مقالات سياسية

مرحباً بعامل دولة الخديوي في ارض الذهب ، والعبيد

خليل محمد سليمان
المعروف في كل الحِقب الإستعمارية في التاريخ كانت تُعرف ارض السودان بأرض الذهب ، والعبيد..
قامت حروب ، وحملات التركية السابقة ، ثم اللاحقة ، والدولة العثمانية ، ثم الحكم الثنائي الإنجليزي المصري ، لنفس ذات الغرض .. ذهب ، عبيد ، قطن ، الموارد الخام بمختلف اشكالها ، وانواعها.
كان الهدف لأجل الموارد ، نعم العبيد هي السلعة الاهم ، وما ادراك ما الحروب ، والزراعة ، والصناعة ، والعمالة بلا اجر ، ورغم بشاعة هذا التاريخ المظلم قامت عليه حضارات سادت الدنيا ، ولا تزال.
بعد ان بدأت حركة الوعي في تزايد ، والحاجة الي التحرر من وطئة المستعمر بدأت المقاومة، ونهضت الحركة الوطنية ، فإتخذت اشكالاً متعددة.
كان لابد للمستعمر من سواعد محلية تحرس مصالحه ، فكان الصراع علي اشده بين هذه القوى ، ولكنهم مجتمعين يدركون ان الخطر علي مصالحهم هو في تنامي الحركة الوطنية ، والمقاومة ، والوعي.
بدأ التجنيد ، وإصطياد المقربين من حكام ذلك الزمان من خدم ،  وحشم ، وطباخين ، وحُراساً ليكونوا اسياداً في مجتمعاتهم المستهدفة ، يمكن إستخدامهم في مهام اخرى تخدم مصالحهم بشكل اكبر في وجه إستعماري جديد.
لا نزال تحت وطئة هذه الحِقبة التي تجلت في الصراع بين المستعمر الإنجليزي ، ومصر الخديوية.
 تبنى المستعمر الإنجليزي التيار المنادي بالسودنة  في عملية إحتيال خبيثة لدغدغة المشاعر ، والسيطرة علي  العواطف ، وتم ضرب هذا التيار الي يومنا هذا ، وظلت اسرة المهدي تتوارثه بفضل الهتيفة من المثقفين ، والنخب (الافندية) الذين يبحثون عن التوظيف ، والإستئثار بالمغانم، والتقرب زلفى لخدم ، وحشم المستعمر ، وعماله.
اما الحركة الإتحادية فمن الإسم هي أُنشأت للإتحاد مع مصر في دولة واحدة ، ورفض الإستقلال ، جملةً ، وتفصيلاً ..(دا بالواضح ما بالدس) .
هل يعلم الجيل الراكب راس انه تم تمويل حملة الإتحاديين (المراغنة) في اول إنتخابات في السودان من الالف الي الياء باموال مصرية ، وتم الإعداد لذلك من كادر بشري الي مطبوعات داخل القصور الخديوية.
غابت شمس الدولة الخديوية في مصر ، إلا في صفحات التاريخ ، حيث لا تزال سلالات هذه الدولة موجودة ، فإخرهم ابناء ، واحفاد الملك فاروق ، فلا احد يعيرهم إهتماماً في حلهم ، او ترحالهم ، فهذه حركة التاريخ ، وتطور الحياة ، بالبلدي (لكل زمان رجالة) .
للأسف مكنوا فينا آلة الجهل ، والتخلف ، وارادوا لنا لنظل في ذات الحقبة عبيداً نسبح بإسم هذه الدولة ، والحقبة الإستعمارية العفنة ، والغابرة ، فقذفتنا بعبيدها، و حشمها، و غفرها.
الذي لا يعلمه البعض اننا انجبنا جيلاً لا يعرف عن هذا التاريخ حتى إسمه ، وما نراه من هتيفة ، هم عبارة عن افندية متنطعين، او (دراويش) تجذبهم الاساطير ، والقبور ، والدجل ، والشعوذة.
كسرة..
لو ان هذه الطوائف لم تخرج من الاضرحة ، والخلاوى لوجدت حظها في الإحترام ، والتقدير بقداسة اهل السودان لدينهم ، ومعتقداتهم ، وطوائفهم.
كسرة ، ونص..
إنها السياسة ، لطالما إختار لكم سيدكم ولي نعمكم هذا الدور فلا قداسة لأحد لطالما الامر يخص حياتنا ، ومعاشنا ، ومستقبل ابناءنا ، واحفادنا.
كسرة ، وتلاتة ارباع..
هل رأيتم ما فعلته القداسة عندما تطفلت علي السياسة بعمائم ملالي طهران؟ .
اخيراً ..
بالوعي فقط سنخلع هذه العمامات ، و(العبايات) وسيدوس عليها الجيل الراكب راس باقدامهم الطاهرة ليطهروننا من ادوات مستعمر نجسة تعيسة ، سطت علي ماضينا ، وتتطفل علي مستقبل اجيالنا.
مرحباً ، بالميرغني عاملاً ، ووالياً ، راعياً ، لمصالح دولة الخديوي في ارض الذهب ، والعبيد..

