مقالات سياسية

خط سير الثوار وخط سير اللجنة الأمنية خطان متوازيان لا يلتقيان..!

عثمان محمد حسن

* تناقضات وصراعات طفت على السطح منذ الإطاحة بالنظام المأفون.. ومؤامرات ضد الثورة المجيدة كلما نجت الثورة من مؤامرة أتى أعداؤها بأخرى في ثوب لامع لمعان جلد الأفعى.. والعملاء يداومون السفر ذهاباً وإياباً من الخرطوم إلى أبوظبي أطواراً.. وطوراً من الخرطوم إلى القاهرة.. وهكذا دواليك، ( الناس ديل عملوها ظاهرة) والثورة مستمرة، والثورة المضادة لا تعرف اليأس..

* في ذهن الثوار خط مرسوم لأهداف الثورة لا محيص عنه حتى وإن سالت دماؤهم أنهاراً.. وفي أجندة لجنة البشير الأمنية خط مرسوم تجتهد لفرضه على الثوار بديلاً للخط المرسوم في أذهانهم: مدنياووو..

* ولأحزاب الهبوط الناعم خطٌّ شيطانيٌّ متمعِّجٌ، تَواءَمَ مع خط الثوار لبعض الوقت، ثم انحرف عنه ليندمج في خط اللجنة الأمنية تحت كفالة دولة الإمارات العربية.. وما لبث أن تلاشى فيه بقوة دفع الدرهم الإماراتي.. ولم يعد له وجود كخط مستقل بعد ذلك..

* وبالرغم من أن خط سير الثوار في توازٍ مع خط سير اللجنة الأمنية واستحالة التقائهما، منطقياً، إلا أن الجنرال البرهان يصر على حدوث ذلك الالتقاء المستحيل، داعياً إلى توحيد (قوى الثورة) و(تفويت الفرصة على الأعداء).. وقد دعا إلى ذلك مراراً.. ثم دعا إليه في خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك، بعد يومين من مجزرة القيادة العامة (الثانية)..

* ومن السخرية بمكان أن من يستجدي البرهان الاتفاق معهم هم الثوار رفاق الذين قتلتهم قواته في المجزرة (الثانية) والتي احتشد الثوار يومها إحياءاً لذكرى رفقائهم شهداء المجزرة (الأولى) التي ارتكبتها قوات الجنجويد بدعم (سلبي) من قوات البرهان.. وكانت المجزرة (الأولى) قد ارتكبت لترويع نفس الثوار وكبح المد الثوري تحت عنوان: “إنْجُ سعد فقد هلك سعيد”..

* ولم ينتج عن ترويع هؤلاء الشباب ( كنداكات وشفوت) سوى الإصرار على المضي قدماً على خط السير نحو صناعة السودان الجديد وفاءاً لرفقائهم الشهداء.. وفي يقينهم أن مفهوم الثورة مشوَّش في ذهن البرهان وزمرته بما يجعل دعوته للحفاظ على وحدة (قوى الثورة) لاستكمال الفترة الانتقالية دعوة تحمل بين طياتها رؤيا مشَوَّشة وفهم مغلوط.. وفي يقين الثوار أن مفهوم الجنرالات لمصطلحات ( العدالة) و(العدالة الانتقالية) و(السيادة الوطنية) كلها مفاهيم مغلوطة..

* ويتعجب الثوار من كلام البرهان وزمرته عن السيادة الوطنية بينما هم على بعد خطوات من تنفيذ أوامر أصدرها لهم محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، أو عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر، لتنفيذ أجندة من الأجندات المضرة بمصالح السودان الآنية والمستقبلية..

* إن (سيادة ) السودان مخترقة من قبل دول محور الشر العربي، إذ وجدت ضعف الوازع الوطني في نفوس عدد من السياسيين المتطلعين للوصول إلى كراسي الحكم بأي وسيلة.. فتم شراؤهم بدراهم وريالات بخسة.. وتم دعمهم وتمكينهم من الجلوس على مراكز صناعة القرار السوداني، لتنفيذ أجندات دول محور الشر العربي.. وتنفيذ اأجندة يجري على قدم قدم وساق في كل المحاور..

* إن دور الإمارات ومصر في السيطرة على القيادات السودانية الحالية دور لا يغيب على أحد.. والقيادات السودانية لا تمل التمرغ في العمالة وتلقي الدراهم في مقابل تلك العمالة في السودان والارتزاق في اليمن..

* من الصعب بمكان أن يضع هؤلاء العملاء مفهوم السيادة الوطنية في أجندتهم طالما هم أسرى للدراهم التي تلقوها والدراهم التي يتطلعون لتلقيها لتنفيذ أجندة الامارات كاملة غير منقوصة.. ولئن حاول أحد العملاء أن يلعب بذيله، ففضيحته جاهزة للبث على نطاق العالم- هذا ما جهر به الاعلامي الإماراتي حمد المزروعي في تغريدة له قائلاً: ” كل شيء موثق بالكاميرا، ولدينا الكثير من المقاطع ، ولن يستطيع أحد الخروج عن أهداف الامارات”!

* ومفهون السيادة الوطنية من المصطلحات التي يفهمها الجنرالات وأحزاب الهبوط الناعم بالمقلوب كما يفهمون مصطلحات كثيرة أخرى بالمقلوب.. وإذا حدث أن تمت أي مصالحة وطنية دون الاتفاق على تعريفات واضحة للمصطلحات، فسوف يكون اتفاقاً هشاً هشاشة الوثيقة الدستورية الملغومة..

* وأهمس في أذن البرهان رداً على مطالبته ب( تفويت الفرصة على المتربصين بالثورة).. فأقول له إن الثوار يرون فيك وفي جنرالات اللجنة الأمنية صورةَ المتربصين الأكثر خطورة على الثورة.. فلا تظنن يا البرهان أن احتواء لجنتك الامنية للحكومة الانتقالية هو نهاية مسار الثورة.. وعليك أن تضع في حسبانك أن وجود هؤلاء الشباب (الراكبين راس)، كنداكات وشفوت، هو ضمان استمرارها حتى نهاية خطها المرسوم.. وعليك ألا تتلاعب بالمفردات المرسلة على الهواء.. فالشباب يفهمون ما وراء كل مفردة (وهِيْ طايرة)، فالترس صاحي يا البرهان.. الترس صاحي!

_________________8

حاشية:-

“خُلقتَ مجرداً من كلِّ دينٍ فمنهجُك الخيانةُ والرياءُ! ”

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..