(4) مليون سوداني تجري في عروقهم الدماء المغربية !

كان ذلك قبل أسبوعين أو يزيد حينما كنت أشاهد إحدى قنواتنا الفضائية ثم تحولت عنها إلى أخرى فإذا برجل يتحدث إلى مجموعة من الناس في مكان عرفت فيما بعد أنه مسيد الشيخ الكباشي . كان الرجل يتحدث عن دور المسيد الديني وما يؤديه من اعمال في خدمة الدين وأسهب في ذلك قبل أن يعطف ويرحب بالضيوف من الحضور الذين كان من بينهم إثنين من الاخوة المغاربة . واصل الرجل حديثه وبدأ أنه رجل متعلم ، مثقف ومدرك لما يقول فتحدث عن الأثر الصوفي للمغاربة على المجتمع السوداني ثم ألقى المعلومة المدهشة وهي أن هناك (4) ملايين سوداني تجري في عروقهم الدماء المغربية وهو الأمر الذي شدني لكي أكتب هذا المقال .
لا خلاف على أن الطرق الصوفية القادمة من المغرب قد أثرت تأثيرا عميقا على المكون الإجتماعي السوداني ونسيجه وصلت لحد المساهمة في تكوين الشخصية و المزاج العام ولا خلاف أيضا على أن المغاربة عرفوا منذ قديم الزمن بأنهم شعب تطواف يعشق السفر والترحال ويكفي هنا فقط أن نورد ذكر الرحالة إبن بطوطه كمثال والذي جاب الأرض من أقصاها إلى أقصاها ، إضف إلى ذلك أن السودان كان معبرا لقوافل الحج من غرب أفريقيا وشمالها أيضا ، كما أن المغاربة إضافة إلى تدينهم عرفوا بالهجرة في سبيل خدمة الدين بإنشاء خلاوي القران وتدريس علوم الفقة ونحوها وعلى هذه الخلفية لم يكن من المستغرب أن يجمعنا مذهب واحد الا وهو المذهب المالكي ليس مع المغرب فقط بل كذلك مع المغرب العربي الكبير . غير أن ما يسترعي الإنتباه أن الكثيرين توقفوا عند محطة الطرق الصوفية ولم يتجاوزوا ذلك إلى مسألة التواجد المغربي كمجموعات سكانية والأثر الإجتماعي لذلك التواجد .
بالنسبة لي لا أعرف الكثير عن مواطن تواجد المجموعات المغربية في السودان تحديـدا ، لكن ما اعرفه أن هناك كثافة لتواجدهم في شرق النيل والجزيرة ( أبو حراز ، أم دوم مثلا) وبالطبع في غرب السودان وجماعات مبثوثة هنا وهناك . أما في العاصمة فأعرف مثلا أن في أمدرمان حي بأكمله يعرف بحي المغاربة ? كنت أجهله حتى سنين خلت ? ويقع بين حي الركابية وحي الشهداء وفي الموردة هناك السادة الأدارسة حيث يسكن في تلك المنطقة الكثيرون ممن ينحدرون من اصول مغربية . عدا ذلك لا أملك إضافة من المعلومات . غير أنني لاحظت أن هناك إهتماما كبيرا في هذا الشأن إي جانب البحث عن روابط الدم التي تجمع ما بين المغرب والسودان خاصة من جانب الأخوة المغاربة وقد لفت إنتباهي خبر نشر قبل مدة قريبه مفاده أن السفير المغربي قام بزيارة لمناطق يعتقد أن أهلها من أصول مغربية ويبدو أن هذه الزيارة كانت بترتيبات مسبقة إذ كان بصحبة السفير الشخصية المعارضة (عبد العزيز خالد) الذي يرى أنه ينحدر من أصل مغربي ، زيارة تكشف عن الإهتمام المتزايد بهذا الشأن .
إن هناك كثير من أوجه الشبة بين الشعبين المغربي والسوداني ولقد شهدت في الخارج الكثير من الصداقات التي تجمع بين أبناء البلدين ويكن المغاربة عموما الكثير من الود والإحترام للشعب السوداني ويقدمونه باريحية على الأخرين يسندهما في ذلك أرضية مشتركة في أن كليهما شعب مسالم . لقد وصلت هذه العلاقة في كثير من الحالات إلى عقد الكثير من الزيجات بين أبناء البلدين بغض النظر عن إخفاق تلك الزيجات أو إستمرارها. لقد عمّد الأثر الصوفي هذه العلاقة وجعل الشعبين قريبين من بعضهما رغم البعد الجغرافي ، يظهر ذلك جليا في الأذكار وفي المدائح وحلقات الجذب الصوفية بل حتى في إيقاعات الغناء (جنوب المغرب مثالا) . إننا في الواقع في حاجة لدراسة اشمل لمسألة التواجد المغربي في السودان ، نتجاوز فيه محطة الأثر الصوفي لنصل إلى مسألة التواجد السكاني والأثر الإجتماعي لتلك المجموعات . في المقابل وعودة إلى ذي بدء فإنني أرى أن الرقم الذي ذكره الشيخ ليس بعيدا عن الحقيقة ويحتمل الصواب أكثر من الخطأ لكون أن هذه المجموعات تزاوجت وتصاهرت منذ زمن بعيد فكان نتاجه هذا الهجين الذي أصبح يشكل اليوم جزء لا يتجزأ من مكون الشعب السوداني .
