كلنا في الهم شرق أيتها الشامية..

? وصلتني رسالة من معلمة سودانية في مقتبل العمر ( العشرينات) لكنها رغماً عن صغر سنها تحمل هموم الوطن ويشتعل قلبها غيرة عليه.
? جأرت المعلمة الشابة بالشكوى في رسالتها من بنات بلدها اللاتي يضحكن ويتعاملن بلا مبالاة مفرطة مع من تسيء للسودان وأهله.
? والمفارقة أن من تسيء للسودان وأهله شابة سورية جاءت لبلدنا هرباً من الجحيم الذي اشتعل في بلدها منذ سنوات ( نسأل المولى عز وجل أن يلطف بأهل سوريا).
? الشابة السورية التي فرت من نيران بلدها لتحظى بحفاوة أهلنا في السودان – كعادتهم مع كل ضيف- التحقت بنفس المدرسة التي تعمل بها المعلمة السودانية التي ذكرت.
? لكن ومنذ أيامها الأولى في المدرسة بدت الضيفة السورية متعجرفة.. متأففة.. ساخطة.. منعزلة عن مجتمع المدرسة وغير راغبة في الحديث مع زميلاتها حسب وصف المعلمة السودانية.
? إلا أن المعلمات السودانيات المجبولات على الطيبة وحسن المعشر لم يتركنها وأبدين تعاطفاً شديداً معها الأمر الذي أجبرهما فيما يبدو على التعامل معهن.
? لكنها للأسف الشديد لم تقابل احسانهن باحسان مماثل إنما بدأت في إظهار سخطها بالكلام كأن تقول لهن أنها أحست عند قدومها للسودان بالتخلف وأن بنات بلدها الأخريات اللائي يقمن في بلدان أخرى يتقدمن للأمام فيما تعيش هي في تخلف.
? وظلت المعلمة السورية ناكرة الجميل تدعو الله أن يخرجها من بلدنا في أسرع وقت.
? والأنكى والأمر أنه كلما تحدث أحد أولادها بلهجة سودانية عبرت عن ضيقها الشديد منهم حيث تستهزئ بلهجتنا عبر محاكاتها لأولادها الصغار وهم يتكلمون باللهجة السودانية ودائماً ما تزجرهم حتى يكفوا عن الحديث بهذه اللهجة غير المحببة لها.
? وماضاعف من ألم المعلمة السودانية أن غالبية المعلمات السودانيات المدرسة ظللن يتعاملن مع استهتار واستهزاء زميلتهن السورية بشيء من عدم الوطنية حسب وصف المعلمة صاحبة الرسالة.
? فتارة كن يضحكن.
? وفي أخرى يعقبن على استهزائها باستهزاء آخر أو يكتفين بالصمت في أفضل الأحوال.
? ولم تظهر أي واحدة باستثناء من راسلتني غضبها واستيائها مما سمعنه ورأينه من زميلتهن السورية.
? لن ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول أن بلدنا عال العال، وأن كل شيء فيه على ما يرام.
? ولا ننكر أننا أُبتلينا بأكبر المصائب خلال العقود الأخيرة.
? ونقر بأن تراجعاً ملحوظاً قد حدث في شتى مناحي حياتنا كسودانيين.
? إلا أن كل ما تقدم لا يمنح هذه المعلمة السورية مبرراً لكي تسيء لبلدنا وأهله الذين لا يتأخرون مطلقاً عن اكرام الضيف رغم ضنك العيش.
