أهم الأخبار والمقالات
رسالة القائد مالك عقار: الي السودانيين وخصوصا الي مثقفي ونساء وشباب والطلاب من الهامش

ثورة ديسمبر ثورة لكل المهمشين ولماذا يجب على المهمشين دعمها
التهميش أنواع عديدة، وبينها رابط فهنالك تهميش إقتصادي وسياسي وإجتماعي وثقافي أو إثني وهنالك تهميش للنوع أي للنساء، فالمرأة هي مهمشة المهمشين كما يقول الدكتور جون قرنق، ولذلك هنالك تهميش مركب أي يمكن ان يطالك كل أنواع التهميش، والقضاء على التهميش لن يتم الا ببناء دولة ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية والمواطنة بلا تمييز وتعترف بحق الاخرين في أن يكونوا اخرين، وهناك تهميش آخر لبلدان الجنوب من المراكز الإقتصادية المتطورة.
الثورة الحالية تضم كآفة أنواع المهمشين، في المدن والريف، وتضم كآفة المتضررين من فاشية نظام الإنقاذ ونجاحها يكمن في وحدة كآفة المتضررين والمهمشين، فهي ثورة وطنية تضم كآفة المدارس السياسية والتوجهات الفكرية ويجب أن لا نقسم المشاركين فيها على أساس إثني أو جغرافي أو فكري، فما يجمع كل المشاركين في هذه الثورة هو البحث عن طريق جديد وعن نظام جديد. وإذا اردنا أن ندلل على ذلك فإن الشعار الرئيسي لهذه الثورة هو حرية – سلام وعدالة، وكل الذين طالهم التهميش يشتركون في البحث عن هذه الثلاث مطالب الحرية أي الديمقراطية والسلام أي مخاطبة جذور قضية الحرب بالوصول الي سلام عادل، والعدالة الاجتماعية وهذا يعني إن الجماهير تطالب بعقد إجتماعي جديد، وقد توصل شعبنا من خلال تجربته مع نظام الإنقاذ، إن إتفاقيات السلام التي تقسم الثروة والسلطة على النخب وتترك قضايا الشعب الرئيسية بحكم طبيعة النظام الفاشي لن تؤدي الي السلام، ولنا في المنطقتين ودارفور تجارب مع هذا النظام ورفضه لتنفيذ إتفاقيات السلام، ولذا فإننا نرى في شعار حرية وسلام وعدالة وصفة للخروج من محاولات (ترقيع ) نظام الإنقاذ بإسقاطه وبناء نظام جديد.
قوى الهامش لاسيما في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق هي من أكثر المستهدفين من قبل نظام الإنقاذ الذي إستخدم كافة أنواع الأسلحة ضدها وأرتكب جرائم الحرب والإبادة ضد المدنيين في هذه المناطق، والحرب إستمرت أكثر من ثلاثة عقود في المنطقتين وهي في عقدها الثاني في دارفور، واهل المنطقتين ودارفور لن يخسروا شيئاً من إسقاط النظام بل سيتحرروا من كل جرائم الحرب والإستهداف لإنسانيتهم وثقافاتهم وأديانهم، هل يعقل في الالفية الثالثة ان نفاوض نظام الإنقاذ على ضرورة الإعتراف بلغاتنا وثقافاتنا، ولدي تجربة شخصية مع هذا النظام وقادته فقد كنت الحاكم الوحيد طوال الثلاثين عاماً الذي فاز في الانتخابات ضد رغبة نظام الإنقاذ، كما إنني ولدت في منطقة كونت دولة ومملكة لحوالي ٣٠٠ عام في السودان (١٥٠٤-١٨٢١م)، ونحن مع كآفة أهل السودان أدخلنا الإسلام ومع ذلك فإن علي عثمان يريد أن يدخلنا الإسلام مرة آخرى منذ أن تولى وزارة التخطيط الاجتماعي بهدف صياغة المجتمع السوداني.
إن رؤية السودان الجديد لم تأتي لتقسيم المجتمع السوداني على أساس إثني أو تبديل الضحايا بضحايا آخرين، إنما أتت لتعطي فرصة جديدة لبناء مستقبل لكآفة السودانيين وأن يكونوا جميعاً فاعلين وأن لا يكون هنالك فاعل ومفعول به، وهي رؤية لتنقلنا جميعاً الي المستقبل فإن التمسك بمرارات الماضي لن يقودنا الي المستقبل، إن المتضررين جميعاً الذين إستقبلوا الزعيم جون قرنق في الساحة الخضراء لاسيما من الشباب والنساء ومهمشي المدينة والريف هم النواة الصلبة لهذه الثورة، وبمثل ما رأوا في مشروع السودان الجديد المستقبل فإننا نرى في ثورتهم المستقبل نفسه ولذا فإنني اشيد بمشاركة الهامش في هذه الثورة ولقد شرفنا إن مدينة الدمازين قد كانت سباقة وهي من مدن الهامش مثلما فعل أهل عطبرة والخرطوم والقضارف وبورتسودان ونيالا ومدني وعبري ودنقلا والأبيض والجيلي وأم روابة وربك وكوستى والجزيرة أبا ونيالا والترتر وود الحداد ورفاعة والنهود وسنار وبابنوسة وبربر والعبيدية وأمدرمان وبحري وبري ومعسكر كلمة واللأجئين في جندراسا وباتيل وكايا ومدن وقرى آخرى، قد خرج المهنيين والشباب والنساء والاطفال كما خرج الطفل الشهيد من الجزيرة أبا شوقي الصادق (١٢عام) الذي تقدمنا جميعاً.
