قصة قصيرة – احلام فتاة قاصر

عمرها بين الخامسة عشر والسابعة عشر ذات وجه ملائكي وتحمل ملامح جمالية طفولية ،عسلية العينين ،حواجبها هلال ..مشرقة الجبين ممشوقة القوام ،شفتيها وردية ولسانها يقطر شهد ،بنانها مخضبة يفوح منها عطر يسكر الازهار ،ممسك بطرف ثوبها طفل جميل لم يتجاوز عامه الثالث تقدمت منها وحييتها فردت بابتسامة ساحره فقولت لها هذا ابنك ؟
ابتسمت نعم ابني وعمره الان ثلاثة اعوام ،
لكن مازلتي صغيرة علي الزواج والانجاب ؟
نعم اعرف ذلك لكن ماذا افعل ؟تم تزويجي وانا في مرحلة الاساس قبل امتحانات الصف الثامن بشهرين .
كيف يفعلون ذلك بك ؟
يا اخي انهم فعلوا وانتهوا وبالمناسبة انا افضل من اختي الكبرى تم تزويجها وكان عمرها اثنتي عشر عامآ فقط وتوفيت عمرها اربعة عشر عام بسبب فشل عملية الوالدة التي اجريت لها …
زواجك كان عن حب ؟
تضحك حب من مين يا ابو حب انت شوفته اول مره يوم الزفاف يكبرني بعشرة اعوام ،يوم خميس بعد نهاية اليوم الدراسي عندما رجعت للبيت وجدت بيتنا يموج بالاطفال والنساء والرجال والزغاريد تشق عنان السماء والصبية يحملون صواني التمر والبسكويت وتجمع الاطفال حولي يهتفون العروس جاءت العروس جاءت توقف عقلي الصغير وعجز عن استيعاب الذي يدور في بيتنا ،وقفت بين هذه الجموع مندهشة جاءت خالتي وامسكت بي ارح ياعروس غيري هذا اللبس واتزينه اهل عريسك دايرين يشوفوك ،انتزعت مني الشنطة المدرسية احسست بروحي تنزع معها لانها كانت تمثل كل حياتي وكنت متفوقة في دراستي وكانت امنيتي ان ادرس الطب في المستقبل وافتح مركز صحي بقريتي اداوي اهل القرية والقرى المجاورة واقتصر عليهم المسافات وتعب السفر الي مشافي ومراكز المدن البعيدة وقد توفي معظمهم قبل الوصول اليها بسبب وعورة الطرق وعدم توفر سيارات الاسفاف في كامل المنطقة زميلاتي والمعلمين والمعلمات كلهم ينادوني الدكتورة الدكتورة ضاع اسمي وحتي بعد اجباري علي ترك الدراسة بسبب الزواج الكل يناديني بالدكتورة ،خالتي رمت الشنطة علي الارض وتبعثرت الكراسات والكتب والاقلام في ارجاء الغرفة وتبعثر معها حلمي الجميل ،تجمعت الفتيات حولي وتم نزع لبس المدرسة والبسوني ثوب جديد كان الكفن الذي لفت فيه احلامي والاماني الجميلة ،قامت الفتيات
باصتحبي الي غرفة مجاورة بها ام العريس وخالته وعماته واخواته وبعض النسوة من قريته تحلقن حولي وبدانا يتعزلن في كأني جارية بسوق الجواري بالعصر الجاهلي ،اجلستني ام العريس جنبهابالسرير وبدأت تتحسس علي جميع اجزاء جسمي ،ثوبي تكوم وسط السرير اقشرجسمي لان هذه المرة الاولي التي يتحسس فيها مخلوق اومخلوقة جسدي عندها انتبهت الي اشياء بجسدي لم اكن اعيرها اهتمام من قبل ،عندها زاددت الزغاريد وصوت الرصاص والكل يبارك لي …انتهاء يوم العقد وسافر اهل العريس وتفرق اهل قريتي ،سألت خالتي من هو زوجي ؟
خالتي يا بت امي عريسك عريس السرور عريس مكمل ومحمل عريس المقدرة ان شاء الله عريس بناتي وحبيباتي ،علي ودحاج التوم من حلة فوق صاحب ولدي محمد
شافك مره في بيتنا وسال محمد قال ليه دي بت منو ؟قال ليه دي بت خالتي خطبك من محمد ومحمد كلام ابوك واخوانك وافقوا والحمدلله تم العقد واجهزي يابتي السيرة يوم الاتنين …خرجت خالتي وبقيت وحدي افكر في الحياة الجديدة التي ادخلوني اليها قبل الاوان وقبل الاستعداد لها ،جاء يوم الاثنين وجاء علي وكأن عمره وقتها اربعه وعشرين عام وكان طيب ومهذب ويعاملني باحترام وحنان وعطف ،بعد ستة اشهر من الزواج وعند بداية العام الدراسي الجديد قال لي اذا ارتي ان ترجعي المدرسة تاني وتواصلي مشوارك التعليمي ان ما عندي مانع ،وقتها قد فات الاوان كنت حبلة في شهري الثالث
وبعدها تركت التفكير في الدراسة وتفرغت لخدمة زوجي وتربية ابني وليد لكن اخذت وعد من زوجي وقولت له اذا رزقنا الله ببنات لا نزوجهن الا بعد التخرج من الجامعة وان نترك امر اختيار الازواج لهن واتمني ان يفعل كل الاهل ذلك..
[email][email protected][/email]
واهو حكي والسلام