“ذكرياتي” مع حسن نجيلة

*لاأدعي معرفة لصيقة بالراحل المقيم المعلم التربوي والكاتب الصحفي والباحث الانثروبولوجي حسن نجيلةعليه رحمة الله،إلا أنني افتخر بأن وعيي المهني في عالم الصحافة تفتح في مدرسة “الرأي العام”- القديمة -التي كان هو أحد أركانها.
*الرأي العام كانت مدرسة صحفية متميزة للصحافة الوقورة الرزينة التي تلتزم إلتزاماً صارماً بالموضوعية والمهنية التي تقدس الخبر وتتحرى الصدق فيه،على عكس ما يجري في هذا الزمان حيث تلون الأخبار و”تفبرك” حسب الطلب في مطابخ خارج المؤسسات الصحفية والإعلامية.
*لذلك حرصت على تلبية دعوة الإمام الفنان السموأل خلف الله ربان مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم ودعوة عاصم حسن نجيله الذي هاتفني وطلب مني المشاركة في إحياء الذكرى الثلاثين لرحيل حسن نجيلة، وتدشين الترجمة الانجليزية لكتابه المتفرد “ذكرياتي في البادية” الذي ترجمه الدكتور احمد علي الطيب اختصاصي علم الامراض، وذلك بقاعة النيل بإتحاد المصارف بالخرطوم مساء الثلاثاء الماضي.
*لم يترك لنا الفيلم التوثيقي الذي عرض علينا قبل تدشين الكتاب ما نقوله عن الراحل المقيم،إلاأنني قدمت جانباً من تجربتي المتواضعة عندما كنت أكتب في صفحة “صور والوان” في الراي العام، عندماكان صاحبها ومؤسسها الأستاذ إسماعيل العتباني رئيساً للتحرير.
*قلت ضمن ما قلت أننا لم نكن نتطلع للجلوس في حضرة هذه القمم، كنت أسلم “مقالي”لإستقبال الصحيفة وأمضي الى حال سبيلي، ليس كما يحلوا لبعض الذين لديهم مقالت للنشرعلى ايامنا هذه، فيطلبون من مسؤول النشر قراءتها وإعطاء الرأي فيها .. ومتى ستنشر!!.
*عندما قرأت للراحل القيم حسن نجيله كتابيه “ملامح من المجتمع السوداني”و”ذكرياتي في البادية” أضفت لصفتيه السابقتين – المعلم التربوي والكاتب الصحفي – صفة الباحث الانثربولوجي، فهو وإن رصد بحسه الصحفي بعض جوانب الحياةالإجتماعية في بادية الكبابيش ، الا انه إجتهد بما اكتسبه من مهنة التدريس في إعمال منهج التحليل والمقارنة، فاستحق لقب الباحث الانثروبولوجي.
*في مرحلة تالية، وقتها كنت سكتيراً لتحرير “الصحافة” شرفنا الاستاذ القامة بكتابة عموده الذي ارتبط باسمه “خواطر” حسن نجيلة،وظل يحرص على كتابته حتى عندما إشتد به المرض،ليؤكد أن الصحافة ليست وظيفة تقليدية، وأن عاديات الزمان لا تحجب الصحفي عن ممارستها،حتى غادر هذه الفانية، بعد ان ترك لنا إرثاً ثقافياً وصحافياً يستحق الإحتفاء به في الحاضر وفي المستقبل بمشيئة الله.
* لذلك أهديت “ذكرياتي في البادية” المترجم الى اللغة الانجليزية الذي أهداني له من قبل عاصم حسن نجيلة، لحفيدي سند غسان عباس محمد سعيد المقيم في استراليا،كي أربطه بهذا التراث السوداني الجميل عسى أن يعينه على الحفاظ على أخلاق وقيم وسلوكيات الجدود والاباء.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد قرأت هذا الكتاب قبل مدة ليست بالقصيرة، وأكثر ما لفت انتباهي فيه، وركزت عليه تركيزاً شديداً، هو ورود بعض الفقرات بين ثنايا الكتاب التي تذكر استضافة الشيخ التوم للحجاج الموريتانيين (حجاج الكداري- الحجاج الراجلين) وغيرهم من حجاج غرب أفريقيا. إذ ذكر المرحوم حسن نجيلة أن الشيخ التوم كان يستقبل هؤلاء الحجاج ويحسن وفادتهم ويكرمهم ويجهزهم لكي يتمكنوا من قطع المسافة الباقية من رحلتهم الطويلة والشاقة تلك، كما كان يستقبلهم أيضاً بنفس الكرم عند عودتهم من الأراضي المقدسة. اهتممت بهذا الموضوع بالذات لأنني أقيم علاقات طبية مع عدد من الأدباء الموريتانيين ومن بينهم من حل أبيه ضيفاً على الشيخ التوم في رحلة الحج القاسية تلك، ومنهم على سبيل المثال، المرحوم الشيخ ولد نافع عضو هيئة كبار العلماء بموريتانيا سابقاً ووالد صديقي الدكتور العلامة الخطيب المفوه أحمد ولد نافع. تمنيت لو أن المرحوم حسن نجيله أفرد حيزاً أكبر في سفره المذكور للحديث عن (حجاج الكداري) لكي نقف على النواحي الاجتماعية والروحية التي دفعت هذا النفر الكريم على قطع تلك المسافات الطويلة على الأرجل، ولكي نقف على نوع الكرم والوفادة التي كان يرفدهم بها الشيخ التوم رحمه الله. وفادة الشيخ التوم رحمه الله لم تضع سدى، إذ أن أبناء من أكرمهم الشيخ التوم وأكرمهم السودان حفظوا الجميل وبادلوا السودان حباً بحب ووداً بود. وها هو الدكتور/ أحمد ولد نافع يقيم علاقات طيبة مع سفارة السودان بنواكشوط ويقيم فيها الندوات حيناً بعد أخر. ولقد زار السودان الذي يحبه في عام 2005م ممثلاُ لوفد موريتانيا في احتفالية (الخرطوم عاصمة للثقافية العربية). الشكر موصول للأخ السمؤل على هذا التكريم الذي يستحقه المرحوم حسن نجيلة ونسأل الله المغفرة للشيخ التوم الذي لم تزل تسير الركبان بشكر فضله وأعماله الجليلة. أين نجد النسخة الانجليزية من هذا الكتاب القيم؟

