نحن راضون!

يحرص أهل السودان على تقاليدهم حرصهم على الحياة، حيث هناك مثل شائع يقول: (الخلّا عادتو قلّت سعادتو)، لكن من واقع والتقلبات الحياتية والتطورات التقنية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ينقلب ذلك المثل على عقبيه (الما الخلّا عاتو زادت شقاوتو) بالأمس الثلاثاء الثامن والعشرون من رمضان المعظم خرج كل أهل الخرطوم للتسوق، بالتالي أحدث ذلك أزمة مواصلات حادة في الفترة الصباحية، فمنهم من انتظر ثلاث ساعات ومن انتظر ساعتين، ومن انتظر ساعة أو ربع ساعة، الأمر الذي جعل أصحاب المركبات العامة يتعززون (ويرفعون القزاز) كما يصطلح لمثل هذه الحالات!
مع تلك الظروف والحالة النفسية السيئة جراء السيول والأمطار شقت حافلة صغيرة (ميكروبص) جموع المنتظرين، ثم أعلن سائقها عن رفع التعرفة إلى الضعف من (1.5 ? 3) جنيهات، وثارت ثائرتهم، ثم ما لبث أن جاءه من يفاوضه ويترجاه أن يأخذهم بجنيهين فوافق بعد ملاواة، وركب المنتظرون، وكانت الغالبية من النساء، فانقلبت الحافلة إلى برلمان، وشنّن هجوماً شرساً على الرجال لقبولهم لهذا الواقع المهين من غير اعتراض، وكيف أن عربة خط تغير تعرفتها لأن هناك زحمة.
وقالت إحداهن: “لا تلوموا صاحب الحافلة لأن المشكلة ليست فيه بل إن كيلو الدقيق الذي كنا نشتريه قبل يومين بثلاثة جنيهات صار اليوم بستة جنيهات والناس يتدافعون في شرائه كما أن المحسوبية والأنانية التي تواضع عليها لمن هم في الحكم هي فرضت هذا الوضع الشاذ”. وقفزت أخرى وأيدتها، وقالت: “إن هناك شخصاً واحداً يعمل في أربع وظائف ويصرف منها ماهية، فيما هناك من يحملون الشهادات والخبرات وهم بلا عمل، وإن هناك من هم أوائل دفعاتهم، بلا عمل، والذين هم أدنى منهم في مراكز مرموقة يتنعمون”. ودعت أخرى إلى أهمية الخروج للتظاهر كما خرج أهل مصر الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية أفضل منا.
استفز الصمت المطبق الرجال في الحافلة وعدم الإدلاء بدلوهم في تلك المناقشات النسوية الجادة والحادة، فقالت إحداهن إن الرجال صامتون، ويعني نحن راضون بما يحدث، ببررت لها أخرى أنهن لا يقصدن الرجال الذين هم في الحافلة!!. وعيد سعيد وكل سنة وأنتم طيبون.
[email][email protected][/email]
انت راضي وانا رراضي …نسال االله تحقيق مراد الشعب السودانى مع الاعتذار لفنان بلال مموسي