حركة العدل والمساواة… «نسياً منسياً»..اا

معاوية يس
قبل شهر – على وجه التمام – من تفجير عدد من الكنائس في نيجيريا في يوم عيد الميلاد، في هجمات نفذتها «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» المسماة «بوكو حرام»، أبلغ الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك تجمعاً للمستثمرين الأجانب في بلاده، استضافته العاصمة الفرنسية باريس، أن جهود قوات الأمن النيجيرية التي أسفرت عن قتل مؤسس الجماعة محمد يوسف في عام 2009، والقبض على عدد من قادتها وعناصرها، يعني أن «بوكو حرام» ستصبح «قريباً جداً نسياً منسياً». لكن الحركة المتشددة تغدت بالحكومة النيجيرية قبل أن تتعشى الأخيرة بها، ولا يعرف أحد إلى متى، وإلى أين ستمضي معارك الكر والفر بين الجانبين؟
الشيء نفسه قالته الحكومة في «بوغوتا» غداة نجاح قواتها في قتل زعيم حركة «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) ألفونسو كانو، في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بيد أنه سرعان ما اتضح أن أمل الحكومة الكولومبية بسحق ثوار «فارك» لا يعدو أن يكون حلم يقظة، إذ تجذرت الحركة المعارضة المسلحة، واكتسبت خبرات متراكمة بعدما ظلت تقاتل الحكومة منذ تأسيسها في عام 1964، على رغم أن الولايات المتحدة دخلت طرفاً مباشراً في القتال ضدها منذ عام 2002.
وحين أعلن مقتل مؤسس الجيش الشعبي لتحرير السودان العقيد جون قرنق بحادثة تحطم مروحية في أدغال الجنوب السوداني، في عام 2005، لم يخف مسؤولو الحكومة السودانية شماتتهم في من سمتهم صحف الخرطوم «أولاد قرنق»، كناية عن مناداتهم بانفصال الجنوب. غير أن الجنوبيين صمدوا بوجه الشماتة ومحاولات التآمر والإقصاء، ونجحوا في تموز (يوليو) 2011 في رفع علم دولتهم المستقلة، ليبدأوا مسيرة البناء والنماء بعيداً من غائلة الحرب التي ظل محفل الخرطوم يشنها على بلادهم وشعبهم على مدى ما يقارب عقدين.
لكن الخرطوم لا تتعلم شيئاً. فما إن تمكنت قواتها بمساعدة خارجية من اغتيال قائد حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم الأسبوع الماضي، حتى أعلنت فروع حزبها في ولايات الغرب القصي والوسيط إقامة مسيرات فرح بموت الخصم اللدود للنظام، بل إن كبار قادة المحفل الخماسي الذي يسيطر على البلاد نحروا الذبائح في دورهم الفاخرة في العاصمة، ليؤكدوا لجميع مسلمي العالم أن من طبائع الإسلاميين حين يغتصبون السلطة الشماتة في خصومهم، والرقص فوق جثث قتلاهم، خصوصاً إذا كانوا من المنشقين عن حركتهم النافقة.
والأشد مضاضة أن كبار مسؤولي الحكومة السودانية سارعوا للادعاء بأن مقتل إبراهيم يعني نهاية حركته، وراحت المراكز الصحافية التي يديرها جهاز الأمن السوداني تنسب إلى مصادرها من المنشقين عن إبراهيم وممن تم شراء ذممهم من قواد دارفور السابقين أن الحركة ستتشظى بسبب غياب قائدها، وأن غيابه سيؤدي لا مندوحة إلى انهيار تحالف «كاودا» بين الحركات المسلحة المعارضة لنظام الخرطوم.
كلها تخرصات ليست في مكانها، فقد ظلت حركة العدل والمساواة متماسكة على رغم محاولات النظام المستمرة لشقها، وشراء ذمم عناصرها. وسعى رجال الاستخبارات السودانية إلى محاولة اختطاف إبراهيم من الفندق الذي استضافه فيه العقيد معمر القذافي منذ محاولة إبراهيم الجريئة لاحتلال العاصمة السودانية في عام 2008، وحاولت الخرطوم خنق إمدادات الحركة من خلال إبرام حلف غامض مع الرئيس التشادي إدريس ديبي، منع بموجبه دخول عناصر الحركة وقادتها الأراضي التشادية، غير أن ذلك كله لم يمنع «العدل والمساواة» من مواصلة القتال، وتخويف الأمن السوداني من محاولة جديدة لاحتلال الخرطوم، ولعل أبلغ دليل على ذلك أن الحكومة السودانية منعت أسرة إبراهيم من إقامة «صيوان» لتقبل التعازي فيه، بل أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على أبناء الهامش وعناصر الأحزاب السياسية الذين دفعتهم فطرتهم وأخلاقهم القويمة لتقديم التعازي إلى أرملة الفقيد وأبنائه وبناته.
خطأ كبير أن تعتقد الخرطوم أنها باغتيالها إبراهيم ستستعيد سيطرتها المفقودة على إقليم دارفور، وأنها ستظفر بتركيع ثوار الغرب السوداني الذين نازلوها في عقر داريْها، حين اقتحمت حجافلهم مدينة أم درمان في وضح النهار، وحين قامت عناصرهم بتدمير مقاتلات وقاذفات سلاح الجو السوداني في مطار الفاشر، العاصمة التاريخية لسلطنة دارفور الإسلامية التي ظلت تنعم بالاستقلال حتى ضمها الاستعمار البريطاني إلى حكومة السودان في عام 1916.
