مقالات وآراء

احداث امدرمانية في الذاكرة

شوقي بدري

قام اخي العزيز معتصم قرشي بنشر موضوع قديم له الشكر ، اريد ان اقدمه لكم .

مساكم الله بالخير
أعجبتني فنقلتها لكم
فى الكرسى الساخن فى سودانيات وجه لى هذا السؤال .
(( أول سؤال تم توجيهه للاستاذ شوقي بدري في هذا البوست جاء من الدكتورة احسان فقيري عن ملابسات مقتل ابراهيم سند التي كتب عنها عمنا شوقي بدري في كتابه حكاوي امدرمان وفي كتابات متفرقة اخرى. وبالفعل, فقد مثل موت ابراهيم سند المأساوي صدمة كبيرة لاسرته ولمجتمع امدرمان بصفة عامة في ذلك الوقت, وظل الغموض يكتنف تلك الحادثة. بالطبع لم أكن موجودا في هذه الدنيا في ذلك الزمان. ولكن كجزء من اهتمامي بالتاريخ, فقد كنت مهتما بتلك الحادثة.وأذكر ان مقتنيات ابراهيم سند كانت مخزنة في “القاطوع” في البيت الذي نشأ فيه حتى وفاته, والذي أصبح فيما بعد بيتنا, وأذكر انني قد قمت باخراج كراسي القماش والمقاعد خاصته والتي كانت لا تزال بحالة جيدة وحرصت على وضعها بصالون البيت وفاء لذكراه.

قبل فترة جآءت والدتي الحاجة آمنة حسن جميل لزيارتنا هنا في امريكا, وهي سيدة حكّاية ولها ذاكرة ممتازة, وقد حاولت أن استخلص منها بعض التفاصيل عن مقتل ابراهيم سند. حسب روايتها -باختصار-, ان إ سند الذي كان يعمل وكيلا بالبوستة قد كان يتمتع بقوة جثمانية فوق العادة, وقد كان يرهب فتوات امدرمان في ذلك الزمان ويقف لهم بالمرصاد,ولهذا فقد كان بينهم عداء أدى الى رحيله المأساوي, ونتيجة لقوته الخارقة, فقد عمد اعداؤه الى دق المسمار على رأسه على حين غفلة منه حتى يشلوا حركته.

المعلومة الجديدة بالنسبة لي ان قاتله قد تم اكتشافه بعد سنوات طويلة بالصدفة والذي كان يدعى ب “كبس الجبة”- ما عارف هل كتبتها صاح- وكبس الجبة هذا كان من فتوات امدرمان الشهيرين, ويقال انه كان يترصد بمناسبات الافراح وفي لحظة معينة يقوم باطفاء الرتينة حتى يستولي على الاموال التي كانت تجمع للعريس, وفي واحدة من مداهماته تلك أصابه رجل أعمى مما أدى وفاته لاحقا, ويقال أنه قد أبدى غضبه وحسرته وهو على فراش الموت, أن تكون نهايته على يد أعمى وهو الذي قتل ابراهيم سند!,,,, القصة تبدو مثل حكاية عنترة بن شداد,,, ولعل التاريخ قد أعاد نفسه.

وهنا أسأل عمنا شوقي بدري, ماذا يعرف عن كبس الجبة هذا, وماذا يعرف عن هذه الواقعة التي أدت الى نهايته )),,,

الابن / معروف سند لك التحية ..
وفاة الخال ابراهيم سند شغلت الرأي العام في امدرمان لفترة طويلة. و لا يزال الناس يتحدثون عنها خاصة اهل بيت المال و لا تزال المأساة عالقة باذهان الكثيرين. و هناك عشرات القصص عن سبب موته مثل القصة التي اوردتها والدتك لان القاتل لم يوجد. و سأحاول هنا ان اساعد في كشف بعض الاسرار.

