توثيق للحركة السياسيه جامعة الجزيره

د المقداد ادم طه

المدير العام – شركة ميلودي فارما تنزانيا

مواليد الجزيره 1977

تخرجت فى كلية الصيدله جامعة الجزيره 2002
ماجستير ادارة الاعمال جامعه جوبا 2006

الحركه الاسلاميه الطلابيه ? جامعة الجزيره

رؤيه من الداخل ( 1 )

البدايات :

كان يوما مشمسا من ايام مارس 1996 حيث وصلنا جامعة الجزيرة طلابا مقبولين في الدفعة 18 كلية الصيدلة جامعة الجزيرة ، كان أول ما التقيت فى الحافله التى أقلتنا الاخ المبشر ابوبكر 18 طب ( والذي سيصبح فيما بعد قياديا بارزا فى جماعه انصار السنه المحمديه ? كانت كنيته وبالمصادفه ابو المقداد ) ، استقبلنا حينها الاخ الفقيد الصادق حسون طالب الدفعه 16 صيدله واقلنا حيث سيصبح اول مأوي لنا فى مدني الى داخليه المزارعين غرب الكليه الاعداديه . وكطلاب ننتسب للحركة منذ المرحلة الثانويه وجدنا لجنة معدة لإستقبالنا كان يطلق علىها ( لجنة الطلاب الجدد) كانت لهذه اللجنه مهام مختلفه مثل التجنيد والاستقطاب للعضويه وايضا كانت معنيه بتسليمنا يدا بيد الى مسؤلنا التنظيمى فى الوحده او الكليه او الدفعه المعينه ، الفاعلون واصحاب التاثير والهمه العاليه كانوا هم عماد هذه اللجان . وكحركة إسلامية كانت الكشوفات تأتي مسبقاً عبر مكتب قطاع الطلاب الى مكتب التأمين في الجامعة ليقوم باستكمال التصنيفات الموجودة للطلاب ثم توزيعها للمكاتب المختلفه داخل الحركه كل حسب حوجته ، كانت هذه التصنيفات عباره عن تصنيف سياسى لكل الطلاب المقبولين وكانت تبدأ في مراحل سابقه للدخول للجامعه إبتداء من مكاتب الوحدات السكنية في كل أحياء السودان و تصنيفات المكاتب المتخصصة في الدفاع الشعبي أو الخدمة الوطنية ) ونعني بذلك المكاتب التنظيمية ) ، ليتم في الفترة الاولى من دخول الطلاب إلى الجامعة عمليات التصنيف السياسي كاملا ، ويتم بعدها وضع الخارطة الدعوية أو السياسية لكل دفعة أو لكل كلية على حدة .
القليل من التنظيمات كان يتوفر لها هذه القاعدة من المعلومات لكن كانت الكشوفات تتسرب من داخل إدارة الجامعة بصوره او باخرى ، أو حتى من داخل الحركة الإسلامية لتصل إلى التنظيمات الأخرى فتبدا هي ايضا نشاطا موازيا .
كان السمستر الأول لكل دفعة جديدة هو موسم إصطياد خصب للتنظيمات و كانت الصراعات حول الأهداف المحتملة تتم في العلن ودون مواربة او حتى غطاء في بعض الاحيان و في حين كان كسب الحركة الاسلاميه هو الاكبر من ناحية الولاء التنظيمي ، كانت بقية التنظيمات تنشط أكثر في كسب الولاء العام لانها كانت تعلم أنها لا تستطيع أن تقوم بمجاراة الحركة الإسلامية في الفاعلية التنظيمية ولا في الإمكانيات اللوجستيه ، وكانت طبيعة العمل السرى المفروضه على معظم التنظيمات تحد من قدرتها على الحركه وعلى التاثير . كانت التنظيمات تجهد نفسها فى العمل لانها كانت تعلم ان اكثر من 80% من الطلاب الذين يتم تجنيدهم داخل الجامعه كان يتم فى هذا الموسم ، لذلك