د. أمين حسن عمر: زيف السردية وعجز الخطاب

عمر الدقير
أذكر أنني، في مناظرة تلفزيونية مع بروف إبراهيم غندور، وصفتُ خطاب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية بأنه ينطبق عليه حديث صاحب قصيدة “غيمة في سروال”، فلاديمير ماياكوفسكي، عن “الخطاب الذي يفقد تماسكه وصلاحيته، فتخرج الكلمات من فَمِ صاحبه وكأنها أُناسٌ عرايا يهربون من حَمّامٍ يحترق”، وهكذا كانت إجابات – ولا إجابات – د. أمين حسن عمر في حواره الأخير مع “قناة الجزيرة مباشر .. واصل د. أمين اجترار ذات الخطاب فاقد التماسك والصلاحية، متقمصاً دور القاضي الذي يملك مفاتيح التوبة الوطنية، يؤتيها من يشاء وينزعها ممن يشاء .. كأنّ الحرب التي أشعلوها – واستعادوا عبرها كثيراً من نفوذهم الذي أسقطته الثورة – قد منحتهم فرصة أخرى لإعادة إنتاج أوهام سطوتهم القديمة وادعاء احتكار معنى الوطن والوطنية، فأصدر حكمه القطعي على من أشار إليهم بالأفراد الذين يمثلون ما كان يعرف بـ”تقدم” والآن يعرف بـ”صمود”، بأنهم لا توبة لهم ولا أوبة لأنهم “يمثلون هذا الظهير، وهو الميليشيا”.
إن جوهر خطاب أمين حسن عمر هو ذاته خطاب بقية رهطه ومن بينهم زميلته في الحزب وحركته الإسلامية، السيدة سناء حمد، التي ظهرت عبر ذات قناة “الجزيرة مباشر” لتعلن بلسان تأصيلي: “نحن ملزمون بالجلوس والحوار مع الدعم السريع إن جنح للسلم”، لكنها شددت في المقابل على استحالة الحوار مع ”تقدم”، لأنها – كما زعمت – “منحت الشرعية والمقبولية لقوات الدعم السريع للتحرك في هذه الحرب البشعة”، وكأن “تقدم” هي من أنشأت هذه القوات وقننت وجودها بقرار من البرلمان، لا النظام الذي كانت هي وأمين جزءاً من قيادته! .. في ذلك الحوار، لم تنسَ سناء أن ترسل عتاباً رقيقاً لقائد الدعم السريع: “أنت لَسْتَ الرجل الذي عرفناه”!
وهم إذ يستندون إلى سردية تزعم أن القوى المدنية الديمقراطية وَفّرَت الغطاء السياسي للدعم السريع لارتكاب الجرائم والانتهاكات، فإن المفارقة أن أقلامهم وفضائياتهم تُسخَّر للهجوم على هذه القوى أكثر مما تُسخَّر لمهاجمة الدعم السريع نفسه. ولعل في ذلك ما يشير إلى نواياهم الحقيقية: فهم بهذا الموقف ربما يَدّخِرون احتياطياً لمقتضيات تسوية مع الدعم السريع، إذا تَيسّرت لهم، كما فعلوا قبل ذلك مع الحركة الشعبية التي رفعوا في وجهها رايات التخوين والعمالة وأعلنوا عليها الجهاد، ثم انتهوا معها إلى صلحٍ قسّموا به البلاد .. و”ما يوم حليمة ببعيد”، إذا لم يتداركه العقل الوطني الجماعي.