الحقيقة ان ابراهيم سند كان شابا قويا و وسيما و معتدا بنفسه. الشباب كانوا يبحثون عن مجالات اللهو والمرح و النساء. منطقة بيت المال و امدرمان القديمة كانت قديمة و مؤسسة، و الناس يعرفون بعضهم البعض و كل الاسر متداخلة و يجد الانسان نفسه بانه داخل المنظومة و عليه ان يحمي حلته و بنات حلته و اولاد حلته . كما قلت ان امدرمان خرجت من عباءة بيت المال و امدرمان القديمة. و الاطراف في امدرمان كانت في الاربعينات و الخمسينات تعتبر مناطق جديدة. و كان كثير من النازحين لا يعرفون بعضهم البعض و كانت اماكن اللهو و الشرب و السهر في هذه الاطراف هذا اذا استثنينا منطقة وسط امدرمان (فريق جهنم) و منطقة العباسية كانت مناطق يتواجد فيها الخمر و النساء مثلها مثل بعض الاماكن الاخرى. مشكلة ابراهيم سند انه كان خارج منظومة عباسية-موردة و ارتبط بالخالة سالمة التي كانت شابة طويلة حسناء ممشوقة القامة، صارت جارتنا في “العباسية فوق” في بداية الستينات و كانت قدتخطت الاربعين، كان لسالمة في شبابها كثير من المعجبين و كانت ترتدي عادة الجميل من الثياب و تبدو كأمرأة معتدة بنفسها و تحسن التصرف كانها سيدة بحق و حقيقة. و كانت عندما تحضر لمنزلنا للتحية تتطرق للخال ابراهيم سند و تحكي عنه و تتحسر لموته، و تعتذر لامي لانها تربطها علاقة بآل سند و هي من سكان بيت المال، كما تربطنا قرابة بالدكتورة احسان فقيري . و ابراهيم سند رحمه الله فاز بقلب سالمة و لم يعجب هذا البعض، و الذي قتل ابراهيم سند كان من المعجبين بسالمة و القتل لم يكن بسبب المال او الذهب او اي شيئ كهذا.

كانت الغيرة و التفرقة الاثنيكية، في ذلك الزمان كانت سالمة (خادم) او بقايا الرقيق، و كانت تقول انها على صلة بآل ابو العلا، و هذه مخلفات الرق الكريهة، و سند كان يعتبر (ود عرب) و لقد تعدى حدوده، و كان يحضر من بيت المال الى العباسية و الموردة و اخيرا فاز بقلب احدى الحسان. موت ابراهيم سند كان بواسطة مسمار غرز في رأسه، و كان الناس يبالغون و يقولون انه مسمار مراكب كبير دق في رأسه بمطرقة ثم القي به في خور ابو عنجة. و لكن القصة الحقيقية كانت مختلفة قليلا، فموت ابراهيم سند لم يكن مباشرة بل اخذ ابراهيم سند عدة ايام قبل ان يموت. و الامر كان معركة اصيب فيها، و سبب الموت هو انه لم يعرض على طبيب. و كانت سالمة و بقية سكان المنزل يتوقعون ان يشفى سند الذي كان يئن و يتألم و “يقنت” و كان الجيران يسألونها و تقول “غنمايتنا بتلدي”، و وجود غنماية كان يعني ان المنزل لم يكن منزل دعارة مفتوح مثل “فريق جهنم” عندما يدخل الناس و يخرجون في دقائق، بل ان اهل المنزل كانوا يعيشون حياة عادية او شبه اسرية. و كان كثير من المنازل في منطقة العباسية و الموردة يقدمون المشروبات البلدية الروحية، و قد تجالس صاحبات الدار و بعض الفتيات الزباين في السمر، و قد تستلطف صاحبة الدار و فتياتها بعض الزوار و من يأتي بالهدايا و يحيطونهم ببعض الاهتمام، و سالمة و ابراهيم سند كانا في حالة حب او استلطاف و هذا هو سبب قتل سند.

