أخبار السودان
آخرها قطاع الكهرباء.. “الإضرابات” أدوات المقاومة وانتزاع الحقوق

تقرير: الراكوبة
في وقت تتسع فيه الشقة بين الفرقاء السياسيين، ينفجر بالمقابل غليان الاضرابات وهو نوع آخر من الاحتجاجات، لا تعرفه الطرقات ولا تعنونه التروس واشتعال الإطارات، يتوازى وحراك الشارع في انتزاع الحقوق ونيل المطالب، كأداة تشل المؤسسات والوزارت وغيرها بلا استثناء. وتتسع وتتمدد ظاهرة الاضرابات مؤخرا، في معظم القطاعات الخدمية والانتاجية، احتجاجا على تدني الهيكل الراتبي، في وقت تشهد فيه البلاد فراغا دستوريا منذ القرارات التي اتخذها قائد الجيش الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان في ال٢٥ من اكتوبر الماضي، والتي فاقمت من حالة العجز والفشل في إدارة جميع الملفات السياسية والاقتصادية، الامر الذي اسهم في تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين ليصبح الاضراب أداة المقاومة وعصاة التخويف.
أداة الضغط
وفيما تتباين وجهات النظر حول ممارسة الاضراب كوسيلة لانتزاع الحقوق، ينظر متابعين إلى كونه أداة ضغط على الانظمة الحاكمة من قبل موالين للمعارضة داخل مؤسسات الخدمة المدنية المختلفة. وشهدت ولم تزل عدد من القطاعات الخدمية والانتاجية المختلفة مؤخرا، سلسلة من الإضرابات الناجحة التي فلحت في انتزاع حقوق العاملين في إعادة النظر في الهيكل الراتبي، ويعد اضراب العاملين في قطاع الكهرباء اخر الاضرابات التي تشغل الراي العام حاليا وسط جدل واسع بضرورة تنفيذ المطالب وذلك لارتباطه بقطاع حيوي وهو الكهرباء سيما عقب تهديد لجنة الهيكل الراتبي بتخفيض التوليد إلى “صفر” ميقاواط.
ويتزامن وإضراب الكهرباء اضراب عمال النظافة بورتسودان و أطباء الامتياز.
السلاح القوي
ويعتبر النقابي السابق بشرى الصائم الإضراب من اقوى الأسلحة في انتزاع الحقوق، مؤكدا في حديثه لـ”الراكوبة” أن واحدة من مهام النقابات تكمن في انتزاع الحقوق عبر التفاوض بينها والمخدم قبل اللجوء إلى الإضراب كوسيلة لتحقيق المطالب.
ويرى الصائم ان تزايد ظاهرة الاضرابات مرده انتشار الحريات في المقام الأول، ثم تردي الوضع الاقتصادي، وقال ان الاضرابات دائما ما تكثر في الانظمة الديمقراطية وتقل في الشمولية منوها إلى ان اكثر الاضرابات نجاحا هي التي يتوافق عليها عبر الجمعية العمومية، وتابع: الاضرابات تنحج بنسبة 100 في المئة اذا تم التوافق عليها عبر الجمعية العمومية، اما التي يتم فرضها من قبل النقابة على الجمعية العمومية دائما تفشل.
ويستدل الصائم على فشل الاضرابات التي تقوم بعيدا عن النقابة باضراب المعلمين الذي فشل بحد تعبيره لاتيانه من قبل تجمع المعلمين وليس النقابة، واكمل: النقابات لها دور كبير في قيادة الإضراب، وهو ما فطن اليه النظام السابق حين تولى سدة الحكم وقام في مبتداه بحل النقابات، قبل أن يسمح بتكوينها لتكون نقابات تابعة له وليست نقابات مطلبية.
المزيد من الاضرابات
ومع تزايد ظاهرة الاضرابات في مختلف القطاعات، يتوقع مراقبين المزيد منها في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ انقلاب ٢٥ اكتوبر الماضي الذي ادى إلى تعقيد الوضع الاقتصادي، واتساع دائرة الفقر.
وشهدت الفترة الماضية عدد من الاضرابات المختلفة منها اضراب (اساتذة الجامعات و العاملين بها، الجهاز القضائي، والمعلمين، والأطباء وغيرهم، ويعرف الإضراب على أنه التوقف عن العمل بصورة مقصودة وجماعية وهدفه الضغط على رب العمل من قبل الأجراء، وبدأت الإضرابات تأخذ أهمية أكبر إبان الثورة الصناعية، عندما اكتسبت مجموعات العمال أهمية أكبر في ظل وجود المصانع والمناجم، في أغلب البلدان، وأُعتبر الإضراب أمر غير مشروع، وذلك للسطوة السياسية التي كان يملكها أصحاب العمل مقارنة بالعمال، كما يلجأ اليه اي _الإضراب _ للضغط على الحكومات لتغيير سياساتها، وأحيانا يساهم في فقدان استقرار حزب سياسي ما.