منعته الرقابة من النشر : التحليل النفسي للسياسة السودانية. كان من المصلحة السياسية أن نؤكد على نية انسحاب الجيش الجنوبي

أ.د. الطيب زين العابدين

يفترض التحليل السياسي أن الحكومة (ديمقراطية كانت أم غير ديمقراطية) تبحث عن مصلحتها في المقام الأول بمعنى أنها تريد أن تبقى في الحكم لأطول مدة ممكنة، وإذا انتهى عمر الحاكم الافتراضي بموت أو مرض أو عجز أو فشل انتخابي (في الحالة الديمقراطية فقط لأن الحكومات غير الديمقراطية لا تفشل في الانتخابات أصلاً) يبحث قبل نهاية مدته عن وريث له من أسرته أو طائفته أو حزبه حتى يستمر نظام الحكم السابق بصورة أو أخرى. وفي المقام الثاني تبحث الحكومة عن مصلحة شعبها لأن ذلك يعطيها المبرر لاستمرار سلطتها سواء كان ذلك عبر الانتخابات الحرة (في الحالة الديمقراطية) أو باستغلال نفوذ الدولة وآلياتها القمعية في الحالات الأخرى بالإضافة للدعاية المبالغ فيها لما حققته الحكومة من إنجازات ومكاسب للشعب. ولكن عندما نجد حالة لا تتوخى فيها الحكومة مصلحتها ولا مصلحة شعبها فإن التحليل السياسي يقف عاجزاً عن تفسير مثل تلك الحالة النادرة، فكيف يتعامل المحللون مع مثل هذه الحالة؟ وبما أننا نعني هنا الحالة السودانية فإن أقرب تحليل أراه لتفسير سلوك الحكومة إزاء التعامل مع مشكلة الاعتداء على منطقة هجليج وما نجم عنها من قرارات دولية هو التحليل النفسي لا السياسي الذي يفترض مصلحة الحكومة والشعب.

وقبل الاسترسال في التحليل النفسي الذي أراه أستشهد بمثلين يؤيدان ذلك المنحى في تفسير السلوك السوداني جمعياً كان أم فردياً. أحفظ مقولة للأخ جعفر شيخ إدريس(شفاه الله من وعكته الأخيرة) منذ حقبة الستينيات يقول فيها: إن سلوك الإنسان السوداني يحكمه عاملان الدين والرجالة، فإن اتفقا سهل عليه اتباعهما وإن اختلفا كان أقرب أن يتبع منطق الرجالة أكثر من منطق الدين بما ذلك الإسلاميون. وقد سخر أمين حسن عمر ذات مرة في تعقيبه على محاضرة غازي صلاح الدين عن “صعود الحركات الإسلامية” بقاعة الشارقة من مقولة شباب الإسلاميين في السودان: “فليعد للدين مجده أو ترق فيه الدماء كل الدماء”!فقال أي سياسة هذه وأي دين هذا الذي تراق فيه كل الدماء؟وماذا بقي للدين بعد أن تراق كل الدماء؟ المثل الثاني من عهد الصبا الأول في الخمسينيات، كنا إذا واجهنا صبياً أقوى منا في مشاجرة لا نضمن عاقبتها نجر خطاً على الأرض ونقول له: إن كنت راجل فتجاوز هذا الخط وغالباً ما يفعل، فإذا كان الطرف الأول مترددا من العراك يجر خطاً ثانٍ أبعد من الأول ويدعوه لتجاوز الخط الثاني ويستعد لما يترتب على ذلك من عواقب. وهذا يعني في عرفنا دعوة للصبية الآخرين أن يتدخلوا للحجز بين الطرفين قبل أن يبدأ الشجار.

لقد كان الاعتداء على هجليج في العاشر من أبريل الماضي خطأً جسيماً من قبل حكومة الجنوب لا تملك الحكومة السكوت عليه بحال من الأحوال، فحكومة الجنوب ليست في قوة الحكومة المصرية التي استولت على حلايب حتى نرسم لها خطاً ثانياً ونطلب منها تجاوزه. وكان الرد العسكري سريعاً وحاسماً أدى لاستعادة هجليج بعد عشرة أيام من اجتياحها، وقد أعلنت حكومة الجنوب نيتها الانسحاب في صباح ذلك اليوم استجابة للمطالب الدولية التي جاءتها من كل حدب وصوب بمن فيهم أعز أصدقائها. وأصرت الحكومة أن تعلن أمام الحشود الجماهيرية أنها استردت هجليج عنوة واقتدارا وليس بسبب انسحاب الجيش الجنوبي، وكان من المصلحة السياسية أن نؤكد على نية الإنسحاب لأنه يعني اعتراف الحكومة الجنوبية بخطئها في اقتحام هجليج لأنها منطقة سودانية لا خلاف عليها، ولكن الحكومة السودانية أرادت أن تثبت للملأ “رجالتها” وقدرتها على استرداد أرضها.