  2. يا عمو أنت عايش وين – وذكريات شنو البتتكلم عنها و الدولار عمل 930 جنيه – يا عمنا خليك مع الزمن.

  3. قرأت الملامح وذكريات البادية والعروبة واستمتعت بها ايما استمتاع ولاعجب فاسلوبه جزل ومن السهل الممتنع . اكبرته ايضا عندما تجرأ سمكري قصائد ام كلثوم المرحوم صالح جودت علي شعر المرحوم شاعرنا الفذ التجاني يوسف بشير وطالب بالغاء قصيدة (انت يا نيل) من مقرر الثانوي العالي فلاحقه مفندا لرأيه ومدافعا عنها ثم لاحقه في المؤتمرات الادبية التي اشترك معه فيها حتي وضعه في حجمه الطبيعي وجاء احيرا معتذرا بدراسة عن شعر محمد محمد علي وهو ليس بناقد ادبي ولا شاعر . والموقف الثاني هو اعجاب وتثمين ممرضة سويدية لاخلاقه العالية وكان ذلك في لبنان ان لم تخني الذاكرة اذ ذكرت له ان جميع المرضي الذين رعتهم من جميع الحنسيات راودوها عن نفسها الا هو السوداني . قالت له بعجب انهم كانوا كبار السن ومرضي ! رحمه الله رحمة واسعة واحسن اليه وحعل البركة في ذريته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..