و عندما توفي سند لم تعرف الفتيات كيفية التصرف و اخذت جثته و تركوها بخور ابي عنجة .. و كان قد حدث ان بعض الرباطين قد اعتدوا على بعض الناس في خور ابو عنجة. و كان النهب يمارس في امدرمان حتى نهاية الستينات و بداية السبعينات، و يحدث هذا في القماير و منطقة كلية التعليم فيما بعد بو دنوباوي و المساحة الخالية بين امدرمان و امبدة، و لكن تبقى منطقة خور ابو عنجة هي مركز الرباطين. ولم يكن كل الرباطين باشرار و لكنه نوع من الفتونة و الرجولة و لم يعتبروا ان عملهم اجرامي، بل كان امتدادا لروح البادية و الهمبتة، و كان هؤلاء الرباطين اول من يهبون للنجدة و اكرم الناس. و هناك قصة الفنان عبيد الطيب له الرحمة، الذي كان آتيا من بانت بعد حفلة فاوقفه الرباطون، و عندما شاهدوا العود طلبوا منه ان يغني لهم، وتسامروا معا في انس و متعة و تقاسموا صندوق السجائر الكبير الذي اهداه له العريس و اكملوا السهرة الى الفجر، ثم ودعوه و وعدوا ان يحموا حفلاته و قد كان.

 

الغرض من ترك جثة ابراهيم سند في خور ابو عنجة هو تضليل البوليس بان العملية و الجريمة قام بها الرباطون، و لكن امدرمان كانت صغيرة و اشارت اصابع الاتهام الى سالمة، و اعتقلت لفترة طويلة و وقتها لم يكن يسمح بتعذيب المتهمين، و كانت تقول ان آل ابو العلا حموها، و قد قال لها مدير السجن “و الله ما شفت لي مسجونة نظيفة و قيافة و ممسحة زيك، و العواميد و البستلات داخلة و مارقة بالاكل”. و لم تعترف سالمة و ربما خوفا من ما قد يحدث لها او لاهلها، و قد نصحت بان لا تورط نفسها او اي انسان آخر . الا انها كانت متأثرة حتى بعد سنين عديدة بموت ابراهيم سند .قصة ان كبس الجبة قد قال في موته و افتخر بقتله سند، هذه قصة ليس لها اي نصيب في الحقيقة. فكبس الجبة قتل برصاصة في الرأس بمسدس العم خاطر، في حادثة فرتكة حفلهم ببيت المال كعادة الفتوات و مات مباشرة. و كما اورد الاستاذ الاخ هلال زاهر الساداتي فان شقيق كبس كان يقول “كبس لم يكن ليموت الا بالرصاص لانه مافي شي بوقفه” . و كبس لم يكن بلص او سارق او من ينهب و ياخد “ختة العريس”. و كما ورد انهم كانوا يطفؤون الرتينة ثم يسرقون “النقطة” ، عندما قتل كبس كانت البيوت تضاء بالكهرباء ، و منزل آل خاطر كان محاطا بالزينة و الانوارالملونة، و عندما اطلقت النار على كبس كان يحمل كرسي خيزران و يحاول قطع سلك الزينة ، و السبب انهم قد منعوا من ان ياخذوا ،،شبال ،، من البنات الراقصات في الحفل، و كان مع كبس مجموعة من الاشداء اولهم احمد عبد الفراج، رحمة الله عليه، و هو خال الفنانة حنان بلوبلو، و عرف في امدرمان ب “قدوم زعلان” و شقيقه خضر كرموش واختهم قابلة مشهورة في شرق شارع الفيل الذي يفصل الموردة من العباسية . معهم دغماس و راس الميت، واسم راس الميت اتى من ثقافة السينما، حيث كان هناك كاوبوي يرتدي قبعة عليها رسم جمجمة. برأت المحكمة العم خاطر و محامي الدفاع كان محمد احمد المحجوب، رئيس الوزراء فيما بعد، و دفاعه سبب شرخا في علاقة الناس في امدرمان، فقد سأل احد الشهود و الذي قال انهم لم يقصدوا شرا في الحفل، فسأله المحجوب انتوا منو ؟؟ فقال له انا و المرحوم كبس، و قدوم زعلان، و دغماس، و راس الميت، فقال المحجوب للقاضي بطريقة مسرحية : سعادتك دي اسامي ناس اولاد ناس ما عاوزين مشاكل و جايين من الموردة؟ !! …

