الإنقلاب

الإنقلاب
شريفة شرف الدين
[email][email protected][/email]
كل ما احتاجته القرية الصغيرة عمدة .. جهاز إداري واحد يقوم بكل الأعباء الخدمية و العدلية و الاستشارية .. لم يكن العمدة متميزا عن بقية رجال القرية في شيئ .. مثلهم يلبس مثلهم و معهم يأكل بل إن بعض أكواخ القرية أكثر وجاهة من بيته لكنه كان مهابا مطاعا في قومه لا يخرج عليه أحد و هو بدوره كان يقيم العدالة لا يخشى أحدا و لا تحركه نزواته و رغباته الشخصية على الإطلاق .. إليه تلجأ المرأة إن لقيت ظلما من زوجها فلا ترجع منه إلا راضية منصفة .. عنده فقط يتفاصل الخصمان .. كل يأتي بدفوعاته و شهوده و دلائل زعمه فينصرفان عنه و هما في كامل القناعة .. كان الشخص الوحيد الحانق عليه هو الفكي الذي كان عاطلا بدعوى أنه منشغل بتلقين أطفال القرية القران الكريم .. كان هذا الفكي وافدا على القرية لا أحد يعرف من أين جاء .. كان عاطلا و تأتيه معيشته من أهل القرية .. بعدما أمضى أكثر من خمس سنوات بينهم و عرف الناس و أحوالهم و نال ثقتهم أصبح يؤلب الناس على العمدة .. يقول لهم إن العمدة منشغل عن أمور القرية و أهلها بمزرعته و عنزاته .. و أن هذا العمدة لا يحفظ من القران غير الفاتحة و الإخلاص بينما هو يحفظ القران بكل رواياته .. ما كان أهل القرية يدخلون معه في مجادلات بسبب مكانته الدينية .. كان يرفع سبابته مهددا و متوعدا كل من يعارضه بغضب الله على من يعارض أولياء الله الذي هو أحدهم .. يسكتون تارة توقيرا له و احتراما و تارة خوفا من غضب الله. إن هم خالفوه.
مرت السنوات و شاخ العمدة .. صار قليل الحركة متقطع الظهور. اجتمع الفكي بأهل القرية و طالبهم بعزل العمدة و تنصيبه مكانه واعدا إياهم ببذل الغالي و الرخيص للعمل على رفاهيتهم .. تعليم أبنائهم … بل ذهب إلى استخدام علاقاته القوية مع المركز في صالح القرية ببناء شفخانة و مدرسة. استحسن الناس طرحه و أجمعوا أمرهم على عزل العمدة و تنصيب الفكي مكانه. توجه رجال القرية ? باستثناء الفكي – بعد مغيب الشمس إلى بيت العمدة الذي خرج إليهم وهو يعاني سعالا .. قدم إليهم ماء قراحا ثم ابتدرهم قائلا أنه كان عازما على الإجتماع بهم ليحدثم في أمر تنحيه عن قيادة القرية لكبر سنه و وهن جسمه و لكنه شدد عليهم أن يجمعوا أمرهم على من سيخلفه أن يكون أهلا لذلك دون أن يسمي أحدا. و بما أن العمدة كفاهم صعوبة طرح الأمر قال الرجال أنهم جاءوا للإطمئنان على صحته فشكرهم و انصرفوا.
تولى الفكي عمودية القرية .. أول ما طالبهم به هو بناء بيت يليق ليس به و لكن بالزائرين المهمين من المركز .. ثم طالبهم بشراء حمار له بمواصفات خاصة لأن أسفاره إلى المركز تقتضي ذلك .. ثم لم يلبث أن جدول لهم مخصصاته بخمسة أرطال سكر و فخذي خروف و دقيق و زيت اسبوعيا و ذلك لمقابلة متطلبات من سيزوره من المركز .. بل ذهب إلى أن طالب أهل القرية بتسليمه جزء من محاصيلهم الزراعية لتوفير نصف ميزانية الشفخانة و المدرسة كما وعده المسؤولون بالمركز .. و بما أن الفكي غير متزوج تقاسمت نسوة القرية الطبخ له .. رويدا رويدا قلل الفكي دروسه القرانية مع أطفا ل القرية .. كان كثير السفر و لا أحد يدري إن كان حقا يذهب إلى ملاقاة المسؤلين بالمركز كما يزعم أو لا … يغيب يومين فثلاث و يصرف المختصمين لديه بدعوى أنه متعب من جراء السفر .. تراكمت القضايا .. إلى أن جاء يوم أن دخلت عليه فتاة في غاية الجمال .. كانت تبكي بحرقة و تقول إن والدها يريد تزويجها ممن لا ترغب .. استدعى والد الفتاة و عنفه بشدة و أفتاه أن فعله هذا يغضب الله و رسوله فما كان من الوالد إلا أن رضخ .. و سرعان ما تزوج الفكي ذات الفتاة!