وكلفتنا تلك الرجالة أن رحبت القوى الدولية بانسحاب حكومة الجنوب من هجليج، وأن تتضمن القرارات الدولية تهديد الطرفين بعقوبات تحت الفصل السابع لمن يتسبب في إفشال المفاوضات السلمية لحل المسائل العالقة مع أن السودان هو المعتدى عليه، ولكن التصريحات النارية التي أطلقت جعلت السودان محل اتهام بمحاولة الاعتداء على جنوب السودان مما يهدد الأمن الدولي، وشجع ذلك الموقف حكومة الجنوب -وهي أيضاً ليست أقل رجالة من حكومة الشمال- أن تتمادى في دعواها بملكية هجليج وترسمها ضمن خريطة الجنوب المعتمدة.

وقبلت الحكومة بقرار مجلس الأمن الدولي وكذلك قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي، وهذه خطوة موفقة ولو كانت تكتيكية ولكن لماذا نفسدها بتصريحات إعلامية تستفز الجهات التي أصدرت تلك القرارات من أمثال: نحن لا ننفذ إلا ما نريد، ونحن لا نتفاوض إلا تحت ضمانات قوية بأن حكومة الجنوب لا تكرر الاعتداء على السودان (هل هناك مثل هذه الضمانات؟)، ولا بد أن يبدأ التفاوض بالمسائل الأمنية قبل أن ينتقل للقضايا الأخرى، ولا تفاوض مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال) خارج حدود السودان (وكأننا لم نتفاوض من قبل في كل عواصم العالم مع قوى سودانية وحول قضايا سودانية)، ولا تفاوض معها إلا إذا وضعت السلاح. ولو سلمنا جدلاً أن هذه التصريحات جادة ومقصودة، فلماذا تقال في الهواء الطلق وليس داخل قاعة المفاوضات؟ فمثل هذه التصريحات تعطي العالم انطباعاً سلبياً بأن الحكومة ترفض قرار مجلس الأمن الذي ينص على المفاوضات دون شروط مسبقة وهذه اللاءات المتعددة تضع شروطاً لا يقبلها الطرف الآخر. فإذا قيلت داخل قاعة المفاوضات ستقع مسئولية فشل المفاوضات على الطرفين أنهما لم يستطيعا الوصول إلى اتفاق بينهما، ولكن شروط الحكومة المعلنة على الملأ تجعل المسئولية عليها وحدها إذا تجمدت المفاوضات أو إذا فشلت في بداياتها بحجة أن الحكومة لم تكن جادة ولم تكن حسنة النية استناداً على تلك التصريحات الفارغة. والتفسير النفسي لتلك التصريحات الضارة أن الحكومة عبأت عضويتها ضد حكومة الجنوب إلى درجة عالية حتى استحق التاجر الذي يهرب تمرة واحدة إلى الجنوب أن “يضرب ويقتل”، وكذلك فعلت مع الحركة الشعبية قطاع الشمال فوصمت قادتها بكل أنواع الخيانة والعمالة والتآمر. فكيف يجوز لها بعد ذلك أن تجلس مع هؤلاء الناس وتصل معهم إلى اتفاقات حول النفط والحدود والجنسية، أو مع قطاع الشمال إلى حد الاعتراف بحركتهم الشعبية حزباً سياسياً مشروعاً يعمل مثل غيره من الأحزاب. فهذا يعني أن الحكومة غير جادة في تلك الاتهامات، أي أنها تتكلم “ساكت”! ومن ثم تريد الحكومة “تنفيساً” تدريجيا لتلك الشحنة العاطفية التي آمنت بها في وقتها وبثتها في أتباعها النافعين حتى لا تفقد مصداقيتها أمامهم.