 

وجد اهل الموردة و العباسية صعوبة في تقبل الامر، بالرغم من ان المحجوب كان من مجموعة الهاشماب مع قريبه الدكتور الرياضي والاشتراكي عبد الحليم محمد مثل الادباء الاشفاء محمد و عبد الله عشري الصديق و هؤلاء من الشلك، الامر كان عبارة عن حيلة محاكم، و لكن الامر حز في نفس الكثيرين، و اعتبرت براءة العم خاطر نوع من العنصرية . كبس الجبة كان لاعبا في فريق الهاشماب لكرة القدم كذلك.
لسؤ الحظ كان مقتل ابراهيم سند ينظر اليه بنظرة عنصرية، و ظهرت هناك اغنية شعبية تتطرق للجريمة و فيها بيت يقول “حلتكم بعيدة و بخاف انا من عبيدها” . كبس لم يصطدم بابراهيم سندولم يكن هنالك ما يجمعهما . كبس و مجموعته كانوا صبية في الجيش فيما يعرف ب “نص تعيين” ، و هؤلاء الصبية يدربهم الجيش كي يصيروا ميكانيكيين، نجارين، تفشكية (يصينون و يصلحون الاسلحة)، و بنايين الخ . و عندما يكملون الثامنة عشر يصيرون جنودا يصرف لهم الزي الكامل و هو عبارة عن شورت وجبة تكون واسعة يأخذونها للترزي للتقييف، و لكن كبس بسبب التمارين الرياضية و الاكل المتوفر كبس الجبة و هذا سبب تسميتة. اشتهر كبس كملاكم ولم يستعمل اي سلاح في معاركه بل يده فقط، و عندما كان الشاويش الانجليزي الضخم يدربهم على الملاكمة، صرعه كبس بلكمة واحدة. اشترك كبس في معارك و مشاجرات كثيرة و سجن بسببها لانها كانت عنيفة و دموية .بعد الحرب العالمية الثانية سرح كثير من الجنود و احيلوا للاستيداع، و تطوع كبس و مجموعة للحرب في فلسطين بتشجيع من العم زاهر سرور الساداتي، و رجعوا محبطين بسبب الهزيمة و اعتقال قائدهم زاهر سرور الساداتي. و التفرقة العنصرية و الاهانة التي وجدوها في احيان كثيرة من من ذهبوا ليدافعوا عنهم. و هذا العنف و عدم الانضباط يمر به الجنود بعد الحروب، مثل محاربي فيتنام في اميركا، و لفترة كان كبس يدير الشادوف او النبرو الذي كان يسقي حديقة برمبل او الريفيرا بالقرب من الطابية، و هذا لتخفيف عقوبة السجن عليه .
قصة سالمة و ابراهيم سند هي قصة حب و غيرة، و القتل كان بسبب الغيرة، و المنطقة التي كنا نسكنها في “العباسية فوق” و التي جاورتنا فيها الخالة سالمة ضمت انماطا مختلفة من البشر، اشهر البيوت ما عرف بحوش البقر، و هو حوش كبير يسكنه مجموعة من الناس و يستأجرون غرفا و صاحب المنزل محمد خير و زوجته زهرة و من سكانه ام سعيد و ابنها سعيد و بعض الفتيات، فاطمة مسمار النص و لونها فاتح، و كانوا جيراننا المباشرين من ناحية الغرب، و كانت هنالك فضل الساتر جارتنا من الجهة الشمالية، اخصائية القام زوت ، و اليمني علي ابن علي صاحب الدكان و متزوج سودانية، و كانت هنالك بت احمد صاحبة احسن عرقي العيش في السودان، و جارتنا كذلك حواء كلاب اشهر بائعة عسلية في امدرمان، و يعم دارها نخبة مجتمع اهل امدرمان من افندية و صنايعية و يحجز الانسان مكانه و شرابه ليوم الجمعة مسبقا، و كانت هناك شخصيات اخرى مثل عيسى بن مريم و كاسترو من النجارين، و في نفس هذا الزقاق عام 1963 اشتبك احد السكان و جزار الكيري و انتهت المعركة القصيرة بان فتح الجزاربطن غريمه الذي كان يحمل عصا بسكينه ، و حدث هذا امامي و امام بابنا الجانبي الذي يفتح على منزل صديقي الفنان الزين قبور شقيق احد اشداء العباسية فتحي اللبخ وصهرهم رجل الحريقة حسن عبد الله دلدوم وكان المنزل مكان التقاء الفنانين الفنانات والعازفين اميزهم الفنانة منى الخير والعازف اكرت الرحمة للحيين والميتين . السبب كان الغيرة، و حكم القاضي محمد صالح عبد اللطيف زوج اختي، و الذي كان يسكن معنا، حكم بالسجن 12 عاما على المتهم بتهمة القتل العمد و ليس القتل العمد مع سبق الاصرار و الترصد، التهمة التي تؤدي الى الاعدام. هذا يؤكد ان الغيرة كانت السبب في موت ابراهيم سند.
….
شوقي بدري
[email protected]