بدا التململ على أهل القرية .. فأمورهم لم تعد كما كانت في عهد العمدة .. و وعود الفكي طال عليها الزمن دون أن يكون لها أثرا على الواقع .. لم يأتي أي مسؤول إلى .. بل عرفوا أن الفكي كان يذهب إلى المدينة لقضاء يومين مع زوجتيه في بيته الكبير بالمدينة… تهامس الرجال و عزموا أمرا في تلك الليلة.
أصبح الصباح .. استيقظ الفكي على نباح الكلب و صياح الديك و لم يلحظ أن ديوك القرية لم تنطلق و لا نباح الكلاب كما هي العادة .. خرج من كوخه بعد شروق الشمس .. فرك عينيه .. فغر فاه باتساع كبير … هل هو في حلم أم يقظة؟ رجع إلى داخل الكوخ .. لم تكن زوجته هناك .. رحل الجميع .. لم يكن هناك أي كوخ .. تركوه وحيدا .. جلس .. شهق فمات .. لم يدفنه أحد .. بعد اسبوع مر أحد رجال القرية بعد فوجد جثة تنهشها الكلاب.
رائعة في صورة أدبيةسلسة تحكي واقعنا بتفاصيله وأطماع العصابة التي أزاحت من أتوا بصورة مشروعة
الاستاذة شريفة : ما اكثر الفكييين في سوداننا اليوم .. من جاؤا وتدثروا بعباءة الدين .. وللاسف هم بعكس الفكي لانهم ليس من الذين يدرِّسون القرآن وليس من الذين يحفظونه وايضا ليس من الذين يهتدون بهديه .. لكن اطمائنك ان الكلاب لن تجد لهم بقايا جثث لتنهش منها .. ان شاء الله
والله ناسنا ديل إلا يجيبوا ليهم كلاب مستوردة عشان تأكلهم …ما اصلوا لحمهم كثير وتخين ..وكلابنا ما بتقدر على زي ده … يا ستي كلابنا لما تجي تنبح إلا تتكل على الحيطة …
يا شريفه القريه دى ماكان فيها جيش ولا ذى قريتنا دى (ميح)X(ميح)؟00طيب ناس قصتك هجروا قريتهم عشان الفكى ما قدم ليهم الخدمات !! تقولى شنو عندما تعلمى ان قريتنا الفقرا الفيها عندهم بسم الله ما شاء الله عليهم ثلاثه طائرات رئاسيه!! اى والله00 وبطرفى المستندات وتقولى لينا الفكى طلب حمار!! انتى عارفه الطائرات الرئاسيه دى مهمتها شنو يالضبط؟ هى وكباتنها فى خدمة البشير واسرته وعلى عثمان واسرته وعبد الرحيم محمد حسين واسرته حصريا!!وعشان ما أطلع كذاب آخر مهمه قامت بيها احدى الطائرات هى ايصال إبنة عبد الرحيم وزوجها والساده (النسابه)لجهة لا أعلمهاولكنى أعدكم بنشر المعلومات التى تحتوى على جدول الرحلات التى حصلت عليهابطريقتى الخاصه وهذا قيض من فيض!! وإتحدى ابورياله او سكرتاريته ان ينفوا هذا الخبر!! هذا الذى يتم فى قريتنا يا ست الكل وشتان ما بين الدقيق والقمح!! وأشهد الله أنى لاعجب كل العجب من موقف ابناء قريتنا المتخازل اشد التخازل تجاه شرزمه وحفنه باتت مطمئنه فى أن لا أحد يستطيع أن يجرؤا على إنتزاعهم ويشل ايديهم لا يقاف هذا العبث الذى طال أمده وهل هذه هى القرية التى كنا نحلم بها ونغنى لها بأن (ابدا ماهنت يا سوداننا يوما علينا)؟!!ياسادتى لقد عجزنا كل العجز ولم يتبقى لنا غير التسليم بقدر المولى عز وجل وهجرها والرحول عنهاقبل أن نهجر قسرا اليست ارض الله واسعه؟!!0
التحية للأخت شريفة علي هذا الأسلوب الأدبي الرصين ( وطبعاًكل قارئ يفسر حسب فهمه وهنا مكمن الرصانة )
بصراحة صورة معبرة وإسقاط أدبي رائع رغم أنه مخيف
بصراحة يا شريفة تستاهلي الثناء على ما كتبتي