أما سبب عدائهم السافر للقوى المدنية الديمقراطية فلأنها كانت وما تزال في طليعة مقاومة مشروعهم الاستبدادي، ومن صفوف الثورة التي اقتلعت شجرة حكمهم العضوض، تلك التي كانوا يظنونها شجرة الخلد ورمزاً لِمُلْكٍ لا يَبْلى. ولذلك فإن موضع حربهم الأساسي هو ثورة ديسمبر المجيدة وبواعثها الإنسانية وما تمثله من أهداف. ولعلّ أوضح ما يكشف زيف هذه السردية ويفضح خواء الخطاب الذي يُرَوِّجها هو عجزه عن مواجهة الحقيقة عندما يُحاصَر بأسئلة بسيطة ومباشرة، كما حدث مع د. أمين عندما سأله المذيع: “هل حُكْمك بعدم التوبة ينطبق على النظام السابق الذي قتل الآلاف في دارفور؟”، فتهرب قائلاً: “هذه وجهة نظر وليس سؤال”، وعندما طالبه أن يعلق على وجهة النظر، رفض وتمسك بنهجه الهروبي قائلاً: “لن أجيب على ما هو ليس بسؤال”. وحين أعاد عليه السؤال بصيغة أخرى: “من الذي قتل الآلاف في دارفور؟”، بدا وكأنه قد بُهِت، ولم يجد بُدّاً من اللواذ بالإنكار والمراوغة: “لم تكن هناك جهة قتلت الآلاف. كان هناك تمرد، وكان هناك الجيش وقوات صديقة تحارب بوجهات نظر مختلفة” .. وهنا نسي أمين، أو تناسى، ذاكرة الأرشيف التي تحفظ لرئيسه عمر البشير تصريحات شهيرة أدلى بها خلال مائدة رمضانية – دعا لها رئيس السلطة الإقليمية لدارفور يوم ٢٢ يوليو ٢٠١٣ – أبدى فيها ندماً، وأقرّ بالتفريط في سماحة أهل دارفور وسفك دمائهم لأتفه الأسباب. أيًّا كان الأمر، ستتوقف هذه الحرب بإرادة السودانيين الغالبة .. فالشعوب دائماً أذكى من أن تنطلي عليها سرديةٌ كذوبة أو خطابٌ خؤون على الدوام، وأقوى من أن تستسلم للاستبداد أو تخضع لواقع الحرب المدمر، ولذلك لم يكن التاريخ كله ليلاً طويلاً من القهر والقتل والدمار، بل انتصرت إرادة الحياة والحرية – بتضحيات الشعوب – وأشرعت الأبواب لأنوار الصباح.
ورغم حملات التخوين والتضليل التي تنزع المواقف والآراء قسراً من سياقاتها، فإنها لم تُزِغ بصائرنا ولا أبصارنا، وليس في قلوبنا إلّا حب الخير لكل السودانيين وأمنية خلاصهم من كارثة الحرب .. لا نحمل أية مشاعر كراهية للسيد أمين وجماعته، لكننا لن نملّ من الدعوة إلى نهوض أوسع تيار سياسي واجتماعي لمواجهة خطابهم الأثيم الداعي لاستمرار الحرب وهزيمته، تيار يعمل من أجل حل سياسي سلمي يصون وحدة البلاد، ويجمع إرادة أهلها، ويفتح الطريق لتوافق وطني على تأسيس جديد .. فما أكثر ما قدّم السودانيون من تضحيات حريٌّ بها أن تثمر وطناً جديداً يسعهم جميعاً بشروط الحياة الكريمة، بلا تمييز ولا إقصاء.
مداميك
يترتب على المصائب والملمات والأبتلاءات العديد من الفوائد وثواب الصبر عليها اكبر منها كما قال الله فى محكم التنزيل ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) … من الفوائد التى حصل عليها اهل السودان فى ظل هذه الحرب العبثية وما ترتب عليها من كوارث ومآسى انهم تعرفوا على الصالح المفيد والطالح الضار من اهل هذا البلد .. عرفوا ان امثال اية الله امين حسن عمر لم يتعظوا بتجربة حكمهم التى انتجت الفساد والفقر والبؤس والحروب و لا زالوا سادرون فى غيهم يعمهون وان تنظيمهم انتج كوادر سياسية وإعلامية فاسدة تفتقد الى الحكمة والعقلانية متجردة من اى وازع دينى و أخلاقى هدفها فقط الحصول على السلطة والمال وفرض سطوتها على الآخر … فى الجانب الآخر كشفت لنا عن سياسين من امثال الأستاذ عمر الدقير عقلاء يمارسون السياسة بفطنة وحكمة ويتخذون الموافق بناء على تحليلات دقيقة تقدم المصلحة العامة .. سيظل اهل السودان يذكرون تلك الدموع الساخنة التى انهمرت بصدق فى حب الوطن .. ايضا لن ينسى اهل السودان تلك الأيادى التى اقسمت وحنثت وتلطخت بدماء شباب السودان الذكية ولن تنسى ايضا من خطط ونفذ ووقف وراءهم من أجل إجهاض انتفاضة وثورة ديسمبر المجيدة !!!!!!
السيد عمر الدقير الرجل المحترم المهذب المثقف النظيف العفيف السياسي الرصين مكانه في المقدمة لقيادة هذا البلد …لكن البلد ما بتدي حريف يا سيد عمر….
هو من الجماعة بتوع حمدوك بتوع المشروع التغريبي الذي ليس له جذور في السودان ( المشروع الذي ليس له لغة ولا دين ولا اخلاق مشروع منبت …….) هذا المشروع الذي اختطف اصحابه الثورة وجيروها لصالح مشروعهم المناهض لمشروع الكيزان
مشروع هياج الصبيان المظاهرات والتتريس الذي حاصر الجيش لصالح الدعم الصريع
لا براءه له ورفاقه ولا خصومهم الكيزان الا بعد العرض على القضاء النزيه
كل بلاوي السودان بسبب الخيبان إبن الحلمان البرهان الله ينتقم منه دنيا وآخره يارب العالمين.