
تعجبت كثيراً خلال زيارتي الأخيرة للسودان من الكم الهائل لحاملي درجة الدكتوراة، و البلد تعاني من غضب الطبيعة و غضب السياسة تعيش أسواء حالاتها الإقتصادية و التنموية, البيوت تشكو قلة الجرذان، البيت الواحد فيه إثنين من حاملي الدكتوراة PHD و البقية ماجستير، حاملي هذه الألقاب يجب أن يكونوا مؤسسات فكرية Think tank و أداة فعلية لتغيير الواقع المرير و لكن للأسف البعض منهم عبء على المجتمع يتقلدون هذه الدرجات العلمية ليخاطبهم المجتمع بكلمة ( يا دكتور).
عندما إلتحقت بكلية الأداب جامعة جنيف لتعلم اللغة الفرنسية قسم اللغة الفرنسية و أدابها Ecole des Langues et Civilisation Françaises لاحظتُ أن لا أحد في مجلس الأساتذة حاصل على درجة الدكتوراة لأنها ترفٌ أكاديمي.
PHD درجة أكاديمية يقدم حاملها البحوث و الأوراق التي تحدث المعجزات وتغير واقع البشرية فإن لم تحدث آثر وتأثير فهي ليست إضافة تنموية إنما إضافة معنوية لحاملها يتبختر بها في صالونات الأفراح و صيوانات العزاء ليستمتع بكلمة ( يادكتور).
في سويسرا مثلاً تتوجه فئة قليلة من الشباب إلى الجامعات , التعليم التطبيقي و المهني Poly Technic يتمتع بشعبية أكبر، حيث يسلك ثلثا الشباب هذا الطريق.
أما درجة البرفيسور فهي درجة علمية و ليست أكاديمية تُمنح لمن له خبرات متراكمة و مساهمات في المجتمع و بحوث نادرة و لا تُمنح إلا بعد تجارب حياتية وأحياناً تقدم في العمر.
أستاذ علم الآثار السويسري Archeologist شارلز بونيه منحته جامعة جنيف مؤخراً درجة البرفيسور بعد الإنجاز و الإعجاز في إكتشاف الآثار السودانية في منطقة كرمة و معاناته لمدة أكثر من أربعين سنة للعيش في بيئة قاسية لإكتشاف الهوية السودانية مُنِح هذا اللقب عندما إكتشف أن أصل الحضارة الفرعونية في جنوب الوادي ( شمال السودان).
كلمة بروف Prof بالغة الفرنسية تعني أستاذ المرحلة الثانوية و الجامعيه، يطلقونها الطلبة على أساتذتهم في هذه المراحل.
خلاصة القول نريد من هولاء المستنيرين أن يغيروا لنا حال البلد بغزير علمهم و وافر معرفتهم و بحوثهم التي تُطبق على أرض الواقع نريد لهذا اللقب الأكاديمي أن يُصبح أداة إجتماعية ليس فقط مكانة إجتماعية.
حاملي درجة الدكتوراة من كثرتهم و وفرتهم أصبحوا كالفنانين الذين تعج بهم القنوات الفضائية و صالات الأفراح و صالونات الإنس و السهر.
و أخيراً
ألحقني يا دكتور واللهِ ……..ما بقدر
عاينت و أنا عيّان ممنوع من السكر
صدقت ياعزيزي
يا سلام مقال جميل
ورجعت لينا الذكريات زمان
لمن الناس يمشو للاستديو ياخدو صورة
اي واحد عتدو ساعة بمد ايدو لقدام عشان تظهر
في الصورة، حليل تتي وزمن تتي وخنفس امين حسن عمر