كنا جميعا نشمر عن سواعد الجد ونشرع كل المتاح والممكن من اجل الظفر بالنصيب الاكبر خلال هذه الفتره ( بالرغم من انه فى اخر احصائيه تنظيميه كان عدد الطلاب المنتمين الى التنظيمات السياسيه فى كل مجمع الوسط لا يتجاوز 6% من مجموع الطلاب وذلك بما فيهم الطلاب المنتمين للحركه الاسلاميه ) . وعلى التوازي كان هناك صراع آخر يستعر و لكن بصورة أكثر تعتيما واكثر شراسه واكثر ثعالبيه ليؤثر على الأحداث مستقبلا و كان ذلك هو صراع المصادر . كان صراعا شرسا قويا وكانت هوامش الاخطاء فيه قليله جدا ، حيث ان الخطأ الواحد كان يعني الكثير .
كان لكل تنظيم سياسي مكتب منفصل ليقوم بتأمين التنظيم المعني حيث يقوم بتنظيم تداول المعلومات و حفظ المستندات و تأمين الأفراد و أماكن الإجتماعات وغيرذلك ، لكن كان هناك أشخاص ذوي مواصفات خاصة يقومون بوظائف محددة داخل هذه المكاتب و ظيفة هؤلاء الأفراد كانت القيام بتجنيد أفراد يدينون بالولاء للحركة ( او للتنظيم المعين ) ويتم وضعهم للعمل داخل التنظيمات الأخرى أي ما يعرف إصطلاحا بــ ( الغواصات) و كان هناك عادة مصدرين لهؤلاء الغواصات إما تجنيد فرد جديد لا يعرف عنه انتماء لجه سياسيه ثم تلميعه ( وزرعه ) داخل تنظيم آخر ( حسب طبيعة التنظيم ) ، ليقوم التنظيم الاخر بإبتلاع الطعم ثم تنشأ بعد ذلك سلسلة طويلة من الإجراءات للحفاظ على هذا المصدر أو تصعيده لاحقا و الإستفادة منه و فق الحاجه , الطريقة الأخرى إكتساب أفراد من داخل التنظيمات الأخرى ، ويجب الإشارة الى ان هذا المكتب موجود تقريبا في كل التنظيمات السياسية صاحبة التأثير في الجامعة . و كان الأفراد العاملون في هذا المجال غالبا من صفوة التنظيم المعني ، و كان الأبرع في هذا المجال هم الحركة الإسلامية و الجبهة الديمقراطية و بدرجة أقل حزب البعث العربي ، و كان أكثر التنظيمات تعرضا للإختراق هم أنصار السنة و حزب الأمة والاتحادي ، بينما كانت الطرفه ان هناك تنظيمات كان اغلبيه الناشطين فيها هم من غواصات التنظيمات الاخري ، و كانت المفارقة ايضا انه بالرغم من أن الحركة الإسلامية و الجبهة الديمقراطية كانتا الأبرع في ذلك فإن الشخصيات التي تم إكتشافها او كانت تحت المراقبة بين الجانبين ( بمظنة انها كانت مصدر للجهة الأخرى ) كانت هي الأعظم تأثيرا في كل الأحداث التي مرت بها الجامعة . كان هناك عدد من المصادر القديمة أي التي كانت فاعله في فترة ما قبل الجامعة يتم عملية إستلامها أيضا عبر هذه المكاتب وفق إجراءات محددة أيضا.
ما نريد الإشارة إليه هو أنه لن يتم ذكر الأسماء الحقيقية لمعظم الأشخاص الذي إرتبطو بهذه المكاتب و لن يتم حتى ذكر الاحرف الأولى لأسمائهم او لكلياتهم وسيتم الإشارة إليهم فقط بأسماء رمزية لا علاقة لها بهم وان اي تشابه في الأسماء او الرموز هو من قبيل الصدفة المحضة التي لا تمت الى الحقيقة بصلة ، على امل ان ياتي في المستقبل صاحب الشجاعه الذي يستطيع ذكرالحقيقة كاملة .

