جوع كلبك يتبعك

هنادي الصديق
عقب (حوار العصيان)، وما تلاه من احداث، ارتفعت وتيرة النظام للاعلان عن نفسه بتجميل القبيح وغير اللائق من سلوكيات واساليب دأب عليها لسنوات.
ولعل اكثر التصريحات التي لقت رواجا خلال تلك الفترة وحتي اللحظة هي (مناخ السودان جاذب للاستثمار).
هذا التصريح اعقبه تغيير في لغة الخطاب السياسي لبرهة من الزمن، بعد ان بات التبشير بإمتلاك السودان للأراضي والمياه هو العامل الأكثر جاذبية للمستثمر.
مساعد رئيس الجمهورية ومسؤول ملف الصين، عوض الجاز، امتدح ثروات السودان الطبيعية وكأنها أمر جديد عليه وعلي حكومته، ويغازل بها الجانب الصيني أملا في المزيد من ضخ الأموال في خزينة الدولة التي أصبحت خاوية بسبب الفساد المستشري، وفي نفس الوقت يعمل بها علي تخدير الشعب السوداني الذي يخوض أقوي معركة مع النظام ويقلق منامه.
الحديث الصادر عن الجاز أحد صقور الإنقاذ وصانعي مجدها خاصة في مجال النفط، يؤكد أن هذا النظام لم يحسن إستخدام ثروات البلاد الإستخدام الأمثل، بل أضاعها متعمدا ليعود لاستخدامها فقط ككرت رابح عند الحاجة.
أموال النفط غادرت الي غير رجعة ولم يستفد منها الشعب السوداني، والحجة الدائمة هي إنفصال الجنوب، و (العقوبات الامريكية).
مشاريع التنمية خاصة الزراعي منها ايضا ذهبت بلا عودة، والتي كانت تمثل الاكتفاء الذاتي للمواطن السوداني في الجانب الغذائي، رغم وجود كافة المقومات التي يتحدث عنها الجاز وعلي محمود وابراهيم محمود وغيرهم، من مياه واراضي خصبة جاذبة للاستثمار، والسبب بالطبع والشماعة الدائمة هي (العقوبات الامريكية).
مشاريع الانتاج الحيواني لم تكن اقل اهمية من الزراعية، والسودان معروف بثرواته الحيوانية الهائلة، والتي جعلت منه احد اكبر الدول المصدرة للماشية ومنتجاتها علي مستوي المنطقة، او من المفترض ان يكون، ولكن لا أثر لها ولم نري لها عائدا والسبب المباشر بحسب الرواية (العقوبات الامريكية).
العقوبات الامريكية التي تسبب فيها النظام، حمَل بكل أسف مسؤوليتها للمواطن الغلبان جدا.
فالشعب لم يقل للنظام أعدم كل ماهو جميل ومفيد في هذا الوطن، ثم تباكي عليه، ولم يقل له أفصل الجنوب ثم ولول علي الإنفصال، ولم يقل للنظام انشر الفساد واصمت علي الفاسدين و(ضاري عليهم)، ولم يقل له ساهم في إفقار الشعب، واصمت علي المرض والجوع والأمية، ثم ارم اللوم بكل قوة عين وجلد تخين علي (العقوبات الامريكية).
الشعب يعلم تماما أن بلاده بها من المياه والأراضي الخصبة ما يكفيها ويكفي كل القارة، ولكن يبقي فقط ذهابكم وترك كل هذا الخراب للشعب المخلص الذي سيعيد للبلاد حيويتها وسمعتها التي تم بيعها أسوة بالأراضي والمؤسسات والأصول السودانية بالخارج.
خصوبة أراضي السودان لا تحتاج لتزكية من احد في حكومة الانقاذ، ووفرة المياه يعلمها القاصي والداني، ولكن وفي سبيل سياسة (جوَع كلبك يتبعك)، تم تهميشها بل ووضعها في خانة (عالة علي الدولة).
أكثر من سبعمائة وزير زراعة ومثلهم وزراء دولة بمخصصات عالية ومرتبات تكفي لإعاشة ولاية الجزيرة وما حولها، بخلاف العاملين فيها من موظفين وعمال ومستشارين، ورغم ذلك الشعب (جعان وعطشان).
هم يعلمون علم اليقين أن كل هذه الجيوش الجرارة العاملة في مجال الزراعة تأخذ كرواتب ومخصصات ما يثقل كاهل الخزينة العامة، ولكن السياسة المتبعة هي (السردبة) لحين الإنتهاء من الادوار المتفق عليها، حتي ولو جاءت علي حساب الشعب بأكمله.
[email][email protected][/email] الجريدة
الغبش و التربالة و العنقالية بالمناطق الزراعية السودانية تبعوا الحكومة الاسلامية قبل أن يجوعوا .
ومازال معظمهم خير سند لدولة الاسلام و مقاصد الشريعة .
و كانوا من قبل السابقين فى اتباع المهدى و خلفائه و الميرغنى و اسرته و الترابى ذاته كسودانى أخدر أغبش و اصيل لا يشذ من هذه القاعدة
الان أن اراد الشعب أن يلوم أحدا فعليه أن يلوم نفسه . يلوم تقاباته و مساجده و حيرانه , أو كما تقول العرب :
على نفسها جنت براقش , و براقش هذه يصدف انها بلون أخدر و غبشه
لكن السودانيون بخدارتهم و ثقافتهم الاسلامية يعلمون انهم يساندون دولة الله و خلفائه فى الارض .
الغبش و التربالة و العنقالية بالمناطق الزراعية السودانية تبعوا الحكومة الاسلامية قبل أن يجوعوا .
ومازال معظمهم خير سند لدولة الاسلام و مقاصد الشريعة .
و كانوا من قبل السابقين فى اتباع المهدى و خلفائه و الميرغنى و اسرته و الترابى ذاته كسودانى أخدر أغبش و اصيل لا يشذ من هذه القاعدة
الان أن اراد الشعب أن يلوم أحدا فعليه أن يلوم نفسه . يلوم تقاباته و مساجده و حيرانه , أو كما تقول العرب :
على نفسها جنت براقش , و براقش هذه يصدف انها بلون أخدر و غبشه
لكن السودانيون بخدارتهم و ثقافتهم الاسلامية يعلمون انهم يساندون دولة الله و خلفائه فى الارض .