مقالات وآراء

للداعين إلي مصالحة المتأسلمين، أقول

د. معتصم بخاري

إرتفعت بعض الأصوات مؤخرآ تدعوا للمصالحة مع من يسمون بالإسلاميين بإعتبار أن في ذلك مصلحة الوطن للمضي في طريق التعافي و التقدم نحو إنجاز أهداف و غايات ثورة ديسمبر المجيدة !.

بعض من جاهر بهذا الرجس مخلص يروم خير الوطن و عافيته، و أكثرهم تحركهم غايات و أهداف ليس للوطن مكان فيها.. و قد غاب عن كل من حشر فنادي، بأن مأساة هذا الوطن و جل بلاءه سببه هؤلاء القوم… و يجب علي كل عاقل أن يتوقف عن مناداتهم أو الإشارة إليهم بالإسلاميين.. إذ إن البون بينهم و بين الإسلام كالذي بين المشرق و المغرب ، أو إن شئت بين السماء السابع و الأرض.

إن الأذي و الرهق الذي أوقعه هؤلاء الأبالسة بالإسلام و المسلمين، ليستعيذ من الشيطان و تنفر منه الملائكة و يشفق منه كل مسلم حاز الحد الأدنى من فهم هذا الدين العظيم حق فهمه، أو عرف مقاصده.. فبعد ثلاثينهم المشؤومة، رأينا شبابآ يجاهر بإلحاده و كفره بالدين في بلد ما كان لأحد أن يظهر حتي مجرد ” عدم إحترام ” للدين أو العقيدة.

كما أن الأذي الذي اوقعوه بالوطن و أهله يفوق كل سوء ظن، و قد توافق اهل السودان بأنهم و هؤلاء الأبالسة لن يجتمعوا علي مائدة واحدة حتي و إن كانت مائدة طعام… و لذلك كان أحد هتافات الثورة علي “همجيته” يعكس مزاج شعبي عارم يرفضهم و يتوق للقصاص منهم و لو ” بالدوس” عليهم( أي كوز ندوسو دوس) ، فقد داسوا هم علي كرامة و مزاج هذا الشعب حتي نفر منهم و كفر بهم و لفظهم غير مأسوف عليهم.

إن الله سبحانه و تعالي، و هو مالك الملك و مدبر الكون و واضع قوانينه، قد جعل للتوبة شروط و هو القادر علي العفو دون قيد أو شرط، و لا يسأل عما يفعل.. و من شروط التوبة، الإقلاع ، فالندم ثم العزم علي عدم العودة للمعصية مرة اخري.. و لم نر من هؤلاء الأوباش، برغم كل ما فعلوه بهذا الوطن و اهله، مجرد مظهر للندم ناهيك عن الإقلاع عن الذنب.. فما زالوا يفعلون كل ما من شأنه أن يأذي الوطن و المواطنين إنتقامآ علي نزع الحكم منهم.. فهم مسؤولين عن معظم ما يعانيه المواطن اليوم من أزمات مصطنعة.

لقد قرأت مقالآ لأحد مأفوني الإنقاذ و أزلامها، المدعو أمين حسن عمر.. و هو أحد المعطونين في ” عفن ” الإنقاذ منذ قيامها الي لحظة سقوطها.. يحدثنا عن الديمقراطية (!!) و موجباتها. و كيفية إصلاح نظم الحكم في السودان لتلبي طموحات أهل السودان ( !! ). و يحدثنا عن إنحراف الفترة الإنتقالية عن مسارها ( أي والله) ، و إنه ينبغي علي حكام الانتقال التركيز علي التحضير للإنتخابات حتي يفوز من يفوضه الشعب( يقصد هم طبعا).. معارضا بالضرورة لكل إجراءات نزع الأراضي و البيوت و إعادة ما سرقوه من قوت الشعب و ماله بما فيها الأوقاف الإسلامية (!) . لم يبد أسفآ علي روح واحدة أزهقوها أو علي وطن مزقوه إربآ في ثلاثينهم البائسة. هذا هو ديدنهم و مبدأهم و لن يحيدوا عنه لأنهم لا يجيدون إلا الكذب و الخداع و الفساد..

أقول

لا ينبغي أن يتحدث أحد عن مصالحة مع الأبالسة قبل أن يقتص الوطن لنفسه ممن آذوه و سرقوه و قسموه.. لا تصالح قبل انتهاء كل المحاكمات في الحق العام و الخاص.. لا تصالح قبل إسترداد كل مال نهب و أرض سلبت.. لا تصالح قبل أن يري أهل السودان العدالة و قد طبقت و إن كل من اجرم في حق أي شخص و لو بشق كلمة و قد نال عقابه المستحق..
لا تصالح قبل أن تقر هذه الفئة الباغية بخطأ و خطل مشروعها.. و قبل أن تقدم إعتذارآ غير مشروط لكافة مسلمي الأرض علي تشويه صورة دينهم الحنيف.. لا تصالح قبل أن يعكفوا جديآ في مراجعات داخلية لتبين الرشد من الغي..
يجب أن تحظر كل قياداتهم حتي الصف الرابع من أي مشاركة في الحياة السياسية كما فعل الألمان مع الحزب النازي، و علي بقيتهم التطهر بالغطس في ماء المحيط عسي و لعل..