وأسلوب آخر يدل على اختلال المؤسسية في الحزب الحاكم وفقدان التنسيق التام بين مراكز المسئولية المختلفة، وهي أن يصرح وزير الخارجية بقبول قرار مجلس الأمن ويهاجم ذات القرار أكثر من شخص يعملون في بعض أمانات الحزب العديدة ولا صلة لهم بصناعة القرار ولا بالشؤون الخارجية. ولا يقولن أحد إن هذه أدوار مختلفة موزعة بين عدد من الجهات، إنها فوضى داخل الكيان الحزبي الهلامي تجعل كل جهة تشعر وكأنها صاحبة قرار ولو عن طريق التصريحات الشفاهية التي لا تقدم ولا تؤخر، وتجعل السلطة المركزية تدعي أن كل الخيارات مفتوحة أمامها ولم تحسم الأمر بعد. النتيجة السياسية أن معركة وزير الخارجية تزداد صعوبة في المحافل الدولية التي تظن أن ما يقال على لسان المسئولين يمثل سياسة بلدهم. إن الظروف التي يمر بها السودان صعبة للغاية من كل النواحي ولا ينبغي أن تزيد الحكومة متاعبنا ومتاعبها بمصارعة طواحين الهواء، ومن الخير لنا جميعا أن نحل هذه المشاكل المعقدة بالتي هي أحسن عملاً بقول الله تعالى “وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”.

تعليق واحد

  1. جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا

  2. إنشاء الله أمر الله أتي على دجالين الموتمر الوثني الذين أحلوا الحرام و حرموا الحلال و أصبح لهم فرعون

    فرعون و عمر البشير الفرعون و القاسم المشترك بينهما
    استراتيجية حكم فرعون حيث و عمر البشير
    1/ سياسة فرق تسد و الأية من القران
    في بداية الأمر يخبرنا القرآن الكريم عن استراتيجية حكم فرعون حيث يقول ?إنَّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا، يستضعف طائفة منهم.. (القصص)? وهذا الأسلوب (جعل أهلها شيعًا / فرق تسد) هو من أهم أساليب تثبيت دعائم السلطة ونظام العلاقات داخلها وخارجها. وإلى جانب هذا (العلو)

    2/ الطغيان و الأية من القران

    فهناك معالم أخرى لحكم فرعون ممثلا لجميع الأنظمة التسلطية، وهي الطغيان والعناد والاستكبار، حيث قال تعالى
    ?إنَّه طغى (طه)? ?واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق (القصص)? إلى غيرها من الآيات التي تؤكد هذا المعنى الجلي، وهذا بطبيعة الحال ليس بغريب أن يطغى على طبيعة علاقة هذا النظام بمحيطه الخارجي فهو نظام ذاتي سلطوي.

    3/ تحويل الصراع إلى مسار ذاتي، ليظفر به الأقوى جاهاً والأكثر سلطة، وذلك عبر الحديث عن الفضائل والإنجازات أمام هذا المفضول.
    اعطيناهم بلد كاملة مع بترولها و لكن ما بفهمو و كلام من هذا القبيل و الحشرات

    عليه وحديثه عن فضائله التي أسداها له قائلا ?ألم نربك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين (الشعراء)?
    وحين لا تنفع السخرية ولا تجدي يرتفع مستوى التصعيد إلى التخويف والتشكيك حيث ?قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ?
    فرأى أنَّ أفضل وسيلة هي التهديد المباشر بالسجن -وغير المباشر بالتخويف منه واستخدام الآلة الإعلامية ضده -.

    التخوف من تغير النظام
    4/وبعد ذلك يقوم المحيطين بالمستبد من حاشيته والمستفيدين من أنظمة العلاقات الداخلية بالمال والمناصب، بضمان استقرار مكتسباتهم وميزاتهم، حيث يحرضونه قائلين
    ?أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك (الأعراف و كان رد فرعون
    فردَّ عليهم ?سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون (الأعراف)
    القتل التشريد الإغتصاب و التعذيب التجويع و …..

    5/ المصير عند الله للظالمين
    هكذا يُصَوِّرُ فرعون وجنوده ? أو يتصور ? الموقف بينهم وبين الحق ورسالة موسى، حيث يصف على الدوام ويرى نفسه بأنه هو القاهر والأقوى، بالإضافة إلى استكبارهم في الأرض بقوتهم ونظامهم وسلطتهم. وفي حقيقة الأمر هذا موقف محوري من مواقف العبرة والاتعاظ، فكل شيء طبيعته إلى الزوال. فكم حاله معبر من يكون في فترة معينة حديث الجميع، ثم بعد مدة بسيطة جدًا في نظر التاريخ لايبقى من كل هذا الحديث شيءٌ سوى العظة والعبرة والتدبر في هذا الزيف والكفر بالنعمة حينما وضعت في غير موضعها. الناس داخل هذا النظام السلطوي لايستشعرون كم هي سريعة حركة التاريخ وكم هو قريب جدًا هذا السقوط لأنهم يرون حولهم قوة لا تضاهى، ولكن سنن التاريخ لا تستثني أحدًا. ولو تأملنا، فكثير من قصص القرآن تدور حول تفسير هذا الانحدار والتحول.

