غياب المؤتمر الوطنى اكبر مهددات الحوار

تحليل سياسى : محمد لطيف

قبيل الإنتخابات العامة التى جرت فى السودان العام 2009.. تسربت معلومات عن حصول أحزاب سياسية بعينها على تمويل من الدولة .. أو الحزب الحاكم .. لا أحد يجزم .. ولكن النتيجة أن شباب وطلاب المؤتمر الوطنى .. أو ممثلين عنهم .. قد سارعوا للقاء رئيس الحزب رئيس الجمهورية .. محتجين وساخطين على إقبال الحزب على هذه الخطوة المنكرة .. وهى دعم الخصوم السياسيين وتقويتهم .. ويقال أن الرئيس قال لهم .. إنتو دايرين إنتخابات فطيسة ..؟ وقال لهم .. ألا تثقون فى أنفسكم وفى حزبكم ..؟ وقال لهم .. لهذه الأحزاب حق فى هذا البلد كما للمؤتمر الوطنى .. ثم قال لهم .. نحن عاوزين إنتخابات حقيقية بخصوم أقوياء .. ولم يفيدنا الراوى برد فعل اولئك الشباب والطلاب ..!

وبعد سنوات من تلك الواقعة .. كان مجموعة من من يسمون بإعلاميي المؤتمر الوطنى يحتجون لدى جهاز الأمن على السماح بقيام ( خيمة الصحفيين ) بإعتبارها منشطا يستهدف التوجه الحضارى .. رغم أن ستين فى المائة من ضيوفه من رموز ذلك التوجه .. وأنه تجمع يسارى يستهدف إستقرار البلاد .. رغم أنه منشط مفتوح يرتاده حتى بعض اولئك الذين كانوا فى ذلك الإجتماع .. وكانت المفاجأة فى ذلك الإجتماع .. أن ممثل الجهاز قال لهم .. لماذا تنتظرون من الجهاز فعل أى شىء .. ؟ لماذا لا تنظمون أنشطة مناوئة تسحب البساط من تحت أقدام هؤلاء اليساريين ..؟

وبعد تلك الواقعة بعام واحد لم يكن هناك نشاط مناوىء ولا يحزنون .. ولكن الذى حدث .. أن تلك الجماعة .. أو ربما غيرها.. قد نجحت فى إقناع جهاز الأمن أو التأثير عليه .. فتم حظر قيام خيمة الصحفيين .. من قبل جهاز الأمن .. لعامين متتاليين ..!
كل ما سبق .. مجرد مقدمة لموضوعنا الرئيس .. وهو البحث عن حزب المؤتمر الوطنى فى موضوع الحوار الوطنى المطروح الآن .. والسؤال .. و حتى لا يختلط الأمر على الناس .. عن المؤتمر الوطنى الحزب .. وليس المؤتمر الوطنى الحاكم .. وثمة بون شاسع بين الإثنين .. !

إن المعارضة التى تتحدث اليوم عن مطلوبات الحوار ومقوماته وتهيئة مناخه .. قد فات عليها مطلب مهم جدا .. وهو كيف يكون المؤتمر الوطنى حزبا مثل بقية الأحزاب .. ؟ كيف يقطع الحبل السرى الذى يربط بين الحزب والدولة ..؟ بل كيف يقتنع أعضاء المؤتمر الوطنى أنه قد آن أوان فطامهم من الرضاعة من ثدى الدولة .. ؟ والرضاعة هذه ليست بالضرورة أن تكون أموالا تتدفق من هنا وهناك .. وقد يكون الحزب أثرى من الدولة .. وهذه مسألة أخرى .. بل الأسوأ من هذا .. إحساس هذا الحزب أنه يمتلك الدولة .. وأن كل أموره يمكن أن تقضى عبر مؤسسات الدولة .. وأسوأ من هذا وذاك إحساس بعض افراد هذا الحزب أن إسم الحزب هو جواز المرور فى أى مكان .. ثم ظن قواعد الحزب أنه ليس مطلوبا منها أى دور .. غير الإحتشاد .. والهتاف .. والتصفيق .. حسب الطلب .. والذين ينتقدون ضعف أنشطة المعارضة أو محدودية جمهورها .. فات عليهم أن المؤتمر الوطنى .. الحزب .. ما يزال غائبا .. وهذا اكبر مهدد للحوار والتحول الديمقراطى .. إن اكبر ضمانة للمعارضة .. وأبلغ تطمينات يمكن أن تتلقاها .. هو رؤيتها للمؤتمر الوطنى .. حزبا يمشى بين الأحزاب ..فاعلا .. لا مفعولا له ..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. احسنت تحليل جيد .. وما قلته هو عين الظلم اذن المؤتمر الوطني حزب الظالمين والظلاميين ولن تقوم للظالم قائمة ومع ذلك الحزب الوطني يكاوش على كل شئ وافراده يكوشون على كل شي وطلابه يريدون كل شي حتى الطلاب بدلا من ان يربيه الحزب على الديمقراطية والعدل فإنه يتربون على انهم افضل من الآخرين وانه يجب ان تفتح لهم الساحة وتفتح لهم خزائن الدولة وتفتح لهم الطريق ليذهبوا اولاً وبئيس الورد المورود
    السؤال هل تعتقد يا محمد لطيف في واحد من فادة المؤتمر الوطني يعتقد بخلاف ذلك ما كلهم زي طلاب المؤتمر الوطني الجاهل فيهم والمتعلم والمتدين والصعلوك

  2. يا أستاذ محمد لطيف…. براحة علينا شوية..!!

