كيف تكسب المليار !!

@ إنتهي مهرجان البركل في نسخته الثانية وكالعادة لَمْلَم العارضون (عُزالهم) وانفض السامر وكل واحداً قبض (قَبِيضُو وحمد سِيِدُو) ،تركوا لنا جملة من الاسئلة لن تجد اجابات لأن الحقيقة في (عصر) الانقاذ ، موؤدة و مخبوءة من زمان ، بين القصر و السجن ، باكورة أكذوبتهم الكبري التي أصبحت مجسدة في حامض الإنقاذ النووي ، تشبعت بها خلاياهم الجذعية التي شكلت بصمتهم الوراثية في ممارسة الكذب والخداع و التكسب بافتراض ساذج ، ان أفراد هذا الشعب (مقنبرين) و(بريالة) هطالين . لأن الإستحوا ماتوا ، تركوا لنا من لا يتسلل إليهم الحياء مطلقاً ، يفعلون ما يشاءون دون وازع ديني و أخلاقي، لم يستوعبوا بعد الفهم الصوفي البسيط ان (الكفن ما فيهو جيوب)، سخروا كل امكانيات الدولة لتراكم ثرواتهم حتي أصبحت المهرجانات وسيلة (مستحدثة ) لحصاد الاموال و تسريبها لأجل الثراء غير المشروع بعد أن (كملت الحِتّات الفاضية) . بدليل انه لا توجد جهة مسئولة تحرص علي محاسبة حركة المليارات التي جمعت و لم يصدر حتي الآن تقرير مالي وإداري حول النسخة الاولي و الثانية لمهرجان البركل وستقام النسخة الثالثة دون محاسبة أيضا لأن القائمين علي الامر هم ذات العناصر النافذة في الحكومة (خربانا من كبارا ) أو كما قيل من قبل .
@ حضارة البركل عمرها أكثر من 7 الف سنة فشلت لجنة المهرجان في إستيعابها و ترويجها داخليا و خارجيا و لا علاقة لما تقوم به لجنة المهرجان من فعاليات التهريج والغناء و هالجيج ، صفقة ورقيص ، من حضارة النوبة في البركل التي جسدها أهل المنطقة في حياتهم اليومية و في سبل كسب العيش و تطويع امكانيات المدنية الحديثة في خلق واقع جديد مليئ بالمآثر ، لم ينفصل عن جذورهم التاريخية . كثير من الامثلة تبرز من حياة المواطنين البسطاء الجديرة بالذكر و تسليط الاضواء عليها لأنها من روح حضارة النوبة ،الاجداد ملوك الزمان الذين حكموا من منطقة جبل البركل المقدس الحالية ، حتي بلاد مصر الفرعونية التي أخضعوها لحكمهم طويلا وبلغ نفوذهم حتي مناطق الحضارات القديمة في بلاد مابين الرافدين غير سبقهم في العلوم وبناء الحضارات التي تجسدت في الاهرامات التي توجد منها في منطقة البركل وحدها أكثر من 3 أضعاف ما يوجد في مصر الفرعونية كلها . هذا خلافا للموروثات الاخري التي تعكس فنون و مهارات الزراعة والري و ارقي فنون النحت والتشكيل من خلال الآثار و التماثيل و المشغولات الذهبية والفضية التي تتعرض باستمرار للسرقة المنظمة التي تستهدف تاريخنا و حضارتنا النوبية التي لا تحتاج لمهرجان مفعم بالسذاجة والكسب الغير مشروع واللعب بعقولنا و استثارة سخرية العالم علينا .
@ يكفي لجنة المهرجان نجاحا واحدا فقط لو أنها إهتمت برصد تأثيرات حضارة البركل علي حياة المواطنين الذين يعيشون حاليا في نطاق وحيز جغرافيا المنطقة مقارنة بحياة الناس في بقية مناطق السودان و مدي تأثير و سرعة انتقال حضارة البركل و مظاهرها و جذورها في حياة الانسان السوداني في المجالات المختلفة في الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة وبقية الفنون و البعد الثقافي الذي يميزنا عن باقي شعوب المنطقة الافريقية والعربية سيما و أن هنالك لغط كبير يدور حول تحديد الهوية السودانية و تنازعها بين الأفريقانية و العروبية و ظهور تيار ثالث ، للمزاوجة وهو الزنجراب . في كل المنابر اصبح صراع الهوية يدور بين الانتماء الافريقي او العروبي حتي في مداولات مؤتمر الحوار الوطني في لجان الهوية والانتماء تم أهمال تاثير حضارة البركل (ممالك نبتة ) و الحضارة المروية في منطقة نهر النيل (النقعة والمصورات) . ما تم في مهرجان البركل النسخة الاولي والثانية ابتذال لا يرق الي مستوي المهرجانات في المقام الاول ولم يقدم المهرجان أي مخرجات تسهم في صياغة الانسان السوداني وتعطي اجابات للكثير من الاسئلة التاريخية حول الحضارة و الهوية والانتماء وآفاق المستقبل . الامكانيات المالية المهولة التي جمعت للمهرجان لا تتناسب مع العمل الفطير الذي لا يمكن أن يسمي ، مهرجان البركل للسياحة والتسوق و هو الأقرب الي المهرجانات الغنائية فقط . سيظل الطلب قائم حول ضرورة الكشف بالتفاصيل ميزانية المهرجان في نسختيه الاولي والثانية قبل التفكير في كيفية أن تصبح مليارديرا في النسخة الثالثة .