والي شمال كردفان..!ا

حديث المدينة
والي شمال كردفان..!!
عثمان ميرغني
زارنا أمس في صحيفة (التيار) والي ولاية شمال كردفان.. الأستاذ معتصم ميرغني حسين زاكي الدين.. وخارج النطاق الرسمي.. هو زميل دراسة من العهد الذهبي في جمهورية مصر العربية.. لفت نظري في حديثنا معه نقطة مهمة للغاية.. ولاية شمال كردفان اقتصادياً يفترض أنها من أغنى ولايات السودان.. أولاً: لأنها تحوز موارد زراعية وحيوانية ضخمة.. ثانياً لأنها من الولايات التي حظيت باستنارة منذ تاريخ بعيد.. وإنسانها لم يكن منغلقاً أو مغلقاً عبر التاريخ .. وثالثاً وهو الأهم لأنها بالمفهوم الجغرافي والاجتماعي ولاية الوسط الحقيقية في السودان.. فهي جغرافياً تقع في وسط السودان (وليس غربه كما يعتقد الكثيرون) فهي معبر تجاري مهم يربط أجزاء السودان.. مما جعل إنسانها وسط محتك بكل قبائل وأعراق السودان.. لماذا بكل هذا الحظ الاقتصادي والبشري والجغرافي تظل شمال كردفان فقيرة.. وتظل عاصمتها الأبيض مجرد مدينة ناضبة منحسرة ومتحسرة هجرها أهلوها إلى الخرطوم.. الإجابة عن هذا السؤال هي مفتاح الانطلاق لمستقبل أفضل لهذه الولاية.. الوالي معتصم ميرغني.. يرى أن موارد الولاية يستأثر بها المركز.. لأن عائد الصادر من منتجاتها الزراعية (الصمغ، السمسم وغيرهما) يذهب إلى المركز.. إذن لماذا لا تتغير معادلة توزيع الثروة القومية بحيث تستفيد كل ولاية من حصاد مواردها.. لم لا تستفيد ولاية البحر الأحمر ـ مثلاً ـ من كونه الميناء الوحيد.. لم لا تستفيد ولاية نهر النيل كونها التي تتعفر بالغبار وتلتهب رئات أهاليها بتلوث الهواء لتنتج الأسمنت لتبني به بقية السودان.. ولماذا لا تستفيد الولاية الشمالية من كونها المنتج الأساسي للطاقة الكهربائية في السودان.. من المهم جداً ترقية مفاهيم الحكم الـ(لا) مركزي لتجعل من كل ولاية منظومة إدارية واقتصادية مستقلة قادرة على منافسة غيرها من الولايات ويستريح سكانها بقدر تعبهم في استثمار مواردهم.. لكن واقع الحكم الفيدرالي في بلادنا فيه كثير من (الصورية!) و البروتوكولية.. مؤسسات حكم ولائية في مختلف المستويات لكنها في الغالب الأعم مرتبطة بقرار مركزي من المركز.. و يظهر ذلك جلياً في الحاجة المستمرة من ولاة الولايات بل والوزراء الولائيين للحج للخرطوم أحياناً كل أسبوع.. لأن كل شيء بالخرطوم.. القرار والمشورة والحل والعقد..بل حتى زوجاتهم (حكوماتهم الحقيقية) وأطفالهم.. هنا في الخرطوم. ولا أدل على منطقي هذا.. أكثر مما قاله والي شمال كردفان نفسه.. سألناه عن تأثير الطريق الجديد الأبيض ـ بارا ـ أم درمان.. فقال من أفضل ثماره أنه يقرب مدينة الأبيض من بورتسودان.. لأن شمال كردفان تصدر منتجاتها بالطريق القديم.. عبر مدني إلى بورتسودان.. لكن الطريق الجديد يجعل كردفان تتصل مباشرة مع بورتسودان عبر عطبرة.. مما يوفر أكثر من سبع ساعات.. وهي بحساب التكلفة والزمن قيمة عاتية.. لو خلخل الوالي معتصم ميرغني مفاهيم الحكم والإدارة السودانية قليلاً لصنع من كردفان واحة السودان.. كيف؟ سأقول لكم!!
التيار
باشمهندس انت عظيم ورائع واحسن كاتب في السودان ويا ارض احفظي ما عليك لم اقرأ المقال بالطبع يا لا انشر دي لاني عرفت تماما انكم لا تظهرون التعليقات التي تمس بعض الخلل في مقالاتكم اليس كذلك ؟