    6/ ثم يعلن فرعون حملة تضليل إعلامية واسعة على الشعب مع ملاحقة أمنية واسعة لهؤلاء المتآمرين بحد قوله
    ?فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (الشعراء)? تحت شعار ?إنَّ هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون (الشعراء)

    7/ تحقير الشعب ( الحشرات …. الحشره الشعبية …. الخونة و المارقين
    وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (غافر)
    وهكذا يستمر فرعون في تحقير شعبه وازدرائه لهم ولعقولهم، حيث يحدثهم عن حمايتهم من المخربين والمفسدين
    ففرعون يبرر أفعاله بأنه يخشى من اختلال الأمن أو تغير الأفكار وهاتان الحجتان في حقيقة الأمر ليست سوى حجتا جميع الأنظمة السلطوية لتبرر بها مجازرها الأمنية ضد قطاعات من الشعب في دار فور جنوب كردفان و النيل الأزرق (أمة بني إسرائيل) ليحصل بها على أرضية للتأييد والدعم.

    8/ ويعلن فرعون على الملأ عن قانون السلطة الذاتية الخالد قائلا .. الزرعنا غير الله يقلعنا .. الحس كوعكم ..
    ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد (غافر
    فلا رأي فوق رأي فرعون، لماذا؟ لأن رأيه سديد دومًا وأبدًا، ولايمكن أن يخطئ أو يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه. فحينما يقول، فكلامه الحق، وحينما يختار فاختياره الصواب. وأي خروج عن هذا الرأي يعتبر مؤامرة وانتهاكًا أمنيًا وتحركًا مشبوهًا يستحق به أعلى درجات العقوبة.

    9/ واستمر فرعون في إعلان استعباده للناس وملكيته لهم مناديًا فيهم
    قوم أليس لي ملك مصر؟ وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ أفلا تبصرون (الزخرف)
    هنا يتوقف القرآن وقفة مهمة في بيان سر آخر من أسرار العلاقة والخضوع لهذا النظام السلطوي الداخل، حيث يقول ?فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين (الزخرف)

    10/ فرعون و جنوده
    ، فالوزر لا يمكن أن يتحمله فرعون فقط، بل إن الأفراد -والشعب- يتحملون مسؤولية كبيرة باستخفافهم وخضوعهم وتحييدهم للأسئلة العقلانية حول ما كان يفعله فرعون بهم، وكأنَّ خفة عقولهم وخضوعهم التام ثمن لحيازة المناصب والمال والاستفادة من هذا النظام السلطوي القائم، فلذلك حُق عليهم وصف الفسوق، وحق عليهم الغرق كذلك.
    خاتمة
    هذا دراسة سلوك أي جماعة سلطوية ذاتية هو عبارة عن دراسة في كل الجماعات كظاهرة واحدة لا ظواهر متفرقة، فالملامح التي نجدها في جماعة ما ولا نجدها في الأخرى لا يعني أن الجماعة الأخرى بريئة منها، بل هو ملمح كامن في خطابها وينقصه اللحظة المناسبة لا أكثر. وبهذا تتأكد أهمية بذل الجهود الحثيثة في الحفر في خطابات الجماعات السلطوية وبذل الجهد في تشريحها ونقدها لتمهد الطريق إلى نظريات أكثر صلة بالواقع.

    الفرعون و آل فرعون
    ثلاثة ملامح من العلاقات في الجماعات السلطوية، علاقة الذات بالجماعة، وعلاقة الجماعة بالتراث والمعرفة عمومًا، وأخيرًا علاقة الجماعة بالمحيط. فعلاقة الذات بالجماعة هي علاقة فخر وحماية للجماعة لتحقيق منجز ذاتي، وعلاقة الجماعة بتراثها وبالمعرفة من حولها هي علاقة تهميش وانتقاء متحيز لتعزيز المُدرك الذي يميز الجماعة، وأخيرًا علاقة الجماعة بمحيطها الخارجي هي علاقة تمايز واستعلاء لتعزيز السلطة والفخر.

    لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا . و أمر الله قادم لا محال و مصير الطغاء معروف و اصبحوا أمثال على مدار التاريخ البشري
    و لكن لا يتعلمون و لا يتعظون .. و يقول الله تعالى …و أملي لهم إن كيدي متين»:

    وقوله : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) يقول جل ثناؤه : سنكيدهم من حيث لا يعلمون ، وذلك بأن يمتعهم بمتاع الدنيا حتى يظنوا أنهم متعوا به بخير لهم عند الله ، فيتمادوا في طغيانهم ، ثم يأخذهم بغتة وهم لا يشعرون .

    وقوله : ( وأملي لهم إن كيدي متين ) يقول تعالى ذكره : وأنسأ في آجالهم [ ص: 562 ] ملاوة من الزمان ، وذلك برهة من الدهر على كفرهم وتمردهم على الله لتتكامل حجج الله عليهم ( إن كيدي متين ) يقول : إن كيدي بأهل الكفر قوي شديد .
    الأيام دول و .. لكل أجل كتاب.. ( فإن مع العسر يسرا ( 5 ) إن مع العسر يسرا ( 6 ) ) انها سنة الله في خلقه

    وقال الحسن لما نزلت هذه الآية قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أبشروا ، قد جاءكم اليسر ، لن يغلب [ ص: 465 ] عسر يسرين ” .

    قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل ، إنه لن يغلب عسر يسرين .

  3. البروفيسور يريد من الحكومة ان تكذب لتقدم لحبايبه في الجنوب خدمة مجانية، وهو يقول و كلفتنا تلك الرجالة ان رحبت القوى الدولية بانسحاب…. الخ. ما هو الرابط بين هذا الترحيب و اعلان حكومة السودان لتحرير هجليج عنوة؟ هل كان الامر سيختلف لو كذبت حكومة السودان و قالت انهم انسحبوا فعلاً ؟ اليس ذلك داعياً اكبر للاشادة بجوبا من قبل من يشيدون بها في الخطأ و الصواب؟ ثم ما الرابط بين قرار مجلس الامن و تحرير هجليج؟ هل يريد البروفيسور ان لا تتم تعبئة و لا عمل عسكري حتى تنسحب حكومة الجنوب من تلقاء نفسها او ضغوط حلفاءها ،؟ معنى ذلك اننا يجب ان نتعامل مع كل عدوان جنوبي بالطنيش حتى نسلم من قرارات مجلس الامن، اما موضوع الانسحاب فهو مجرد مغالطة حيث انه قبلها بعشرة ايام احتلت حكومة الجنوب هجليج بعد ان ( انسحب) الجيش السوداني منها!!!!! بمعنى ان حسابات المعركة و حجم القوى المهاجمة جعلت الجيش السوداني ينسحب لانه لم يستطع رد العدوان بعيداً عن منشآت النفط فقرر الانسحاب التكتيكي الذي اعقبه الهجوم الشامل ، بمعنى انه ليس كل انسحاب هو قرار طوعي بل موازين القوى هي التي تملي على القائد العسكري ان ينسحب لانه لا توجد معركة يبقى فيها جيش حتى يباد عن اخره لانه مواجه بخصم اكبر عدة و عتاداً ، و على كل حال نبارك للبروف الاعجاب الذي بدأت تجده كتاباته في اوساط معينة معروفة ، وحتى لا يزعل فنقوليه معليش المرة دي جماعتك قلعناها منهم رجالة لكن في كاودا يعني برضوا بنقلعها رجالة لمصلحة سكانها المأسورين عند ازلام الجنوب و ممكن نرضيه بأن نقول انهم انسحبوا طواعية، بختك يا بروف جماعتك في كاودا انسحبوا و لم ينهزموا ، اتفقنا؟!

  4. مقتبس من مقال استاذنا الطيب (( ولكن عندما نجد حالة لا تتوخى فيها الحكومة مصلحتها ولا مصلحة شعبها فإن التحليل السياسي يقف عاجزاً عن تفسير مثل تلك الحالة النادرة، )) أستاذنا لقد وقف التحليل السياسي حائر ومندهش منذ فجر يوم 30 يونيو89 المشؤوم… الجبهة الإسلامية كانت جزء أصيل من القوي السياسية ولم تكن بعيدة عن الحكم وتكتسب كل يوم أرضية جديدة لحسن التنظيم وتفرغ وحماسة كوادرها الشابة للعمل السياسي,,,بإختصار من وافق علي جريمة الإنقلاب العسكري كان ذو رؤية غير ثاقبة وإستخدم منطق الجالة ف دمر في عجل الحركِة الإسلامية وحزبه وها هو حزين حسير يشكو لطوب الأرض من ظلم ذوي القربي وأنفض الجمع من حوله عدا قليل من الحواري المخلصين الذين يتعرضون في كل يوم لتهديد ووعيد زملاء الأمس.!!!! لقد أنتهي هذا التنظيم وللأبد وما يقوم به الآن من فرح مبالغ لموضوع هجليج هو فقط فرفرة مذبوح أو منتحر !!!!!!!

