اسرق الملايين واحذر الفراخ واللحمة والبطاطين

من أنباء صفحات الجريمة والحوادث، جاء في الغراء (المجهر) الصادرة أول من أمس، أن لصاً تعيساً استغل فرصة ذهاب الرجال إلى المسجد لأداء الصلاة وانشغال ربة المنزل بإعداد وجبة الغداء، فدخل أحد المنازل وسرق منه بطانية، ولسوء حظه شعرت به ربة المنزل لحظة خروجه وهو يتأبط صيده الثمين (البطانية)، لتصرخ مستنجدة بالمارة الذين سارعوا لإلقاء القبض على هذا اللص المسكين واقتياده إلى مخفر الشرطة.. كما جاء أمس في صحيفتنا هذه الغراء (التغيير)، أن لصاً تعيساً آخر سطا على محل جزارة بحي أبوروف، وسرق منه كمية اللحوم الموجودة بداخله والبالغة (28 كيلو لحمة).. وقبل نحو عامين أذكر أن الصحف كانت قد نشرت خبراً مفاده أن شابة عشرينية ضُبطت متلبسة بسرقة دجاجة من سوبرماركت بحي العمارات، خبأتها بين طيات ثيابها، واقتيدت إلى مخفر الشرطة وفتح في مواجهتها بلاغ تحت المادة (174) من القانون الجنائي?
من هذه السرقات المتواضعة يبدو واضحاً جداً أثر الحاجة والفاقة عليها جميعاً، ويظهر عليها بوضوح كذلك أثر وتأثير البرد القارس والجوع الكافر الملجئين لسرقة ما يسد الرمق وما يقي من زمهرير برد هذه الأيام، وإلا لما تركت تلك الفتاة كل ما يعمر به ذاك السوبرماركت الفاخر في الحي الراقي من مطايب وأشياء ثمينة وخرجت منه فقط بسرقة فرخة، وكذا الحال بالنسبة لسارقي البطانية واللحمة، فهم على هذا الحال البائس والسرقة التعيسة أدعى إلى الشفقة والرحمة أكثر من الجرجرة إلى مخفر الشرطة، وكان الأحرى الوقوف على الأسباب والدوافع التي دفعت بهم إلى ممارسة هذا النوع من السرقات الوضيعة، فربما وجد فيها ما نستحق عليه المحاكمة جميعنا مجتمع ومجموعة حاكمة، وليس هؤلاء البؤساء خاصةً في ظل الغلاء المتفاحش الذي يكابده حتى الميسورين? وعلى ذكر هذه السرقات المتواضعة أذكر مقالاً مؤثراً كتبه الروائي السعودي الشهير عبده خال تحت عنوان (اسرق الملايين وإحذر من مؤخرة الدجاجة)، سخر فيه من محاكمة غريبة جرت على وافد على الأراضي السعودية بائس وتعيس، ساقته جوعته وحظه العاثر إلى التسلل داخل أحد المطاعم بمدينة جدة وغافل أصحابه وسطا على مؤخرة دجاجة مقلية وازدردها بسرعة دفعة واحدة، ولكنه لم يهنأ بما ابتلع، إذ سرعان ما أُلقي القبض عليه وأُودع المخفر لتتم محاكمته في النهاية بإحدى المحاكم الجزئية بالسجن لمدة سنة وشهرين والجلد ثمانين جلدة، على جريمته (الخطيرة) مؤخرة دجاجة، وتحسر عبده خال على هذه الخيبة التي يقع ضحيتها هؤلاء البؤساء، بينما غيرهم يسرق الملايين وهم في نعيمهم يرفلون في أمن وأمان لا يمسك بهم شرطي ولا يطالهم قانون، على رأي مبدعنا العفيف النظيف الشريف المرحوم محجوب شريف (حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك بيسرق خروف السماية وفي واحد تصدق بيسرق ولاية ودي أصل الحكاية)? وفعلاً دي أصل الحكاية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أظهر التقرير السنوي لمؤشر مكافحة الفساد في العالم والصادر عن منظمة الشفافية الدولية، ومقرها العاصمة الألمانية “برلين” مراوحة العديد من الدول العربية مكانها على جدول التصنيف، ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم.
    ووفقا لما قالته غادة الصغير مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة الشفافية الدولية فإنه “مرة أخرى فإن ثلاثة من بين أكثر 10 دول فسادا في العالم موجودة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي العراق وليبيا والسودان” ، وقد جاء الصومال في آخر القائمة مسجلا ثماني نقاط فقط ضمن التصنيف الذي شمل 168 دولة في أنحاء العالم.
    ورغم مراوحة العديد من الدول العربية ترتيبها الذي سجلته العام الماضي فإن بعضا منها سجل تحسنا ملموسا، فقد احتلت قطر المرتبة الأولى عربيا والثانية والعشرين على مستوى العالم مسجلة 71 نقطة على مقياس المؤشر الذي يضم مئة نقطة، بينما حلت الإمارات في المرتبة الثانية عربيا والثالثة والعشرين عالميا وجاء الأردن في المرتبة الثالثة عربيا والخامسة والأربعين عالميا مسجلا 53 نقطة، ثم السعودية في المركز الرابع مسجلة 52 نقطة ثم البحرين مسجلة 51 نقطة والكويت التي سجلت 49 نقطة.
    في الوقت نفسه احتلت الجزائر والمغرب ومصر المرتبة 88 عالميا، وسجلت مصر تراجعا في التقييم، حيث سجلت 36 نقطة مقابل 37 نقطة كانت قد سجلتها العام الماضي رغم تحسن ترتيبها إذ احتلت المرتبة 88 بعد أن جاءت في المرتبة 91 في تقرير العام الماضي.
    ويؤكد التقرير على دور الصراعات المسلحة في تراجع ترتيب الدول التي تشهد تلك الصراعات مثل سوريا واليمن وليبيا والعراق والصومال، ويذكر أن المؤشر الذي ترتب الشفافية الدولية الدول على أساسه، يتكون من مئة نقطة ويعد الحد الأدنى لنجاح أي دولة هو 50 نقطة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..