سلفاكير على طريق السادات..!!

                                                                 
في ذاك اليوم الصيفي داهمت قوات الحرس الجمهوري المصري اجتماعا يقوده نائب رئيس الجمهورية.. المجتمعون أصيبوا بالذهول.. لم يتوقعوا ان يتغدى بهم سيادة الرئيس الذي بدا يفارق درب الزعيم عبدالناصر.. نائب الرئيس علي صبري ووزير الداخلية  شعراوي جمعة وآخرين  فكروا بإحراج الرئيس أنور السادات عبر تقديم استقالات جماعية تؤدي الى فراغ ينزع الغطاء عن الزعيم الجديد ..بحجر واحد رمى السادات اكثر من عصفور..اعتقل أنور  السادات كل مراكز القوة التي لا تدين له بولاء شخصي متهما الجميع بتدبير انقلاب.. ثم جعل من 15 مايو 1971 حدا فاصلا ما بين عهد ناصر وعهده الجديد.
اغلب الظن ان سلفاكير ضابط الاستخبارات السابق حاول ان يعيد التاريخ ويستغل حدث عابر لتصفية كل خصومه..الثابت ان تمردا محدودا حدث في جوبا في الايام السابقة..استغل الرئيس مناخ الدخان ووسع من ارض المعركة ..بعد وقت وجيز من الحادثة كانت قوات الأمن والاستخبارات تطارد المناوئين للرئيس بذريعة الاشتراك في انقلاب .. الاستجواب والمطاردة شمل رموز من قبيلة النوير مثل رياك مشار وحاكم ولأية الوحدة السابق تعبان دينق.. من الشلك تم اعتقال باقان اموم ولم تسلم من الاعتقال حتى  ربيكا أرملة الزعيم التاريخي جون قرنق..تحت وابل النار و سحب الدخان تبخرت كل أحلام الديمقراطية والتحول السلمي .
جوبا ليست القاهرة..بعد يومين من الاحتراب وجد الفريق سلفاكير ان اللهب ينتشر في  كل مكان..الدكتور مشار الخصم العنيد أفلت من المصيدة.. من مكان خفي بدا نائب الرئيس السابق يروي الاحداث برواية اخري تسبب الكثير من الحرج لسلفاكير..الدماء شملت كل أنحاء القطر..تمرد في بور وأحداث عنف في جونقلي..مئات القتلى وآلاف المشردين..في ساعات تمددت ارض المعركة وسقطت عدد من المدن .
من افق أوسع أدان  امس مجلس الأمن الدولي احداث العنف  في جنوب السودان دون ان يسميها انقلاب..بعثة الامم المتحدة بجوبا دعت الجميع لضبط النفس ولم تستبعد استخدام القوة لحماية المدنيين..مثل هذا التصريح الصريح ينزع غطاء الشرعية من حكومة سلفاكير ويجعلها محض طرف في حرب أهلية. 
السؤال لماذا لم يتمكن الرئيس سلفاكير من استغلال السانحة لضرب خصومه كما فعل السادات..الجيش الشعبي في دولة جنوب السودان لم يصل بعد الى النضج المؤسسي..معظم ضباط هذا الجيش كوادر تنظيمية في حركة سياسية قادت حرب ضروس لتحقيق غاياتها.. جنوب السودان دولة هشة التكوين القبيلة تعلو على كل مكوناتها الاخرى..في ذات الوقت فتح سلفاكير اكثر من جبهة وتمكن بمهارة من توحيد خصومه..مثلا باقان اموم ورياك مشار وتعبان دينق كانوا من قبل في عداء ولكن حرب سلفاكير جعلتهم في جبهة واحدة .. هؤلاء لم يكونوا  في حوجة لرصاصة لهزيمة سلفاكير على صعيد العمل السياسي في الحركة الشعبية.
اغلب الظن ان الرئيس سلفاكير ان لم يفكر في الانسحاب من المشهد السياسي في جنوب السودان فلن يحصد من تجربة السادات الا النهاية المأساوية .
الأهرام اليوم 
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خلاص يا سلفاكير حيغتاولك وفقاً لكاتب المقال عبد الباقي الظافر

    والظافر طبعاً كادر أمني من الطراز العجيب

    يلعب في كل الإتجاهات مع علي عثمان ومع نافع ومع عمر البشير أي مع كل بما يعطية

    الإغتيال واضح من تلميح الأمن السوداني

  2. هذه الحرب الاهلية في دولة جنوب السودان وعليهم تحمل المسؤولية كاملة ؟ مارايك بالحرب الدائرة في جنوب كدفان وقتل المواطنين العذل الذين لا علاقة لهم بحرب الجيش . لماذا الكيل بكيالين الحرب هي الحرب .
    لماذا لا نكتب في شاننا الداخلي – اتفق معك في ان هذه الحرب تؤثر لا شك بدولة السودان للمشكل الاقتصادي . حيث ان موارد الدولة تذهب دعما للحرب وبقاء هذا النظام ؟
    دعك من القضايا الانصرافية اكتب في الشأن الداخلي السوداني التعيس وسياسة الحكومة الخرقاء بتصعيد القتل والدمار – بدلا من وقف التصفيات في الجنوب السوداني الجديد ؟؟
    الحركة الاسلامية حركة فاشل بعد طوال ربع قرن – السودان ليس حقل تجارب 90 % على حافة الفقر تكريث السلطة والثروة في يد ما يسمى بالاسلاميين اي كانوا وطني شعبي .
    كيف من بيته خرب من الداخل ينظر الى الجيران ؟؟؟
    ام ان الجمل لا يرى عوجة رقبته كما يقول المثل السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..