‫12 تعليقات

  1. والله يا أخى ظلمتنا ولم تظلم الميرغنى .. فجلنا قد اغتفى دروب الوسطية ولم نطرق أبواب الدائرة .. !! سنظل أتحاديون ولن نتخلى عن هذا الحزب العظيم لأن البديل أستاذ خليل ببساطة حتى الآن الكيزان وهذا طرح – على المستوى الشخصى وغيرى كثر – لو نتخلى عن إنتماءنا لهذا الوطن الحبيب وجلبنا جنسياتنا فى سوق أم دفسو لن يكون البديل .. ثم هى وصية تركها لنا آباؤنا المؤسسون ابو الأستقلال الزعيم السيد اسماعيل الأزهرى وابو الوطنية سعادة الحسيب النسيب السيد على الميرغنى عندما أعلنا ( اليوم نعلن لكم موت حزب الشعب الديمقراطى وموت الحزب الوطنى الإتحادى ونعلن لكم قبام الحزب الإتحادى الديمقراطى .. ) أما مادون ذلك أكثره أو أقله فلكل ماكسبت إيديه .

    1. يعني يا عامر، يا “الإتحاديين”، يا “الكيزان”؟
      هذا عيب كبير في زمن “الوعي” و المعرفه، كما أنه يناقض المعطيات و تطور المجتمعات، من “عبوديه”، ثم “إقطاع”، ثم “راسماليه”، ثم “ليبراليه”، ثم “رفاهية الشعوب”
      لالا الوعي و التطور، لكان نسائنا يلبسون “الرحط” (يعني شبه عرايا كما كان الحال سابقا)، و أظنك لم تسمع به.
      ٦٠ عاما من الاستقلال، في بلد تمتلك موارد مهوله، من اراضي و ثروه حيوانيه، و ذهب و بترول و معادن و ٥ مناخات و مياه جوفيه و امطار و عدد من الأنهار.. و كل شيء خلقه الله تحت و فوق الأرض، مكننا منه سبحانه و تعالى،
      و برغم ذلك، نحن جوعى و فقراء نتلقى الهبات و المعونات و الاغاثات و المنح، و يتفشى المرض و الفقر بيننا، و نفتقد مياه الشرب و خدمات الكهرباء و الطاقه و يعاني قطاع التعليم، و يتفشى الجهل، و يعم الفساد المالي و السياسي و الاجتماعي.
      هل هذا معقول في زمن رفاهية الشعوب، و بعد ٦٠ عاما من الاستقلال، و بكل هذه الموارد و الهبات الإلاهيه؟
      ركز يا اخي، و فكر شويه، بلا عسكر بلا دراويش و قفاطين و سبح و دقون كاذبه..
      تقديري للكاتب و لك.

  2. الميرغني أرسله السيسي بطائرة خاصة عشان يعارض أي حل لتظل حالة الا دولة والقوى عشان السيسي يلهط مواردنا
    وبعدين الميرغني ده بعرف عننا شنو ..كلما تجينا شدة يشرد باولاده
    وللمعلومية حتى الحيران الرعاع تبعو بصلي معهم ف غرفة زجاجية يشوفوه من بعيد …
    ويوم باسم النبي تحكمك القبور

  3. بارك الله فيك دائما انت رائع وكشفت حقبة تاريخية مهمة في السودان وللاسف تاريخ السودان مزور كتبه المستعمر ويجب على الجيل الحالي اعادة صياغته من جديد وقصة المهدي ومعاركة دي كلها خدعة كبرى وللاسف السودانيين بلعوا الطعم وللاسف هناك سودانيين كهول كانو عملاء للمستعمر ومن المدعو مهديا والكهل المنتهي الصلاحية الميرغني وهو اكبر عميل للفرعون المصري.

  4. لما رأيت وصول ابو هاشم البارحة للسودان وهو يكاد يزحف على أربع… قلت سبحان الله.. اول مرة اشوف جنازة تاتي لتدفن في أرض الوطن بدون تابوت… يعني بعد دا الا كان يعمر ما تحت الارض … اذا كانت المقابر دار عمار… ولما شال الفاتحة مع الجماهير العميانة.. في المؤتمر الصحفي.. انا قلت سبحان الله.. اول مرة اشوف ميت يتلقى التعازي على روحه من محبيه وهم يهتفون للجنازة ب عاش ابو هاشم.. منتهى التناقض…. رحمة الله تغشاك يا ابو هاشم وانا لله وانا اليه راجعون….

  5. أهلاً بمولانا الميرغني، أهلاً بمشارق الأمل

    مع مقدم مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي للبلاد أخذ يتردد في صالونات السياسة أن الحزب الاتحادي الديمقراطي هو حزب تحيا مصر فرع الخرطوم ليس إلا .بل مضي البعض لأبعد من ذلك حيث قالوا إنّ نجل رئيس الحزب السيد جعفر المرغني هو ضابط في
    المخابرات العامة المصرية،نعم هكذا رجماً بالغيب و بكل سذاجة و علي غير هدي علي وذلك علي خلفية موقفه من العسكر.
    هذا تجنٍ و إفتئات واضحين علي حقائق الجغرافيا و التأريخ و الدين
    وخفة و استسهال للاتهامات الجزافية دون أدني سند من الواقع و عدم مسؤولية لمراعاة مصالح البلاد.
    بمقدم مولانا الميرغني بدأت مشارق الأمل في البزوغ في عُتْمةِ الإحباط و
    القنوط.

    1. ياعمك ده مش عمك ابو حنك بيش داك المسك مفتاح سفاره السودان في ارتيريا وقال الا يتصور بيهو وقعد يردد لينا في (سلم تسلم ). داك ولاغيرو؟
      ده يا اخي مطشش من زماااان مده صلاحيته منتهيه ( باش ابو هاشم)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..