لماذا يعضّ الاسلامنجية راس اركو مناوي؟

محمود الدقم

في ثمانينات القرن الماضي كان هناك شاب فلسطيني اسمه خليل ، سافر للهند لدراسة طب الاسنان ، ففي تلك البلاد الطب متقدم ورسوم الدراسة منخفضة نسيبا مقارنة بدول اخري ، بعد وصول خليل عاصمة البلاد دلهي ، استغل قطارا متوجها الي المدينة التي تقع فيها جامعته ، كان لا يعرف شيئا عن الهند ولا ثقافة الهند ، كان تماما مثل صعيدي في الجامعة الاميريكية في فيلم الممثل المصري محمد هنيدي ، واثناء مروره بتلك المدن قرر ان يستجمّ قليلا في احدي القري لساعات ثم يواصل ، وصادف ان اهل تلك القرية يعبدون رجلا وجعلوه الها لهم ، يصلون ويسجدون ويسبحون بحمده وكان هذا الاله المشعوذ الدجال يحتضر وينازع سكرات الموت ، فاوصي اتباعه -وهم بالالاف- ان ينصّبوا رجلا غريب اليد واللسان طويل الشعر سوف ياتي بالقطار من خارج بلاد الهند ان يكون ربا والها والعياذ بالله كبديل له.

ومات الاله الهندي في اللحظة التي وصل فيها خليل للقرية ، فاستقبلوه ، وحملوه علي اكتافهم وخرو له ساجدين وقالو له انت ربنا ، انت قدرنا انت حبنا انت كلنا ، حاول خليل ان يتملّص منهم ، ولكنهم كانوا يصرخون ويبكون ويتوسلون اليه يا ربنا يا خليل لا تتركنا وحدنا ، فوجد خليل لاحقا دعة العيش ، والنساء والخمور ، والمال ينصب عليه صبّا من كل صوب ، واشتهر امره ، خليل الاله ، وترك جامعته ونسي اهله وكل شيء ، الا حياة البذخ التي هو فيها ، وسمعت بامره انديرا غاندي وجاءته وطلبت منه ان يساعدها في الفوز الانتخابات ، لكنه رفض واتصلت بالقذافي شارحة له بان هنالك شاب فلسطيني اسمه خليل وهو الان رب واله لعشرات الالوف من الهنود وطلبت من القذافي ان يقنع الاله خليل بان يساعدها في الانتخابات لكن القذافي اتصل بابوعمار وقال له الحق لديكم شاب اسمه خليل بستعبط علي الهنود وقال انه رب يحي ويميت وانتهي الامر بخليل في احد سجون رام الله بعد ان تم جلبه مكبلا من الهند.

وهكذا يبدو ان الامر شبيه بالسيد اركو “خليل” منياوي حيث ظن الكيزان انه اللات والعزي الخاص بهم في المعارك وخوض الوغي وجاءو به من معسكرات الارتزاق بليبيا بعد هزائم مليشياتهم علي شاكلة مليشيات العبط الخاص ، ومليشيات الهراء بن هالك ، ومليشيات النجم الساقط او الساطع ، وهروب الالاف من عسكر البرهان الي افريقيا الوسطي وتشاد وجنوب السودان ومصر واسطنبول.

فجاءو باركو مناوي كي ينقذ ما يمكن انقاذه وعندما ثبت للجميع ان السيد مناوي مفترض يرسل جنده الي الفاشر عوضا عن ذلك اخذ يتحاوم بين كبري ود البشير والمناقل وسنجا والان يريد ان يزيح الاسلامنجية من بورتسودان عن طريق قناة المشاركة في مفاوضات جنيف او جدة الامر الذي جعلهم يشنّون حملة شعواء ضد الرجل.

فعليه هل سيكون مصير مناوي مثل مصير الشاب الفلسطيني خليل الذي انتهي به حلمه في اقبية احد السجون الفلسطينية ام سيكون مصير منياوي مثل مصير الاله الهندي الذي تم حرقه بالصندل وتعبئة رماده في قاروره؟؟.

[email protected]