? ولا يفترض أن يدفع ما تقدم زميلاتها السودانيات للقبول بمثل هذه الاهانات والسكوت عنها.
? لابد من تذكير هذه المعلمة السورية المتعجرفة أنها لم تأتينا من إحدى بلدان العالم الأول.
? فهي قادمة من سوريا- التي قبل أن تشتعل فيها النيران الحالية- كانت تعاني من الكثير جداً من مشاكل ونواقص بلدان العالم الثالث.
? كلنا في الهم شرق أيتها الشامية، بل نحن الآن أفضل حالاً منكم رغم ما نعانيه، فلماذا لا تحترمين أهل بلد يحتضنونك رغم همومهم التي تهد الجبال.
? السودان رغم كل مشاكله فيه الكثير مما يستوجب أن تحمدي المولى علا شأنه عليه.
? لن تجدين في هذا البلد من يسيء لك لمجرد أنك تقيمين فيه مجبرة.
? ولن تجدين فيه من يحاول استغلالك كزائرة.
? وربما تعيشين فيه لسنوات دون أن تكون عين أهله على ما تملكين من مال إن وجد.
? ولا أظنك ستجدين من يحاول اجبارك على عمل لا تحبينه كما حدث في بلدان شتى لبنات بلدك اللائي أرغمن مثلك على مغادرة وطنهن.
? ألم تسمعين بالقاصرات السوريات اللاتي تعرضن للإغراء وأُرغمن على الزواج من رجال في أعمار آبائهن!
? هل حدث معك شيء من هذا القبيل بين أهلنا في السودان؟!
? فلماذا الإساءات والتجريح والعجرفة غير المبررة إذاً؟!
? ولأخواتي السودانيات المعلمات بالمدرسة المعنية أقول أنه يتوجب علينا أن نميز جيداً بين الوطن وبين سوء الحكام.
? وعلينا أن نفهم جيداً أن نقدنا الذاتي الذي نمارسه ليس سوى محاولات لإصلاح أحوالنا، وهو لا يعني بأي حال الاستهتار بهذا الوطن.
? ننتقد ونعترف ونقر بأخطائنا وما لدينا من فساد وسوء إدارة وتدهور في الكثير من أوجه الحياة، لكننا لا يفترض أن نسمح للآخرين بالإساءة لنا أو التقليل من شأننا.
? إن كانت لدينا مشاكل، فغيرنا يعانون من ( بلاوي ).
? ويجب تذكير أصحاب بيوت الزجاج دائماً بالكف عن رمي الناس بالحجارة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذ كمال …. تحياتي ..
    تقول إن هذه السورية تعمل معلمة …. كيف ذلك والآلاف من السودانيات لا يجدن عملاً وبالتأكيد مؤهلات أكثر منها …. لكن من المفارقات أن تسير الأمور بهذه الصورة المقلوبة والزيت إن ما كفي البيت يحرم علي الجيران ….ثم ألا يمكن رفع شكوي ضد هذه المتعجرفة لتذهب بعيداً عن وطننا الذي نفديه بالمقل و إرجاعها الي سوريا لتمارس نكاح الجهاد أو تتزوج من في سن جدها …. لعنة الله عليها …. والتحية لابنتنا الغيورة علي السودان الوطن
    … ودمتم

