مقالات وآراء سياسية

العلمانية هي الضامن الوحيد لنيل حقوق المهمشين

علاء الدين محمد ابكر

رفض زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي السبت الدعوة للعلمانية الأصولية التي تلغي قيم المعاني الغيبية، مشدداً على أهمية اعتماد اللغة العربية اللغة الوطنية للبلاد، مع الاحتفاظ للثقافات الأخرى بممارسة حقوقها الثقافية.

وخاطب المهدي بالخرطوم مؤتمر مراجعات الخطاب الإسلامي وإدارة التنوع في السودان الذي أقامه مركز المقاصد للتدريب بالتعاون مع مركز التقدم العربي للسياسات “لندن” واصفاً التطلع لنهج إسلامي في السودان بأنه واجب بشرط أن يراعي المساواة في المواطنة والآلية الديمقراطية.

واعتبر المهدي أن التجربة الإسلاموية الأخيرة خلقت ردود فعل سلبية للنهج الإسلامي، داعياً إلى أن يكون الطرح الإسلامي مراعياً للنهج المقاصدي ومتصالحاً مع التنوع من حيث المبدأ.

ودعا المهدي الحزب الجمهوري لمراجعة الفكرة الجمهورية لصاحبها محمود محمد طه، خاصة موقفها من نسخ القرآن مشيراً إلى أن المطلوب هو التدبر لا النسخ. ورأى المهدي أن التعامل مع صناع انقلاب الإنقاذ بالاجتثاث غير صحيح، مشيراً إلى أن الصحيح أن يقوم الإنقاذيون بنقد ذاتي اعترافاً بخطأ الانقلاب، والتمكين الحزبي، وخطأ التطبيق التحكمي للشريعة.

وحذر المهدي من التعبيرات المعادية للإسلام مشيراً إلى أن مثل هذه التيارات يجب أن تعلم أن الإسلام بالإضافة لمركزه الروحي فإنه محمول ثقافي شعبي هائل.

هذا هو تصريح الامام الصادق المهدي حسب موقع قناة الشروق فقد انتقد الامام مطالب  بعض اهل السودان في تطبيق النظام العلماني في ادارة الدولة والعلمانية في عقول البعض انها التعري  والفجور وشرب الخمر وهذا اعتقاد خاطئ فتلك تسمي حريات ولكن العلمانية  هي فصل الدين عن الدولةو  تكفل الحقّ في عدم اعتناق دينٍ معيّنٍ وعدم تبنّي دينٍ معيّنٍ كدينٍ رسميٍّ للدّولة

فهناك العديد من الدول انطلقت بعد تخلصها من ثقل حمل رجال الدين الذين يعيشون على  ظهر الدولة وجمهورية فرنسا خير مثال فالثورة الفرنسية قامت لاجل لقمة العيش فثار. الشعب  ضد الملك الذي كان يمثل  ظل الله في الارض  حسب اعتقاد الكنيسة الكاثوليكية

واستطعت فرنسا بعد تخلصها من تلك العقبة ان تنطلق الي الامام و اليوم تعيش قمة الازدهار والانتعاش الاقتصادي فلايوجد في فرنسا فقير او شخص لايملك منزل او يجد صعوبة في الحصول علي الطعام او يحتاج الي وسيط حتي يعمل والعكس صحيح نجد السودان لازال يعيش معظم شعبة في فقر مدقع وتشرد ربع شعبه في المنافي بحث عن حياة افضل ورغم ان الثروات التي توجد بالسودان تفوق تلك التي توجد في فرنسا

و المطالب بالعلمانية. لم تاتي من فراغ وانما اتت من واقع تجربة حكم حزب الجبهة الاسلامية الذي استولي علي السلطة عبر انقلاب عسكري واستمر في الحكم ثلاثين عام وطبق كل النظريات الفاشلة فكانت النتيجة فقر وجوع ومرض وشارك معهم في تلك المهزلة احزاب تاريخية منهم احزاب الامة بمسمياتها الكثير تارة الامة الاصلاح والتجديد تارة الامة الوطني وتارة الامة الفدرالي والقائمة تطول وكذلك احزب الاتحادي الديمقراطي تارة جناح الشريف الهنذي تارة جناح احمد بلال تارة جناح اشراقة. وتارة جناح الاتحادي الاصل وهلمجرا من الحديث الذي لاينفذ عن تلك الاحزاب وغيرها من الكتل السياسية التي لايعرف عنها المواطن البسيط شي و لم تعمل علي تقويض حكم الانقاذ من الداخل وحتي مشاركتهم في مسرحية الحوار الوطني كانت بهدف الكسب المادي والسياسي ونيل شي من كيكة السلطة وكان يمكن يستمر الامر هكذا مدي الحياة ولكن ثورة الشعب في التاسع عشر من ديسمبر 2018م اجبرت  العديد من الاحزاب بعد ايمانهم بان الثورة منتصرة لا محالة فكان عند  سقوط كل شهيد يعني ذلك الاصرار علي اقتلاع جذور نظام الكيزان وحلفائها من الاحزاب التي وضعت يدها ذات يوم ورقصوا علي جسد الشعب السوداني الذي اكتوي بنار القهر والظلم والاستبداد واليوم شعبنا صار يملك زمام المبادرة فقد استطاع ذلك  الشعب اسقاط الطاغية البشير واجبار الفريق اول عوض بني عوف علي التنحي في اقل من 24 ساعة من اداء القسم ريئس للمجلس العسكري واحدث الشعب زلازل في  الشوارع عقب فض الاعتصام من امام مباني القيادة العامة حتي ازعن المجلس العسكري الانتقالي لصوت العقل وسلم الشعب سلطته  فبعد كل تلك التضحيات وسقوط الشهداء يحق لشعب السودان ان يقرر مصير مستقبلة وله كامل الحرية في خياراته والعلمانية الان صارت مطلب  لقطاع عريض من الشعب  خاصة عند بعض من حركات الكفاح المسلح التي تجد سند من قواعدها الشعبية في الهامش بل حتي داخل الخرطوم نفسها