  5. لقد اسمعت اذا ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
    جزاك الله خير استاذ الطيب تحليل خبير وزي ما ورد
    في المقال الدين والرجالة واخيرا الجالة وزى ما
    قالوا الرجالة تطير .

  6. ((…وأصرت الحكومة أن تعلن أمام الحشود الجماهيرية أنها استردت هجليج عنوة واقتدارا وليس بسبب انسحاب الجيش الجنوبي، وكان من المصلحة السياسية أن نؤكد على نية الإنسحاب لأنه يعني اعتراف الحكومة الجنوبية بخطئها في اقتحام هجليج لأنها منطقة سودانية لا خلاف عليها، ولكن الحكومة السودانية أرادت أن تثبت للملأ “رجالتها” وقدرتها على استرداد أرضها. ..))

    دا السبب المن اجلو منعو النشر
    يعني لو كانو استردوها عنوة واقتدارا زي ما بدعو ما كانو بخافو من الحقيقة بالصورة الجبانة دي

  7. حياك الله يا بروف ، أسديت النصح ولم تقِصر ولكن { مرمى الله ما بترفع ولو حاولت ترفعو برميك} أتركهم فقد أقتربوا من الهاوية أو إعطهم دفعة لتعجل بسقوطهم وتنقذ الغلابة.

  8. أستادنا الطيب

    الكلام واضح ..

    الحكومة قدامها خيارين وكل خيار متناقض مع التاني

    الأول الإستفادة من النعرة الوطنية العفوية بإستعادة هجليج الى اقصى

    مدى (إعلاميا) ،

    والخيار التاني أنها ، زي ما قلت، تسكت وتستفيد من الوضع الدولي.

    لكن ما دام كل الناس بتتكلم عن فساد السلطة واهلها وفشل الحزب الحاكم

    والإقتصاد الكل مرة ماشي للواطة ، دي كلها دعاية إعلامية لازم الحكومة تلقى

    ليها قميص او شماعة تطفي بيهو النار المولعة دي . وحكومتنا من ما جات شغالة

    برزق اليوم باليوم . المهم بالنسبة ليها الأوضاع الداخلية و تخدير البسطاء

    إن شاء الله لحدي ألله ما يفرجها بكره وستين الف داهية في المجتمع الدولي . اصلو

    الأمريكان بكره ممكن نرسل ليهم قوش يكشف ليهم شوية ناس من القاعدة بتسكتهم ليوم

    بكرة … وهكدا دواليبك

  9. ما أكثرجدلكم وخلافاتكم ايها السودانيون الكل يدعي انه الافضل والاكمل والاصلح والله مايصلح لكم الا حاكم يسومكم سوء العذاب حتي تعرفون الله حق ، سئمنا من كثرة نظرياتكم الفاشلة وادعائاتكم وتصريحاتكم التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بئس هذه الحياة وبئس من هذا الشعب .

  10. من علامات الساعة ان يوسد الامر الى غير اهله……ولو لم نكن نعاجا لما رضينا بدجل الدجاليين وجور الجائريين ….كيف للحال ان يستقيم وبلد يحكمع زعيط ومعيط

  11. الجنوبيون بلقوا مرامهم فى ابراز الفايلات العالقة مع حكومة السودان , وعلى الشمال ان

    يستعد لتفعيل ماتبقى من اتفاقية نيفاشا , وبرتكول النيل الازرق وجبال النوبة !

    والا البديل قرارات مجلس الامن الملزمة لحكومة الكيزان , والدعم العلنى والمشروع

    لحكومة الجنوب وتحالف كاودا !

    مجلس الامن لايعرف لغة دخلوها وصقيرها حام , ولايعرف لغة زفرات (زفارات ) الانتباهة !!

    بل هنالك مجتمع دولى سائر فى طريق التحضر , ويمتلك من اسباب القوة ما يجعلة ان يكتب

    فصل جديد فى تاريخ السودان المعاصر .