‫7 تعليقات

  1. احداث امدرمانية في الذاكرة
    الشيء بالشيء يذكر:
    معركة ود نوباوي مارس ١٩٧٠.
    (يوم الأحد 29 مارس من العام 1970 ، كان يوماً استثنائيا في حي ود نوباوي في أمدرمان ، وكأنما قُدر لهذا اليوم أن يكون منعطفاً لذاكرة سكان ذلك الحي . تعود تفاصيل القصة إلى أن الأنصار (أي أنصار الإمام الهادي) قرروا في فجر ذلك اليوم وبعد الإنتهاء من صلاة الفجر الخروج في مسيرة تقودهم فيها العاطفة والولاء الطائفي إحتجاجاً على معاملة النظام الذي كان يتحكم في مصائر البلاد والعباد (النظام المايوي) آنذاك، لطائفة الأنصار منددين بالأحداث التي وقعت لقادتهم في الجزيرة أبا في يوم الجمعه 27 مارس ،
    – خرج الموكب وأراد العبور عبر كوبري النيل الأبيض، تزامن مع ذلك وصول بلاغ هاتفي إلي كمندان الشرطة في الخرطوم عبر رصيفه في أمدرمان الذي كان قد أبلغه ظابط من البوليس يسكن حي ودنوباوي بأن هناك مجموعة من الأنصار يقدر عددهم ما بين 350 ? 450 مسلحين بالأسلحة البيضاء في طريقهم إلي الخرطوم ، بدءاً تحركت فصيلة من الشرطة بعد هذا البلاغ ، أُعترضت المظاهرة بالقرب من مدرسة المؤتمر وكان عددهم قد بلغ حينها 2000 بعد أن إنضم اليهم الأنصار من الموردة وبانت ، تم إرجاع المظاهرة وحصرها داخل أمدرمان وعبرت سوق أمدرمان.
    في أثناء ذلك تم إنزال فرقة من سلاح المهندسين يقيادة الملازم معاوية سبدرات ، في تمام الساعه السادسة والربع صباحاً بدأ الإشتباك بعد أن أمر قائد القوة بتعمير الأسلحة وهنا كبر الأنصار وهللوا ، وبدأ الإشتباك الأنصار مستخدمين السلاح الأبيض حيث قتلوا به عددا من الجنود واستولوا على الأسلحة والذخائر وكانوا حينها وصلوا الى مسجد الأنصار الكبير في ود نوباوي ، واستحكم الأنصار بالمسجد و بالمنازل المجاورة في تلك الأثناء جاءت فرقة من سلاح المدرعات بقيادة بابكر النور وزين العابدين محمد احمد، وسرية من سلاح المظلات وحدث عندها إشتباك من نوع آخر حيث أعملت المدفعيه قذفاً بإتجاه المسجد حصدت أرواحا كثيرة ، بلغ عددها من الأنصار 162 قتيل و35 جريح، ومن قوات الحكومة قتل 4 ضباط و33 جندي وجرح 17 ضابط صف وجندي ، وقتل بالمصادفة 18 مواطن شاء قدرهم في ذلك اليوم المرور أو الصلاة في ذلك المسجد.