فتجربة الكيزان القاسية في تطبيق الشريعة الاسلامية نفرت الناس من الحكم الاسلامي في ظل بلد يغلب عليها الطابع القبلي واستغلال النفوذ حيث  القوي  ياكل الضعيف وتطويع القوانين لاصحاب السلطة فيضيع حق المهمشين وبما ان الشعب ليس حقل تجارب فالافضل الاحتكام الي دستور ديمقراطي علماني فتجربة الكيزان صارت منفرة بل وصل الامر ان مجرد لفظ كلمة شريعة تجعل المهمش يتذكر مظالم الماضي التي صارت مقرونه بالقمع والخيار والفقوس والشريعة تطبق فقط علي المهمشين  وحملات النظام العام تجوب شوارع اطراف العاصمة بحث عن الخمور البلدية بينما يقبع ابناء الاثرياء  في اماكن لايمكن الوصول إليها يحتسون الخمور المعتقة من وارد روسيا  واسكتلندا حيث لا تطبق عليهم الحدود والتي تكون متاحة علي اجساد المهمشين الغلابة

والسيد الامام الصادق المهدي عليه الادراك انه يعيش اليوم في عصر يختلف عن ما كان في الماضي حيث كان الولاء المطلق لحزب الامة  ولكن الان فقد تحرر الكثير من الناس من تلك التبعية السياسية والدينة وعلي من زرع الظلم طوال فترة الثلاثين سنة ان يستعد لحصاد مازرع ولكن يكون السودان ماقبل التاسع عشر من ديسمبر فقد ولد سودان جديد. سودان علماني ديمقراطي قادم بقوة الصاروخ وهذا ليس حديث عاطفي وانما هي الحقيقة المرة لدي الكثير منكم  والبلاد مقبلة علي سلام وتكاد تكون العلمانية هي العقبة التي ربما تعرقل الاتفاق اذا مستقبل السودان بين يد العقلاء في الاختيار مابين التعايش السلمي ووطن يسع الجميع يجد كل شخص فيه نفسه او الرجوع الي المربع الاول مربع  الحرب التي تجعل البلاد اطلال تنعق فيها البوم

 

علاء الدين محمد ابكر

[email protected]

 

‫3 تعليقات

  1. الصادق المهدى اتضح انه لا يعرف معنى النقد الذاتى
    قال الانقاذيين مفروض يخلوهم يعملو نقد ذاتى
    النقد مرتبط بتصحيح الخطاء
    كيف يصحح خطاء من قتل شعبه بالالف فى دارفور وفصل الجنوب وسرق الارض وقتل الابرياء فى رمضان واتخذ من القران مطية للبقاء فى الكرسى وهو يقول لضباط الشرطة ولكم فى القصاص حياة يا اولى الالباب
    ويضيف القصاص معناهو الموت مش كدا
    دا بخلاف الزنا فى رمضان
    العلمانية وبس وبدون مليونية يا راعى الارهاب والتخلف
    الجبهجية ذاتهم بضحكو على كلامك دا
    مكنكش فى البلد داير ترجعها لوراء
    لكن بعد دا اتفرغت ليك وما بتحتاج لوقت لانك بلا سند ولا فكر او مال او امن
    بس خباثة ومؤامرات كفعلتك فى جريمة فض الاعتصام

    1. صحيح الما تلحقو جدعو وفاقد الشيءلا يعطيه كما ان كل اناء بما فيه ينضح … اذا كان ما عندو شعبيه المخوفكم شنو … بشعبيته وعلمه وفكره خلاكم بقيتو تنبحو صباح ومساء … لا لا للعلمانيه لا دخل لنا بالدول التي ذكرت كل يعيش ويختار حسب قيمه وعاداته وقيمه وتقاليده … قيم الشعب السوداني وتقاليده وعاداته مستمده من دينه ولا يمكن التخلي عنها مهما نبحتم ومهما بكيتم … تتمشدقون بالديمقراطية والحريه والعداله وانتم ابعد الناس عنها وعن شعارات الثورة .. انتم تريدون ان تفرضوا رايكم علي الشعب السوداني ولكن هيهات فالشعب قد وعي الدرس اي ديمقراطية هذه التي تريدون بها فرض آرائكم علي الناس ديمقراطيه قال !!! ان كنتم تريدون ان تخرجوا الناس عن دينها فدونكم خرط القتاد وان غدا لناظره قريب

  2. “الصادق المهدي باعتباره حارس مشارع الديمقراطية في السودان وفي العالم العربي ولعل الانتقادات والهجوم الذي يوجه للامام الصادق المهدي ياتي له من باب الديمقراطية ومن خصومها الالداء وتشويه صورة الصادق المهدي هو تشويه للديمقراطية ولكل الثورات التي شهدها السودان من اكتوبر 1964 وحتى ديسمبر 2018”.

    بدات حمى الانتخابات وفاقدي السند اصبحوا يتحسسون سلاحهم ولكن هذه المرة حزب الامة كان زندية حزب الامة لها وان ديمقراطية مخزن الجماهير سوف يكون له فيها نصيب الاسد.

    علمانية و شيوعيه وكيزانية كلها وجوه لعملة واحدة فالتبحث لها عن ارض غير السودان. . كفاية ارتفعت بعض الاصوات في الفضاءات ولكنها لا تخرج عن الغرف المغلقة .. اطلعوا الى الهواء الطلق في الريف والقرى والحضر سوف تجدون حزب الامة رايته عالية وخفاقة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..