  12. مسؤلين من الخير, مع احترامنا للمقام العلمى و السياسى للبروفيسر الكاتب ,مش هو ترابى يعنى من جماعة الترابى ؟ و الذين هم العقلية الايدلوجية للبشير؟
    بالمناسبة, بالرغم من اعتراض غالبية السودانيين على سياسات المؤتمر الوطنى, لكنهم وقفوا معه فى هجليج و هذه حقيقة. و انا كنت فى الخرطوم و الله العظيم كل هذه المشاهد عفوية وليس بها اى اجتهاد من قبل المؤتمر الوطنى. و لا ننسى انها كانت يوم الجمعة .
    بالمناسبة انا سمعت من جهات موثوق بها يوم الخميس قبل تحرير هجليج ,ان مواطنين رموا بالحجارة بعض العساكر الذين كانوا يتحركون ببص داخل سوق الخرطوم و يقولون لهم اين كنتم عندما احتل الجنوبيون هجليج. هذا دليل ان الشعب السودانى ماذا بخير و لن يخدع فاحسن يا معارضة تفهموا, قبل ان تفقدوا كل شى و خاصة انكم لم تقدموا اى شى .
    وماتنسوا ان الشعب الان تعبان من سياسات المؤتمر الوطنى ,ولكن وقف مع المواقف الوطنية مع ابنائه الذين ضحوا بانفسهم ضد دولة اجنية و ليس المعارضة السودانية .

  13. تحليلك دا يا الطيب – لانه لا يفيد القارئ بشي – ليه حق يمنع من النشر – لانو موجه لشورى الحركة الاسلامية الذي انعقد في سرية تامة في العيلفون – ليرسم ملامح الانقاذ تو – بعدين سيبك من الدين والرجالة – الان الجماعة ديل مغرمين بقاموس اليساريين – ويتوعدوا بالطابور الخامس و بعزفوا على سلم الوطنية ويتغنوا بالخيانة ويرقصوا على ايقاع القيقم

  14. يـدار امـر الســودان بعقلية أركــان النقاش في الجامعات السودانية أو قول : سياسة رزق اليوم باليوم.

    اللهم يا سميع يا بصير يا عليم يا حي يا قيوم اجعل كيدهم في نحرهم . واجعلهم عبرة لكل سوداني.

  15. البروف كان كان زمان تحليلاته للوضع ونقده لجماعته بناءة (ولست مؤهلا لنقد من هم في قامته)بس الريحه البطالة في اي مقال يستطيع اي واحد متابع ان يشم ولو قليل منها ؟ فهل (من حقه)يبحث البروف عن موقع(فجيجه) وسط حطام حكومة الكيزان والوصوليين من اتباعهم ؟اما من يبخس انتصار القوات المسلحة في هجليج فهو لا يستحق يقول انا سوداني(واني اشم رائحة في كلام البروف)الحكومة فيها الفساد لا يحتاج للجنه ؟ فقط انظر حال زميل دراسة** جار الحي** كيف هو قبل وبعد ولوقه من قدح حكومة البشير؟ ومع دا لانكر على الحكومه ابتهاجها الغير محدود بالانتصار في هجليج وحشد الشعب والشعب السوداني لا يرضى الحقاره ودي مسألة رجاله عديل والدين يجعلهاعباده؟وحتى الاخوة المتناحرين بحاربو الغريب المعتدي علي الشئ المتنارين من اجله ثم يرجعو لخصومتهم ارجو تفرقو بين الوطن ومن يحكم ولو كان من خوازيق المرحوم الشاعر (حميد)تحية تجله واكبار للجيش السوداني حامي العرين

  16. انت والمدعو حسن التربي والافندي والعبيط بتاع مسجد الضلمة مش كنتو منهم..لعنة الله عليكم اجمعين الي يوم الدين

