ألم نقرأ عن التجربة السوفيتية، حيث كان الحزب الشيوعي هو الكل في الكل. وحتى داخل الحزب هناك رأي واحد هو رأي السكرتير العام، ولا رأي غيره.
وجهت تقدم الدعوة الى قائد الجيش وقائد الدعم السريع لاجتماع لمناقشة إمكانية إيجاد اختراق لإيقاف الحرب المدمرة. لم يرد قائد الجيش، ولكن قائد الدعم السريع رد بالقبول. هل بمنطق أحمد عثمان أن نرفض اللقاء، والدعم السريع طرف أساسي في الحرب. وهل، في أي مكان في هذا العالم الذي نعيش فيه، تم إيقاف حرب بدون مشاركة الأطراف المتحاربة. وما يثير الانتباه ان د. أحمد عثمان في كل مقالاته لا يوضح لنا كيف ننهي الحرب مع شعار لا تفاوض. وكيف نحل الدعم السريع الذي اثبت في ميدان المعارك ان أقوى من الجيش أو لا يقل عنه قوة؟
أن مضمون وجوهر الطرح هو ان تستمر الكارثة ويموت الناس وتتدمر البلد كليا، في انتظار ان نبني تحالف التغيير الجذري، وأننا لن نمد يدنا لكل القوى الموجودة في الساحة، فهم دعاة التسوية، والهبوط الناعم، وشراكة الدم، والأهم انهم عملاء للإمبريالية والبنك الدولي.
اعلان أديس أبابا هو جهد يشكل خطوة في الطريق الصحيح، علينا النظر اليه بانه بداية طريق شاق وصعب لتحقيق السلام. وكل جهد انساني فهو يحتاج للتقييم والنقد، بتوضيح النقاط الإيجابية للحفاظ عليها وتطويرها. وبنقد جواني القصور لتقديم بدائل أفضل. والأهم أن هناك قوى مدنية، تؤمن بالديمقراطية، تسعى لإيقاف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للملايين من أبناء شعبنا الذين يضورون جوعا. المهم ان نشيد بعدد من المساهمات الإيجابية التي قدمت نقدا موضوعيا للاتفاق بغرض تطويره. وأتمنى ان تتقدم مجموعات اخري بآرائها سعيا وراء تجويد الاتفاق والبناء عليه، وليس هدمه بجرة قلم.
في المقالات القادمة سأقدم نماذج من تجارب البلدان التي انهت الحكم العسكري أو الشمولي بمنهج عقلاني يدرس الواقع جيدا ويعرف موازين القوى، ويتحرك في حدود قدرات الفاعلين فيه.
محمد عثمان ستاليني في زمن بارت فيه الستالينية وكل أشكال حكم الفرد
الحرب بيوقفوها الطرفان المتحاربان والمتحارب ما بيوقف الحرب ويجيك مادي يدينه عشان تخت ليه القيد
هذه سياسة الحالمين التي يسمونها التفكير الرغبوي
الدعم السريع المجرم دا بقي أمر واقع
حتتعامل معاه كيف عشان توقف المآسي المدورة في السودان
السرير البروكروستي هو وسيلة لجعل شيء ما أو شخص ما يتناسب مع فكرة أو قاعدة ثابتة، حتى لو تسبب ذلك في ضرر. وهي مبنية على قصة من اليونان القديمة، حيث كان لص يُدعى بروكرست يجبر ضحاياه على الاستلقاء على سرير كبير جدًا أو صغير جدًا بالنسبة لهم. ثم يقوم بعد ذلك بتمديد أو قطع أرجلهم لجعلها تتناسب مع السرير. وكان هذا قاسيا ومؤلما للغاية بالنسبة للضحايا.
يمكن استخدام السرير البروكروستي لوصف أي موقف يحاول فيه شخص ما جعل شيء ما يتناسب مع معيار صارم أو ضيق، دون النظر إلى الاختلافات أو التعقيدات في الموقف. على سبيل المثال، إذا أعطى المعلم نفس الاختبار لجميع الطلاب، بغض النظر عن قدراتهم أو أساليب التعلم الخاصة بهم، فيمكن أن يسمى ذلك سرير بروكرستيان. مثال آخر هو أنه إذا فرضت الحكومة نفس القوانين أو السياسات على جميع الناس، دون احترام ثقافاتهم أو تفضيلاتهم، فقد يكون ذلك أيضًا بمثابة سرير متقلب.
عادةً ما يكون مصطلح السرير البروكروستي مصطلحًا سلبيًا، لأنه يشير ضمنًا إلى أن شيئًا ما يتم إجباره أو تشويهه ليتناسب مع شكل غير طبيعي أو غير معقول. يمكن أن يشير أيضًا إلى أن شخصًا ما غير عادل أو قمعي من خلال فرض وجهات نظره أو توقعاته على الآخرين. سرير بروكرستيان يحد من الإبداع والتنوع والحرية. كما يمكن أن يسبب الأذى أو المعاناة لأولئك الذين لا يتناسبون مع المعيار.
أنت تضيع وقتك يا صديقي بمجادلتك مع اليسار الطفولي. اليسار الطفولي ليس له دواء!! وهو راسخ في الحزب الشيوعي!!
اليسار الطفولي ليس له دواء!! وهو راسخ في الحزب الشيوعي. اليسار الطفولي مجاني، وليس عليك أن تدفع ثمنه، ولا تحتاج إلا إلى فم كبير مليء بالشعارات والشعارات والشعارات والوعود الفارغة والتغيير الجذري!!