  2. شكرا لابنتنا الاستاذة الصغيرة واقول لك مشكورة على غيرتك على سودان العزة والكرامة
    اما الشوام فهم في الخليج عرفناهم لا يحملون لنا الخير اطلاقا ولهم عداء غريب جدا تجاهنا احترنا فيه من اين جاء اولا ؟! ولكننا لم نتوقف كثيرا عند محطتهم فقد تجاوزناها اما بالنسبة لزميلتك السورية فيمكن ان تتقدمي بشكوى مكتوبة الي مديرة المدرسة بانك قد “تآذيتي” من افعالها !!! أو تتحدثي اليها بصورة رسمية وجادة بدون كلام جانبي او اساءات في “اجتماع الاساتذة” وتلفتي نظرها الي الضيف يجب ان يراعي حدود الادب حتى نبادله الاحترام بالاحترام!!! وانا متاكد من انو زميلاتك يوما بعد يوما سيقل عدد المناصرين لها والساعين لخطب ودها وستجد نفسها وحيدة وهي لسع ما عرفت السودانيين بادبوا الناس البجوهم كيف!!!!!

    وفي هذا السياق تحضرني قصة قديمة روها لي أحد الزملاء كان طالب جامعة أمدرمان الاسلامية في انو طلاب ماليزيين جاءوا في زيارة أو تبادل علمي بين طلاب الجامعة والجامعة الماليزية الاسلامية اذا اسعفتني الذاكرة وسكنوا معاهم في الداخلية…. المهم الطلاب ديل متنفخيين ومتعاليين عليهم ويدعوهم لافطار رمضان يجو وهم قرفانين ومتضجرين وعاملين فيها انهم ما في حد زيهم …. المهم الطلاب السودانيين ديل اتلموا عليهم “وجلدوهم” جلدة بت كلب !!! من اليوم داك “استعدلوا” وهم الاصبحوا بيجروا وراء اولادنا عاوزين يصحابهم ويخطبوا ودهم!!!! وحينها قال محدثي “احترمناهم وضيفناهم فهموا رسالتنا غلط!!! عاوزين يقلوا ادبهم ويفتروا في بلدنا كمان”!!!
    أهه رايك شنو تعملوا شنو مع الشامية وتخليها تتعرف على الادب السوداني الذي يحمل الكثير وخلوا وشها يحمر زي الطماطم المكسورة!!!
    ودمتم

  3. دي وحدة ( ش ك ش) ساي لو ما عجبها السودان المقعدها شنو…في ستين دهية…عرب جرب ما ناقصنهم..جنس واطي وحضارة حقيرة تقوم على الصلف و التعالي في الفاضي..

  4. السوريين تافهين وعواليق ما بمشوا الا بالجزمه ، حكومة الاخوان فتحت الباب للسوريين الشغالين شحادين في الاردن يجوا السودان وهنالك جمعيات ومؤسسات تقوم برعايتهم بداية من تاجير المنازل لهم وانتهاء بدفع مبالغ شهريه لهم ليعيشوا في السودان وكمان في جماعه بيدوهم قروش علشان يستثمروا ويفتحوا كافتريات او اي يعملوا اي استثمار ، حكومتنا التي تضع اهل دارفور في معسكرات للنازحين وتقذف اهل جبال النوبه بالانتنوف وتحرق النيل الازرق تقوم يايواء النازحين السوريين ، حتى متضرري السيول والفيضانات في الخرطوم لم تسأل فيهم حكومة الاخوان التافهين ولكن جمعياتها الخيريه ومؤسساتها التي تقتات على المواطن السوداني تهتم بحثالة السوريين ، السوريين عايشين في الخرطوم احسن من اهل الخرطوم وفي بورتسودان احسن من اهلها وكذلك في بقية الولايات ، الاردن ولبنان وهم اقرب رحما للسوريين تضعهم في معسكرات للنازحين ويمنعون من الخروج منها وتصرف عليهم الامم المتحده ولكن عندنا حكومتنا متكفله بالسوريين وتقتل في المواطن السوداني ، في سودانيين وسودانيات عندهم عواره وعباطه تلقاهم فرحانيين باي اجنبي وخاصة اذا كان عربي وطبعا الاجنبي يشوف روحو ويضحك في المتخلفين ديل . يعني 25 عام حكومتنا مع الكلاب الفلسطين عايشين من قروشنا والبدايه الجديده مع السوريين . حكومة الحكومه الاخوان المسلمين لما تفوت سوري واحد ولا فلسطيني ما ح يقعد في البلد دي ح يطلعوا بهدومهم .

  5. للأسف أننا لا نعرف ان نفدم وندافع عن أنفسنا فهل هذا مت أثر التربية الصّوفية التي غرست فينا من دون شعور مما أدى إلى السلبية وعدمالإكتراث. أنظروا للشعوب الأخرى كيف تدافع عن أوطانها يجب التفريق بين رأينا وعلاقاتنا مع نظام الحكم وبين وظن الجدود فالحكام زائلون والوطن باقٍ بمشيئة الله.