[email][email protected][/email]
من المعروف ان هناك نسبة من السودانيين من اصل مغربي و لكن لا اعتقد ان العدد يصل الى اربعة ملايين .المناطق التي ذكرها الكاتب مناطق صغيرة و عدد من فيها لا يتجاوز نحو ربع مليون نسمة بغض النظر عن اصولهم.
علينا ان نقلل من نزعة التمسك باي خيط واه لالصاق اصلونا بالشعوب الافتح الوانا منا فهذا يجعلنا مضحكة للاخرين. و بالتاكيد قبل ان يصل المغربي الى السودان يكون قد مر بالنيجر و نيجيريا و تشاد و بالتالي لن يصل الى السودان نقيا
و للمعلومية يقول البعض ان الجموعية هاجروا من المغرب الى السودان و لا اعلم صحة ذلك من عدمه
شـكرا الأخ ود الحاجة على التعليق وأقدر رأيك تماما . لم أقصد بإيرادي هذه المعلومة بالطبع إنكار سودانيتنا التي نعتز بها والتي لا مجال فيها للمساومة ، فقط هي محاولة لتسليط الضوء على هذا القطاع من المكون السكاني ضمن السياق التاريخي ولا يغيب عليك بالطبع أن السودان بكامله هو هجين من تصاهر القبائل والأفخاذ التي هاجرت إليه وتراوجها مع أهله الأصليين ، علما بأن المغاربة ليسوا كلهم بيضـا فنصفهم تقريبا يحمل البشرة السـمراء ، فاتحة كانت أو داكنة . على كل حال وبعد الرجوع إلى بعض المصادر أعترف الأن بأن الرقم الذي ذكر فيه شيء من المغالاة وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الإسـتقصاء للوصول إلى الرقم الصحيح ، تحياتي .
خلاص قنعتو من العباس ،،، مسكتو في المغرب
كتاب منتهى السطحية ،،
يعني شنو دماء مغربية ،، و أفرض دماء الملايكة زاتها ،، هم وين الناس البتجري فيهم الدماء ،، منتهى التخلف و الإنحدار ، الله يقرف كتابتكم ، فضحتونها في العالم بغبائكم و مواضيعكم التافهة ،
والله احيييك على مقالك،،، لكن يا اخي الكريم اليوم اصبح كل مقال يذكر فيه عرب وعروبة ومستعربةوجزيرة عربية وشمال اافريقيا،،، عقدة ودونية للبعض. والغريب انهم لاهم يريدون ان يعشيوا افريقتهم المدعاة ولا عروبتهم الزائفة والمزيفة ولا سودانيتهم،،، شعب زاتو لقد احتارت فيه كل الملل،،،
والغريب ان كل الرافضين ،،، تجدهم عندما تأتي خياراتهم للزوج فيتهاتفون لبنو شمال افريقيا والفلبينات والاووربيات بتاعت الجمعيات والمنظمات، نظام (تصحيح وضع) وتصحيح وضع هنا ليس للإقامة وإنما تغيير لجينات ورغبة في كسب اجيال واكمال لعقدة ونقص ودونية وارضاء لسواد الذات. والغريب انهم عندما يقدمون انفسهم يقدمونها على أساس انهم من ارض السودانية العربية.
أولا: أنا لست بمغربي وهذا لسوء حظي،،، رغم انني اعتز جدا بسودانيتي وقبيلتي العربية في شمال السودان،، ولكن للذي لا يعرفه الناس عن المغاربة فهم اهل علم واهل تجارة واهل صنعة(الذهب والصاغة) وتجارة القماش والصيدليات والأعشاب الطبية مع مهن كان حكر عليهم وعلى الاقباط واليونانيين،، اتوأ للسودان وصاغوا وانصهروا وساهموا في ارثاء الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في وقت كان السودان معظم قاطينه يعتمدون على الزراعة والرعي.. ساهموا المغاربة حتى في الطبخ الافرنجي المغاربة الطبخ واللبس والنظام والمهام.. المغاربة هم كانوا اضافة حقيقية لإثراء الحياة الاجتماعية،، فحتى دولة المغرب الحالية تعتبر اكثر واكبر دولة في شمال افريقيا منفتحين ومخلصين مشهورين بالوفاء والاخلاص والصدق( وهذا عن تجربة).
يا كاتب المقال اكتب واكتب واكتب ولا تهتم.. فالمغاربة يستحقون اكثر من أن نكتب فيهم مقالات فما عند المغاربة نعيش اليوم واقعاً في حياتنا اليومية وفي التركيبة الاجتماعية الراقية والحديثة فهما وعلما وأدبا وسياسة ومال.. فالمغاربة الذين اعرفهم يعتزون جدا بسودانيتهم قبل مغربيتهم اناس ساهموا وصاغوا وصنعوا تاريخ السودان السودان الحديث مع باقي الملل التي تكون دولة السودان اليوم.. مازالوا يعيشون بدون عقد وظلوا ومازالوا يساهموا في بناء السودان.
المعلق المدعو/ السلام عليكم : طيب يابابا انت ما بتجري في دماءك غيرك بتجري فيه دماء.. ولو داير يركبو درب بتاع دماء عشان تخش في المعمعمة دي رايك شنو؟؟؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.