إذا كان موسم الصيد مستعرا في الجامعة و في كلياتها المختلفة و كانت البرامج تقام و الاموال تنفق لكسب هذا الموسم من كل جهة و كان ذلك يستحق لأن ما سيحدث الان سيؤثر بالتأكيد على ما سيأتي كما سنرى لاحقاً .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ د مقداد

    تحية طيبة من علي البعد

    اولا : الفكرة جيدة واعتقد هذا شئ مهم في حياة كل انسان ان يوثق لمراحل حياته وخصوصا نقاط التحول المؤثرة علي حياة الفرد ولكن هذا العمل يحتاج الي مقومات اذكر منها :

    – منهجية التوثيق من حيث التصميم وكتابة المنهج وبنيه العمل فهي تحتاج الي قوالب مسبقة التصميم والدراسة والمراجعة قبل النشر حتي لايفقد العمل اوالنص بنيته المنهجية (كمثال بدأت في اول يوم لك بالجامعه وانتهيت بمصطلحات التنظيمات السرية مثل الغواصة كمفهوم وتعريف ) في حين انه كان يجب الاستمرار في ذكريات اليوم الاول او الفترة الاولي لتكون كجزء من التشويق واستقطاب القارئ -ايضا كان يجب عمل مقدمة ومدخل عن الخلفية التاريخية لتلك الفترة وامال الشباب في الدخول للجامعة خصوصا كلية الطب والصيدلة – ايضا ولانك من الخرطوم كنت اتوقع تصوير مشهد الارتحال من الخرطوم الي مدني لان ذلك سوف يصب قطعا في احد المقالات .
    – مثل هذه الاعمال تحتاج الي ان تكون هناك قاعدة بيانات واسعة وكبيرة وهي بالطبع مفترض ان تكون مدونة ومكتوبة في مكان ما لديك لان استعادة الذاكرة فقط قد تضعف الدليل المادي المستخدم وتصبح قصة وليس توثيق واتمني ان تكون تلك البيانات متوفرة لديك
    – ان يترادف السرد القصصي مع الذكريات حتي لا تحيد عن التسلسل الزمني والتاريخي ودخول مرة في اخري مما قد يجعلك لاتسيطر علي المقالات او تتكرر المواقف والكلمات …
    – ان تخاطب تلك المقالات والتوثيق كافة الناس وان لاتكون حكرا علي شريحة محددة لانه في الغالب في مثل هذه الاحوال يتصور الكاتب ان الجميع سوف يفهم لغته او اشاراته ولكن صدقني ان لم تراعي ذلك لايفهمها الا من كان في دفعتك او الذي سكن معك في غرفة واحدة
    – ان لاتتأثر المقالات والتوثيق بموقفك الحالي من النظام القائم وان لايتضمن حتي اشارات توحي بذلك علي الرغم من حرية ماتقول

    حاولت ان انصحك ببعض الاشياء وربما نعود لاحقا للمساهمة والنصح بما تريد القيام به
    ابودان محمد احمد

  2. حركة اسلاميه بتاع مين مجموعه من شذاذ الافاق واصحاب العقد افسدتم الحياة في الجامعه وفي الشارع السوداني
    ادخلتم كل ما هو قبيح في الوسط الطلابي ادخلتم التجسس وسميتموه شطارة اتقنتم الفهلوة والكذب وصنع الشعرات الكاذبه التي لم تتسق مع الفعل .المرء يسقط في اول امتحان لما يدعيه قلتم هي لله هي لله وكانت هي للسرقه والقتل واكل اموال الناس بالباطل اي اسلام الذي يبيح لكم دماء الناس واموالهم الفساد الفساد الفساد هذا هو ما قامت عليه حركتكم التي تسميها زورا وبهتانا بلاسلاميه اين الايه التي اتخذتموها شعارا يوم ان سرقتم سلطة الشعب بليل (لايجرمنكم شنان قوم الاتعدلوا)كتببتموها علي الحيط ويفط الدكاكين ومارستم ضدها شردتم الناس من الخدمه المدنيه والعسكريه وقطعتم ارزاقهم كانما السودان ملك لكم. انظر اليه يقول بدون خجل(كانت هذه التصنيفات عباره عن تصنيف سياسى لكل الطلاب المقبولين وكانت تبدأ في مراحل سابقه للدخول للجامعه إبتداء من مكاتب الوحدات السكنية في كل أحياء السودان و تصنيفات المكاتب المتخصصة في الدفاع الشعبي أو الخدمة الوطنية ) ونعني بذلك المكاتب التنظيمية ) ، ليتم في الفترة الاولى من دخول الطلاب إلى الجامعة عمليات التصنيف السياسي كاملا ، ويتم بعدها وضع الخارطة الدعوية أو السياسية لكل دفعة أو لكل كلية على حده)) هذا التجسس بعينه علي الذين يخالفونكم الراي حتي لا يجدوا دعم صندوق الطلاب ومن بعدها الا يجدوا فرصة توظيف في بلدهم وهذا الذي يحدث بالفعل من دون حياء ولا خجل تاتي وتكتبه امام الملاء مباهيا به كم من دفعت حتي الان لم ينوظف نتيجه لتجسسكم علي الناس اخجل من هذا يا هذا ولكنكم دوما متشاطرين ومشاترين تضعون الاخلاق في الرف وتتلاعبونا بالشعرات البراقه.

