مقالات، وأعمدة، وآراء

(سِياسي كُجُّوري)..!

عبد الله الشيخ

خط الإستواء

اللجوء للعرافين وسيلة معروفة، يلجأ إليها البعض في حاضرنا للتحايُل.. حب الإمتلاك من أهم الأسباب التي تدفع  الناس للارتهان لدى من يزعمون معرفة المستقبل، وهناك ظن بأن مدعي العِرافة يستطيع المساعدة فى الحفاظ على المال و السلطة..هذا الإعتقاد يتضخم كثيراً عند السياسيين الذين لا يستندون إلى شرعية جماهيرية، لأنهم يعيشون دائماً تحت هاجس انحدار ترمومتر الاحداث  نحو الهاوية.

هناك علاقة قوية بين السياسيين والمشعوذين، ليس في السودان وحده بل في الكثير من البلدان.. بعض السياسيين يكرسون وقتهم للدجل والسحر، و الكثير من المسئولين ” الكبار جداً ” يلوذون بأطراف العاصمة، أو يسافرون إلي النجوع،،،، أو إلي بلدان إشتهرت بـ “شُغل الرِتينزات” مثل تشاد أو نيجيريا، للإطمئنان على مواقعهم، أما الكبار “جداً جداً” من المسئولين ” فهؤلاء يمكنهم إستقدام الشِّغِيلة” الى عِزْباتِهم!

ظاهرة الارتهان للمشعوذين لا تقتصر علي النساء او العامة الذين يتأسون لفقدان خطيب أو حبيب، فهؤلاء قد يلجأون إلى تلك الطقوس كمحاولة التعزية في عاطفة مسحوقة أو مكتسبات  ضائعة، لكن ما بال السياسيين من الوزن الثقيل، يلجأون إلي  “التكجير” كما لو أن السُلطة مباراة مصيرية بين الهلال والمريخ؟

قد تلجأ بعض نسوة الحي الى “عمل العمل أو التحلُل منه ” هذا قد يبدو معقولاً نوعاً ما، لكن عندما يتعلق الأمر بسياسي فهذا مُزعج ، ومضحك..

السحر موجود وقد يصيب الإنسان “وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ”.

السحرة قد يلبون “الطلب” بعد إستغلال مادى لمن يمثل أمامهم، فإذا كثر المال و كان مالاً “سائباً أو مغسولاً ” فإن مُقدِّم الطلب لا يهتم بدفع المال، بل يهتم بالنتيجة. هناك إعتقاد سائد بين ذوي العقول الاحيائية، أن هناك امكانية للحفاظ على المنصِب، متي ما وصل صاحبه إلى صاحب “الشُغُلْ النجيض”.. ويُشارُ هنا الى أن كثيرين وصلوا إلى مواقع رفيعة في ظروف أو بطرق قد تكون غير  مفهومة ، أو منطقية، أو مقنعة لكثيرين.

اللجوء الى “تكجيرها” ماهو إلا خوف من الحساب أمام الجماهير،، ما هو إلا هلع من فقدان الوجاهات.

عهود الانحطاط يفتقر السياسى وحتى المثقف، للسببية العلمية فيرهن نفسه الى بطانة مكدورة ولدوائر من المتلاعبين بأوهام الباحثين عن خلودٍ مُحال.. تلك الدوائر تقوم بدور التأليب لصالح المشعوذين، وكل سياسي – من منطلق ايمانه بفن الممكن – يستخدم ما هو متاح من أسلحة “شرعية و غير شرعية” للحفاظ على جزيرة أحلامه.

قد يلجأ البُسطاء إلى رجم بالغيب لإصلاح خلل ما فى متاهة الشقاء اليومي، لكن عندما يستعين الكبار –  كِبار القوم – بالمشعوذين لإستشارنهم في إستصدار قرارات مصيرية، مع تغييب دور الحكم المدني، فهذا معناه أننا – كشعب وكدولة ــ لم نبارح كثيراً “سلطنتنا الزرقاء” الكامِنة فينا بعسكرها الذي يتلبّس “الطاقِيّة أُم قرينات”!!

المواكب

تعليق واحد

  1. (فهذا معناه أننا – كشعب وكدولة ــ لم نبارح كثيراً “سلطنتنا الزرقاء” الكامِنة فينا بعسكرها الذي يتلبّس “الطاقِيّة أُم قرينات”!!).فعلا السلطنة الزرقاء كامنة..بشيوخها ودراويشها وبركاتها..ومجمل ثقافة السلطنة …الملاحظ أن سكان الحدود الجغرافية للسلطنة القديمة ..يتعايشون في انسجام وسلام وترابط..وينبذون السلاح والحرب..وعايشين بذات البساطة..يعني ممكن تجد قرية في الجزيرة ..تخلو من جميع مظاهر التطور وكان الزمن توقف ..وكأنها من زمن السلطنة..لا كهرباء..لا موية..لا مواصلات..لا طرق..لا مستشفى ..لا عيادة ..والبصير شغال والداية شغالة..والشيخ والمديح والذكر..والناس شغالة زراعة وتربية بهايم ..ولا يشتكون ولا يتنمرون على بعضهم….عايشين بالبركة..وقد جذبت السلطنة معظم القبائل المعاصرة لاراضيها وديارها.. و.يسمون هذا بركة..لكن مشكلة السياسي ..انه منزوع البركة.. ..
    ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..