كذب (العسكريون) ولو صدقوا!

القراية أم دق
محمد عبد الماجد
(1)
تجارب العسكر في السلطة، كلها تجارب تفتقد للوفاء ، فهم عندما يصلون لكراسي (السلطة) تنزع منهم خلايا (الوفاء بالعهد) … ينزعون جلباب (الاخلاص) ويلبسون (بزة) التنكر والانقلاب. حدث منهم ذلك على اقرب الاطراف والأشخاص اليهم.
فعلها البشير على حكومة الصادق المهدي الديمقراطية وجاء وفعلها على من اتى به وشكل له الحاضنة السياسية عندما انقلب على شيخه الدكتور حسن الترابي في المفاصلة الشهيرة عام 1999م.
البرهان القوة المدنية التى اتت به واختارته من ميدان الاعتصام ووثقت فيه قدمته للسلطة جاء وانقلب عليها في 25 اكتوبر.
الانقلاب عندهم حالة (ادمان) لا تطيب لهم السلطة إلّا عبره.
قد تكون التجربة الوحيدة (المنيرة) و (المشرقة) في تجارب العسكر في السلطة تجربة المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذي سلم السلطة لحكومة منتخبة. ما دون ذلك فان كل تجارب العسكر في السلطة تجارب (انقلابية).
(2)
الاعلان السياسي الاطاري الذي تم التوقيع عليه يمكن ان يكون الامر الوحيد المخيف فيه هو امكانية انقلاب العسكر عليه – بل قد يكون انقلابهم على تعهداتهم تلك هى الراجحة في الفترة المقبلة، فليس هناك رؤية مستقبلية لهم غير (الانقلاب) على ما تعاهدوا عليه.
الحوري وهو رئيس لتحرير صحيفة القوات المسلحة عندما كان يشعر بالعزة يهدد بالإثم والانقلاب على السلطة.
الاعلان الذي تم التوقيع عليه بنوده مرضية ووثيقته شافية وكافية ولا خوف منه إلّا من غدر (العسكر).
الغدر عند العسكر جزء اساسي من (الربط والضبط) الذي يتدربون عليه… بل ان الغدر له الاولية على ربطهم وضبطهم .. فهم ان وقع نزاع بين الغدر والربط والضبط رجحوا كفة (الغدر) على الربط والضبط .. ليس عند تعهداتهم ووثائقهم ويمينهم الدستورية قدسية او سلطة اذا كانوا في السلطة.
الغدر عندهم اولاً.
قيل لا تعطي (قفاك) للعسكر ، هذه التوصية خرجت من تجارب وتاريخ وعادات وتقاليد راسخة ، لهذا نحن نخشى على الحكومة (المدنية) من الانقلاب القادم – في احيان كثيرة يبدو على العسكر انهم لا يأتون بالحكومة المدنية إلّا من اجل الانقلاب عليها.. متعتهم وسلطتهم لا يشعرون بها إلّا عند (الانقلاب).
هم ينظرون الى المدنيين على انهم كائنات سياسية يجب الانقلاب عليه، هذا قد يكون المقرر الرئيسي في دراساتهم وتدريباتهم في الكلية الحربية.
هذا الامر لا يحدث منهم على المدنيين فقط .. بل يحدث بينهم ايضاً .. عندما وقع انقلاب البشير في 30 يونيو في 1989، عمل البشير على تثبيت سلطانه بإيقاف الانقلابات التى يمكن ان تطيح بحكومته .. لذلك فان اول (اجرام) بشري قام به البشير كان في اعدام (28) ضابطاً انقلبوا عليه في ابريل 1990 وبعد اقل من عام من انقلاب الانقاذ ليعدمهم البشير في شهر رمضان الكريم ويجفف بتلك المجزرة نوايا الانقلابيين عليه من ضباط القوات المسلحة، المؤسسة التى جاء منها ويمثل قيادته في السلطة.
(3)
عندما اصبح البرهان رئيساً لمجلس السيادة وصار حميدتي نائباً له في مجلس السيادة كانت هذه التركيبة مقصود بها حماية سلطتهما من الانقلاب، حيث اشترط كل منهما وجود الاخر معه في مجلس السيادة نسبة لثقة البرهان في حميدتي وثقة حميدتي في البرهان لتجمع هذه الثنائية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في مركب واحدة وتشكل لهم جدار (الوقاية) من وقوع الانقلاب عليهما.