  17. هوي ياابراهيم…. كاودا قال كاودا عليك الله لو سالوك قالوا ليك كاودا دي بتقع وين عارفها؟؟؟؟؟ شمال ام جنوب ام غرب ام شرق كادقلي بتعرف ولا قاعد بس تتفاصح ؟؟ بينا وبينكم الايام ونشوف تعالوا ادخلوا كاودا سوف ننسحب ليكم منها نحن اسود الجبال نحن العلمنا الجنوبيين القتال .. انت ماسمعت بمقولة دكتور قرنق في مؤتمر كاودا الاول قبل ما تتم اتفاقية السلام … ما عارف طبعا انا بوريك قال: ( انتو يا اولاد النوبة غيركم مافي زول ضراني لانكم في الجيش السوداني السند الاول وقال الكلام للدكتور بعد كل معركة ننهزم فيها نسمع جلالات السلطان عجبناطبعا دي انت ما بتعرفها!!! قال صوت اولاد النوبة انا بعرفه من بعيد. وسكت قرنق برهة ثم قال لكن انتو يا اولاد النوبة لو ما انتو كان الجيش الشعبي انتهى فقال بداية التسعينات ايام صيف العبور ومسك الختام وانسلاخ مشار وكاربينو ولام اكول و وقعوا مع عمر البشير اتفاقية الخرطوم للسلام جلست مع رفيقي وصديقي يوسف كوة مكي وكان ذلك قبل اتفاقية الخرطوم وقبل مرضه واقترحت عليه ان يلقي افراد الجيش الشعبي السلاح ونطلب اللجوء في الغرب حتى اشعار اخر فرفض الاسد كوة وذهب الى الجبال و معه عبدالعزيز الحلو واحضروا كتيبة من الجبال). فكانت الانتصارات التي ما زالت تغلي في بطونكم يا كيزان بنيران الحقد على ابناء النوبة فكانت التصفيات العرقية وما ادراك ما كادقلي وزبانية الامن والطابور الخامس .. و ووووووووو واشياء اخرى لا يسع المجال لذكرها عموما تعالوا كاودا ومعكم كل الاسلحة الكيماوية التي تجلبوها من ايران وما تنسوا كمان تتحننوا وتحننوا معكم المجاهدين لانكم بالتاكيد سوف تقابلوا الحور العين ما بعيد عندكم ان تحننوا مجاهدنكم طالما انكم تزوجوا لهم بعد وفاتهم وتقيموا لها حفلات راقصة يرقص فيها رقاصكم عمر البليد ….. في الختام عذراً شعبي اذا تعصبت انا للقبيلة , لان رسولنا الحبيب عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال دعوها فانها نتنة او في معني الحديث واخيرا جدا لك التحية وطني شرقا من قمم التاكاوتوتيل للحلنقة وادروب دبايوا اتنينا اكوبام سلومام تحياتي رغم انف الحاقدين للبجة عموم لك التحية وطني غربا حتى وادي هور وازوم وقمم جبل مرة رغم انف الحاقدين نحيي اخوة لنا فور ومساليت زغاوة وتنجور وميدوب بني هلبة وهبانية وبديات رزيقات وتعايشة وسلامات فلاتة وهوسا وبرنو ومعاليا وترجم و مساليت وقرعان برقو و برقد, لك تحية وطني اقصى الشمال شامخا كشموخ النخيل على ضفاف هذا النهر الخالد نسجي التحية رغم انف الحاقدين لاخوة لنا هناك دناقلة ومحس وشايقية حلفاويين وجعلية وكبابيش و جموعية وجمع وجميعاب وميرفاب تحيتنا نبثها غربا الى امنا الحبيبة كردفان رغم انف الحاقدين للجوامعة والكواهلة والشنابلة المجانين وكل قبائل الحمر عموم رغم الجراحات. والبديرية والمسيرية والحوزامة عموم وللنوبة ورغم انف الحاقدين نحيي الفونج والانقسنا والهمج والبرتا وللذين لم نذكرهم عذرا.

  18. هو غير العنترية والرجالة دي احنا المرجعنا وراء شنو؟
    مش البشير في اخر مرة حلف قسم مغلظ وقال اليونميد ديل مابجدد ليهم وقرار مجلس الامن ده يموصوة ويشربوا مويته. اها هو الشرب وماحيروي
    مش هو القال احنا مابنتفاوض مع الجنوب وفي النهاية قبل بخارطة الطريق
    لاتوجد سياسة او دين تقودان هذا الوطن انه الجهل والعنترية الفارغة وحكومة الجنوب في كل مرة تكسب وكانت اول مكاسبها الانفصال والان كسبت الدعم الدولي وتسليح الجنوب باسلحة مضادة للطائرات قريب من قبل الجكومة الامريكية ونشوف حكومة السودان حتعمل شنو
    الحركة الشعبية الشماليه سوف تصل الي نفس النتيجة وسوف تجلس معها الحكومة علي طاولة المفاوضات كما فعلت مع دولة الجنوب لانو العنتريات في النهاية بتقود الي تنفيذ قرارات مجلس الامن وامريكا وليس قرارات الحكومة

    كودا دي باقي لي مابيقدروا عليها الا بالكيماوي وبما انو حزب قذر وعنصري ما استبعد انهم يضربوها بالطريقة

    باقي لي البشير ده حيقضي باقي عمرة صايم عشان يكفر عن حلايفة الكتيرة دي

  19. مقال موضوعي جدا وعلي درجةعالية من المهنية 100% يا دكتور علي التحليل السليم والقراءة الصادقة , وكان اللة في عون كرتي فكثير من اهل حزبة عون علية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..