500 الف طفل مهدد بفقدان فرصة التعليم قبل المدرسي في السودان

أحمد عبدالعزيز
في اجتماع ممثلات لتجمع رياض الأطفال الخاصة والذي يتجاوز ال8 الف روضة خاصة من محليات ولاية الخرطوم لإيصال صوتهن إلى الجهات المسئولة ضد القرارات الايرادية التي “بحسب وصفهن” ستؤدي إلى توقف الخدمة اضطرارا، برزت العديد من الحيثيات والتوصيات.
ما دور وأهمية رياض الأطفال؟
اعتبرت د. شريفة محمد أن الرياض تقدم خدمة ورسالة مهمة وتبني أساس لبناء الوطن، واعتبرت ما يقومون به غرس لأجلأن يحصد المجتمع الثمار تنمية ونماء، كما أوضحت شريفة أن الرياض مواعين استيعابية لكتير من الأمهات كموظفات ومشرفات وعاملات بدوام غير كامل وتساعد حالات وشرايح ضعيفة كالأرامل والمتعففات.
وأضافت أن أدوار الروضة كبيرة لا يمكن حصرها مثل حماية الأطفال وتنمية المهارات واكتشاف القدرات، فضلا عن خدمات التعليم عبر الترفيه وترقية الذكاء الاجتماعي، وهذه أدوار وثغرات كبيرة تسدها الرياض للدولة.
معيقات مهددة لمواصلة عمل الرياض.
في سردها للمعيقات التي تعاني منها رياض الأطفال الخاصة، أكدت أ. فادية سليمان، أن التضخم وخفض قيمة الجنيه تسبب في ارتفاع قيمة الإيجارات وما نسبته 95٪ من الرياض مؤجرة، علما بأن هذا السبب أدى لتوقف بعض الرياض وترك العمل أثناء الجائحة، وأوضحت فادية ان الرسوم المفروضة أصلا عالية كالعوائد والخدمات مع الزيادة الكبيرة في الكهرباء والموية المدفوعة كاستثمار، هذا فضلا عن التزامات موجودة اصلا من ضوابط الألعاب ومرتبات المعلمات والمشرفات والخفراء وتدريب المعلمات، وذكرت ان رسوما جديدة فرضت بداية العام برغم ظروف الجائحة وسداد الكثير من الإيجارات والديون بعد توقف استمر قرابة عام كامل ظلت الإيجارات ومرتبات الخفراء مستمرة. واستنكرت ان تأتي ضريبة مزدوجة بقانون جديد بعد بداية العام الدراسي بوقت كبير بدفع ضريبة نسبة إجمالي تحصيل على كل طفل، وأوضحت ان المبلغ جملة كبير ولايمكن شكلا دفعه حيث أن السداد إجمالي بينما الرسوم تحصل شهريا، ويصحبه تهديد بسحب الرخصة حال عدم السداد، وذكرت ان الامر غير منطقي، خاصة التباين الكبير في الرسوم المفروضة على المدارس الخاصة وهي 8 فصول والتزامات محددة بدفع مبلغ 70 مليون، بينما الرياض الخاصة الاجنبية وهي فصلين فقط مع التزامات وضوابط عديدة تدفع 100 مليون، وقالت إن هذه ازدواجية كانت البلاد تعاني منها سابقا، وها هي الآن تعود غير مراعين للضغوط الاقتصادية الراهنة والديون التي مازالت تدفعها الرياض لمواصلة عملها التربوي والتعليمي،
الموقف القانوني ومآلات القرارات.
أوضحت الأستاذة نجلاء عبدالله أن التحدي الحالي لرياض الأطفال الخاصة جاء في المرسوم المؤقت الصادر من مكتب الوالي المادة 18، والتي تطالب بتحصيل نسبة 2٪ على كل طفل في رياض ولاية الخرطوم البالغة 8.200 روضة لم تراعى فيها جوانب كثيرة، وذكرت انهم كرياض أطفال خاصة خاطبوا الجهات المعنية كما خاطبت الوالي بخطاب طالبت فيه بإلغاء المرسوم المؤقت للأسباب المذكورة سابقا، واستشهدت بشعار الثورة حرية سلام وعدالة وانه لا صوت يعلو فوق صوت الحق.
13 سنة تميز ولكن اسباب قاهره للتوقف!