  6. علشان كده أنا ما متعاطف مع شعب أي دولة عربية تحدث لها كارثة , واعتبر أن ما يعانوه هو اقتصاص من الله لما عانيناه ونعانيه الآن نحن السودانيون منذ الاستقلال بحروب ومآس, كل هذه الدول العربية الشامية لبنان سوريا فلسطين إضافة لمصر كدول منفردة أو كـ جامعة عربية لم يتعاطفوا مع السودان في محنة من محنه وهم لا زالوا يصفوننا بصفات سيئة ويشخرون مننا علي الدوام , فلتذهب هذه السورية إلي الجحيم ولا مرحبا بها لتذهب لمصر حيث أولاد بمبا يتحرشون بها في وضح النهار أو يغتصبونها في شقة من الشقق هناك. آن الآوان أن نتخلي من بعض عواطفنا ولنرد الصاع صاعين لأي عربي وسخ يتجرأ علي السودانيين والسودان.لو كنت مكان هذه المعلمات لقمت بصفعها علي خدها وضربها بالقدم علي مؤخرتها وهذا أقل معاملة تستحقها و تجدها هذه المتجعرفة الغجرية… مثل هذه الأشكال لا بد وأن تحل عننا بهذا الاسلوب الهمجري الذي تحبه ولو أنها عوملت بعنف قليل لما تصرفت هذه التصرفات ! دعونا من هذه الخزعبلات علي شاكلة مراعاة حالة الحرب التي تعيشها بلادها ومراعاة حالتها النفسية وأن بلادها خط مواجهة وذاك الكلام الفارغ الذي نسمعه عن فلسطين والفلسطينيين المعفنين الآخرين…. ليتنا نستلف مشروع الكوز المعفن هو الآخر (علي عثمان طه) السفيه ( صياغة الإنسان السوداني) ليتنا تحولنا من خلال هذه الصياغة صياغة شخصيتنا السودانية لشخصية جديدة لتصبح أعنف قليلا تجاه بعض شعوب الدول العربية التي تسيء إلينا كالمصريين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.

  7. تلقى ناسنا فى البيت وفى الشارع وفى المسرح عاملين ليها راس وقعر … لمتين نحن طيبتنا وعباطتنا دى حاتستمر … واستغربت من قصة انها كمان بتشتغل معلمة فى وقت انو بنات البلد ما لاقيات شغل سبحان الله …

  8. أسمى العطاونة

    لفتت انتباهي صورة «قاسية» لمواطنين سوريين مقيدين وسط الطريق عند مدخل بعلبك الجنوبي، وأريدكم أن تركزوا معي على المكان «بعلبك الجنوبي» «لبنان» «بلد عربي»!! نحن هنا لا نتحدث عن عنصرية في بلاد الغرب «الكفرة» والذين «يكرهون» العرب والـ «مسلمين» بل نتحدث عن بلد «عربي» «متحرر» ويضرب فيه المثل في الـ«تحضر» والـ«تطور» في الشرق الأوسط، لبنان الذي لم يخف، ولو لثانية تضامنه الكامل والتلقائي خلال حملته الـ«كبيرة» للتعري من أجل المتزلجة «جاكي شمعون» التي شاركت في دورة الأولمبياد الشتوية في مدينة سوتشي، وتعرت أمام عدسة كاميرا من أجل روزمانة.
    لا أريد العودة لفتح و«نكش» لـ«قصص قديمة»، والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها، بل لأقارن وأحاول أن أفهم عقلية مجتمع «عربي» «يتشلح بكل تلقائية» ويخلق «بَزززز» كبير على الشبكة العنكبوتية من «أجل حقوق المرأة» وفي نفس الوقت يقف صامتاً أمام إمرأة «تموت جراء العنف الأسري» أو أخرى يلقي عليها زوجها طنجرة طبخ؟!
    لن أعود للماضي «الذي ما زال» حياً يرزق، بل أتحدث عن اليوم، وبعد حالات الجَرَب والعنف والجوع التي يعاني منها النازحون السوريون في لبنان. ها أنا أركز جدياٍ في صورة يقيد فيها «بشر» مثلنا من «لحم ودم» ويلقى بهم في الشوارع بين السيارات المارة، فقط لأنهم سوريون!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..