  3. الاخ المقداد , السلام عليكم و رحمة الله , حقيقة و رغم اني ممن اختلف معك و تنظيمك اختلاف التضاد , الا انني لا اخفي عليك سعادتي برؤيتك اليوم هنا و انت توثق لمراحل اثرت في حياة كل الاطراف .و حيث اني من الذين كنتم تطلقون عليهم ( فلوتر ) او اذيال الشيوعية لاحقاً . و كنا نعجب حقيقة من الوصف و كنا نحن كمحايدين نراكم كوجهي عملة واحدة , المهم اخي المقداد و الحق يقال لم تكن انت من ذوي النفوس الضعيفة , و قد دخلت معك في تجارب و مراحل صعبة, فكنت رجلاً من القلائل في الكيزان الذين شهدنا لهم .
    الان و قد مرت سنين عددا و شاب رأس الجميع نتساءل عن جدوي تلك السجالات و المناكفات علي الصعيد الفكري و الصعيد الشخصي , و لا اقصد هاهنا ما غنمه افراد التنظيمات نهبا و ثراءاً, و انما اعني تقييم الافراد لخياراتهم و حيواتهم و اين بلغو من تطور فكري و منهجي !!
    اتمني اخي المقداد ان يكون تدوينكم هذا توثيقا يفيد الاجيال التي تلت لكي لا ينساق الناس وراء اهداف دعائية فيفقدوا واقعهم و يجرحوا تأريخهم , و اتمني ان يحذوا الجميع حذوك التوثيقي لكي يتم الفهم عن المربعات الناقصة , و يقوم كل فرد تجربته الذاتية .
    و عاش السودان حراً لبنيه و ببنيه و من اجل بنيه

    طالب محايد, جامعة الجزيرة . وخريج ضد الكيزان !!!

  4. فكره جيده في الاساس لكن يجب ان تتضمن ما قمتم به ككيزان تجاه طلاب الاحزاب الاخري و الطلاب الفلوتر بكل صدق و لي الحق في ان ارد عليها( بصفتي شاهد علي كثير منها) و بالادله و الاثباتات و الاسماء ان تتطلب الامر

  5. الصحوة الإسلامية كان يمكنها ان تقدم الكثير لبلادنا (السودان) من ثقافات متعددة الجوانب والأطياف والمجالات والأبعاد، و كان يمكن لها أن تضيف من الانضباط والأصالة للفكر الطلابى الذى كادت للعلمانية ان تخطتفه و ذلك لو أنها اتت عن طريق أناس غير الذين اتو بها الى السودان. لان من اتو بها الى السودان يجهلون كثير من أصولها و أصبح يهمهم ذاتهم. هل تعلم يا أخ المقداد أننا عندما كنا طلاب فى الجامعة 1995- 2000 كنا نرى بوضوح انانية من يسمون أنفسهم بالحركة الاسلامية.فهم يعتقدون أن السودان ملكا لهم ويريدون أن يفرضون أفكارهم بالقوة فأى اسلام هذا. لدينا الكثير لنشاركك به لأننا تقريبا تواجدنا فى نفس الفترة فى الجامعة

  6. اقترح عليك ان تبدأ التوثيق للحركة السياسية منذ بدابات جامعة الجزيرة، حيث كانت بها حركة سياسية ثرة و وعي سياسي متقدم حتى ايام نميري … وكانت حركة الطلاب المستقلين طوال العقد الاول من عمر الجامعة هي التنظيم الابرز و القابض على جمر قضايا الجامعة و الطلاب في الاتحاد و الروابط و حتى قيام ثورة ابريل/ رجب حيث كان لهم القدح المعلى في هيئة التنظيمات السياسية و قيادة الثورة …..
    و يمكن ان تبدأ التوثيق ايضا لحركة الاسلامويين بالجامعة( لا نستطيع ان نجد لها اسما فهي كالحرباء تغير مسماها كل يوم، مرة اخوان مسلمين و مرة حركة اسلامية، مرة اتجاه اسلامي و مرة جبهة قومية مرة طلاب وطنيين).
    عموما هنالك علامات مميزة في تاريخ هذه الحركة: موقعة البرميل … و هي اول مرة يعتدي فيها الاسلامويين على طلاب الجامعة و ذلك حين تصدى لهم الطلاب بعد خروج جماعة الاسلامويين في مسيرة الاتحاد الاشتراكي لدعم نظام نميري ايام شريعة نميري المدغمسة و قد استقواا بامن نميري على الطلاب. المشهد الثاني مشهد هذه الجماعة و قد حلقوا لحاهم ثم اختفوا تماما ايام انتفاضة رجب/ابريل .. و من التاريخ ان خليل ابراهيم كان اول من سجل حالة اعتداء في مسجد الاعدادية على امام المسجد الذي اختاره الطلاب لدينه و خلقه – و هو من جماعة انصار السنة – لتؤول امامة المسجد لادعياء الاسلام و تامل في ذلك التاريخ و انت تستحضر صور خليل ابراهيم يقود معركة داخل العاصمة ضد ” اخوته” الاسلامويين ثم منظر هؤلاء ” الاخوة” و هم يغتالونه…. احمد عبد الله و هو من الاثرياء الآن كان احد كوادر الاسلامويين تلك الايام بالجامعة يدعو لتحكيم شرع الله ثم قارن بين تلك الدعوة و منظره و هو على راس هيئة الحج و العمرة متهما بالفساد و الرشوة و التبديد و سوء الادارة ثم يقال من منصبه دون حساب!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..