ممثل معروف: عرضت كليتي بعد أن حاصرتني الديون

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة غير حميدة في المجتمع السوداني الذي ظل محافظا على قيمه وعاداته وتقاليده السمحة.. وذلك بعد لجوء عدد من الناس لبيع جزء من أعضائهم الجسدية بغية الحصول على أموال يضمنون من خلالها عيشة هانئة بعيداً عن عالم الفقر المدقع.
ومعظم هؤلاء الناس من الذين يعانون من ضغوط الفقر الذي أصبح يحفهم من كل جانب، مما يضطرهم لاتخاذ قرارات قد تكون عواقبها وخيمة عليهم، ويكون أثرها سالباً.
*حقائق
من قضايا بيع الأعضاء البشرية الشهيرة تلك التي تابعناها في محكمة جنايات كرري والتي كشف فيها إفادات المتحري تفاصيل هذا النشاط الغريب، إذ أكد أن المتهم الأول كان يقوم بتحريض المواطنين وإقناعهم ببيع كلاهم بدولة، مشيراً إلى أنه يتكفل بكافة إجراءات ضحاياه ونفقاتهم خلال وجودهم بتلك الدولة بمساعدة مجموعة من الوسطاء. ووضح أن عمليات استئصال الكُلى كانت تجرى بمستشفى بعينه، وعرض المتحري للمحكمة عددا كبيرا من وثائق السفر الخاصة بمواطنين سودانيين ضبطت بمعية أحد المتهمين لحظة القبض عليه، بالإضافة إلى مستندات اتهام أخرى تتعلق بالبلاغ، كاشفاً عن بيع المتهم الثاني المقيم بمصر منذ أكثر من «5» أعوام كليته بالإضافة إلى أنه كان يعمل كوسيط في بيع الأعضاء. وأشار إلى أنه تم القبض عليه بمنطقة الثورة حيث عثر بحوزته جواز خاص به مزور.
وهذه القضية وصلت إلى القضاء بعد أن قدم ذوو أحد الضحايا الذي انتحر بعدما باع للمتهمين إحدى كليتيه.

*البيع أو السجن..
في الفترة الماضية عرض ممثل سوداني معروف إحدى كليتيه للبيع بالعاصمة المصرية القاهرة لحل ضائقة مالية دفعته للهروب من البلاد، وذلك بعد أن حاصرته الديون والشيكات المرتدة بالخرطوم، وتم فتح أكثر من بلاغ جنائي في مواجهته, وأثار تصرف الممثل حفيظة عدد كبير من أصدقائه السودانيين المقيمين بالقاهرة، الذين طالبوه بالتريث وعدم الاستعجال بالإقدام على هذه الخطوة الغريبة ومحاولة إيجاد حلول أخرى لمشكلاته المستعصية. إلا أن الممثل أصر على موقفه وقال إنه لا يملك منزلاً لبيعه ولا مقتنيات بإمكانها حل ضائقته المالية، وبدلاً من دخول السجن فمن الأفضل بيع كليته على أمل أن يزرع كلية جديدة متى ما تحسنت أحواله.

* وتبخرت الوعود..
ومن القصص (م/م/أ) والتي لا تزال المجالس تتحدث عنها، رغم مرور أكثر من ست سنوات على مرورها، وهي قصة تكشف جزءا من هذه الظاهرة التي تمارس في الظلام.
(م) وجد إعلاناً في إحدى الصحف تناشد من وصفتهم بأهل الخير بالتبرع بكلية لأب مصاب بالفشل الكلوي فاتصل (م) على رقم الهاتف فرحب به صوت نسائي ناعم في الطرف الآخر، وقالت له إنه إذا ما أثبتت الفحوصات صلاحيته للمهمة (وهذا ما أكدته التحاليل الطبية)، سوف يسافر إلى أميركا لإتمام العملية، ووعدته بجائزة كبيرة فتحمس (م) ولاحقاً وضع شروطه التي تم الموافقة عليها لكن في النهاية تغير مكان العملية إلى دولة عربية واكتشف بعد أن فقد كليته أن الجائزة الكبيرة التي وعد بها ليست إلا مبلغاً ضئيلاً من المال لا يسمن ولا يغني من الجوع ووعداً تلاشى مع مرور الوقت بدفع جزء آخر من المال. حاول (م) فتح بلاغ لكنه لم يفعل ذلك لأن أحد المحامين قال له إنه أيضاً سيُدان في القضية فأدار معركته بعيداً ساحات القانون محاولاً الحصول على الجزء المتبقي من المبلغ الذي وعد به إلا أن علاقته بأهل المتبرع له الذي توفي إلى رحمة مولاه بعد وقت قصير من العملية ساءت بعد أن حدثت احتكاكات بينه وبينهم.
* بضاعة اليائس..
فيما قال التشكيلي موسى عباس: لقد أصبح بيع الأعضاء البشرية أمراً عادياً نسمع به يومياً بعد أن لجأت أعداد كبيرة من الناس لبيع أعضائها نسبة للحاجة التي تسيطر على إرادتهم والفاقة التي لا يجدون من خلالها الحلول التي تنقذهم من الغرق في بحر الهموم واليأس, فيخاطرون ببيع ما هو متاح وهو (الكلية) بعد أن استبد بهم اليأس والفقر وبلغ ذروته, موضحاً قوة إيمان الشخص تجعله يفكر مليا قبل الإقدام على خطوة قد تحسب عليه وفي ذات الوقت لا بد من إيجاد حلول شافية قبل أن يضيع هؤلاء من أمام أعيننا.
* تضارب الدوافع..
في الوقت الذي أوضحت فيه الباحثة الاجتماعية هويدا ساتي قائلة: إن الإنسان كرمه الله في الأرض وسخر له عددا من وسائل الرزق حتى يتسنى له أن يعيش حياة كريمة وفي بعض الأحيان يصاب الإنسان بحالة من اليأس والإحباط عندما يفقد السبل والوسائل التي من خلالها يرتب أموره الحياتية من مأكل ومشرب وعلاج ومسكن وغيرها، ولكن عندما يلجأ الشخص إلى بيع جزء من جسده فإن الأمر يدعو إلى الوقوف حول هذه الظاهرة التي تعد بمثابة الأخطر والأفظع إلا في حالة الضرورة القصوى عند التبرع بالكلية لآخر بغرض إنقاذ حياته سواء كان بمقابل أو دون مقابل وعدا ذلك يكون الأمر عبارة عن قضية لا بد من معالجتها على وجه السرعة وتفادي الضرر قبل استفحاله.