لكن مع هذا ظل هاجس (الانقلاب) والإطاحة بهما يسيطر على تفكيرهما وتحركاتهما وقراراتهما، ليتم في الفترة الاولى لحكومتهما لململة كل شظايا التفكير في الانقلاب.
هذا القلق يؤكد ان العقلية العسكرية عقلية ذات طابع انقلابي.
(4)
امام البرهان وحميدتي فرصة تاريخية .. وفرصة اخيرة ليثبتا للشعب عكس ما يتوقع منهما وينتظر.
اعيدوا للشعب السوداني ثقته في المؤسسة العسكرية من خلال احترامكما والتزامكما بالوثيقة الاخيرة التى تم التوقيع عليها بين المكون العسكري والمكون المدني ممثلاً في (الحرية والتغيير) المجلس المركزي.
احترامكما والتزامكما بهذه الوثيقة هو احترام للشعب السوداني وهو قبل ذلك احترام للمؤسسة العسكرية.
انتبهوا لذلك ولا تجعلوا طرفاً ثالثاً يتدخل ليلعب برؤوسكم من جديد.
(5)
بغم
اما المكون المدني فإننا نقول لهم احرسوا وثيقتكم بالوحدة والعمل الجاد .. لا تدخلوا مع العسكر في تشاكس ولا تستفزوهم وانتم في حكومة واحدة حتى لا تفقدوا حيادهم.
ترميم (الثقة) يبدأ من احترامك للآخر.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
الانتباهة
لاحظت ان المدنيين عندك هم ناس الحرية والتغيير وهم لا حول لهم ولا قوة الا بالدفع الخارجي وعمنا فولكر وعشان كده العسكر بيتفسحوا في المجالس بلا رقيب ولا حسيب.كان الله في عون السودان.
يا كوز يا موجوع أقول ليك
الإستعمار ولا الكيزان..
أما السودان فله رب حماه ويحميه من امثالك.
الحقيقه الجيش فعلأ محتاج لحركه تصحيحيه داخليه لتعيد له إحترامه وليس إنقلابأ.
ليه انت وغيرك من الصحفيين عايزين تصورو للشعب انو العسكر ما بيقدرو يدور البلد، وانو استقرار السودان مرهون بالحكم المدني، مع العلم كل السياسيين واحزاب الفكه والصحفيين وانت واحد منهم كلكم اكلتو في موائد الانقاذ، الا من رحم ربي، والحمد لله التاريخ موجود ف بالله م توجوعو راسنا ب المدنيه، اذا العساكر بيصلحو حال البلد حبابم، واذا المدنيين بيصلحو برضو حبابم
يا واحد من الناس انت شكلك عسكرى عمرك شفت ليك حكم عسكرى طور بلاد ما ياهو السودان ستين سنة ومكانك سر حتى الا تعمل زمن الانجليز العساكر خربوه عشان كده مافي عسكرى بطور بلد التطور عايز عقول مش بوت.
“الاعلان الذي تم التوقيع عليه بنوده مرضية ووثيقته شافية وكافية ولا خوف منه إلّا من غدر (العسكر)”.
كيف تكون بنوده مرضية ووثيقته شافية وكافية وانت خايف عليه من غدر العسكر؟
سوار الدهب المقبور هذا الذي تشيد به سلم الحكومة للمدنيين بعد أن مكن تنظيم الدعوة الإسلامية وجعلها المسيطرة على كل شئ في السودان ومن عمل ومهد لإنقلاب 1989 ونظام الإخوان مسلمين الفاسد… لا تكلمونا عن هذا المقبور المدعو سوارالدهب .. ومثله الآخر القادم أيضا من شمال كردفان المدعو اسماعيل الأزهر الذي ورطنا وذج بنا في دوامة الجامعة العربية المقعدة بدلا عن الإنتماء الطبيعي للسودان بين الدول الأفريقية الناهضة فاصبحنا بفضله في ذيل الدول العربية والتي هي بدورها في ذيل شعوب العالم.