زلزال 25 من أكتوبر.. زخم الثورة يعود للشوارع تأكيداً على رفض التسوية مع “الانقلاب”

الخرطوم – عبد الناصر الحاج
كانت لجان المقاومة منذ إطلالة شهر أكتوبر الجاري، أعلنت عبر بيانات متتالية اطلعت عليها (الجريدة)، بأن أكتوبر سوف يشهد جدولاً ساخناً للحراك الثوري الهادف إلى إسقاط انقلاب 25 أكتوبر، ومنذ بدايات الشهر أعلنت لجان المقاومة توحيد مواثيقها الثورية، كما أنها اتفقت فيما بينها على جداول ثورية قوية تُحضر لأن تكون ذكرى ثورة 21 أكتوبر بمثابة تحضير جيد لزلزال الـ25 من أكتوبر والذي يُصادف الذكرى الأولى لانقلاب البرهان – حميدتي والذي رفضته لجان المقاومة منذ ساعاته الأولى وأعلنت لاءاتها الثلاث في وجهه منذ وقت باكر. وخلال مسيرة المقاومة الشعبية التي تقودها لجان المقاومة، تعرضت المقاومة لمنعطفات تاريخية كبيرة، وكلما يتنبأ المخذولون بتمام مواعيد موتها وانحسارها، تأتي المواكب أكثر قوة وإصرار. وقد عمت السلطات الانقلابية على التعامل بكل أنواع البطش وتجاوزات القانون مع المتظاهرين وعلى مرأى ومسامع المجتمع الدولي دون أن تتورع من ذلك أو تتردد لحظة ، وعلى الرغم من إدراك السلطة الانقلابية لضرورة إنهاء الانقلاب حفاظاً على مكتسبات الثورة وحفاظاً على الدولة السودانية من الانهيار بسبب العزلة الدولية والضائقة الاقتصادية الناجمة من امتناع الأسرة الدولية من دعم السودان في ظل وجود حكومة عسكرية مُنقلبة على النظام المدني الديمقراطي، إلا أن السلطة الانقلابية كادت تغرق في تناقضاتها المعلومة، وسلكت كل الدروب الممكنة لوأد الثورة دون أن تنجح في ذلك، وأخيراً بدأ واضحاً امتثال السلطة الانقلابية لنداءات التسوية مع قوى الثورة، إلا أن لجان المقاومة وبقية التكتلات الثورية الأخرى تقف سداً منيعاً أمام أية تسوية سياسية تُنقذ السلطة الانقلابية من مغبة السقوط والمحاسبة القانونية العادلة على كل الجرائم التي وقعت فيها ضد جماهير الشعب السوداني الرافضة للانقلاب والمطالبة بالحكم المدني الكامل. وفي شهر أكتوبر نفسه، ارتفعت خطابات التسوية السياسية والتي طرفها هذه المرة تحالف الحرية والتغيير الرافض للانقلاب، وعلى الرغم من أن بعض من مكونات الحرية والتغيير أعلنت رفضها للتسوية التي تُنقذ الانقلابين، كانت التيارات الأخرى في الحرية والتغيير تجري اتصالاتها السرية مع العسكر بغية الوصول لتسوية سياسية بمباركة دولية، وتقول أنها تضع في حساباتها هذه المرة بأن تكون التسوية مدخلاً لإنهاء الانقلابات العسكرية مرة واحدة للأبد ، وأنها تنطلق من فرضية تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، إلا أن لجان المقاومة انبرت بكل أطيافها المتعددة رفضاً للتسوية أياً كانت شكلها، وأعلنت مُضيها في جداول حراكها الثوري دون الالتفات لأنباء التسوية. وبالفعل خرجت تظاهرات 21 أكتوبر قوية وحاشدة ورغم سقوط شهيد فيها، إلا أن الثوار تمكنوا من إعادة الزخم الثوري للشوارع، ونجحوا في أن يكون حراك الـ21 من أكتوبر بمثابة تحضير جيد لما سموه زالزال 25 أكتوبر. وحقاً خرجت جموع هادرة من السودانيين في يوم 25 أكتوبر في مدن الخرطوم الثلاث وفي عدد من مدن السودان الأخرى، ورغم انقطاع خدمة الانترنت في هذا اليوم، إلا أن عدسات الثوار والمنصات الاعلامية المستقلة، وثقت لمشاهد ثورية ضخمة، اعتبرها مراقبون بأنها إيذاناً لعودة الزخم الثوري للشوارع، وأنها أكدت على إنهاء خطاب التسوية مع السلطة الانقلابية، وأنه لا بديل أمام شعب السودان غير التكاتف والتعاون بغية إسقاط الانقلاب.
الجريدة
21 و 25 اكتوبر طلعوا فسوة ديك
الشعب قاعد يتفرج فوق صفيح ساخن.. ارحموهوا شوية.