انعتاق..!!

** لقمع الاحتجاج السلمي في شوارع وأزقة وأحياء الخرطوم والولايات، جاءت زخات رصاص الحكومة، مميتة، ولم يسلم منها حتى الأطفال، والأطباء المسعفون، ورغم ماتردد على لسان بعض منسوبي الحكومة وتحذيراتهم، في ضرورة توخي الحذر وعدم إطلاق الرصاص الحي، إلا أنها -أي الحكومة- مضت سادرة في ضرب العزل بالرصاص، وكأنها في دائرة (مكاواة) كلما زادت أعداد الشارع، زاد الإصرار على إطلاق الرصاص، الذي يقع صوت طلقاته على آذان الحكومة، فيوحي لها أن كل المطلوب، داخل قبضة السيطرة الأمنية، ليخرج لنا بياناً هزيلاً من مكاتب الشرطة، وعلى لسان ناطقها الرسمي (إن الشرطة السودانية، تلقت بلاغاً، بوقوع قتيل وحدوث إصابات متعددة)، وتنكر في مؤتمرها الصحفي ذات الشرطة استخدام الرصاص الحي !!!يبررون والأكفان قد سال دماؤها..
** الشرطة نفسها تتكتم على العدد الحقيقي للشرفاء الذين غادروا الحياة دفاعاً عن الوطن والحق والحرية، وارتوت الأرض بدمائهم الزكية، فتحت يدها كل التفاصيل التي خلا عمداً منها بيانها، الذي بثته أمس..
** رصاص حي وآخر مطاطي، وحديث عن سلاح محرم دولياً، أخرجته القوة التي عكفت على ضرب العُزَّل، وكأنه يوم عيدها، يوم الانتصار العظيم، الذي كانت تبحث عن مكانه وزمانه، فوجدته في ضرب الذين لا جريرة لهم، غير حناجر تهتف تنادي بالحرية والانعتاق من حلكة الظلام والظلم، الذي أرخى سدوله، ولم يستبق شيئاً، على كل الوطن الممتد.
** سقطت حضارية المشروع، في جبة السلوك البربري الانتقامي الوحشي، الذي ينافي الدين وتعاليمه الإسلامية، ولتبحث الإنقاذ بعد هذا المنكر الذي تمارسه على الشعب الأعزل، عن شعار آخر بعيداً عن الزج باسم الخالق العظيم في أطروحاتها الجوفاء.
** لن تنطفىء جذوة الحراك، التي أخرجت نارها في كل الوطن، فهزمت وبكل ثقة وصوت عال شق عنان السماء مع الفجر والنهار والمساء والليل، الرصاص الحي، وخطط الحكومة، التي اعتبرتها واحدة من (المسابقات)، التي سارعت الحكومة إلى تجيير نتائجها لصالحها عاجلاً، بعد أن زادت من شوكة انتقامها وضربها للعزل وتهديدها بقطع الرؤوس …
همسة
لن تنحني الرؤوس، والفجر قادم..
فعلى الأرض، تنتظم الخطى..
وتتمدد الأحلام..
لتبرق سيوف النصر.. بشارة..
الجريدة