السوداني

تعليق واحد

  1. الله ياخذكم اخذ عزيز مقتدر يا عمر البشير والكيزان

    الله لا يبقي منكم وارثا ولا نسلا لكم

    الله يذلكم في الدنيا والاخرة ويعذبكم

    الله يعجل بزوالكم الذي لا يقل بشاعة عن زوال ابرهة يرسل عليكم حجارة من سجيل تنتقي كل كوز ولص وحرامي ومنافق ولا تبقي منكم وارثا

    اللهم امين اللهم امين اللهم امين

  2. سؤال بسيط ما هو علاج الفشل الكلوي؟ أليس الزراعة، من اين يحصل المريض علي الكلية أليس من شخص حي لديه كلتين ، اذا كان المريض ليس لديه أقرباء فمن أين يحصل علي الكلية؟ أليس من متبرع ، لذا لتجنب عملية البيع والشراء يجب أن يكون هنالك متبرع لوجه الله يعطي حافز علي تبرعه بالكلية لانقاذ حياة شخص وان تكون هنالك جهة ترعي المتبرع ، وإلا فان المريض سوف يلجأ للشراء وبالتالي لا بد من بائع وكل شراء وبيع في السودان يوجد فيه سمسار حتي الحكومة تسمسر وإلا أفيدونا ما الحل ؟!!!

  3. (فأدار معركته بعيداً ساحات القانون محاولاً الحصول على الجزء المتبقي من المبلغ الذي وعد به إلا أن علاقته بأهل المتبرع له الذي توفي إلى رحمة مولاه بعد وقت قصير من العملية ساءت بعد أن حدثت احتكاكات بينه وبينهم).
    هذا الكلام أضحكني حتى سالت دموي ولكن من وسط الضحك تبادر إلى زهني سؤال: هل يمكن في هذه الحالة إستعادة الكلية المباعة أو المتبرع بها خاصة وأن المتلقي قد توفى إلى رحمة مولاه؟؟؟
    يعني هل يمكن فتح بطن المتوفي قبل ما يبرد وإخراج الكلية للإستفادة منها مرةً أخرى؟؟؟

  4. الله ياخذكم اخذ عزيز مقتدر يا عمر البشير والكيزان

    الله لا يبقي منكم وارثا ولا نسلا لكم

    الله يذلكم في الدنيا والاخرة ويعذبكم

    الله يعجل بزوالكم الذي لا يقل بشاعة عن زوال ابرهة يرسل عليكم حجارة من سجيل تنتقي كل كوز ولص وحرامي ومنافق ولا تبقي منكم وارثا

    اللهم امين اللهم امين اللهم امين

    الله ياخذكم اخذ عزيز مقتدر يا عمر البشير والكيزان

    الله لا يبقي منكم وارثا ولا نسلا لكم

    الله يذلكم في الدنيا والاخرة ويعذبكم

    الله يعجل بزوالكم الذي لا يقل بشاعة عن زوال ابرهة يرسل عليكم حجارة من سجيل تنتقي كل كوز ولص وحرامي ومنافق ولا تبقي منكم وارثا

    اللهم امين اللهم امين اللهم امين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..