    1. العزيز بكري اسعدتني طلتك ، لك التحية والشكر ز دعني اضيف حادثة لها معنى كبير …… ومن المؤلم اليوم ان الشعب العراقي يعاني لأن حكامه لا يستطيعون ان يحددوا رئيس الوزراء في نظام من المفروض ان يكون ديمقراطيا.
      نحن يا سادتي لا يهمنا الا الحق. الصحفيون ورؤساء التحرير الذين عرفناهم كانوا صادقين مع انفسهم ومع الآخرين. وعندما ضربت الجزيرة ابا كنت في براغ وهلل الشيوعيون وكان هنالك اجتماع موسع. وكثير من الشيوعيين كانوا خيرة اصدقائي, وبعضهم من تأثرت به فكريا و اجتماعيا. وقلت وقتها واقول الآن..وكتبت ان اي وقت يضرب الجيش المدنيين يكون هنالك غلط. وان مسلسل التصفيات اذا بدأ فلن يتوقف. فلقد دفع الشيوعيون الثمن.
      وقلت ان بعض الضباط الشيوعيون قد اشتركوا في حوادث ودنوباوي. والدليل ان المرحوم محمد ادريس المشهور ب ود القانون الذي كان يسوق عربة البيبسي كولا وهو من الكوادر المصادمة في الحزب الشيوعي قتل. وكان يريد ان ينقذ بعض الاطفال الذين كانوا يركضون مذعورين بين الازقة , فأراد ان ينقذهم . فقال له الشاويش , (دي حرب تتعدى الخط ده حا نضربك) فلم يستمع الى النصيحة وقتل. وكان يقال, ليه ما اتكلم مع , بابكر النور , هاشم العطا او فلان وفلان .
      وانتقدت على رؤوس الاشهاد تصرف الضابط عوض المشهور بالجقر الذي طارد شابا انصاريا صغيرا رفيع العود الى (ابو روف). فأحتمى الشاب المسكين ببيت فيه مناسبة. وكان يكفي ان يجلس الجقر على الشاب لكي يفطسه. وامام الاطفال و النساء قتل الجقر الشاب الانصاري. وخرج يتبختر..
      نحن لا يهمنا الا الحق.

    1. هههههه محمد احمد، لاحظته ليها برضو ،عمك شوقي ده بقدر ثراءه الفكري رجل بسيط ودروش انصار ساكت لذا لا تخلو عبارته من عامية يقع فيها بدافع الدروشة والجذبة ،لو جلس معه لادركت كم هو درويش لا تنقصه غير المرقوعة .وأشياء اخري ….

    2. العزيز محمد أحمد لك التحية . القام زوت نوع من الخمور التي تقطر عن طريق النار وهو قوي جدا . مرزوق الفاضلابي يتكلم في الفاض انا تماما ضد الطائفية التي خربت السودان …. دمت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..