    نعرف أنك وااصل…. ومعلوماتك من بيت الكلاوي…. لكن…

    يعني لو كان البشير…. كما وصفته في الفقرة الأولى من مقالك…

    وكان جهاز الأمن… كما وصفته… في الفقرة الثانية….. ما كان السودان دق الدلجة..!!

    أنا أحسن الظن بك…. وأعتقد… هنالك كاذب ما… مرر لك هذه المعلومات… لهدف محدد..

    كلامك… يصور المؤتمر اللاوطني… بأنه مختطف… وهناك من يتصرف باسمه…جهاز الأمن تحديداً…

    طيب منو الجاب جهاز الأمن… وجعله الآمر الناهي… في البلد… إنهم دهاقنة المؤتمر نفسو..!

    وقديما قال شاعر:

    ومن يجعل الضرغام للصيد بازه….. تصيده الضرغام في من تصيدا

    البلد يحكمها منذ فترة جهاز الأمن…. والذي يقوده – سراً بالطبع – كبار دهاقنة الكيزان..

    والبشير ليس من ضمن هؤلاء الدهاقنة…!!…. أي متابع ممكن يلاحظ ذلك..

    وأي شخص…في المؤتمر الوطني…. أو غيره…. يحسوا إنو بفرفر… أو فيهو رقشة…

    يخيروه بين اتنين…. يا يدوهو طلقة…. يا يدوهو رتبة..!! … وهو يتحمل نتيجة اختيارو…

    بالطريقة دي…. معظم الموجودين في البلد الآن – إلا الشيوعيين – عندهم رتب..!!

    معروف طبعاً…. الشيوعيين بحبو الفقر…. عشان كدا دايماً بفضلوا الطلقة على الرتبة!!

    تحياتي..

  3. مهما تبجحتم وحاولتم لي عنق الحقيقة ,, تظلون في نظرنا إنقلابيين ,, مغتصبي سلطة ,, مقوضي شرعية ,, معطلى دستور !!!!!
    لن تفلحوا في تسويق أنفسكم عبر مقولة(الأمر الواقع ) أو أى مسوغات ومبررات واهية تنسجها عقولكم المتسلطة!!
    أنتم نسخة مكررة من الإتحاد الإشتراكي في حقبة مايو البغيضة ,, وشبيه الحزب الوطنى المصرى ,, وشبيه كل أحزاب السفاح مجهولة الوالدين !!!
    سيعود الحق السليب لأهله .. وتحاسبوا على كل الجرائم صغرت أو كبرت .. ولابد من الديمقراطية وإن طال السفر (كما يقول أستاذنا فتحي الضو )..

  4. كما عهدنا بك دوماً لا تستطيع ان تقول ما تريد مباشرة ما لم تلف وتدور حوله دونما تحمل لمسئولية الكلمة ام ان علاقتك بالرئيس تحول دون ذلك ؟؟؟

  5. السؤال الذي يحتاج للاجابه هل يوجد حزب اسمه المؤتمر الوطني وفق شزوط مسجل الاحزاب وهل يمكن لاي عسكري في الخدمه ان يقود حزب سياسي

  6. نعم نريده حزبا يثرى الساحة السياسية السودانية ولكن بشرط أن كل من يثبت عليه جرم من :
    – قتل أو فساد أو سرقة أو تسهيل سرقة أو إغتصاب إو أى نوع من انواع المشاركة التى دمرت البلد
    – تم تنصيبه فى مكان من أبعدوا للصالح العام أو خلقت له وظيفة أو أجاز رواتب للميتين وترقيات
    – كل من شارك فى مليشيات عسكرية خارج إطار الجيش
    – كل أعضاء جهاز الأمن الذين مارسوا قتل وتعذيب وإغتصاب وإفتعال قضايا لأبرياء واستغل أموال السودان فى رشاوى أمنية.
    – كل من دعم وأجاز وشرع لقوانين الغرض منها سلب حق عام أو خاص لأفراد الشعب السودانى أو مؤسساته ومنظماته الوطنية.
    – كل من أثرى من وظيفة أو تجارة محتكرة أو مدعومة بحكومة المؤتمر الوطنى
    هؤلاء الذين ذكرتهم بعد محاكمتهم يحرموا لمدة 5 سنوات من ممارسة أى عمل سياسى

  7. على فكرة .. أين الإتحاد الإشتراكي السوداني .. سيء الصيت والسمعة ..!!؟؟ هو و(المؤتمر الوطني)
    .. القدم بالقدم..!!

    “طرة.. وكتابة” … (واحد كتابه .. والثاني طرة)..!!؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..