س.ج. سمعتُ أن جراحة البدانة يمكن أن تخفف النوع الثاني من داء السكري. ماذا عن النوع الأول؟

د. أنطوني كوماروف

يكون الشخص البدين أكثر ميلاً إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري. ويجد الشخص البدين والمصاب أصلاً بالنوع الثاني من السكري سهولة في السيطرة على السكري إذا نجح في فقدان الوزن.
لا شك في أن الرابط بين البدانة والنوع الثاني من السكري قوي وقد تؤدي جراحة البدانة إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ. لذا لا يجب أن نتعجب إذا ساهمت الجراحة في تخفيف خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
لكن أثبتت دراسة حديثة في السويد أن حجم المنافع يكون لافتاً. اختار الباحثون أكثر من 3 آلاف شخص بدين وغير مصاب بالسكري وتابعوا حالتهم طوال 15 سنة. تبين أن خطر تطور النوع الثاني من السكري عند الأشخاص الذين خضعوا لجراحة البدانة كان أقل بنسبة 83% من الخطر الذي يواجهه كل من لم يخضع للجراحة.
ثمة أنواع مختلفة من جراحة البدانة، لكن تهدف كلها إلى تقليص امتصاص السعرات الحرارية في الأمعاء. يرتبط ذلك جزئياً بفقدان الوزن الذي يُسجَّل غداة الجراحة. لكننا علمنا الآن أن الجراحة تغير أيضاً مستويات الهرمونات التي تؤثر على الشهية والأيض، ما يساهم في فقدان الوزن، وبالتالي قد ينخفض بذلك خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
معظم الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري الذي يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة لا يعانون مشكلة البدانة. تقلّ الأسباب التي تبرر إجراء جراحة البدانة في حالات هؤلاء المرضى. لكن إذا كان مريض النوع الأول من السكري بديناً وإذا لم ينجح في فقدان الوزن عبر الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، قد تكون جراحة البدانة منطقية في هذه الحالة. يزيد النوع الأول من السكري خطر الإصابة بأمراض القلب وينطبق الأمر نفسه على البدانة. قد لا تساهم جراحة البدانة في تسهيل السيطرة على النوع الأول من السكري ولكنها قد تساعد على تخفيف خطر الإصابة بأمراض القلب.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..