د. معتصم بخاري

‫10 تعليقات

  1. أشدهم مناداة بذلك هى حركة العدل والمساواة و أمينها السياسى سليمان صندل, الذى وصف موءخرا اقصائهم بأنه ليس من العادات السودانية الاصيلة, لذا فهم يطالبون بقبولهم كقوى سياسية لها وزنها فتعجب يا أخى من صفاقة من يدفعون بمثل هذه الدعوات!!!

  2. شكرا جزيلا علي المقال و ما جاء فيه من حقائق و ثوابت. كنت دائما اتمني ان ندعو الاشياء باسمائها فندعوا هولاء باسمهم الحقيقي و هو “جماعة الاخوان” المحظورة في انحاء كثيرة من العالم. نتمني من الجميع ان يحذو حذوك في هذا المقال.

  3. الاخ معتصم ببساطة لا توجد مصالحة لأن شعار هؤلاء الناس اما أن يحكموا أو يقتلوا بتساوي فى ذلك أي شخص من اى حزب كان وإليك فقط مثال الاستاذ احمد محمد خير من المؤتمر الشعبى وهو أقرب الناس إليهم. هل سمعت فى اى برلمان يقف عضو مثل على عثمان ويقول الجنود shoot to kill والمستخدم هنا مواطنون من غرب كردفان يمارسون تجارة الحدود مع جنوب وكان على عثمان يريد تجويع الجنوب لذلك اباح بمفرده قتل اي شخص يتعامل مع الجنوب اى قتله مباشرة دون محاكمة وهم أطلقوا على أنفسهم الإسلاميين وبقية المجتمع غير اسلامى بمعنى يمكن قتله سواء كان 50او percent 30

  4. يا محمد يبدو من كلامك انك متكوزن؟ جل الاحزاب التي بالساحة الآن نازلت نظام الانقاذ لثلاثين عاما، كيف يتم حظرها، يعني انت تريدها عسكرية خالصة طبعا نفس تفكير واماني الكيزان.

  5. سؤال بسيط للكاتب..
    اذا اقتنعنا بأن هؤلاء الناس يجب استبعادهم وعدم مصالحتهم فما هي الحلول التي يطرحها للحقيقة العلمية التي تقول لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد في الاتجاه؟
    حرامية ومجرمين وابالسة واولاد حرام واولاد كلب واولاد زنا ووووووووووو دا كلام اعذرني أن اصفه بأنه دلالة على العباطة لانه لا يقدم ولا بؤخر بل ربما اشعل لغة الكراهية وأججها..
    البلد تتجه صاروخيا للوراء لأن ناسها منقسمين لأعداء، هذا يصلح وهذا يخرب.. وهذه العقلية الهبيلة الحهلولة ظلت تحاصر السودان منذ استقلاله حتى اليوم الى أن اصبح السودان في قاع العالم وهي من اغنى دول العالم بموارده!
    السودانيين بمختلف مسمياتهم في حرب تكسير مستمرة فاذا تغير الحكم فالذي كان يكسر بالامس اصبح حاكما يريد الاصلاح فإن الذي كان حاكما بالامس يحل محله في حمل معاول التكسير.!!
    كنا نريد بمن يتسمون بالدكاترة أن يؤسسوا منهجية جديدة لمسار هذه الأمة بجعلها تتفق على الحد الادنى وتسسير عليه مع ضمان ذلك بسيف القانون، اما البذاءة والمنابيذ ولغة الكراهية لم تقدم بلدا ولن تقدمه ابدا.
    انت حاسب بحد القانون كل من ظلم ولكن بتوجب عليك ان تضمن العدل للجميع… هذا لن يكون في صالح الكبزان أو صالح البسار بل سيكون في صالح مستثقبل السودان اذا اراد أن يعيش دولة قانون ودولة عدالة ودولة تحترم الحرية وتؤسس للديموقراطية وحقوق الانسان. وفي سبيل ذلك ليتنا تركنا العبط والخفة والبذاءة وسفه القول واتجهنا نحو المهم!

  6. كان بالإمكان بعد الثورة مباشرتاً تشكيل المحكمة الثورية لكي لا يخرج الينا كل مجرم قاتل او مساند للقتلة (وكمان بيتكلم عن الحرية )

    1. و الله يا ريت …كان انتهينا من العنف دا كلو في يوم واحد…و عهد الله الأيام ديك كانوا زي النسوان ….

  7. أخي دكتور معتصم …
    لا فض الله سيدى الكريم .. نحن لا نريد التشفي في هؤلاء الكلاب …نحن نريدُ القصاص الذي لنا فيه حياة – نحن أولي الألباب … الله من أسمائه العدل …نحن نريد العدل …من سرق منهم يُحاكم ..من قتل منهم يُقتل…من سجن منهم يُسجن … هذا هو ناموس الله في كل أديانه … أما و قد سجنونا و قتلونا و سجنونا و نهبوا خيراتنا و خربوا وطننا و باعوا مؤسساته و أذلونا ذلاً عظيماً …ثم يريدون الافلات من العقوبة فهذا هو الغباء بعينه …و المؤمن كيّي فطن ….
    الرويبضة اللا أمين اللا حسن هو كلب من كلاب الأنقاذ …يعوي كما يعون …و هو يحسبنا بلا ذواكر لعنه الله …يتحدثُ باسم الديموقراطية ؟ و هل أتى البشير على صهوة صناديق الاقتراع ؟ …
    لا مصالحة ….
    و توووووف عليهم جميعا ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..