لذا فان هذه الثورة ملك لنا جميعاً وهي إمتداد لتضحيات ثلاثين عاماً بل وأكثر، علينا في الهامش وأنا إبن ذلك الهامش أن ندعم هذه الثورة بكل ما نملك فهي تختصر لنا الطريق ويمكن أن نصل الي السلام في شهرين من الثورة أفضل لنا من ضياع الزمن في التفاوض لسنوات طويلة مع ثلة من المجرمين.
أناشد أخواتي وأخواني في كل السودان وبالذات في مناطق الهامش أن لا يستمعوا للأصوات التي لا تفرق بين فاشية نظام الإنقاذ وما قبله من أنظمة، صحيح إن الأنظمة السابقة لم تعالج قضايا السودان لكن الفرق شاسع بين إسماعيل الازهري وعمر البشير، يمكننا أن نغضب من كليهما لكن المساواة بين كآفة الأنظمة هي قصور في النظرة السياسية وإثارة قضايا أيدلوجية في هذا الوقت هي خدمة لنظام البشير ولا تخدم المهمشين وإسقاط نظام البشير هو أكبر خدمة للمهمشين.
نحن ندعم وحدة الثورة مع قوى نداء السودان وتنسيقية الثورة ونشارك في المناقشات الدائرة ونتبادل الأفكار ونحن مع كل ما يوحد بلادنا على أسس جديدة ومع ما يؤدي الي انتصار الثورة ولذلك كان سعينا لوحدة المعارضة منذ البداية، ونحن مع العمل المشترك.
إننا نرفع شعار إزالة التهميش عن الجميع ولا نريد أن نستخدمه لتهميش آخرين، إن الحديث عن قضايا المركز والهامش يجب ان لايستخدم لتقسيم الحركة الجماهيرية بل لتقويتها ضد خصمها الرئيسي نظام الإنقاذ الفاشي الذي يقتل الجميع في المدن والريف، إن قائمة الشهداء الآن تضم كل السودان، فقد وحدتنا الدماء وعلينا أن نرفض أي فكرة لتقسيمنا.
أن إسقاط النظام هي خطوة كبيرة صوب إقامة دولة المواطنة بلا تمييز، وإن الوصول الي سلام دون ديمقراطية سوف ينتهي الي حرب والديمقراطية دون سلام سوف تنتهي الي شمولية، والثورة الحالية يجب أن تفتح الطريق الي دولة المواطنة المتساوية وأن تقودنا الي حرية – سلام وعدالة، ونحن قد ساهمنا عبر طلابنا في الجامعات منذ زمن في صياغة هذه الشعارات التي سوف تفتح لنا جميعا أبواب المستقبل.
أوجه الدعوة مرة أخرى الي مدن الدمازين والروصيرص وكادقلي والدلنج ونيالا والفاشر والجنينة وغيرها من المدن التي تدور في اقاليمها الحرب أن نختار يوماً مشتركاً للخروج في مظاهرة واحدة للمطالبة بالحرية والسلام والعدالة فهنالك فرصة لإنهاء الحرب عبر الثورة التي تقومون بها في الشارع الذي لا يخون، ومفاوضات الشارع الحالية هي الأفضل لنا جميعا وهي تجعلكم جميعا شركاء في حل كآفة قضايا السودان، وليكن الحل في يد الشعب حتى تكون السلطة في يد الشعب.
إن الثورة أعطتنا فرصة لبناء سودان جديد وحركة سياسية جديدة وحركة شعبية جديدة ذات إمتداد في الريف والمدن.
التحية للشهداء الذين من أوجب واجباتنا الإلتفات لهموم أسرهم وللجرحى الذين لابد أن نسهم جميعاً في علاجهم وندعو لإستخدام المد الثوري لتختار منسقية الثورة شخصيات وطنية من النساء والرجال لتكوين صندوق الثورة لرعاية أسر الشهداء والجرحى في المدن والريف، أما المعتقلين فقريباً (السجن ترباسو إنخلع وإنهد كتف المقصلة).
مالك عقار أير
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
١٥ يناير ٢٠١٩م
لك الشكر و التقدير اخي العزيز مالك عقار على تشريفنا بمشاركتك هذى. حقا ان اسقاط هذا النظام العنصري المتخلف هو طريقنا لبناء دولة المواطنة بلا عنصرية و لا تمييز.. و طن واحد وطن عاتي وطن خير ديمقراطي.. و لكن لسؤ الحظ يبدو ان هذا النظام لن يستجيب لمطالب و تحركات شعبنا السلمية هذي. فهو لا يفهم الا العنف. لذلك نرجو ان تشاركوا معتا لو إقتضى الأمر.