مالي: البركة فيكم .

كفى بك داءً

مالي: البركة فيكم .

مجدي الجزولي

كتب بنجامين سوارس، الباحث المرموق في مركز الدراسات الافريقية في لايدن الهولندية، كلمة في عدد 9 يوليو من نيويورك تايمز حمل فيها الناتو المسؤولية عن تدهور الأوضاع في شمال مالي حيث تمكن مسلحون من جماعة “أنصار الدين” السلفية من السيطرة على تمبكتو التاريخية وأحالوا قبابها ومزاراتها إلى أكوام من التراب في مشهد وازى تدمير جماعة طالبان لتماثيل بوذا العملاقة في باميان الأفغانية عام 2004.
نكبة مالي، بحسب سوارس، هي انعكاس مباشر لاقتلاع القذافي بعون الناتو من عرش ليبيا، القذافي الذي طالما آوى جبهة تحرير أزواد التي تقاتل حكومة باماكو طلبا لاستقلال الطوارق بدولة تخصهم شمال مالي. عند انهيار نظام القذافي عاد مقاتلو جبهة أزواد محملين بالسلاح إلى الاقليم وتمكنوا من دحر الجيش المالي وبسط سيطرتهم على تمبكتو ثم إعلان دولتهم المستقلة لكن نافستهم جماعة أنصار الدين التي يزعم محللون نسبتها إلى تنظيم القاعدة في المغرب العربي. لعب نظام القذافي، بحسب سوارس، دور الحارس الاقليمي ضد خطر القاعدة وحلفائها، الدور الذي تعلل به القذافي وهو يهوي طلبا للبقاء. خاطب روس دوتات في عدد 8 يوليو من نيويورك تايمز الحلف الدولي الذي أطاح بالقذافي قائلا: أضعفتم الحكومة المتسلطة التي تحكم نصف بلد، يقصد مالي، وكذلك ائتلاف المتمردين المثير للشكوك والمنقسم على نفسه الذي يحكم الأخرى، يقصد ليبيا، وخلقتم أزمة انسانية تهدد المدنيين ضحايا الصراعات في البلدين. انتهى دوتات إلى مساءلة المبرر الأخلاقي للتدخل الدولي في ليبيا، فقد أنقذ كما قال حياة البعض في بنغازي لكن كان ثمنه إهدار حياة آخرين في تمبكتو.
لكن، الأ نفتقد “الصورة الكبيرة” في رأي كل من سوارس ودوتات، وإن اتفقا على خبال مبدأ “مسؤولية الحماية”، ساتر القوى الدولية كلما واتتها الأسباب لتسلب الملك من تشاء وتعطيه من تشاء بوسيلة الجراحة العسكرية. في خطاب الإثنين، كما خطاب الناتو، لا يذكر أهل ليبيا ولا أهل مالي إلا باعتبارهم ضحايا، هوامل بشرية خالية من البصيرة دع عنك الإرادة السياسية، والخلاف محصور في حساب المكاسب والمخاسر في دفتر الامبريالية الدولية. في هذا المعنى يسعفنا مادح لينين برتولت برخت والذي تساءل ساخرا ماذا تعني جريمة سرقة بنك بالمقارنة مع جريمة انشاء البنك أول الأمر؟ ماذا يعني تهافت الامبريالية المنظور في حروبها الصغرى ضد القذافي أو ضد القاعدة مع جريمة النظام الرأسمالي ككل والتقسيم الامبريالي للعالم، النظام الذي أوكل المهام للقاعدة ثم القذافي، وخلع عن كل عباءته.

تعليق واحد

  1. دفاتر الأمبريالية ليست (كدفتر اليمانى بتاع الدكان) الذى يبحث أحيانآ فى دفاتره القديمة وقد يجد وقد لا يجد، ولكنه دفتر قابل للتمزيق،وهو لا يقلب الصفحة حينما يكتب بل يمزق الصفحة ويبدأمن صفحة جديدة.فمنذ مؤتمر لندن فى أواخر القرن ال19وحتى يومنا هذا لو نظرنا لخارطة العالم لرأينا جبة درويش يدور فى حلقة من حلقات الذكر!وكل ما أصبح صباح حتى نادى منادى بقيام دولة غرغرينستان فى جسد الأنسان المقهور بواسطة بنى جلدته!هل تظنون أن العبيد الذين كانو يباعون يتم أصطيادهم بواسطة (القلوبية)؟ أنما بواسطة بنى جلدتهم وبنى وطنهم ولو شاهدتم لقاء(يبدو أنه تم خلال القمة الأفريقية)الجنرال البشير فى القناةالصينية للأنباء لتضائلت فرصه فى أن يكون صادقآ فى يده الممدودة لسيلفا كير وهو يتمنع عن المصافحة! ولضاعت كل فرصنا فى شمال ماتبقى من وطن، لأن نحتفظ له بورقة توت تغطى عورته ومساوئه السياسية، إن وجدت!فهو يتحدث بجدية عن (تعالوا وخذوا ماتبقى وأنا قادر أعطائكم له!)وما ضحكات الخيابة التى تفلت منه أحيانآ فى وجه المذيعة الأفريقية (الجادة أكثر من فاتوة بتاعة لاهاى الجديدة)إلا محاولاته لأكساب حديثه الباكى والمتوسل نوع المنطق.42

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..