الجائحة والوضع الاقتصادي كانت سببا لتوقف روضة بمحلية بحري، ودموعها تغالبها ذكرت أ. منال ابراهيم ،أنها اضطرت لخيار التجميد بعد استمرار دام 13 سنة متميزة في التعليم قبل المدرسي، وأوضحت ان الموازنات استعصت عليها مع حسابات استمرار الإيجار لعام ثم حسابات ساحات الألعاب وأركان الخبرات السبع، إضافة لالتزامات الجائحة من كمامات ومعقمات وموارد عديدة، تضاف عليها الرسوم والقرارات الأخيرة كل ذلك، وتعامل صعب من المؤجرين وأصحاب الترحيل دفعها لخيار التجميد رغما عنها، واستطردت بصوت متهدج انها كمربية وليست تاجرة لن تضغط على أولياء الأمور، وطالبت بإيقاف الرسوم الأخيرة والتعامل مع الرياض كمؤسسات تعليمية تأسيسية ورسالية مهمة وليست مصانع او جهات تجارية
تحديات أمام الرياض داخل المدارس.
روضتي داخل مدرسة ومهددة بالرسوم والضريبة الأخيرة إضافة لقرار ازالة، هكذا بدأت الأستاذة نجلاء بشير قصتها، وذكرت ان بدايتها كانت بالبيت لكن رفض المكتب التعليم دفعها للبحث عن مساحة داخل مدرسة الحي، وفي 2001 حولت مكب النفايات خلف المدرسة لروضة جميلة بسور من الطوب الأحمر، صرفت عليها كما تصرف عن أبنائها، وأسستها من الصفر ملتزمة بكل الضوابط واللوائح، وعبر سلسلة ديون من المغالق وجهات أخرى، طلبت منها الإدارة ازالة الفصلين لتوسع المدرسة، وبدأت من الصفر مجددا وبدأت المعاناة من جديد، وبالديون من جديد بدأت مرحلة ثالثة لروضة خاصة لذوي الدخل المحدود، وتقول انها راضية وسعيدة بخدمتها لشرائح المجتمع التي حولها، لكن تقول نجلاء، بعد القرارات الجديدة كيف لها أن تواصل وتدفع نسبة اجمالية لاطفال أيتام لا تطالبهم اصلا بمقابل تعليمهم بالروضة وأبناء وبنات معلمات زميلات، فهل تتوقف وتجمد كسابقتها وتشرد معلمات ومشرفات تضيق عليهن الظروف يوما بعد يوم، ثم تعود للصفر من جديد؟؟
التوصيات
أوضحت الأستاذة انشراح أوشي مديرة المؤتمر الصحفي في ردها على أسئلة الصحفيين في المؤتمر، ان تجمع رياض الأطفال الخاصة بواجه تحديات عديدة في ظل غياب الاتحاد الذي تم حله،و بعد قرار وقف الاتحادات برز تهميش للرياض الخاصة ولم يحدد لها لجنة تسيرية، وطالبات أوشي بلجنة تسيير لرياض الأطفال الخاصة لمواصلة دورها خاصة فيما يلي تدريب المعلمات وتطوير العمل، كما ذكرت جملة المفارقات للقرارات الضريبي خاصة سحب الترخيص وأوصت بالغائه نسبة لظروف الأمهات العاملات ومواصلة العمل بتقويم خاص بالرياض وعدم دمجه بالمدارس وتحديد اجازة شهر واحد تتوافق مع ظروف الأمهات العاملات لدورهن الكبير من مسيرة عجلة الإنتاج، ووجوب وضع أطفالهن في مكان آمن وهي الرياض التي تسد هذه الثغرة الهامة للدولة والوطن.
وخلص المؤتمر لتوصيات أخرى منها منح الرياض لتصديق دائم مع متابعة الضوابط المفروضة والتأكد من ايفائها من قبل الرياض. وتخصيص مركز مجهز لتدريب المعلمات بالرياض ومساعدة الدولة في صناعة الألعاب وفق معايير السلامة. وفي إشارة استنكارية لعدم تجاوب مكتب الوالي مع الخطاب الصادر من قبلهم، ومقابلتهم الإدارات بالمحليات والتي تفاجأت اساسا بالقرار، ولأكثر من 20 يوما وحتى الآن لم يتم الرد عليهم لا من مكتب الوالي او المكتب القانوني او مكتب التحصيل، يوصي المنبر بضرورة الجلوس لسماع شكواهم والعمل معا لضمان تعليم الطفل في بيئة سليمة خالية من التعقيدات، أو سيضروا كرياض خاصة إلى تجميد العام الحالي مع مواصلة المطالبة بالغاء القرار.