مقالات سياسية

من أجل عيون من؟

أكتب هذه الكلمات بكل حسرة وألم.. حسرة محتشدة بالحيرة لصعوبة فهم هذه القضية العصية التي أطرحها عليكم اليوم. ولكن يقيني أن أولى خطوات إصلاح حال الزراعة في السودان تتطلب معالجة سياسات البنك الزراعي السوداني.. واستخدم هنا مفردة (سياسيات!!) تذويقاً للعبارة..
الموسم الزراعي الصيفي الماضي أنعم الله علينا بأمطار وفيرة.. ثم أكمل نعمته علينا بمحصول هائل خاصة في الذرة والسمسم.. الدولة قررت الاستفادة من فائض هذه المحاصيل بتصديرها.. بالتحديد تصدير (580) ألف طن من الذرة.
طريقة التصدير المتعارف عليها سهلة.. إعلان عن عطاء مفتوح للشركات لتتنافس في تقديم أفضل الأسعار للصادر.. تصوروا ماذا حدث؟
لا إعلان ولا يحزنون!
اشترى البنك الزراعي محصول الذرة من المزارعين بصيغة السلم بواقع (250) جنيهاً للجوال الواحد.. هذا المحصول أسند إلى أحد رجال الأعمال ? بدون عطاء- ليصدره بواقع (210) دولارات للطن!!!
بعملية حسابية سهلة ومبسطة.. إذا علمنا أن الطن فيه (11) جوالاً.. فإن سعر التصدير (250) دولاراً مقسومة على (11) تعني أن سعر الجوال الصادر في حدود (19) دولاراً للجوال.. وإذا حولناه للعُملة السودانية بمتوسط (9) للدولار يصبح سعر جوال الصادر في حدود (171) جنيهاً للجوال.
حسناً البنك الزراعي اشترى الجوال من المزارع بـ(210) جنيهات.. وباعه للتصدير بـ(171) الخسارة في الجوال الواحد تساوي (79) جنيهاً.
الكمية الإجمالية للتصدير (580) ألف طن.. أي (6،380،000) جوال.. إجمالي خسارة البنك الزراعي تبلغ أكثر من (504) ملايين جنيه سوداني.. لتقريبها لذهن القارئ أكثر من (504) مليارات جنيه بالتمام والكمال.
لماذا يخسر البنك الزراعي كل هذه المليارات؟
(504) مليارات من حُر مال فقرنا المدقع من أجل عيون من؟؟
هذا السؤال لا أضعه أمام السيد صلاح حسن، مدير عام البنك الزراعي.. بل أمام السيد وزير المالية بدرالدين محمود، فوزارته المالك الحقيقي للبنك (شراكة مع بنك السودان المركزي).. لمصلحة من يقبل البنك الزراعي كل هذه الخسارة الثقيلة؟
والخسارة الأكبر ليس في ما يخسره البنك الزراعي فحسب.. بل في الضربة الموجعة التي توجه لسوق الصادر بمثل هذا السعر المتدني.. إذ سيكون صعباً المنافسة للمصدرين الآخرين.
مثل هذه السياسات ألا تحول البنك الزراعي من داعم إلى هادم للزراعة؟ الإجابة على هذا السؤال هذه المرة نتركها للسيد مدير البنك الزراعي.

التيار

تعليق واحد

  1. برضو يا عصمان تتدخل فى اللى ماليكش فيه! انت مهندس بالدراسه اساسا الناس قبلتك صحفى وسويت ليك جريده! قالو ماااش! فليكون..
    *ايه اللى يوديك للزراعه وللتجاره وللبنوك!انت ما بترعوى.. كانت قرصه واحر قرصه واستحملتها.. وللساعه الراهنه دى ما اتعرفت القرصه جاتك من منوووو,,..
    * دالحين احسن خليك ماشى جنب الحيط وما تكّلمش عن البنك يخصر ولآ يربح,, انت مااالك .. البنك بتاع ألأأكومه .. وانت ألأكومه خليتا وبقيت مقاشرا تانى مالك ومالها تربح.. تخسر.. تبيع.. تخزّن.. “زى ما قال عنها أللمين ود بشرى ود امحمد سعيد.. بتاع الضرائب زمااان”! شن شغلتك. دا ما الختا يا ناس!

  2. يا عصمان خلي مدير البنك الزراعي في حالو ونجيك من الاخر شوف رجل الاعمال الارسوا عليه الصادر من الذرة هو منو والتوصية جات من منو ورجل الاعمال دفع لتمويل الانتخابات كم ؟ بلد منتهية وربنا يكون في عون الصابرين .

  3. البلد بلدنا ونحن أسيادا نبيع نشتري نعين ونرفض نقتل ونهتك نذبح نقطع انت مواطن تطيع وتسكت وإلا حنهجرك بره اسكت بس

  4. كيف ما يتكلم دا مال الشعب وهو واحد منهم ، يصدروه بسعر اعلي من سعر الشراء من المزارع و الا يبقي الامر ذي خط هيثرو همبته ساكت ودي حاجة معلومة ومعروفة لراعي الضان في الخلاء …..