والأخطر من ذلك أن حركة العدل والمساواة تعتمد بدرجة كبيرة على مقاتليها من أبناء ولاية شمال كردفان، التي شاءت الأقدار أن تشهد الغدر بإبراهيم، إذ ووري ثراها تجسيداً للتناغم بين أبناء الغرب الأقصى والوسيط من المهمشين الذين قرروا رفع السلاح بوجه المظالم التي ظلوا يتجرعون حنظلها من المركز (الخرطوم).
كان الزعيم الراحل إبراهيم أحد عناصر الحركة الإسلامية النافقة، وينظر إليه كثيرون باعتباره ذراعاً للحزب الذي يتزعمه العراب السابق للنظام الدكتور حسن الترابي، غير أن ذلك لم يثنهِ عن المضي في سبيل قضية موطنيه الصغير والكبير، مشدداً دوماً على أنه ثائر من أجل السودانيين قاطبة، وليس من أجل جهته وحدها. ولم تُغْرٍه الدعوات المتكررة إلى اللحاق بقطار تقرير المصير من أجل دولة مستقلة في دارفور، على رغم شدة كيد الخرطوم لمقاتليه. ولا شك في أن حركته تزخر بالقيادات التي خلفها إبراهيم في الداخل والخارج، ممن يستطيعون سد ما شغر بغيابه. ولن تخلو مسيرتها من عناصر رخوة قابلة للتساقط قبل بلوغ المسيرة مقصدها، فقد انشق عنها كثيرون، لكنها لم تهتز، ولم تصبح «نسياً منسياً» على حد عبارة الرئيس النيجيري.
ولعل أكثر ما سيُلقِم المتشدقين من أقطاب النظام باضمحلال الحركة باغتيال قائدها حجراً يهشم أسنانهم، أن إبراهيم استطاع قبل الغدر به أن يوسع تفاهماته مع أبناء كردفان الشمالية ليضخوا دماً جديداً في الحركة، والإسهام في الزحف الثاني صوب العاصمة السودانية، لكن أخطر ما سيقود إليه اغتيال إبراهيم أنه سيفتح الباب أمام هجمات انتقامية لاستهداف القيادات، وهو مسلك من شأنه أن ينقل معركة الديموقراطية في السودان إلى وهدة سحيقة قد يصعب النهوض منها. وعندئذ سيكون منطق الجماعات السودانية كافة منطق الحكومة الراهنة: بالقوة والسلاح وحدهما تتحقق المطالب والأهداف. أوليس هو شلال نهر الهادر مقبلاً يكتسح كل شيء أمامه؟ هذه المرة سيكون مدمراً ومؤلماً، لأن الخرطوم ستكون ساحته الرئيسة، ولن يقتصر على الهوامش النائية الغارقة أصلاً في دمائها وأنقاضها… اللهم ألطف ببلادنا قبل أن تسري فينا عدوى النموذج الليبي والسوري واليمني، الذي لن يكون منه فكاك إذا أراد أهلنا إزاحة أقطاب الإسلام السياسي.
* صحافي من أسرة «الحياة».
عزيزي معاوية يس , امتني ان يفقه هؤلاء ما تقول لانهم ابدا لا يتعظون , وكفانا الله شر الحرب التي لابد منها وكفي الحرب شرنا فنحن أمرُ منها.
لقد اختار الكيزان المنازلة من خلال التصفيات الجسدية للمعارضين ونتمنى ان تكون قدر ذلك وتتحمل تبعات افعالها الغادرة الحاقدة . ومن وهنهم وحقدهم تراهــم شامتون لقتل د/ خليل ابراهيم ونسوا انهم سيتجرعون من نفس الكاس التى شربنا منها الله اكبر فلا نامت اعين الكيزان الجبناء .
يا اخ جماعة المحفل الخماسي اصلا مراهقين في عالم السياسة – واحتفائهم بانفصال الجنوب كان اكبر دليل على حماقتهم – وتخبطهم — وقول البشير مقتل خليل قضاء رباني – يدل على مدى سطحيته وغثاء ما يتفوه به حديث – ويبدو انه نسى ان نائبه الاول الزبير محمد صالح واخرين من رموز دولته ورموز الحركة ماتوا في حادثة غامضة فهل هذا قضاء رباني ام امر دبر بليل ؟ وهل موت مجذوب الخليفة قضاء رباني ؟ وهل موت ابراهيم شمس الدين كان نقمة ام نعمة جعلت البشير من بعده يرقص مع زوجته على انغام تجرحني ليه وانا كل جراح
تحياتي معاويه …أزمة دارفور لها جذورها ومسبباتها الموضوعية من تهميش وجوع وفقر وإختلال في ميزان توزيع السلطة والثروة وبروز وتصاعد نزعة التعالي العرقي والجهوي فمن الجهل و العبث تجاهل جوهر القضيه بالاتجاه لأختزال الازمة في شخص د. خليل إبراهيم….
البادي اظلم عليكم تحمل تبعات ذلك ونبدا بافع المانافع ونقولوا بل راسك
المتل راس القمريه
بعدين ماتكورك ياجبان
وانت ايهل الغبي المدعوا مصطفي سجمان اسماعبل عود القذافي راجيك
وبقية فئران السفينة حتنط في المويه
قالوا ابو الجاز عندو فندق اربعة نجوم في ماليزيا
وداد بابكر عندها برج في دبي
Any person believe that "Albashir" regime will go peacefully …I say to him , you are wrong and you should think again….This regime is corrupted to degree beyond imagination….its incurable disease ….moreover, they do not have heart to fight…they just use the state to protect themselves, but that is not going to be for long before the final horrible collapse
DEATH TO "ALBASHIR" RUTHLESS REGIME….DEATH TO ALBASHIR BLOODY REGIME
LONG LIVE SUDAN…..LONG LIVE SUDANESE PEOPLE
لا داعي تزييف الحقائق معركة الفاشر من انجازات حركة تحرير السودان و ليس من انجازات العدل و المساواة