  5. لم اكن اعلم ان الاوطان يمكن ان (تستفرغ) حتي طالعتنا (سوريا الجميله) او يمكن ان تصاب (بالاسهال) حتي خرج علينا (العراق النبيل) لكم اخشي من هذا (الطمام) قلبي علي وطني .قلبي علي وطني.

  6. يا باشمهندس عثمان كل جمعة وانت بخير
    يأخى مالك زايد لينا ضغطنا من الصباح تنورنا بالبلاوى دى . مالك ومال البنك الزراعى والصاجدر والوارد . انت صحفى ولا مراقب اسواق ، مالك لا تتعظ ! المرة الجاية يمكن تكون القاصمة لأنه لن تسلم الجرة فى مل مرة
    حليتك بعافية

    على حمد ابراهيم

  7. يا استاذ عثمان ميرغني انت رئيس تحرير الجريدة لا اشك في صحة المعلومات ولكن استغرب لعدم الدقة التي تكتب بها. مرة اشترى البنك الجوال من المزارع ب 210 جنيه ومرة اخري 250 جنيه.ومرة سعر التصدير 210 دولار للطن ومرة اخرى 250 دولار للطن. لا تقل لي هذه اخطاء مطبعية لا تفوت على فطنة القارئ وانا فهمت انها اخطاء مطبعية. ولكن القضية ليست هنا اذا انت نفسك رئيس التحرير والذي من المفترض ان يكون مسؤولا عن كل ما يكتب بالجريدة لا تراجع عملك بالدقة اللازمة فما بال الاخرين الذين تشرف عليهم. وكيف لنا ان نثق في ان كل ما يكتب بصحيفتك صحيح في ظل هذه الاخطاء البديهية. ولماذا تجول الاجابة لمدير وهي واضحة كالشمس

  8. اولا من هو رجل الاعمال هذا ؟؟ ثانيا حساباتك كلها غير صحيحه . اذا كنت عايز تعرف الحقيقة بالجد اذهب الي مدير البنك الزراعي ونورنا بالنتيجة دا هو العمل الصحفي

  9. نحن لا ندافع عن الحكومه ولكن انتقد بموضوعيه
    المعلومات التى اوردتها غير كافيه واهمها كم سعر الذرة فى السوق العالمى لان اعتقادى ان الحكومه لو باعت للتاجر باكثر من هذا السعر لن ينافس فى السوق العالمى وبالتالى سوف نخزن المحصول هنا حتى التلف
    اما الشراء من المزارع بهذا السعر فهو تشجيع للمزارع لكى يزرع المره القادمه وهى سياسه ممتازة
    ليس مهما ان الدوله تخسر او تربح انما المهم ان يستفيد المزارع
    امريكا تشترى القمح من مزارعيها واحيانا تلقى به فى البحر لتحافظ على الاسعار
    لا تنتقد من اجل النقد فقط

  10. كان الله في عون قرائك الذين تنشر في عقولهم الجهل والغباء والحسابات الخاطئة.

    نصيحة لوجه الله تعالي: أترك مهنة الصحافة فهي لا تناسبك أبداً.

    وزير المالية ومدير البنك الزراعي يقرأون مقالك هذا ويضحكون علي سطحيتك.

    وهذه إحدي مشكلات السودان: أن السطحيين يتحدثون في أمور أكبر منهم!

  11. رغم اللحبطه في الارقام مالك يا عثمان ماك شامي الريحه !!!زمان الحكومة تشتري وتحزن في الصوامع وتبيع علي اقل من مهلها حسب حاجتها من ناحية وحسب الاسعار العالمية من ناحية المهم ربح المزارع …دحل رجل الاعمال هنا شنو والمشكلة الكبري انه دون اجراءات مالية معلومة ومتبعه في هذا المجال / واذكرك كيف ان السودان في الديمقراطية الثالثة كيف استفاد من مخزون الذرة وقد بجزء منه 4 طائرات فوكرز وتم استيراد ادوية للامدادات الطبية التي ماتت وهلم جرا !!!الفساد واضح في الاجراءات ودع عنك الاسعار ربما مضروبة هي ذاتها المشكلة في الفساد ومن هو رجل الاعمال وبتوصية من من !!!

  12. يا عثمان أعد كتابة هذه المقال مرة أخرى (هل تتذكر كلمة أعد في المرحلة الإبتدائية؟) لتعديل الأرقام ثم الإتصال بمدير البنك الزراعى للتأكد من حقائق الموضوع ثم أنشره مرة أخرى.

  13. يا عثمان أعد كتابة هذه المقال مرة أخرى (هل تتذكر كلمة أعد في المرحلة الإبتدائية؟) لتعديل الأرقام ثم الإتصال بمدير البنك الزراعى للتأكد من حقائق الموضوع ثم أنشره مرة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..